كشف تقرير استخباراتي جديد أن الجيش الصيني يستخدم بشكل متزايد الحملات العلمية وسيلةً للدخول إلى منطقة القطب الشمالي الغنية بالمعادن. ويشير تقرير "وكالة الاستخبارات الدنماركية" إلى أن بكين تعتمد مقاربةً "مزدوجة الغرض" في الأبحاث القطبية التي تجريها وسط تعاظم التوتر هناك.
وتسعى الصين، التي تعرّف نفسها بأنها "قريبة من القطب الشمالي"، إلى تأمين الوصول بشكل أكبر إلى الموارد غير المستغلّة في تلك المنطقة من العالم، وإرساء تجارة دولية أسرع باستخدام الطرق البحرية في القطب الشمالي. وقد استثمرت بكين بكثافة في الأبحاث القطبية في الأعوام الأخيرة.
"الحزام والطريق"
وأصبحت هذه الطرق جزءاً من مبادرة "الحزام والطريق" التي أطلقتها الحكومة الصينية قبل نحو عامين. وتسعى خططها إلى تعزيز العلاقات مع الدول الأخرى في العالم من خلال إطلاق مشاريع البنية التحتية والبحوث. ترتسم ملامح شد حبال بين دول كبرى، روسيا والولايات المتحدة والصين، ما يفاقم مستوى التوتر في المنطقة، استناداً إلى التقرير السنوي لتقييم مستوى الخطر الآنف الذكر. وأضاف التقرير "يرجح أن شطراً من مراكمة الصين المعارف عن المتجمد الشمالي واكتسابها القدرة على العمل هناك يجري بالتعاون بين أطراف مدنية وأخرى عسكرية".
ويقول رئيس "جهاز الاستخبارات والدفاع الدنماركي" DDIS لارس فيندسن: "دقّقنا في أنشطة البحوث الصينية الجارية في منطقة القطب الشمالي، ولاحظنا أن الجيش الصيني يبدي اهتماماً متزايداً بالمشاركة في تلك الأبحاث". لكن فيندسن امتنع عن تسمية المهمّات العلمية المحدّدة التي شارك فيها الجيش الصيني.
وحاولت الدنمارك الحفاظ على المنطقة القطبية الشمالية مجالاً للتعاون الدولي، ولحلّ المشكلات من خلال المفاوضات السياسية بين الدول التي لديها أراض في المنطقة القطبية الشمالية. وتتمتع غرينلاند التي هي جزء من الدنمارك بحكم ذاتي.
لكن تقرير "وكالة الاستخبارات الدنماركية" يشير إلى أن تحقيق أهداف كوبنهاغن أصبح أكثر صعوبة، خصوصاً مع تنامي القدرات العسكرية التي تبنيها روسيا بشكلٍ خاص في القطب الشمالي. وقالت إن "هذا التطوّر شكّل قوةً دافعة أساسية لعددٍ من الدول المشاطئة للقطب الشمالي، من أجل الشروع في تعزيز قدراتها العسكرية الإقليمية".
وذكر التقرير الاستخباراتي أيضاً أن الاستراتيجية الأميركية الجديدة في القطب الشمالي، التي نُشرت في يونيو (حزيران) من هذه السنة، ساهمت هي الأخرى في زيادة التوترات، شأن تصريحات مسؤولين حكوميّين ومسؤولين في قطاع الدفاع أميركيين.
وصار الاهتمام الأميركي المتزايد بالقطب الشمالي واضحاً في أغسطس (آب) الماضي، عندما اقترح الرئيس دونالد ترمب على الدنمارك شراء غرينلاند، وهي فكرة سرعان ما رفضتها الحكومات الإقليمية في الجزيرة وحكومة الدنمارك.
© The Independent