Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

كيسنجر يشرح معنى "القيادة"

الكتاب عن 6 شخصيات من القرن الـ 20 أحدثت اختراقاً في مصائر دولها وصارت رموزاً تلهم الأجيال

أزمات الشرق الأوسط حاضرة بقوة خصوصاً ضمن فصلي السادات ونيكسون في كتاب "القيادة" لهنري كيسنجر (رويترز)

 

ملخص

يقول كيسنجر إن أصحاب الرؤية يميلون "إلى عدم الثقة بالتدرج باعتباره تنازلاً غير ضروري"

بمزيج من كفاءته الأكاديمية وخبرته في السياسة العالمية، صاغ هنري كيسنجر كتاباً يعدّ مرجعاً في تفسير وتحليل معنى الزعامة. الكتاب تناول أبحاثاً معمقة تجمع بين البيئة التاريخية والخلفيات الفكرية والنوازع النفسية لست شخصيات طبعت القرن الـ 20. الشخصيات هي كونراد أديناور وشارل ديغول وأنور السادات ولي كوان يو وريتشارد نيكسون ومارغريت تاتشر. المشترك بينها أنها صنعت التاريخ وأحدثت اختراقاً استراتيجياً في دولها وفي اتجاهات السياسة الدولية.

عنوان الكتاب "القيادة"، وهو آخر منجز لكيسنجر قبل وفاته العام الماضي، وفي مقدمة الكتاب وقبل أن يغوص في هذه الشخصيات، انكبّ على تعريف معنى الزعامة. تلك الصفحات الأولى يمكن عدّها "دفتر تطبيق" لكل من يريد أن يتجاوز الممارسة التقليدية للسياسة. فالقيادة الاستثنائية، بمعتقده، تتطلب إما رجل دولة أو صاحب رؤية. ورجل الدولة "مهمته التلاعب بالظروف بدلاً من تركها تتلاعب به مع ضمان احتفاظ مجتمعه بإحساسه الأساسي بنفسه من خلال التطورات التي يشجع على إحداثها داخله".

هذا النوع من القادة "يميل إلى التحوط من أن تتعرض حتى أكثر خططه للفشل"، وهو "طموح ولكنه ليس ثورياً". ومن بين هذه الفئة يعدد بسمارك ومصطفى كمال أتاتورك وفرانكلين روزفلت وجواهر لال نهرو. أما أصحاب الرؤية، فيستدعون "رؤاهم المتعالية دليلاً على صلاحهم وقدرهم أن يعيدوا تعريف ما يظهر أنه ممكن"، إنهم كما وصفهم جورج برنارد شو الرجال غير العقلانيين الذين يُنسب إليهم كل تقدم.

ويتابع كيسنجر أن أصحاب الرؤية يميلون "إلى عدم الثقة بالتدرج باعتباره تنازلاً غير ضروري أمام الزمن والظروف وهدفهم تجاوز الوضع الراهن بدلاً من إدارته"، وأخناتون وجان دارك ولينين وغاندي ضمن هذه الفئة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وعلى رغم أن ونستون تشرتشل ليس ضمن شخصيات موضوع الكتاب، إلا أن كيسنجر أشار إليه عندما ذكر أنه أقرب إلى صاحب رؤية لكنه تنقل بين الفئتين، بينما شخصياته الست أقرب إلى نموذج رجل الدولة. ولم يبدِ كيسنجر أي تفضيل أو ميل فكري إلى أي من القادة الذين شرّحهم. بقي محايداً لكن تقديره لأدوارهم يمكن استنتاجه من خلال السرد وما حققوه من أمثلة تُحتذى، وكيف واجهوا الصعاب برفع منسوب التحدي بدلاً من الاستعانة بمنطق إدارة الأزمات، وكيف أقدموا على قرارات غير متوقعة وأحياناً متهورة. المفيد أن كيسنجر يقدم أيضاً تحليلاً تاريخياً للدول التي انتموا إليها، ولما حصل قبل صعود هؤلاء الأبطال على مسرح الأحداث.

أزمات الشرق الأوسط حاضرة بقوة، خصوصاً في فصلي السادات ونيكسون. وعن حرب 1973 يذكر ما قاله له وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه ديان عندما سأله لماذا لم يحشد الجيش في أكتوبر (تشرين الأول)؟، "لقد جعلني السادات أفعل ذلك مرتين بكلفة 10 ملايين دولار في كل مرة. عندما كانت المرة الثالثة ظننت أنه غير جاد. ولكنه خدعني".

وفي معرض تحليل شخصية نيكسون كتب "في بعض الأحيان يدلي بتصريحات لا تعكس النطاق الكامل لما ينويه. ولا ينبغي الخلط بين هذا السلوك والتردد"، فالعمل كمساعد لنيكسون يتطلب وعياً شديداً بطريقة عمله، فهو لا يقصد دائماً أن كل أوامره وتعليقاته يجب أن تنفذ حرفياً، ويعطي هذا المثل، عام 1969 اختطف فلسطينيون طائرة ركاب أميركية كانت في طريقها من روما إلى إسرائيل وأجبروا طاقمها على التوجه إلى دمشق، عندما أبلغه كيسنجر بالحادثة، كان نيكسون يستمتع بعشاء مع أصدقائه القدامى، فأجاب، "اقصفوا دمشق". "القصد كان إثارة إعجاب من حوله وليس توجيه أمر رسمي". 

المزيد من تحلیل