Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

استهداف الحوثيين سفن البحر الأحمر يهدد بتفاقم الجوع في اليمن

حذرت الحكومة الشرعية ومحللون اقتصاديون من عواقب إنسانية وخيمة تنتظر السكان

يعاني اليمن "أسوأ كارثة إنسانية في العالم" بحسب وصف الأمم المتحدة (غيتي)

تزداد المخاوف من تفاقم المأساة الإنسانية في اليمن الذي يحتل المرتبة الثانية في قائمة البلدان الثمانية الأكثر تضرراً من انعدام الأمن الغذائي جراء الارتفاع المتلاحق لكلفة التأمين البحري مع استمرار التوترات العسكرية التي تشهدها ممرات الملاحة الدولية في مياه البحر الأحمر بسبب الهجمات التي تشنها ميليشيات الحوثي ضد السفن التجارية العابرة.

وتستهدف الهجمات ممراً يسمح للتجارة بين الشرق والغرب، لا سيما تجارة النفط، بالعبور من قناة السويس، توفيراً للوقت والنفقات، بدلاً من الدوران حول قارة أفريقيا.

ودفعت الهجمات بعض شركات الشحن لتغيير مسار سفنها في وقت سابق من ديسمبر (كانون الأول) الجاري لتجنب المنطقة، ومنها شركات ألمانية وفرنسية وتايوانية وبلجيكية.

وتتعهد الجماعة المدعومة من إيران تحدي المهمة البحرية التي تقودها الولايات المتحدة ومواصلة استهداف السفن، معللة تصرفاتها بأنها تأتي دعماً لحركة "حماس" التي تحكم قطاع غزة في حربها مع إسرائيل.

انعكاسات على الشعب اليمني

دفعت هذه التطورات إلى ارتفاع كلفة التأمين البحري على السفن العابرة في مضيق باب المندب بجنوب غربي اليمن باعتبارها منطقة عالية الأخطار، مما دفعت شركات الملاحة إلى رفع أسعار الشحن لتعويض خسائرها، وهي خطوة تنذر بارتفاع ثمن السلع الغذائية والأدوية والمواد الاستهلاكية في البلد الذي تتسع فيه رقعة الجوع يوماً بعد يوم بسبب الفقر والحرب.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وكانت بيانات دولية منفصلة ومشتركة قد حذرت من تأثر الأمن الغذائي في اليمن بالهجمات الحوثية على السفن التجارية، مما يفاقم الكارثة الإنسانية. وبحسب آخر الإحصاءات الأممية يعاني نحو 18 مليون يمني جائع.

وعلى رغم توعد الجماعة الحوثية في الـ19 من شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي بأنها "ستقوم باستهداف جميع أنواع السفن، سواء تلك التي تحمل علم إسرائيل، أو التي تشغلها شركات إسرائيلية أو تعود ملكيتها لها"، فإن ثمة مراقبين قللوا من تأثير تلك التهديدات في الدولة العبرية، وهي "لغة وعيد لا أثر لها"، لكن استمرار الهجمات والتهديدات على السفن التجارية لا يزال متواصلاً.

وفي وقت سابق، قال زعيم الميليشيات الحوثية عبدالملك الحوثي إن "قواته ستواصل الهجوم على إسرائيل، وتستهدف السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب"، وهو خطاب وصفه اليمنيون بـ"البروباغندا" التي اعتادت ممارستها الجماعة المتمردة.

ارتفاع بنسبة 300 في المئة

عملياً، أكد تجار يمنيون ارتفاع أسعار الشحن إلى موانئ البلاد في شهر ديسمبر (كانون الأول) مقارنة بشهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي بسبب تلك الهجمات والتهديدات. وكشف عبدالملك الحداد، وهو رجل الأعمال يمني يقيم في الصين، عن أن أسعار الشحن إلى موانئ عدن (جنوب البلاد) ارتفعت من 3200 دولار إلى 6200 دولار، كما ارتفعت أسعار الشحن إلى الحديدة (غرب اليمن) من الصين إلى قرابة 8000 دولار بدلاً من 5000 دولار قبل الهجمات الحوثية.

وأوضح الحداد أن الحاويات التي يبلغ طولها 40 قدماً شهدت قيمة شحنها "ارتفاعاً هائلاً في كل موانئ الجزيرة العربية، يصل في بعضها إلى 300 في المئة، لكن الشحن إلى الموانئ اليمنية هو الأعلى".

الغلاء

من جانبها حذرت الحكومة اليمنية مما سمتها "الأخطار الجسيمة" لهجمات الحوثيين المتكررة على السفن المدنية وناقلات النفط "التي تهدد بهجرة الشركات الملاحية من البحر الأحمر"، كما حذرت الحكومة الشرعية على لسان وزير الإعلام معمر الإرياني من الآثار المترتبة على تلك الهجمات، ومنها "ارتفاع أسعار الشحن البحري وكلف التأمين وأسعار المواد الغذائية" في بلد يعاني أزمة إنسانية، ويعتمد غالبية سكانه على المساعدات الغذائية.

ويعاني اليمن منذ تسع سنوات نزاعاً على السلطة بين الحكومة الشرعية والجماعة الحوثية، ويشهد البلد، بحسب وصف الأمم المتحدة، "أسوأ كارثة إنسانية في العالم".

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات