Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

فساد جديد بوزارة الدفاع الأوكرانية و18 طائرة "أف 16" إلى كييف

توقيف مسؤول كبير بتهمة الاختلاس و12 جريحاً بهجوم على دونيتسك وعقوبات أميركية على مؤسسات مالية عالمية تدعم الجهد الحربي الروسي

من حفل لتكريم "أبطال الكلاب في أوكرانيا"، 22 ديسمبر 2023 (أ ف ب)

على وقع الحرب بين روسيا وأوكرانيا أوقفت كييف مسؤولاً كبيراً في وزارة الدفاع بتهمة اختلاس نحو 36 مليون يورو كانت مخصصة لشراء قذائف مدفعية، حسب ما أعلنت السلطات الجمعة، في وقت تواجه البلاد نقصاً في الذخيرة.

وبحسب النيابة العامة، اتهم المسؤول الكبير الذي لم تكشف هويته "بوضع نظام لاختلاس أموال الميزانية أثناء منح عقود عامة" بقيمة 1.5 مليار هريفنا (40 مليون دولار).

وأضافت في بيان أن عمليات الاختلاس تتعلق بشراء قذائف مدفعية للقوات المسلحة بأسعار مبالغ فيها.

وأشارت إلى "وضع مدير إحدى المصالح الرئيسة لوزارة الدفاع رهن الاحتجاز"، بعدما أتاحت عمليات التفتيش التي أجرتها الأجهزة الأمنية لمنزل المتهم "اكتشاف وثائق تؤكد أنشطة غير قانونية".

طاولت فضائح الفساد المستشري في أوكرانيا عديداً من مسؤولين خلال الأشهر الأخيرة، خصوصاً داخل الجيش ووزارة الدفاع.

وفتحت تحقيقات خصوصاً في توريد ذخيرة وسترات مضادة للرصاص ذات نوعية رديئة وشراء منتجات غذائية وأزياء رسمية للجنود بأسعار مبالغ فيها، وكذلك شراء برمجيات للأمن السيبراني.

في مطلع أغسطس (آب)، أقال الرئيس فولوديمير زيلينسكي جميع المسؤولين الإقليميين المسؤولين عن التجنيد العسكري، من أجل اجتثاث ممارسات فساد تسمح للمجندين بالتهرب من الخدمة العسكرية.

وتشكل مكافحة الفساد أحد معايير الاتحاد الأوروبي لفحص ترشيح أوكرانيا التي تلقت عشرات المليارات من اليورو على شكل مساعدات غربية منذ بداية الحرب مع روسيا.

18 طائرة "أف 16"

أعلنت الحكومة الهولندية الجمعة أنها ستسلم "أول" 18 طائرة مقاتلة أميركية الصنع من طراز "أف 16" إلى أوكرانيا، في وقت تواجه فيه كييف ضغوطاً روسية متزايدة على الجبهة.

وقالت وزارة الدفاع الهولندية في بيان إن "هولندا ستزود أوكرانيا بـ18 طائرة مقاتلة من طراز أف 16 في الأقل"، من دون تحديد موعد تسليم هذه الطائرات التي تنتظرها كييف.

وبدعم من الولايات المتحدة، أضفت الدنمارك وهولندا طابعاً رسمياً في أغسطس (آب) على التزامهما توفير نحو 61 طائرة مقاتلة بمجرد تدريب الطيارين الأوكرانيين.

وقالت الحكومة الهولندية إن "بعض الطائرات تتطلب صيانة كبيرة"، كذلك يجب استيفاء معايير أخرى قبل تسليم الطائرات لكييف، ومن الضروري أيضاً أن تتوفر البنية التحتية المناسبة في أوكرانيا، إضافة إلى تدريب الطيارين.

وقال رئيس الحكومة المنتهية ولايته مارك روته إن "تسليم طائرات أف 16 يعد واحداً من العناصر الأكثر أهمية في الاتفاقات التي تم التوصل إليها في شأن الدعم العسكري لأوكرانيا".

وأضاف على منصة "إكس"، أن "هذا القرار يؤكد التزام هولندا الثابت تقديم الدعم الذي تحتاج إليه أوكرانيا للرد على العدوان الروسي المستمر"

من جهته أشار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عبر منصة "إكس" أيضاً، إلى أنه التقى مع روته، كما شكر هولندا على "قرارها" المتعلق بطائرات "أف 16".

وأضاف "ناقشنا التطورات على خط الجبهة والوضع في البحر الأسود وحاجات أوكرانيا العسكرية الحالية، خصوصاً في ما يتعلق بالمدفعية والمسيرات والدفاع الجوي".

وأرسلت هولندا الشهر الماضي خمس طائرات مقاتلة من طراز "أف 16" إلى رومانيا، حيث ستستخدم لتدريب الطيارين الأوكرانيين.

دعم بولندي

صرح وزير الخارجية البولندي الجديد رادوسلاف سيكورسكي خلال زيارة إلى كييف الجمعة أن بلاده تقف إلى جانب أوكرانيا في "معركتها الكبرى" ضد الحرب الروسية.

وقال سيكورسكي لنظيره الأوكراني دميترو كوليبا "في هذه المعركة الكبرى، بولندا تقف إلى جانبكم"، منتقداً روسيا التي "تقصف مدناً وتدمر مقاطعات بأكملها وتهجر أطفالاً وتستعد لتدمير جار لم يرتكب أي خطأ".

وأضاف الوزير البولندي أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "أراد إعادة بناء الإمبراطورية الروسية" عبر إشعال "الحرب الاستعمارية الأخيرة في أوروبا" في فبراير (شباط) 2022.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ودعا سيكورسكي أوروبا والولايات المتحدة الجمعة إلى "تعبئة" اقتصادهما وقدراتهما الإنتاجية لمساعدة أوكرانيا على كسب الحرب ضد روسيا. وقال "لا يمكننا أن نسمح لروسيا بإنتاج مزيد على أساس اقتصاد أصغر بكثير، إذا تحرك الغرب، ليس لديَّ أدنى شك في أنه سيفوز، لكن عليه أن يبدأ التعبئة".

ودوت صفارات الإنذار بسبب غارات جوية خلال زيارته. وقال سيكورسكي إن "صفارات الإنذار التي تسمعونها الآن هي سبب وجودي هنا"، مؤكداً أن "روسيا يجب أن تخسر ويجب أن تنتصر أوكرانيا"، مؤكداً أنه "في هذه القضية، بغض النظر عمن سيتولى السلطة في بولندا، كما ترون، نحن متحدون".

وبولندا من الداعمين الرئيسين لأوكرانيا في أوروبا، لكن العلاقات بين الجارتين ظلت باردة خلال الأشهر الأخيرة بسبب نزاعات تجارية.

ويبدو أن هذه الصفحة قد طويت مع وصول المؤيدين لأوروبا إلى السلطة في وارسو أخيراً.

ونشر سيكورسكي في الصباح صورة شخصية التقطت له بشكل واضح في ساحة ميخائيليفسكا قرب وزارة الخارجية وسط العاصمة الأوكرانية. وكتب على شبكة التواصل الاجتماعي "إكس" (تويتر سابقاً) "أول زيارة للخارج. كنت هناك".

المنتجات الزراعية وإغلاق الحدود

في وارسو قال وزير الزراعة البولندي تشيسلاف سيكيرسكي لوكالة الأنباء البولندية الرسمية إن وزير الخارجية توجه إلى أوكرانيا لمحاولة "إيجاد حل لمشكلة التدفق المفرط للمنتجات الزراعية (الأوكرانية) إلى الاتحاد الأوروبي، وخصوصاً إلى بولندا".

وهناك قضية شائكة أخرى بين كييف ووارسو تتعلق بإغلاق سائقي الشاحنات البولنديين الحدود الأوكرانية - البولندية، المستمر منذ بداية نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي مما أدى إلى تشكل طوابير لا نهاية لها.

وصرح وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا الجمعة أنه يأمل في إيجاد "حل" للإغلاق "غير المقبول والضار" للحدود من قبل سائقي الشاحنات البولنديين.

وقال خلال لقائه نظيره البولندي "علينا أن نجد حلولاً". وأضاف أن "أول ما يجب فعله هو رفع الحظر عن الحدود لأن الوضع الذي تجد علاقاتنا الودية نفسها فيه، في ظل الحدود المغلقة، غير مقبول وضار".

والتقى وزير البنية التحتية الأوكراني أولكسندر كوبراكوف نظيره البولندي الجديد في وارسو للمرة الأولى الأربعاء لحل هذه المشكلة.

ومن المتوقع أن يصل مسؤول بولندي إلى وزارة البنية التحتية في كييف الجمعة لإجراء جولة جديدة من المفاوضات.

ووعد رئيس الوزراء البولندي الجديد دونالد توسك بإيجاد حل مع شركات النقل غير الراضية.

عقوبات أميركية

 من ناحية أخرى، وقع الرئيس الأميركي جو بايدن الجمعة مرسوماً يتيح للولايات المتحدة فرض عقوبات توصف بـ"الثانوية" على مؤسسات مالية في العالم أجمع تدعم الجهد الحربي الروسي ضد أوكرانيا.

وقال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان في بيان إن الهدف هو "تضييق الخناق على آلة الحرب الروسية وعلى الذين يسمحون لها بالعمل".

وتأتي هذه الخطوة في وقت يواجه الكونغرس صعوبات في إقرار حزمة مساعدات جديدة لأوكرانيا بقيمة 61 مليار دولار يطالب بها الرئيس الأميركي.

وأضاف سوليفان "نوجه رسالة لا لبس فيها: أي شخص يدعم المجهود الحربي غير القانوني لروسيا يجازف بفقدان إمكانية الوصول إلى النظام المالي الأميركي".

ويسعى الأميركيون إلى تعقيد الآليات التي وضعتها روسيا للالتفاف على العقوبات وتدابير الحظر التي راكمها الغرب منذ بدء حرب أوكرانيا.

ويتيح المرسوم الصادر الجمعة تجميد أصول مصارف أجنبية في الولايات المتحدة ومنعها من فتح أو حيازة أي حسابات في البلد.

وكان مسؤول كبير في البيت الأبيض أكد في وقت سابق للصحافيين أن "ما نريد القيام به هو استهداف المواد التي تحتاج إليها روسيا لإنتاج الأسلحة".

وأشار إلى أنه "للحصول على هذه المواد، يحتاجون (الروس) إلى المرور عبر النظام المالي، مما يجعله نقطة أساسية ممكنة وهذه الأداة تستهدف هذه النقطة الأساسية".

وقال المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه "في نهاية المطاف، إذا وضع أي مصرف في العالم تقريباً أمام خيار الاستمرار في بيع كمية صغيرة من السلع للمجمع الصناعي العسكري الروسي أو الارتباط بالنظام المالي الأميركي، فسيختار الارتباط بالنظام المالي الأميركي".

وذكرت مسؤولة في السلطة التنفيذية أن الولايات المتحدة ستفرض أيضاً حظراً على المنتجات المستوردة من دول أخرى غير روسيا لكنها مصنوعة من مواد خام روسية، مثل الألماس.

واتخذ الغربيون حتى الآن إجراءات تشمل تجميد أصول وحظراً ضد كيانات وشخصيات وشركات روسية، من أجل وقف آلة الحرب وتقويض الاقتصاد.

وقال سوليفان في بيان إن "عقوباتنا وقيودنا كان لها تأثير كبير في قدرة روسيا على استبدال المعدات والمواد والتكنولوجيا التي تحتاج إليها لتغذية حربها على أوكرانيا، وقوضت المقاومة المالية الروسية، مما أجبر روسيا على اللجوء إلى أنظمة مارقة للحصول على الإمدادات".

وتؤكد واشنطن أن موسكو طورت أيضاً تعاونها العسكري مع إيران التي تزودها بطائرات مسيرة، ومع كوريا الشمالية.

لكن بعد مرور نحو عامين على بدء الحرب في أوكرانيا، بقي الاقتصاد الروسي صامداً على رغم هذا السيل من العقوبات.

وتواصل روسيا بيع المحروقات خصوصاً إلى الصين والهند وهي وضعت بحسب خبراء، آليات فعالة للالتفاف خصوصاً على سقف سعر بيع نفطها الذي حدده الغرب.

وتفيد تقديرات صندوق النقد الدولي بأن روسيا ستسجل نمواً بنسبة تزيد قليلاً على اثنين في المئة هذا العام، وما يزيد قليلا على واحد في المئة العام المقبل.

وبالنسبة إلى الولايات المتحدة وحلفائها، قد تقضي الخطوة الكبيرة المقبلة في سياق العقوبات المالية ضد موسكو بمصادرة الأصول الروسية المودعة في مصارف أجنبية والمجمدة أيضاً بغية استخدامها لتمويل المساعدات إلى أوكرانيا.

واكتفى المسؤول الأميركي الكبير، الذي فضل عدم الكشف عن هويته، بالقول إن "مناقشات نشطة" تجري راهناً بين الغربيين حول هذه الأصول الروسية.

هجوم أوكراني

ميدانياً، أصيب 12 شخصاً في الأقل بينهم مسعفون الجمعة في هجوم بطائرة أوكرانية من دون طيار على دونيتسك، كبرى مدن شرق أوكرانيا الخاضعة للسيطرة الروسية، وفق ما أعلنت السلطات التي عينتها روسيا.

وقال رئيس السلطات في منطقة دونيتسك الخاضعة للسيطرة الروسية منذ 2014، دنيس بوشيلين إن "إلقاء قذيفة بمسيرة على منطقة كيروف بالعاصمة الإقليمية أدى إلى إصابة 12 شخصاً". أضاف أن بين المصابين خمسة من رجال الإنقاذ، إضافة إلى موظفي الخدمة البلدية.

ووفقا لبوشيلين تعرضت المدينة أيضاً لقصف مدفعي أوكراني أدى إلى تدمير مبنى سكني وبنية تحتية مدنية.

وتتعرض مدينة دونيتسك، التي أصبحت تحت سيطرة الانفصاليين الموالين لروسيا بقيادة موسكو في عام 2014، لقصف منتظم من قبل القوات الأوكرانية. ومنطقة دونيتسك هي واحدة من خمس مناطق تسيطر عليها روسيا جزئياً وأعلن فلاديمير بوتين ضمها في سبتمبر (أيلول) 2022.

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات