لم يطرأ تغير يذكر على أسعار النفط اليوم الثلاثاء، إذ يعكف المتعاملون على دراسة مجموعة من المعطيات المقلقة المتضاربة على صعيدي العرض والطلب مع تزايد التوتر في منطقة الشرق الأوسط ومشكلات خاصة ببرودة الطقس تتسبب في تعطل الإنتاج بالولايات المتحدة.
وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت سنتين إلى 80.04 دولار للبرميل، في حين تراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي في أحدث تعاملات سنتاً واحداً إلى 74.75 دولار للبرميل.
الخامان ارتفعا بنحو اثنين في المئة
وكان الخامان ارتفعا بنحو اثنين في المئة أمس الإثنين، إذ أثار هجوم بطائرة مسيّرة أوكرانية على محطة أوست لوغا لتصدير الوقود التابعة لشركة "نوفاتك" مخاوف في شأن الإمدادات ومن ثم صعود الأسعار.
ويرجح محللون أن تستأنف "نوفاتك" عملياتها هناك إلى حد كبير في غضون أسابيع.
وقال محللون من "أي إن زد" للأبحاث في تقرير إنه في حين لحقت أضرار بأرصفة التحميل في المحطة، فقد "أثرت لفترة وجيزة في الصادرات"، إلا أن هذه الخطوة تثير احتمالات انتقال الحرب الروسية - الأوكرانية إلى مرحلة جديدة، إذ يستهدف الطرفان البنية التحتية الرئيسة للطاقة.
وفي منطقة الشرق الأوسط، نفذت قوات أميركية وبريطانية جولة جديدة من الضربات استهدفت موقع تخزين تحت الأرض للحوثيين وقدرات صاروخية ومراقبة تستخدمها جماعة الحوثي المتحالفة مع إيران.
وأدت الهجمات التي شنها الحوثيون على السفن في منطقة البحر الأحمر وما حولها إلى تعطيل حركة الشحن العالمية وأثارت مخاوف من التضخم، وتقول الجماعة إن هجماتها تأتي تضامناً مع الفلسطينيين في وقت تقصف إسرائيل قطاع غزة.
ولا يزال بعض المحللين متفائلين في شأن العوامل الأساسية للسوق على المدى القريب بسبب هذه الصراعات المستمرة.
تأثير الطقس في إنتاج النفط الأميركي
وقال ليون لي المحلل لدى "سي إم سي ماركتس" في شنغهاي "من دون أي مخاوف في شأن الركود، فإن تأثير الطقس الحاد في إنتاج النفط الأميركي وتصاعد الصراعات الجيوسياسية لا يزالان يدعمان أسعار النفط".
إلى ذلك أفادت إدارة خطوط الأنابيب في الولاية أمس بأن نسبة 20 في المئة من إنتاج النفط في ولاية نورث داكوتا بالولايات المتحدة ظلت متوقفة بسبب البرد الشديد والصعوبات التشغيلية.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
لكن المخاوف في شأن صعوبة التعافي الاقتصادي المتعثر في الصين ضغطت على الأسواق، مما يثير مخاوف في شأن الطلب العالمي على النفط بالنظر إلى أن العملاق الآسيوي هو أكبر مستورد للنفط الخام في العالم.
وطرح صناع السياسة الصينيون مجموعة من التدابير لدعم الاقتصاد، لكن الاستهلاك المحلي لا يزال باهتاً، مما يجعل المتعاملين في النفط في حال من التوتر إزاء آفاق الطلب.
استئناف الإنتاج في حقل الشرارة الليبي
وأول من أمس الأحد استأنفت المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا الإنتاج في حقل الشرارة النفطي، بعدما أنهى محتجون اعتصاماً أوقف الإنتاج منذ أوائل الشهر الجاري.
وحقل الشرارة أحد أكبر الحقول في ليبيا، إذ تبلغ طاقته الإنتاجية 300 ألف برميل يومياً، لكنه هدف متكرر للاحتجاجات السياسية المحلية والأوسع نطاقاً.
وكان الحقل أغلق بدءاً من الثالث من يناير (كانون الثاني) الجاري عقب اعتصام محتجين من منطقة فزان في جنوب ليبيا.
ويقع الحقل في حوض مرزق بجنوب شرقي ليبيا، وتديره المؤسسة الوطنية للنفط عبر شركة "أكاكوس" مع شركات "ريبسول" الإسبانية و"توتال" الفرنسية و"أو إم في" النمسوية و"إكوينور" النرويجية.
ووقع عقد مصفاة الجنوب في مارس (آذار) 2023 بين شركة "زلاف" التابعة للمؤسسة الوطنية للنفط وشركة "هانيويل" للأعمال الهندسية ومقرها الولايات المتحدة.
وقالت "زلاف" في ذلك الوقت إن المشروع سينفذ على مرحلتين من دون الكشف عن الجدول الزمني للعمل.
وتتوقع الشركة أن تراوح كلفته ما بين بين 500 و600 مليون دولار.
وأوضحت المؤسسة الوطنية للنفط في وقت سابق أن مصفاة الجنوب ستنتج غاز الطهي ووقود الطائرات ومنتجات أخرى منها 1.4 مليون ليتر يومياً من البنزين و1.1 مليون ليتر من الديزل في اليوم.
وتعطل إنتاج النفط الليبي مراراً بسبب الاضطرابات السياسية في العقد الذي أعقب الانتفاضة التي دعمها حلف شمال الأطلسي عام 2011.