Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تصاعد القصف الإسرائيلي على جنوب غزة وسط توتر بين واشنطن وتل أبيب

وزارة الصحة تعلن مقتل 24927 فلسطينياً وإصابة 62388 خلال الهجمات على القطاع منذ هجوم 7 أكتوبر

ملخص

في أول اتصال بينهما منذ شهر وسط توتر بشأن مرحلة ما بعد حرب غزة، قال الرئيس الأميركي جو بايدن إن إقامة دولة فلسطينية مستقلة ليس مستحيلاً بوجود رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في السلطة، مضيفاً أنهما ناقشا الأمر أمس الجمعة.

تركز إسرائيل، اليوم السبت، عملياتها العسكرية في جنوب قطاع غزة الذي يشهد أزمة إنسانية، وذكر شهود أن القوات الإسرائيلية قصفت ليل الجمعة - السبت جنوب قطاع غزة، خصوصاً خان يونس (جنوب) حيث القيادة المحلية لحركة "حماس" تختبئ، بحسب الجيش الإسرائيلي.

من جانبها أعلنت وزارة الصحة في غزة، السبت، مقتل 24927 فلسطينياً وإصابة 62388 في الهجمات الإسرائيلية على القطاع منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول).

أول اتصال

وفي أول اتصال بينهما منذ شهر وسط توتر في شأن مرحلة ما بعد حرب غزة، قال الرئيس الأميركي جو بايدن إن إقامة دولة فلسطينية مستقلة ليس مستحيلاً بوجود رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في السلطة، مضيفاً أنهما ناقشا الأمر أمس الجمعة.

ورداً على سؤال في شأن ما إن كان حل الدولتين "مستحيلاً" بوجود نتنياهو في منصبه، قال بايدن "لا ليس كذلك".

وأضاف أن نتنياهو لا يعارض جميع حلول الدولتين، مشيراً إلى أن هناك عدداً من الأنماط الممكنة إذ إن بعض الدول الأعضاء في الأمم المتحدة ليس لديها قوات مسلحة.

وجاءت المكالمة بين بايدن ونتنياهو غداة إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي معارضته منح السيادة للفلسطينيين في أعقاب الحرب، مما عمق الانقسام مع واشنطن، الداعم الرئيس لإسرائيل.

وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي لصحافيين "ما زال الرئيس يؤمن بأفق حل الدولتين وإمكانيته. هو يدرك أن الأمر سيتطلب كثيراً من العمل الشاق". وأضاف أن بايدن أبدى خلال محادثته مع نتنياهو "اقتناعه القوي بأن حل الدولتين ما زال المسار الصحيح للمضي قدماً. وسنواصل طرح هذا الموقف".

وتابع كيربي "يمكن لأفضل الأصدقاء والحلفاء إجراء مناقشات صريحة ومباشرة كهذه، ونحن نفعل ذلك". وذكر أن الاتصال تطرق أيضاً إلى الرهائن الأميركيين المحتجزين في غزة منذ هجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول) على إسرائيل. وأشار إلى أن بايدن رحب أيضاً بقرار إسرائيل السماح بدخول شحنة طحين إلى قطاع غزة وسط الصراع الجاري مع حركة "حماس".

وكانت آخر مرة تحدث فيها بايدن ونتنياهو في الـ23 من ديسمبر (كانون الأول). وأثار عدم التواصل بينهما مذاك تساؤلات في شأن وجود خلاف.

كانت العلاقة بين الرجلين معقدة في الماضي، إذ ضغط بايدن العام الماضي على رئيس الوزراء الإسرائيلي اليميني بشأن إصلاحات قضائية نظمت احتجاجات ضدها.

لكن بايدن وقف بقوة خلف إسرائيل، حتى إنه زارها بعد الهجوم وعانق نتنياهو علناً وتعهد تقديم دعم أميركي كامل. غير أن توتراً جديداً ظهر مذاك، مع ارتفاع حصيلة ضحايا الهجوم الإسرائيلي على غزة. وحذر بايدن من أن إسرائيل قد تفقد الدعم بسبب "القصف العشوائي" على القطاع.

"هذه المحادثة انتهت"

تشعر الحكومة الإسرائيلية أيضاً بغضب من المساعي الأميركية للتوصل إلى حل يتضمن إقامة دولة فلسطينية.

وذكر موقع "أكسيوس" الإخباري أن بايدن أنهى مكالمته الأخيرة مع نتنياهو في ديسمبر بشكل مفاجئ، وسط خلاف حول عائدات الضرائب الفلسطينية التي تحتفظ بها إسرائيل، بقوله "هذه المحادثة انتهت".

وقال كيربي إن اتصال الجمعة لم يكن رداً مباشراً على تصريحات نتنياهو الخميس، وإنه كان يجري الإعداد له منذ بعض الوقت.

سيطرة أمنية

وصرح نتنياهو الخميس بأن بلاده "يجب أن تضمن السيطرة الأمنية على كل الأراضي الواقعة غرب (نهر) الأردن"، قائلاً إنه أوضح ذلك "لأصدقاء إسرائيل الأميركيين". وشدد نتنياهو على أن "هذا شرط ضروري ويتعارض مع فكرة السيادة (الفلسطينية)".

وكان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن قال في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس بسويسرا، إن إسرائيل لن تحصل على "أمن حقيقي" من دون المضي في طريق "يؤدي إلى دولة فلسطينية".

وخلال جولة في الشرق الأوسط الأسبوع الماضي، أكد بلينكن للسلطات الإسرائيلية أن الدول العربية ملتزمة المساعدة في إعادة إعمار غزة ومساعدة أي حكومة فلسطينية في المستقبل، شرط أن تمهد إسرائيل الطريق لإقامة دولة فلسطينية.

