Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

النفط يتجاوز 78 دولارا وهجمات البحر الأحمر تقلق المستثمرين

تصاعد التحذيرات من استمرار التوتر وتعثر حركة التجارة العالمية

انخفض خام برنت بنحو 20 في المئة ويتجه لتسجيل أول انخفاض سنوي له منذ عام 2020 (اندبندنت عربية)
 

استقرت أسعار النفط في ظل متابعة المستثمرين للتأثير الذي قد يلحق بإمدادات النفط بعد هجمات شنها الحوثيون اليمنيون المتحالفون مع إيران على سفن في البحر الأحمر، مما أدى إلى تعطيل للتجارة البحرية وإجبار شركات عدة على تغيير مسار السفن.
إلى ذلك، ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت ستة سنتات إلى 78.01  دولار للبرميل في حين تراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي لأقرب شهر استحقاق، والتي ينتهي أجلها اليوم الثلاثاء، 18 سنتاً إلى 72.29 دولار للبرميل، وهبط عقد الشهر الثاني الأكثر نشاطاً 10 سنتات، أو 0.1 في المئة، إلى 72.72 دولار.

اضطرابات طويلة الأمد

تعليقاً على ذلك قال استراتيجي السوق في "آي جي" بسنغافورة جون رونغ يب، إنه "بالنظر إلى الاستجابة الجماعية السريعة من دول عدة لتخفيف الهجمات، فقد لا يوفر ذلك قناعة كبيرة بأن الاضطرابات قد تكون طويلة الأمد، مما أدى إلى بعض التحفظات التي انعكست على أسعار النفط في جلسة اليوم، وفقاً لـ"بلومبيرغ".
وارتفع الخامان القياسيان أكثر من واحد في المئة أمس الإثنين بفعل مخاوف من تحويل شركات الشحن السفن بعيداً من البحر الأحمر.
ويمر نحو 15 في المئة من حركة الشحن العالمية عبر قناة السويس، الذي يوفر أقصر طريق شحن بين أوروبا وآسيا.
ودفعت الهجمات على السفن واشنطن وحلفاءها إلى مناقشة تشكيل قوة عمل لحماية مسارات البحر الأحمر، وهي خطوة حذرت طهران، العدو اللدود للولايات المتحدة وإسرائيل، من أنها ستكون خاطئة.
في غضون ذلك، أعلن وزير النفط الإيراني جواد أوغي أمس الإثنين حدوث عطل في عموم البلاد في محطات وقود بسبب هجوم إلكتروني.

سفن البحر الأحمر

ويرسو عدد من سفن الحاويات في البحر الأحمر وأوقف عدد آخر أنظمة التتبع لديه بينما يعدل التجار مسارات رحلاتهم وأسعارها بسبب الهجمات التي تشنها جماعة الحوثي اليمنية المتحالفة مع إيران على طريق التجارة الرئيس بين شرق العالم وغربه.
وأثارت الهجمات التي وقعت في الأيام الماضية على السفن في طريق الشحن الرئيس في البحر الأحمر مخاوف من تعطل التجارة الدولية مجدداً، على غرار ما حدث في أعقاب الاضطرابات الناجمة عن جائحة "كوفيد-19".

ويرتبط البحر الأحمر بالبحر المتوسط ​​من طريق قناة السويس، التي تشكل أقصر طريق ملاحي بين أوروبا وآسيا.

في تلك الأثناء قالت شركات شحن كبرى، منها "هاباغ لويد" و"أم أس سي" و"ميرسك"، إضافة إلى شركة النفط الكبرى "بي بي" ومجموعة ناقلات النفط "فرونت لاين" إنها ستتجنب طريق البحر الأحمر وستغير مسار رحلاتها عبر رأس الرجاء الصالح الذي يمر بالجزء الجنوبي من أفريقيا.

وأظهرت بيانات من "أل أس إي غي" وجود حراس مسلحين على متن عدد من السفن التي تبحر حالياً، وأن ما لا يقل عن 11 من سفن الحاويات التي مرت عبر قناة السويس وتقترب من اليمن حاملة سلعاً استهلاكية وحبوباً لدول مثل سنغافورة وماليزيا والإمارات، ترسو الآن في البحر الأحمر بين السودان والسعودية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


وأظهرت البيانات أن أربع سفن حاويات تابعة لشركة "أم أس سي" في البحر الأحمر أوقفت تشغيل أجهزة الإرسال والاستقبال لديها منذ يوم الأحد الماضي، حتى لا يرصد أحد مكان وجودها على الأرجح.

وتعليقاً على ذلك قال كبير محللي الشحن في "فورتيكسا" إيوانيس باباديميتريو، إن "بعض السفن تحاول إخفاء مواقعها من طريق إرسال إشارات تظهر أنها في مواقع أخرى كإجراء احترازي عند دخول الساحل اليمني".

كانت "ميرسك" الدنماركية أوقفت يوم الجمعة الماضي عبور جميع شحنات الحاويات من البحر الأحمر بعد حادث تعرضت له سفينتها "ميرسك جبل طارق" يوم الخميس الماضي.

 وأظهرت بيانات "أل أس إي غي" أن عدداً من السفن الراسية في البحر الأحمر تابعة لـ"ميرسك"، وقالت الشركة في بيان اليوم إن "السفن التي أوقفت رحلاتها في وقت سابق وكانت من المقرر أن تبحر عبر جنوب البحر الأحمر وخليج عدن ستغير مسارها حول أفريقيا".

أقساط التأمين

وقالت مصادر إن مدى تأثر التجارة العالمية سيتوقف على مدة استمرار الأزمة، لكن أقساط التأمين والطرق الأطول ستشكل أعباء آنية، وعن ذلك قال باباديميتريو من "فورتيكسا" اليوم إن "كلفة نقل النفط الخام من الشرق الأوسط إلى أوروبا عبر إحدى ناقلات "سويزماكس" ارتفعت بنحو 25 في المئة خلال أسبوع".

وقال بنك "غولدمان ساكس" أمس إنه "من غير المرجح أن تكون لتعطل تدفقات الطاقة في البحر الأحمر آثار كبيرة على أسعار النفط الخام والغاز الطبيعي المسال"، موضحاً "يمكن إعادة توجيه السفن".
وأضاف البنك "تشير تقديراتنا إلى أن عملية إعادة توجيه افتراضية طويلة الأمد لجميع تدفقات النفط (المتجهة شمالاً وجنوباً) البالغة سبعة ملايين برميل يومياً سترفع أسعار النفط الخام الفورية مقارنة بالأسعار طويلة الأجل بمقدار ثلاثة إلى أربعة دولارات للبرميل".
وقال مشتر آسيوي لمادة "النفتا" البتروكيماوية التي تصدرها أوروبا إن السفن التي تنقلها لا تزال تستخدم طريق البحر الأحمر، مشيراً إلى أن عملية إعادة توجيه السفن عبر رأس الرجاء الصالح ستستغرق ما بين سبعة و14 يوماً إضافية.
وقال سماسرة بحريون إن بعض مالكي ناقلات النفط يدخلون بنداً جديداً لإدراج خيار رأس الرجاء الصالح في عقود الشحن التي يبرمونها كإجراء احترازي.
وقال مصدر مطلع بشركة "ساينياو" اللوجيستية التابعة لشركة "علي بابا" إن أوقات تسليم الشحنات ورسوم الشحن قد تزيد قليلاً، ولكن بصورة عامة فإن عملية إعادة توجيه السفن لن يكون لها تأثير يذكر على الأعمال.

موقع قناة السويس

إلى ذلك، قال محللون في بنك الاستثمار "غيفريز" في مذكرة إن نحو ثمانية في المئة من الخام العالمي يمر عبر قناة السويس، مما يضغط على استخدام الناقلات إذا اضطرت السفن إلى سلوك الطريق الأطول حول جنوب أفريقيا.

ليس هناك تأثير في الإنتاج

وانخفض خام برنت نحو 20 في المئة من أعلى مستوى سجله في سبتمبر (أيلول) الماضي، ويتجه الآن نحو تسجيل أول انخفاض سنوي له منذ عام 2020، ولا تزال فوارق الأسعار المرتبطة بآجال النفط تشير إلى الضعف.

وارتفع سعر الغاز الطبيعي الرئيس في أوروبا 7.9 في المئة على وقع تلك الأحداث، وهو على الأرجح العلامة الأكثر وضوحاً حتى الآن على توقف تدفقات الطاقة في أعقاب الهجمات.

المزيد من البترول والغاز