Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

جزر ماتسو في تايوان تتهيأ لهجوم صيني محتمل

تكثف بكين من ضغوطها العسكرية عشية انتخابات حاسمة تجرى الأسبوع المقبل. وفي خط الدفاع الأول عن البلاد نتحدث مع جنود ومدنيين يستعدون للمواجهة

تصاعدت التوترات بشكل حاد في منطقة المحيطين الهندي والهادئ مع استمرار المواجهات بين الصين وجيرانها (آي ستوك/ غيتي)

ملخص

في وقتٍ وصلت حرب أوكرانيا إلى طريق دموي مسدود على الخطوط الأمامية الجليدية، وتصاعدت حال الذعر الدولية من الخسائر الكبيرة في أرواح المدنيين نتيجة الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة، فإن ما يحدث في تايوان من المرجح أن يبرز على أنه أول أزمةٍ جيوسياسية يشهدها العالم في السنة الجديدة

تنعكس أشعة الشمس على سطح المياه الزرقاء العميقة، وكأنها رقائق لامعة من ذهب. وفوق قوارب الصيد الهادئة، ترسم طيور النورس سوداء الرأس، دوائر رائعة وهي تحلق في السماء، بينما أخذت سعف النخيل تتمايل على طول الشاطئ الساحلي. أما المساحة المائية المحيطة بجزيرة ماتسو فتشكل صورةً عن الأجواء الهادئة التي تميز هذه المنطقة.

لكن الهدوء الذي ساد في فترة ما بعد الظهر خرقه فجأة إطلاق نار كثيف ناجم عن أصوات مدوية للمدفعية التايوانية التي كانت تقوم بتدريباتٍ في الجوار. هذا الواقع كان بمثابة تذكير صارخ بأن الممرات المؤدية إلى هذه الجزر قد حُددت على أنها "منطقة قتل" [منطقة محددة في الاستراتيجية العسكرية حيث تركز القوات جهودها الدفاعية لإلحاق أكبر قدر من الضرر بقوات العدو. عادةً ما تكون منطقة مغطاة جيداً بالنيران من المواقع الدفاعية، بهدف تحييد العدو أو إضعافه بشكل كبير عند دخوله أو مروره]، ما قد يشكل خط الدفاع الأساسي عن تايوان ضد الغزو الذي تهدد به الصين منذ فترة طويلة.

ويصر لي - وهو رقيب في الجيش يبلغ من العمر 30 سنة - على التأكيد أن القوات التايوانية ستكون جاهزةً إذا ما بدأت الحرب. وعلى رغم أن والده يعيش في مدينة شنغهاي الصينية، إلا أن ذلك لن يكون له تأثير، كما يقول، في تصميمه على مقاومة القوات الصينية عندما يحين الوقت.

وكان لي، الذي فضل عدم الكشف عن اسمه الكامل، قد تجند كمتطوع قبل نحو 5 أعوام في صفوف القوات التايوانية. ويقول في هذا الإطار: "من واجبنا كرجال أن نخدم بلدنا. نحن لا نرغب في الحرب، إذ إن بعض العناصر في القوى المسلحة، لديهم عائلات في الصين، بمَن فيهم أنا. ومع ذلك، عندما يتعلق الأمر بالدفاع عن تايوان، لا يمكننا السماح للعلاقات الشخصية بالتدخل".

ويضيف: "لن نتفاجأ إذا ما شنت الصين هجوماً علينا. وفي حال حدوثه، فليكن. أنا لا أرغب في الموت، ولا أصدقائي أيضاً. ومع ذلك، كجندي، يجب أن تكون مستعداً لمواجهة هذا الاحتمال ".

يُشار إلى أن التوترات تصاعدت بشكلٍ حاد في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، مع استمرار المواجهات بين الصين وجيرانها المدعومين من حلفاء دوليين. وأصبحت تايوان - التي تريد بكين توحيدها مع البر الرئيسي للبلاد، بالقوة إذا لزم الأمر - نقطة محورية في هذا النزاع. وستُجرى فيها انتخابات الأسبوع المقبل، حيث قضية الاستقلال عن الصين هي الموضوع الرئيس.

وفي وقتٍ وصلت حرب أوكرانيا إلى طريق دموي مسدود على الخطوط الأمامية الجليدية، وتصاعدت حال الذعر الدولية من الخسائر الكبيرة في أرواح المدنيين نتيجة الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة، فإن ما يحدث في تايوان من المرجح أن يبرز على أنه أول أزمةٍ جيوسياسية يشهدها العالم في السنة الجديدة.

وكانت بكين قد كثفت مناوراتها العسكرية العدوانية حول تايوان، عندما انتهكت طائراتها المقاتلة وسفنها الحربية المجال الجوي والبحري لجارتها، مع تصاعد الحملة الانتخابية فيها. وأعلن الرئيس الصيني شي جينبينغ أن القوات المسلحة لبلاده ستكون جاهزةً للقيام بغزوٍ واسع النطاق لتايوان بحلول عام 2027، ويؤكد قادتها أن الاستعدادات تُجرى وفقاً للجدول الزمني المحدد. وقال الرئيس الصيني في خطابه الأخير لمناسبة رأس السنة الجديدة، إن تايوان "سيعاد بالتأكيد توحيدها" مع الصين.

على الصعيد الميداني، ازداد النشاط العسكري الصيني بشكلٍ كبير مع قيام بكين بتوسيع كبير لعديد قواتها. وتضاعف حجم هذا التصعيد في وقتٍ تقوم فيه السفن البحرية الغربية - بما فيها السفن الأميركية والبريطانية والفرنسية والأسترالية - برحلاتٍ تحت عنوان "حرية الملاحة" في المياه الدولية، التي تدعي بكين أنها ملك لها. وإضافةً إلى ذلك، لوحظت زيادة في النشاط العسكري الصيني في رد على أحداث مثل التعبير عن التضامن الدولي مع تايوان، كالزيارة التي قامت بها رئيسة مجلس النواب الأميركي السابقة نانسي بيلوسي لتايوان العام الماضي. وقد ردت الصين بإطلاق وابلٍ من الصواريخ على المياه المحيطة بتايوان، وبدأت مناورةً عسكرية واسعة النطاق.

ومع اقتراب الانتخابات، شهدت تايوان ارتفاعاً في الحرب غير المتكافئة، والهجمات الإلكترونية، وحملات التضليل. وتمثلت الأهداف الرئيسة بـ "الحزب الديمقراطي التقدمي" Democratic Progressive Party (DPP) الحاكم، الذي يقوم بحملته الانتخابية تحت عنوان السيادة التايوانية، إضافةً إلى بعضٍ من وسائل الإعلام، وناشطين في مجال الحقوق المدنية، وطلاب، ومجموعات من الفنانين. وباختصار، جميع الذين يُنظر إليهم على أنهم أعداء لـ "الحزب الشيوعي الصيني" وسياساته الاستبدادية.

 

وعمدت السفن الصينية إلى قطع كابلي إنترنت تحت الماء قبل بضعة أشهر، ما أدى عملياً إلى عزل جزر ماتسو عن العالم الخارجي، وتعطل الرحلات الجوية إلى الجزيرة من بقية تايوان، وأثر على الحياة العامة والخاصة في الجزيرة. واعتُبرت الخطوات التي أقدمت عليها بكين بمثابة إنذار لما يمكن توقعه على نطاق أوسع بكثير، إذا ما سعت سلطات تايبيه إلى سلوك مسار الاستقلال عن الصين.

وكانت ماتسو وكينمن - وهي جزيرة أخرى تقع بين الصين وتايوان - قد شهدتا قتالاً عنيفاً بين القوات الشيوعية تحت قيادة الزعيم الصيني الراحل ماو تسي تونغ، والجيش القومي بقيادة تشانغ كاي شيك، عندما انسحبت قوات تشانغ من البر الرئيسي إلى تايوان في نهاية الحرب الأهلية.

وحول القوميون الجزيرتين إلى حصن يعج بالأسلحة وبآلاف الجنود. كما نُصبت متاريس ونشرت ألغام على طول الشواطئ، وحُفرت مرابض مدفعية في التلال، ووُضعت شباك مضادة للغواصات في المياه الساحلية، فيما حُفرت مخابئ عميقة في الأرض.

إلى ذلك، أقيمت سلسلة من الممرات الواسعة تحت الأرض في ماتسو - وهو أكبر عدد من الأنفاق العسكرية في العالم - استعداداً للحرب المقبلة مع قوات بكين، فيما أُخفيت سفن الإمداد والقطع البحرية الهجومية في ممراتٍ مائية بين الجزر.

 

يُشار إلى أنه على مدى الأعوام العشرة التي تلت عام 1949، وقعت اشتباكات بين الجيشين حول الجزر، ما أدى إلى مقتل مئات الأشخاص وجرح الآلاف. واستمر القصف الصيني المتقطع على مدار العقدين التاليين، قبل أن يتم التوصل إلى وقف نارٍ نهائي تلته تهدئة جزئية انسحبت بموجبها معظم القوات التايوانية.

وأسهم التحسن التدريجي في العلاقات في تعزيز تدفق الزوار الصينيين إلى الجزر. وفي المقابل، غامر سكان الجزر بالانتقال إلى البر الرئيسي للصين. واختارت نتيجةً لذلك بعض الأسر الهجرة، لتبدأ رحلة تأسيس حياةٍ جديدة على الجانب الآخر من المضيق.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ومن المثير للاهتمام أن بعض التحصينات العسكرية قد تحولت الآن إلى مناطق جذب سياحي. جياهاو يانغ، على سبيل المثال، اصطحب حفيديه، اللذين يبلغان من العمر 4 و6 سنوات، إلى أحد أنفاق ماتسو التي فُتحت للجمهور.

هذا الرجل الذي كان ضابطاً في الجيش التايواني خلال شبابه، شهد المراحل النهائية من بناء التحصينات. ويقول: "كان تشييد هذه الأنفاق عملاً خطراً. ففي إحدى المرات قُتل نحو 50 جندياً أثناء أخذهم استراحة لتناول طعام الغداء، وذلك عندما سقطت صخور كبيرة عليهم. وكانت تقع وفياتٌ فردية بشكلٍ منتظم، نتيجة انهيار بعض الجدران ووقوع تفجيرات. إلا أن التهديد من الصين كان جدياً للغاية، وكان الشعور السائد بين الجنود هو أن هذه التضحيات كانت ضرورية في مواجهته".

يقول الكابتن يانغ في الطرف الذي يتلقى القصف الصيني المتكرر: "كان ذلك بشكلٍ رئيسي في كينمن، حيث كانوا يستخدمون المدفعية الثقيلة والصواريخ، على رغم أنها كانت في كثير من الأحيان غير دقيقة وتسببت بأضرار جسيمة، بحيث أن الأضرار لحقت في المقام الأول بالمدنيين، وليس بنا نحن العسكريين".

وتابع يقول: "هل نشهد حرباً أخرى مع ’جمهورية الصين الشعبية‘؟، إن أحداً لا يريد ذلك، لكن يتردد إلى مسامعنا ما يقولون، وما يطالب به (الرئيس الصيني) شي. ومن المؤسف أن هناك احتمالاً بأن يهاجموننا عندما يعتقدون أنهم أصبحوا مستعدين، وبالتالي يتعين أن تكون قواتنا جاهزةً هي أيضاً".

الرقيب لي الذي ما زال في الخدمة في عديد الجيش التايواني قال من جانبه: "إننا نقوم بتدريباتٍ متكررة، ونجري تقييماً لمختلف الأخطار المحتملة التي تعترض طريقنا. وبينما نمتلك المعدات الجيدة، فإن إضافة المزيد من القوارب البحرية يُعد امراً ضرورياً، كي تكون بمثابة تحذير للصين".

يتأمل لي - وهو من المتابعين المتحمسين للأخبار الدولية - في الأحداث الدائرة في أوكرانيا، ويقول: "عندما بدأت تلك الحرب، كان لدي شعورٌ بأننا يمكن أن نكون الهدف التالي، وبأن الصين يمكن أن تحذو حذو روسيا. أعتقد أن حلفاءنا، كالولايات المتحدة، يدركون هذا التهديد المحتمل، ويقومون بمساعدتنا عسكرياً. وهناك أخبار تتردد عن إمكان إجراء تدريباتٍ مشتركة مع الولايات المتحدة".

ويضيف: "بالطبع، لدينا شعبنا. وسوف يقف مجتمعنا ويقاتل إلى جانبنا. إنهم على دراية بالتضاريس، وتعقيدات الأنفاق؛ وسوف تثبت مثل هذه المعرفة أنها لا تقدر بثمن إذا حاول الصينيون بالفعل الغزو".

يُشار إلى أن الحكومة التايوانية عمدت أخيراً إلى زيادة مدة الخدمة الوطنية من 4 أشهر إلى 12 شهراً، كجزء من سلسلة تدابير استباقية، لإعداد السكان لصراع محتمل مع الصين. وارتفع بشكلٍ واضح في العام الماضي معدل التسجيل في الدورات التدريبية للمتطوعين في خدمات الطوارئ، وتعليم الإسعافات الأولية الأساسية.

ويعتقد تشين تشي وهو طالب يبلغ من العمر 23 سنة، أن الصين ستلجأ على الأرجح إلى الإكراه الاقتصادي قبل التفكير في القيام بعمل عسكري ضد تايوان. لكنه يؤكد أنه وأصدقاءه ثابتون في تصميمهم على القتال إذا ما دعت الحاجة.

ويضيف: "لقد أكملتُ أربعة أشهر من الخدمة الإلزامية، ولدي فهم للأساسيات. لكن من الأكيد أن سنة من الخدمة ستكون مفيدة. فهي تمنحنا فرصة أفضل لصد أي تهديدات. ومع ذلك، ما زلتُ أعتقد أنهم سيحاولون تجربة طرق أخرى قبل اللجوء إلى عملٍ محفوفٍ بالأخطار مثل الغزو".

تشين انتقل إلى ماتسو من الصين مع عائلته عندما كان فتىً صغيراً. وهو يحرص على التأكيد على أنه تايواني وليس صينياً. ومع ذلك، فهو يقر بأن الآخرين قد يكونون أكثر تحفظاً أو غموضاً في ما يتعلق بإعلان ولائهم.

أحد هؤلاء هو يو تيانزين الذي انتقل من الصين إلى جزيرة ماتسو قبل نحو 30 عاماً، وبدأ حياة جديدة ناجحة في مجال بيع الأسماك. إلا أن صلاته مع البر الرئيسي للصين - الذي يزوره 3 مرات في السنة - لا تزال وطيدة.

أما يو الذي يبلغ من العمر 52 سنة، فيأبى الحديث عن الوضع السياسي الراهن أو عن إمكانية نشوب حرب. ويقول: "يجب أن أعيش هنا مع هؤلاء الناس. نحن نتعايش معاً، وأنا وعائلتي ننعم بحياةٍ جيدة. أتمنى أن تبقى الأمور على ما هي عليه".

 

في تلك الأثناء، كان صياد مسن وشبه متقاعد موجوداً في مكان قريب، والذي عبر عن وجهة نظر بصراحة أكبر. ويقول: "نحن جميعاً صينيون. والتايوانيون هم صينيون أيضاً. الصين لطالما كانت جيدة معنا، ونحن نبادلها ذلك. وما دامت الحرب غير قائمة فسنكون بخير. لكن، إذا أعلنت تايوان استقلالها، فستقع الحرب لا محالة. وهناك كثيرون يتخوفون من أن تطلق تايوان شرارة النزاع من خلال تأكيد استقلالها عن الصين".

الصياد البالغ من العمر 83 سنة الذي فضل عدم الكشف عن هويته، قال: "نحن نعيش في زمن شديد الخطورة. والأوضاع ستصبح غير آمنة. فهناك مؤثرات خارجية، والأميركيون يتلاعبون بالأمور. وأتوقع أن يتلاعبوا بالحرب هنا".

ورأى أن "المسألة يجب أن تكون محصورةً بين الصين وتايوان، لكنهم يحاولون تضخيمها. نحن نسمع باستمرار عن أوكرانيا. ما شأننا بالموضوع الأوكراني هنا؟ لماذا يواصلون إثارة الموضوع الأوكراني؟ لحسن الحظ، أنه لا يزال لدينا بعض السياسيين الذين لا يريدون الحرب، والذين يسعون إلى إقامة علاقاتٍ جيدة مع الصين، وهم يعملون على منع التدخل الخارجي".

ومن المفارقة أن "حزب كومينتانغ" المعارض Kuomintang party (KMT)، الذي حكم الصين في السابق تحت قيادة تشانغ كاي شيك حتى خسارته البر الرئيسي للبلاد لمصلحة الشيوعيين، يجد نفسه الآن الحزب الأقرب إلى بكين في تايوان. وقد واجه اتهاماتٍ باسترضائها، من جانب الجهات السياسية التي تعمل على تقليص النفوذ الصيني في تايوان.

وينبه وانغ تشونغ مينغ زعيم "حزب كومينتانغ" في حكومة مقاطعة لينتشيانغ التي تتولى الإشراف على ماتسو، إلى أن بعض التحركات التي تقوم بها الحكومة التايوانية قد تؤدي إلى نشوب صراع مع الصين. ويحذر أيضاً من الاستنتاج بأن قطع الكابلات تحت الماء التي عزلت الجزيرة في وقتٍ سابق من هذه السنة، كان عملاً متعمداً من جانب الصينيين. ويقول إنه "لا يوجد دليل يثبت ذلك".

ويتحدث وانغ بقوة عن فوائد "الروابط الأربعة" التي اقترحها الرئيس الصيني شي ـ وهي الجسر، وإمدادات المياه والغاز والكهرباء - في ترسيخ علاقاتٍ أقوى بين الجزر والبر الرئيسي للصين.

ويشير وانغ إلى أن مواقف "الحزب الديمقراطي التقدمي" الحاكم، جعلت هذه المبادرات "صعبة التنفيذ". ويرى إضافةً إلى ذلك، أن "متابعة هذه المسألة تشكل حساسية من الناحية السياسية في الوقت الراهن، لكن يمكننا التركيز عليها عندما يحين الوقت المناسب".

 

أما وين لي مرشح "الحزب الديمقراطي التقدمي" لتمثيل ماتسو في برلمان تايوان، فرفض اقتراح الروابط مع الصين معتبراً أنه "غير عملي، وغير ضروري، ومكلف". وشدد على أهمية عدم الاستسلام لـ "حملات الاستمالة" (من جانب بكين) التي تضفي "مظهراً كاذباً للتعاون والحوار" بين الجانبين، على حد تعبيره.

وأكد وين أنه يتم بذل جهود حثيثة لتفادي وقوع حرب، لكن يتعين على تايوان أن تظل يقظة لحماية سيادتها. وعلى رغم تقديره للدعم الدولي، فإنه يرى أنه يتعين على البلاد أن تكون مستعدة للدفاع عن نفسها.

ومن خلال المقارنة بين الوضعين في أوكرانيا وتايوان، يقول وين: "إن (البلدين) يواجهان تهديداتٍ من جارين استبداديين كبيرين. من المهم أن نعرب عن التضامن مع أوكرانيا، نظراً إلى القيم التي نتشاركها معاً والمتمثلة في الديمقراطية ودعم حقوق الإنسان".

ويضيف أن "إحدى الملاحظات اللافتة للنظر بشكلٍ خاص من وجهة نظر تايوان وماتسو، هي أن (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين استخدم اللغة الروسية المشتركة ذريعةً لحرب أوكرانيا. ومع ذلك، فإن هجماته لم تميز بين متحدثين بالروسية ومتحدثين بالأوكرانية.

وختم بالقول: "في ماتسو، لدينا الكثير من الأفراد الذين لديهم روابط عائلية أو أصدقاء عبر مضيق تايوان. ويعتز الناس في الواقع بالتراث الثقافي المشترك بين المناطق الساحلية في الصين وماتسو. ومع ذلك، فإن هذا لا يعني أن الناس يرغبون في أن يعيشوا في ظل دولةٍ استبدادية، ولا يعني أنهم على استعداد للتخلي عن حريتهم. وسوف تدرك الصين ذلك إذا ما قررت غزو تايوان".

© The Independent

المزيد من دوليات