لكن نتنياهو قال إن "رئيس الوزراء في إسرائيل يجب أن يكون قادراً على أن يقول لا، حتى لأفضل أصدقائنا".

عشرات القتلى

ميدانياً في غزة، قتل عشرات الفلسطينيين في غارات إسرائيلية على القطاع الجمعة، بحسب ما أعلنت "حماس". وأفاد شهود عيان بوقوع غارات جوية كثيفة في وقت مبكر الجمعة في مدينة خان يونس الرئيسة في جنوب القطاع، فيما تقول إسرائيل إن عديداً من قادة "حماس" يختبئون في تلك المنطقة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ووفق وزارة الصحة في قطاع غزة الذي تحكمه "حماس" منذ عام 2007 أودت الغارات الإسرائيلية حتى منتصف النهار بحياة 77 شخصاً في القطاع المحاصر.

اجتاحت القوات الإسرائيلية غزة في الـ27 من أكتوبر، وتقدمت فيه من الشمال إلى الجنوب حيث فر مئات الآلاف من السكان في الأسابيع الأولى من الحرب. لكن الجيش الذي أعلن الجمعة مقتل 194 من عناصره في القطاع منذ بدء الحرب، يقول إنه لا يزال يواجه مسلحين معزولين في الشمال.

ومساء الجمعة نشرت "ألوية الناصر صلاح الدين"، الجناح العسكري لـ"لجان المقاومة الشعبية"، مقطع فيديو الجمعة يظهر رهينة في غزة قالت إنه قتل في غارة جوية إسرائيلية.

من جانبها، دانت منظمة الصحة العالمية "الظروف المعيشية غير الإنسانية" في القطاع الساحلي الصغير الذي يفتقر سكانه البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة إلى أساسيات العيش.

في هذا الصدد، أعلن البيت الأبيض الجمعة بعد المكالمة بين بايدن ونتنياهو، أن إسرائيل ستسمح بشحن الدقيق للفلسطينيين في قطاع غزة عبر ميناء أشدود. وأضاف البيت الأبيض في بيان "تعمل فرقنا بشكل منفصل على خيارات لتوصيل المساعدات بحراً مباشرة إلى غزة".

ومساء، أعلنت شركة الاتصالات الفلسطينية "بالتل" عن "عودة خدمات الاتصالات تدريجاً" بعد أسبوع من الانقطاع شبه الكامل.

"جحيم" الحرب

في الأثناء، أكدت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) أن نحو 20 ألف طفل ولدوا في "جحيم" الحرب في غزة منذ السابع من أكتوبر في ظروف "لا يمكن تصورها".

وأشارت الأمم المتحدة أيضاً إلى اعتقال إسرائيل آلاف الرجال من غزة تعرضوا في غالب الأحيان لمعاملة سيئة تصل إلى حد التعذيب. وأكد الجيش الإسرائيلي لوكالة الصحافة الفرنسية أن المعتقلين يعاملون وفقاً "للمعايير الدولية لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي".

مقتل فلسطيني - أميركي بنيران إسرائيلية

وأعرب البيت الأبيض الجمعة عن "قلقه البالغ" إزاء تقارير عن مقتل فتى فلسطيني يحمل الجنسية الأميركية بنيران إسرائيلية في شرق رام الله بالضفة الغربية التي يتصاعد فيها منسوب العنف منذ بدء الحرب في غزة.

من جانبها، دعت الخارجية الروسية خلال محادثات مع حركة "حماس" الجمعة في موسكو إلى إطلاق سراح الرهائن الذين تحتجزهم، معتبرة في الآن نفسه أن الأزمة الإنسانية في غزة "ذات حجم كارثي".

الجبهة الشمالية

وفي الجبهة الشمالية، قال مصدران أمنيان في لبنان لرويترز إن ضربة إسرائيلية على جنوب البلاد اليوم السبت أدت إلى مقتل عضو في "حزب الله" ومواطن لبناني آخر بعد أن قالا في وقت سابق إن القتيلين عضوان بحركة حماس.

أما الحوثيون الذين يقولون إنهم يستهدفون السفن المرتبطة بإسرائيل في البحر الأحمر تضامناً مع غزة، فأعلنوا مسؤوليتهم عن استهداف سفينة تجارية أميركية في خليج عدن، فيما نفذت واشنطن الجمعة رداً على ذلك "ثلاث ضربات" على مواقع للجماعة.

إنهاء "مذبحة" غزة

من جانبه، قال رئيس الوزراء الأردني بشر الخصاونة الجمعة إنه يتعين على الولايات المتحدة والقوى الكبرى الأخرى استخدام نفوذها لدى إسرائيل لإنهاء "المذبحة" المستمرة في غزة.

وانتقد الأردن بشدة القصف الإسرائيلي لغزة، وقال الخصاونة إن القصف "يستوفي كل مواصفات جرائم الحرب ضد الإنسانية".

ونفت إسرائيل اتهامها بارتكاب جرائم حرب.

وقال الخصاونة إنه توجد حاجة إلى دبلوماسية دولية ذات وزن كبير ونفوذ لضمان وقف إطلاق النار.

وقال رئيس الوزراء الأردني خلال حديث بكلية لندن للاقتصاد "القيادة مطلوبة من أصدقائنا الأميركيين وشركائنا الأميركيين، ومن عواصم العالم المختلفة التي يمكنها التأثير في عملية صنع القرار في إسرائيل بصورة حقيقية لإنهاء هذه المذبحة".

المزيد من متابعات