Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"داعش" يوسع نشاطه في البادية السورية

تزايدت العمليات الميدانية لأفراد التنظيم المتشدد لا سيما في مناطق ومواقع تعد مرتعاً للخلايا النشطة والنائمة

مع عودة تفجير الحافلات العسكرية التابعة للنظام السوري لا يستبعد مراقبون محليون ازدياد وتيرة نشاط التنظيم المتطرف (اندبندنت عربية)

ملخص

وجد قادة "داعش" في انشغال الحدود السورية - الأردنية وملاحقة الجيش الأردني المكثفة لشبكات تهريب المخدرات فرصة سانحة لزيادة وتيرة نشاطهم

لا تتوانى خلايا تنظيم "داعش" المتطرف في البادية السورية عن انتهاز الظروف والتطورات المتلاحقة بالمنطقة للظهور على ساحة الميدان السوري مجدداً، والإعلان عن وجودها كلاعب فاعل ومؤثر، حتى ولو بعد سقوط دولته المدوي قبل أعوام.
ولعل قادة "داعش" وجدوا في انشغال الحدود السورية-  الأردنية وملاحقة الجيش الأردني المكثف لشبكات تهريب المخدرات فرصة سانحة لزيادة وتيرة نشاط التنظيم في جغرافيا وسط سوريا، أو على أطراف البادية باستهداف المدنيين والعسكريين.

كمائن مدبرة

وتزايدت العمليات الميدانية لأفراد التنظيم المتشدد، ولا سيما في مناطق ومواقع تعد مرتعاً للخلايا النشطة والنائمة على حد سواء، إن كان ضمن محور بادية السخنة أو أطراف البادية السورية.
وتفضي المؤشرات الأخيرة عن تطور لافت في سير حرب العصابات وطرق الاغتيالات التي يستخدمها "داعش" بعد فترة هدوء نسبي عاشته خلال الأسبوعين الماضيين، لتأتي حادثة مصرع سبعة عناصر من قوات الجيش النظامي وإصابة 10 آخرين إثر استهداف حافلة كانت تقلهم قرب مدينة تدمر في ريف حمص وسط البلاد، لتجدد معها تهديدات "داعش" ومخاطره.
وتعد الحادثة الأخيرة أكثر الحوادث المثيرة للانتباه والاهتمام، ولا سيما لناحية عودة الكمائن، بعد تسجيل أكثرها خطورة ودموية في الثامن من نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، حين أسفرت عن مصرع 30 عنصراً من أفراد القوات النظامية.
وكان "المرصد السوري لحقوق الإنسان" وثق عملية استهداف الحافلة في الـ 21 من ديسمبر (كانون الأول) الجاري، وأفاد في بيان عن استخدام لغم أرضي زرع لتفجير حافلة الجند.
وإزاء ذلك كثفت مجموعات "داعش" استهدافها نقاطاً عسكرية واغتيال شخصيات قرب تدمر وبادية السخنة بريف حمص، بحسب مصادر ميدانية أشارت في الوقت ذاته إلى تحرك الجيش النظامي والقوات الرديفة له، ومن أبرزها "لواء القدس" لملاحقة فلول التنظيم في الأراضي المقفرة. وتُعد هذه أكثر المناطق نشاطاً لأفراد "داعش" الذين يقدر عددهم بالآلاف بعد سقوط ما سُمي حينها بـ "دولة الخلافة"، في حين أوردت الأمم المتحدة تقديرات بوجود ما بين 5 و 7 آلاف مقاتل في صفوف التنظيم المتشدد في سوريا.

استنزاف القوة

ومع عودة تفجير الحافلات العسكرية لا يستبعد مراقبون محليون ازدياد وتيرة نشاط التنظيم المتطرف، كما لا يستبعدون أن تتخطى هجماتهم حرب العصابات والكمائن، ولا سيما في ضوء التطورات الأخيرة على الحدود السورية - الأردنية التي تعد امتداداً لعمق البادية، وفي ظل انشغال القوات الأميركية واستنزافها بقتال متواصل مع الفصائل الموالية لإيران المتمركزة شرق سوريا.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


وفي المقابل خفضت الولايات المتحدة موازنة الدفاع لعام 2024 المخصصة لسوريا بعد مصادقة الكونغرس عليها بمقدار وصل إلى 9 ملايين دولار مقارنة بالعام الماضي، وبالتالي سيصل إلى صندوق مكافحة التنظيم 156 مليون دولار، بينما يصل إجمال الموازنة إلى 398 مليون دولار لتمويل مكافحة "داعش" في سوريا والعراق.
ولا تعول الأوساط المراقبة عودة "دولة الخلافة" كما كانت منذ نشأتها عام 2014 حين أحكمت سيطرتها على ثلث العراق إلى جانب مساحة من الأراضي السورية، قبل إعلان هزيمتها في العراق عام 2017، ولتستمر المعارك حتى مارس (آذار) 2019 مع السقوط المدوي لها، بينما تراهن الخلايا المقاتلة على إنقاذ معتقليها لإعادة تشكيل هيكل جديد للتنظيم المتشدد المقاتل.

خارج الساحة السورية

وفي غضون ذلك تمتد أخطار "داعش" إلى خارج الساحة السورية نحو دول الجوار والدول الأوروبية، إذ أعلن وزير الداخلية التركي علي ييرلي كايا احتجاز 304 أشخاص بتهمة الانتماء لتنظيم "داعش"، وفق ما ذكره على صفحته في منصة "إكس" إثر حملة أمنية واسعة، تضمنت 34 عملية نفذتها وحدات مكافحة الإرهاب في 32 ولاية تركية.
ويأتي ذلك وسط توجيه اتهامات إلى سوريين في ألمانيا يعتقد مكتب النيابة العامة الاتحادية في برلين أنهما عضوان في "داعش"، ويشتبه في ارتكابهما جرائم حرب في بلدهما ومتهمان بارتكاب جرائم خطف رهائن.
ولا تزال أخطار "داعش" في تزايد، بحسب متابعين لشؤون الجماعات المتشددة، ولعل الظروف الإقليمية الأخيرة زادت هواجس عودة التنظيم في ظل العوامل المشجعة له، ولا سيما الاشتباك الأميركي - الإيراني الأخير في دير الزور شرقاً، والتوترات على الحدود السورية - الأردنية بسبب شبكات تهريب الكبتاغون، وإضعاف "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) بسبب التوغل التركي وتهديداته باجتياح بري.
وفي المقابل يقلل متابعون عسكريون من خطورة ما تبقى من مجموعات مقاتلة لـ "داعش"، ويساورهم الاعتقاد بأن نشاطهم المتزايد بكثافة منذ مطلع العام الحالي وحتى اليوم مرّ بمراحل عدة، كان أبرزها حرب غزة في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، لكن الأمر بحسب وصفهم لا يتعدى الحضور الدعائي ورسائل إثبات الوجود على الساحة ليس إلا.
ويوصي المتابعون ذاتهم بتضافر الجهود في كل الجبهات على تخوم البادية، جيش النظام السوري والقوات الروسية من جهة، و"قوات سوريا الديمقراطية" و"التحالف الدولي" من جهة ثانية، للإطباق على "داعش" في وقت واحد وبعملية واحدة.
وفي هذه الأثناء تستمد الجماعة الإرهابية قوتها من مصادر تمويل محلية وبيئة حاضنة على رغم تراجعها، بالتوازي مع وصول الأمير الرابع الجديد للتنظيم وهو باسم أبو الحسين الحسيني القرشي، بعد مصرع زعيم "داعش" السابق أبو الحسن الهاشمي القرشي في الـ 30 من نوفمبر 2022 باستهداف مزرعة مهجورة شمال غرب سوريا.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير