Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

شركات الشحن تواجه هجمات الحوثيين بإضافة رسوم قياسية

"ميرسك" و "جي أم أي سي جي إم" قررتا زيادة 1000 دولار بسبب زيادة الأخطار

"ميرسك" تقرر إضافة رسوم طوارئ بقيمة 200 دولار وأخرى بـ 800 دولار (أ ف ب)

في إطار التصعيد الحوثي الذي يستهدف حركة الملاحة في منطقة البحر الأحمر، فرضت شركتا "ميرسك" و"جي أم أي سي جي إم" رسوماً جديدة لنقل البضائع على طرق الشحن الأكثر ازدحاماً في العالم بعد إعادة توجيه سفنهما بعيداً من البحر الأحمر بسبب الهجمات.

وفي بيان حديث قالت "ميرسك" الدنماركية إنها ستفرض رسوماً إضافية على تعطيل العبور على 27 طريقاً تجارياً ورسوماً إضافية على تلك الطرق نفسها اعتباراً من العام الجديد، مشيرة إلى "الأخطار والتأخير والصعوبات في الإبحار عبر البحر الأحمر".

وقالت الشركة إن "كلفة نقل حاوية قياسية بطول 20 قدماً من أميركا الشمالية إلى الشرق الأوسط سترتفع بمقدار 1000 دولار إجمالاً في الأول من يناير (كانون الثاني) 2024، بسبب رسوم جديدة للطوارئ بقيمة 200 دولار ورسوم أخرى بقيمة 800 دولار.

وبالطريقة نفسها أعلنت شركة "سي أم أي سي جي إم" الفرنسية أنها ستفرض على الفور رسوماً إضافية على 11 طريقاً تجارياً، موضحة أن كثيراً من سفنها غُير تغيير مسارها حول الطرف الجنوبي لأفريقيا لأسباب تتعلق بالسلامة.

شركات الشحن تفرض رسوماً إضافية

وبالنسبة إلى حاوية يبلغ طولها 20 قدماً تسافر من شمال أوروبا إلى آسيا قالت الشركة إنها أضافت 325 دولاراً إلى كلفة الشحن.

وعلى خلفية هذه البيانات ارتفعت أسهم "ميرسك" 2.8 في المئة خلال التعاملات الأخيرة، وكلا الشركتين من بين مجموعة من شركات الشحن بما في ذلك "إم أس سي" و "هاباغ للويد" التي تتجنب الآن قناة السويس التي يتدفق من خلالها عادة ما يصل إلى 30 في المئة من تجارة الحاويات، بسبب القلق على الوضع.

أمن الطواقم والسفن

وأصبحت الهجمات الجوية التي يشنها الحوثيون المدعومون من إيران أكثر توتراً منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل و"حماس"، وقبل أيام أعلنت الميليشيات الحوثية مسؤوليتها عن الهجمات على سفينتين تابعتين لشركة "إم أس سي" أثناء إبحارهما قرب مضيق باب المندب، منفذ البحر الأحمر بين القرن الأفريقي وشبه الجزيرة العربية.

ويعني الوضع الحالي والتهديدات المستمرة أن شركات الشحن أعادت توجيه بعض سفنها عبر رأس الرجاء الصالح الواقع أقصى جنوب أفريقيا، مما زاد أسابيع العبور وزيادة الكلف.

وقبل أيام حذرت شركة "إيكيا" من التأخير والقيود المحتملة على توفر بعض المنتجات نتيجة الهجمات المستمرة على السفن في البحر الأحمر، وقالت شركة بيع الأثاث بالتجزئة إنها لا تمتلك أياً من سفن الحاويات المستخدمة لنقل بضائعها.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتتعطل تدفقات النفط بالفعل، وهو ما تسبب في ارتفاع سعر برميل خام "برنت"، مؤشر النفط العالمي، 3.3 في المئة خلال أسبوع ليتداول عند 79 دولاراً.

والأسبوع الماضي أعلنت شركة "بريتيش بتروليوم" أنها ستوقف الشحن عبر البحر الأحمر موقتاً، وقد سلط انسداد قناة السويس لمدة ستة أيام عام 2021 الضوء على أهمية الممرات الملاحية الرئيسة، وعندما جنحت سفينة الحاويات "إيفر غيفن" في الممر المائي في مارس (آذار) من ذلك العام، تأخرت شحنات السلع الاستهلاكية من آسيا إلى أوروبا وأميركا الشمالية مما أدى إلى تفاقم الأزمة في سلاسل التوريد العالمية.

ارتفاع حاد في أسعار الغاز الطبيعي

وارتفعت أسعار النفط والغاز الطبيعي الأسبوع الماضي بصورة مفاجئة وحادة بعد أن قالت شركة "بريتيش بتروليوم" إنها ستوقف جميع الشحنات عبر البحر الأحمر بسبب الهجمات المتزايدة على السفن التجارية من قبل المسلحين الحوثيين في اليمن.

ويأتي القرار الذي اتخذته إحدى أكبر شركات النفط في العالم في أعقاب تحركات مماثلة من قبل شركات الشحن الكبرى، وهو أمر حذّر المحللون من أنه قد يؤثر في سلاسل التوريد العالمية ويزيد كلف نقل البضائع.

وقالت الشركة عبر بيان إنه "في ضوء الوضع الأمني المتدهور للشحن في البحر الأحمر قررت الشركة إيقاف جميع عمليات العبور عبر البحر الأحمر موقتاً"، مضيفة "سنبقي هذا التوقف الاحترازي قيد المراجعة المستمرة مع مراعاة الظروف التي تتطور في المنطقة".

وعلى خلفية هذه الأخبار سجل النفط مكاسب حادة، إذ ارتفع خام القياس العالمي "برنت" 2.7 في المئة ليصل إلى 78.64 دولار للبرميل، كما ارتفع النفط الأميركي 2.8 في المئة إلى 73.44 دولاراً للبرميل.

وأثرت الأخبار أيضاً على سوق الغاز الطبيعي إذ ارتفعت الأسعار القياسية للوقود في أوروبا 7.7 في المئة لتتجاوز 35.75 يورو (39.04 دولار) لكل ميغاواط/ الساعة.

وهذا مجرد جزء بسيط من أعلى مستوى على الإطلاق وهو 320 يورو (349.24 دولار) لكل ميغاواط/ الساعة الذي سجل في أغسطس (آب) 2022 في ذروة أزمة الطاقة في القارة الأوروبية، ولكنه لا يزال العلامة الأكثر وضوحاً حتى الآن على الاضطراب في أسواق السلع الأساس في أعقاب الهجمات.

ومع استمرار التهديدات أوقفت أكبر شركات شحن الحاويات في العالم العبور موقتاً عبر أحد الشرايين التجارية في العالم، وهو ما يقول المتخصصون إنه قد يعطل سلاسل التوريد ويؤدي إلى ارتفاع كلف الشحن.