Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

كيف أثرت حرب غزة على القطاع السياحي في الأردن؟

الخسائر تتراوح ما بين 250 إلى 281 مليون دولار شهرياً

مطار الملكة علياء في العاصمة عمّان (اندبندنت عربية - صلاح ملكاوي)

ملخص

تراجعت حجوزات الفنادق بنحو 50 في المئة والمطاعم بنسبة 60 في المئة منذ اندلاع حرب غزة

يحاول الأردن جاهداً النأي بنفسه عن التداعيات الاقتصادية للحرب في غزة، والتي أصابت العديد من القطاعات الحيوية في مقتل، من بينها القطاع السياحي. ووفق مراقبين، فإن اعتبارات عديدة جعلت للقطاع السياحي نصيب الأسد في الخسائر والتراجع أبرزها قرب الأماكن السياحية الرئيسية كالعقبة والبحر الميت من الحدود الأردنية المشتركة مع إسرائيل.

وتعتمد السياحة في الأردن، بشكل كبير، على السياح القادمين من الدول الأوروبية، وبالتالي إلغاء الحجوزات السياحية خشية تطور الحرب في غزة إلى نزاع إقليمي.

تراجع كبير

ورصد وزير السياحة الأردني مكرم القيسي كيف تراجعت حجوزات الفنادق بنحو 50 في المئة منذ اندلاع الحرب في غزة، كما تراجعت حجوزات المطاعم السياحية بنسبة 60 في المئة، وتوقع الوزير الأردني استمرار تراجع قطاع السياحة كلما طال أمد الحرب التي تزيد مخاوف سفر السياح للأردن على رغم جهود كبيرة للحكومة لجذب السياح عبر إطلاق حملات وتقديم عروض ترويجية، وتوقع تسجيل خسائر تتراوح ما بين 250 إلى 281 مليون دولار شهرياً.

كلام وزير السياحة يتقاطع مع تقرير للبنك الدولي أفاد فيه بأن السياحة في الأردن تضررت من حرب غزة بشكل كبير، وتراجعت نسب الإشغال وحجوزات الفنادق من 50 إلى 75 في المئة مباشرة خلال الشهرين التاليين لاندلاع الحرب. وأوضح التقرير مدى ارتباط قطاع السياحة، الذي يشكل 1.5 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي، بقطاعات أخرى مثل تجارة التجزئة والنقل والبناء.

ووفق التقرير، كان الأردن يعتمد كثيراً على سياحة اليوم الواحد، والتي يشكل السياح الإسرائيليون معظم مرتاديها، كما أن قطاع الطيران قد يتكبد تكاليف تشغيلية أعلى لاتخاذ الرحلات مسارات أطول.

انكفاء بعد تحسن

وعلى رغم أن هذا القطاع بدأ يشهد تعافياً ملحوظاً على إثر جائحة كورونا، إلا أن الأشهر الأخيرة شهدت انخفاضاً واضحاً في عدد زوار مدينة "البتراء" الأثرية وجبل "نيبو"، وتفسر جمعية الفنادق الأردنية الأمر بتخوف السياح من نزاع الشرق الأوسط عموماً، وعزوف بعض شركات الطيران عن تسيير الرحلات إلى الأردن.

ووفقاً لإحصاءات الجمعية الأردنية، بلغت نسب الإشغال في المنشآت الفندقية حتى نهاية يناير (كانون الثاني) بالعاصمة عمان 22 في المئة، والبحر الميت 11 في المئة، فيما بلغت في البتراء تسعة في المئة.

ودعا مختصون الحكومة إلى اتخاذ إجراءات فورية لدعم القطاع الفندقي، من خلال تقديم حوافز مالية، وتسهيلات ضريبية، وتوفير برامج تمويل ميسرة للمؤسسات الفندقية وتشجيع السياحة الداخلية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويواجه القطاع السياحي مشكلة أخرى تتعلق بالعاملين سواء في الفنادق أو المنشآت السياحية، والذين يزيد عددهم على 60 ألف شخص، ويعملون داخل فنادق يزيد عددها على 600 فندق، ويتوقع أن يتم الاستغناء عن عدد منهم وتسريحهم في حال طالت الأزمة.

كما أشار عاملون في القطاع السياحي إلى تضرر قطاع الأدلاء والنقل السياحي والمكاتب السياحية بخسائر تصل إلى 70 في المئة، ووفقاً للبنك الدولي، فإن قطاع الطيران قد يتكبد تكاليف تشغيلية أعلى لاتخاذ الرحلات مسارات أطول.

صندوق لمنعة السياحة

وفي محاولة منها لتقليل تداعيات الأحداث الجيوسياسية في المنطقة على السياحة، اقترحت الحكومة إنشاء صندوق لمنعة القطاع وتعزيز السياحة، بما يسهم في تشجيع السياحة الداخلية والسياحة الخضراء.

ويعمل الصندوق على توفير الإمكانيات الفنية والتأهيل والتدريب والتمويل للمشاريع الريادية في القطاع، ودعم المجتمعات المحلية والمرأة والشباب.

وكان قطاع السياحة في الأردن في حالة انتعاش قوية حتى أواخر عام 2023، وبحسب بيانات وزارة السياحة الأردنية، فقد ارتفع عدد الزوار إلى البلاد، خلال النصف الأول من عام 2023، بنسبة 41.9 في المئة مقارنة بالفترة نفسها من عام 2022، ليصل إلى 4.5 مليون زائر. كما ارتفع الدخل السياحي خلال الفترة نفسها بنسبة 27.7 في المئة ليصل إلى 3.65 مليار دولار.

وإلى جانب الحرب في غزة، أدى ارتفاع أسعار النفط إلى ارتفاع تكاليف السفر، فضلاً عما يشهده الاقتصاد العالمي من حالة عدم الاستقرار، ما فرض، بدوره، تراجعاً في الطلب على السياحة بشكل عام.

المزيد من العالم العربي