ملخص
وقع الرئيس الأميركي دونالد ترمب أمس الإثنين مرسوماً يرفع الرسوم الجمركية الإضافية على السلع الصينية الواردة إلى الولايات المتحدة إلى 20 في المئة اعتباراً من اليوم الثلاثاء، كما فرض رسوماً بنسبة 25 في المئة على البضائع القادمة من المكسيك وكندا، ما حوّل المخاوف من نشوب حرب تجارية إلى حقيقة.
أعلنت بكين اليوم الثلاثاء فرض رسوم جمركية إضافية على مجموعة من المنتجات الأميركية من بينها الدجاج والقمح والذرة والصويا، رداً على بدء سريان رسوم أميركية على منتجات صينية.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترمب وقع أمس الإثنين مرسوماً يرفع الرسوم الجمركية الإضافية على السلع الصينية الواردة إلى الولايات المتحدة إلى 20 في المئة اعتباراً من اليوم.
ورداً على ذلك أعلنت الصين اليوم فرض رسوم جمركية إضافية بنسبة 15 في المئة على منتجات الدجاج والقمح والذرة والقطن الأميركية الواردة إلى الصين.
وستفرض رسوم جمركية إضافية بنسبة 10 في المئة على سلع أميركية أخرى مثل الذرة البيضاء والصويا ولحم الخنزير والبقر ومنتجات البحر والفاكهة والخضراوات ومشتقات الحليب.
وأوضحت وزارة المال الصينية في بيان، "واشنطن بتحركها الأحادي الجانب تمس بالنظام التجاري متعدد الأطراف" و"تضعف أسس التعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين والولايات المتحدة".
ويبدأ سريان الرسوم الجمركية الجديدة بعد الـ10 من مارس (آذار) الجاري، وفق ما أوضح بيان الوزارة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
إلى ذلك قالت الرئيسة المكسيكية كلاوديا شينباوم إن بلادها سترد على التعريفات الجمركية التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترمب برسوم "جمركية وغير جمركية".
انخفاض عملتي كندا والمكسيك
تزامناً هبط الدولار الكندي والبيزو المكسيكي اليوم إلى أدنى مستوى لهما في شهر مع تحول المخاوف من نشوب حرب تجارية إلى حقيقة بعدما نفذ ترمب تهديداته بفرض رسوم جمركية على كندا والمكسيك والصين.
ودخلت الرسوم الجمركية الجديدة التي فرضها ترمب بنسبة 25 في المئة على البضائع القادمة من المكسيك وكندا حيز التنفيذ في الساعة 05:01 بتوقيت غرينتش.
وانخفض الدولار الكندي إلى 1.4508 دولار في ساعات التداول الآسيوية بعدما لامس أدنى مستوى له في شهر عند 1.45415 دولار أمس الإثنين، كما تراجع البيزو المكسيكي بأكثر من 0.5 في المئة إلى 20.821 مقابل الدولار ليصل إلى أدنى مستوى له منذ الثالث من فبراير (شباط) الماضي.
وقال المسؤول عن استراتيجية الاستثمار في "أو سي بي سي" فاسو مينون، "قرار ترمب بفرض رسوم جمركية على المكسيك وكندا حول الخوف إلى حقيقة".
وذكر مينون أن الرسوم الجمركية ستهز الأسواق لأن المستثمرين يخشون من أن تؤدي هذه الخطوة إلى ارتفاع توقعات التضخم وتباطؤ النمو في الولايات المتحدة لأن جزءاً كبيراً من الواردات الأميركية يأتي من تلك الدول. وأضاف، "هناك أيضاً خطر آخر من أن ترد كندا والمكسيك، وإذا حدث ذلك، قد يزيد ترمب التصعيد ويسبب مزيداً من القلق".
وقالت كندا بالفعل إن سريان الرسوم الجمركية المضادة على الولايات المتحدة سيبدأ في الساعة 05:01 بتوقيت غرينتش اليوم. وقالت وزارة الاقتصاد المكسيكية إن من المتوقع أن تعلن رئيسة البلاد كلاوديا شينباوم ردها في مؤتمر صحافي ستعقده صباح اليوم في مكسيكو سيتي.
تراجع المؤشرات التي تعتمد على المصدرين في آسيا
وفي الأيام الأخيرة أكد ترمب عزمه فرض الرسوم الجمركية على كندا والمكسيك، وفي تصريحات عدة قال الرئيس الأميركي إنه ينوي المضي قدماً في تنفيذ السياسة. ويوم الخميس زعم ترمب أن المخدرات استمرت في دخول الولايات المتحدة عبر المكسيك وكندا، على رغم الاتفاقات التي جرى التوصل إليها الشهر الماضي لمعالجة هذه القضية.
وقال ترمب في منشور على منصة "تروث سوشيال"، "لا يمكننا السماح لهذا البلاء بالاستمرار في الإضرار بالولايات المتحدة، بالتالي حتى يتوقف أو يجري الحد منه بصورة جدية، فإن الرسوم الجمركية المقترحة التي من المقرر أن تدخل حيز التنفيذ في الرابع من مارس الجاري ستدخل حيز التنفيذ كما هو مقرر".
وأعرب ترمب عن المخاوف نفسها في شأن المكسيك وكندا قبيل الموعد النهائي السابق للرسوم الجمركية، قبل أن يقوم في النهاية بتعليق هذه التدابير.
ويأتي هذا الموعد النهائي بعد نحو شهر من منح ترمب إعفاء للمكسيك وكندا من هذه الرسوم الجمركية، وذلك بعد التوصل إلى اتفاقات مع البلدين في شأن قضايا أمن الحدود.
ويوم الإثنين أشاد وزير التجارة الأميركي هوارد لوتنيك بالمكسيك وكندا لجهودهما الأخيرة في معالجة أمن الحدود، مشيراً إلى أن مستوى الرسوم الجمركية لا يزال غير مؤكد.
وفي حال استمرت الرسوم الجمركية، فإن الزيادة في الأسعار ستكون واضحة بحلول يوم ذكرى الجنود، وفقاً لما قاله كبير المحللين في "موديز" مارك زاندي، لشبكة الأخبار الأميركية "أي بي سي نيوز"، متوقعاً أن تبدأ أسعار الغذاء في الارتفاع بصورة أسرع - في غضون أسابيع.
في حين قد ترفع الرسوم الجمركية على المكسيك وكندا والصين الأسعار لمجموعة واسعة من السلع، كما قال الخبراء في وقت سابق لشبكة الأخبار الأميركية.
ومن المرجح أن تؤدي الرسوم الجمركية بهذا الحجم إلى زيادة الأسعار التي يدفعها المتسوقون الأميركيون، إذ يمرر المستوردون عادة جزءاً من كلفة هذه الضرائب المرتفعة إلى المستهلكين، وفقاً لما ذكره المحللون. قد تؤدي السياسة إلى رفع الأسعار لمنتجات تراوح ما بين الطماطم والتكيلا إلى قطع غيار السيارات.
قطاع السيارات قد يواجه عواقب سلبية
وقد تشكل الكلفة المرتفعة لإنتاج السيارات تحدياً لصانعي السيارات الأميركيين، الذين يعتمد عديد منهم على سلسلة توريد مترابطة بصورة وثيقة مع المكسيك وكندا.
وقال أستاذ الحكومة والسياسات العامة في جامعة كورنيل في بيان لشبكة الأخبار، "من المرجح أن يواجه قطاع السيارات على وجه الخصوص عواقب سلبية كبيرة، ليس فقط بسبب تعطيل سلاسل التوريد التي تعبر بين الدول الثلاث في عملية التصنيع، لكن بسبب الزيادة المتوقعة في أسعار السيارات، مما قد يخفف من الطلب".
وفي بيان يوم الإثنين من مجلس السياسات الأميركية لصناعة السيارات، الذي يمثل أعضاء مثل "فورد" و"جنرال موتورز"، قال رئيس المجلس مات بلانت، "لا ينبغي أن تتعرض تنافسية صانعي السيارات الأميركيين الذين استثمروا مليارات الدولارات في الولايات المتحدة لتلبية هذه المتطلبات، للإضعاف من خلال الرسوم الجمركية التي سترفع كلفة بناء السيارات في الولايات المتحدة وتعرقل الاستثمار في القوى العاملة الأميركية، بينما يستفيد منافسونا من خارج أميركا الشمالية من الوصول السهل إلى سوقنا المحلية"، ودعا إلى استثناء صانعي السيارات الأميركيين من الرسوم الجمركية.
وتشكل المكسيك وكندا 70 في المئة من واردات الولايات المتحدة من النفط الخام، الذي يعد مكوناً أساسياً لإمدادات البنزين في البلاد، وفقاً لإدارة معلومات الطاقة الأميركية، وهي وكالة حكومية.
وكان ترمب قال سابقاً إن الموارد الطاقوية الكندية مثل النفط والغاز ستكون خاضعة لرسوم جمركية بنسبة 10 في المئة، مع استثناء هذه المنتجات من الرسوم الجمركية بنسبة 25 في المئة المفروضة على جميع الواردات الأخرى من البلاد.
وأظهرت بيانات وزارة الزراعة الأميركية أن الولايات المتحدة استوردت سلعاً زراعية بقيمة 38.5 مليار دولار من المكسيك في 2023، مما يجعلها أكبر مستورد لهذه المنتجات، تشمل هذه الواردات أكثر من 3 مليارات دولار من الفواكه والخضروات الطازجة.
كما أظهرت بيانات وزارة الزراعة الأميركية أن نحو 90 في المئة من الأفوكادو الذي يجري تناوله في الولايات المتحدة العام الماضي كان مصدره المكسيك. وتشمل المنتجات الأخرى التي تحتوي على نسبة عالية من الواردات المكسيكية الطماطم والخيار والفلفل الحلو والفلفل الحار والليمون والمانغو.
ويتوقع أن تثير الرسوم الجمركية الجديدة رداً انتقامياً من المكسيك وكندا والصين، وفي إطار الاستعداد لهذه الرسوم الجمركية الشهر الماضي، هدد رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو بفرض رسوم انتقامية على سلع بقيمة 155 مليار دولار، ودعا الكنديين إلى اختيار المنتجات المصنوعة في كندا بدلاً من نظيرتها الأميركية. وقال رئيس وزراء أونتاريو دوج فورد أمس الإثنين إن فرض الرسوم سيكون "كارثة مطلقة" لكل من الولايات المتحدة وكندا، وأضاف جزئياً "لا أريد الرد، لكننا سنرد بصورة لم يشهدوها من قبل".
وقالت رئيسة المكسيك كلوديا شينباوم إنها وجهت المسؤولين في حكومتها لتنفيذ الخطة ب، "التي تشمل تدابير جمركية وغير جمركية دفاعاً عن مصالح المكسيك".
وفي حديثها يوم الإثنين، قالت شينباوم إن المحادثات الأخيرة مع الولايات المتحدة "سارت بصورة جيدة جداً"، لكنها أكدت أن المكسيك تحتفظ بخياراتها إذا لزم الأمر.
وأضافت "سننتظر لنرى ما سيحدث. في ذلك، تحتاج إلى الصبر والهدوء والمثابرة، ولدينا الخطة أ، والخطة ب، والخطة ج، والخطة د، لذلك سننتظر اليوم".
بعد تعديل ترمب أمره التنفيذي يوم الإثنين بعد الظهر - قبل ساعات من دخول الرسوم الجمركية حيز التنفيذ، مما زاد الرسوم على الواردات الصينية بنسبة 10 في المئة ليصل الإجمالي إلى 20 في المئة - رد متحدث باسم وزارة التجارة الصينية صباح يوم الثلاثاء بالتوقيت المحلي قائلاً إن هذا الإجراء هو "سلوك أحادي تقليدي وبلطجي"، سيؤدي إلى "إلحاق الضرر بالتعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين والولايات المتحدة والنظام التجاري الدولي الطبيعي".