Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

قناة السويس تعيد توجيه 55 سفينة عبر رأس الرجاء الصالح

تدرس مدى تأثير التوترات في البحر الأحمر على حركة الملاحة

شركات شحن عالمية تعلن منع أسطولها من العبور عبر البحر الأحمر (رويترز)

ملخص

رئيس هيئة قناة السويس: حركة الملاحة منتظمة في القناة حتى الآن

قال رئيس هيئة قناة السويس الفريق أسامة ربيع إن حركة الملاحة في القناة منتظمة، وتتابع الهيئة عن كثب التوترات الحاصلة في البحر الأحمر وتدرس مدى تأثيرها في حركة الملاحة بالقناة في ظل إعلان بعض الخطوط الملاحية عن تحويل رحلاتها بصورة موقتة إلى طريق رأس الرجاء الصالح.

وأشار ربيع وفق بيان إلى أن تحول 55 سفينة للعبور عبر طريق رأس الرجاء الصالح خلال الفترة من الـ 19 من نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي وحتى اليوم، يعتبر نسبة ضئيلة مقارنة بعبور 2128 سفينة أثناء المدة نفسها.

وأوضح أن قناة السويس شهدت اليوم الأحد عبور 77 سفينة بإجمالي حمولات صافية قدرها 4 ملايين طن، من بينها بعض السفن التابعة لخطوط ملاحية أعلنت تحويل رحلاتها موقتاً عن قناة السويس، إذ عبرت ضمن قافلة الجنوب السفن "ميريكس سايغون" و"سي إم إي سي جي إم تشيستوفوي كولومب" و"إم إس سي فابين" على ضوء وجود هذه السفن في منطقة البحر الأحمر قبل الإعلان عن توجه هذه الخطوط الملاحية لتحويل رحلاتها إلى طريق رأس الرجاء الصالح.

وشدد ربيع على أن قناة السويس ستظل الطريق الأسرع والأقصر بحيث تصل معدلات الوفر للرحلات المتجهة عبرها بين قارة آسيا و أوروبا من تسعة أيام إلى أسبوعين وفقاً لميناءي القيام والوصول.

شركات الشحن تبتعد من باب المندب

في الوقت نفسه، تستمر شركات الشحن بتغيير مساراتها بعيداً من مضيق باب المندب لتجنب هجمات الحوثيين على سفن الشحن، مما سيكلفها مبالغ طائلة إذ إن 40 في المئة من التجارة الدولية تمر عبر المضيق الذي يعد قناة حيوية لشحنات النفط الخام. وقبل أيام، انضمت "إم إس سي" وهي أكبر شركة حاويات في العالم، إلى شركات الشحن الأخرى في تحويل مسار السفن بعيداً من البحر الأحمر لتجنب اعتداءات الحوثي في اليمن على ناقلات البضائع التجارية التي تمر عبر مضيق باب المندب الذي يربط بين البحر الأحمر وخليج عدن عبر اليمن.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقالت "إم إس سي" التي تستحوذ على نحو 20 في المئة من سوق الحاويات العالمية، إنها ستوجه بعض سفنها لتمر عبر رأس الرجاء الصالح جنوب أفريقيا بعدما تعرضت إحدى سفنها لهجوم أول من أمس الجمعة في البحر الأحمر. وبحسب تقديرات منصة "فليكسبورت" للشحن فإن تحويل مسار السفن حول أفريقيا يطيل الرحلة بمقدار سبعة إلى 10 أيام مقارنة باستخدام قناة السويس.

وكانت شركة "ميرسك" التي تدير ثاني أكبر أسطول شحن للحاويات في العالم، أعلنت وقف جميع السفن المقرر أن تمر حتى إشعار آخر، وهو الإجراء نفسه الذي أعلنته شركة "هاباغ- للويد" بعد ارتفاع حدة الهجمات التي أصبحت تشكل تهديداً مباشراً لحركة الملاحة في البحر الأحمر، مما ينذر بتعطيل سلسة التوريد العالمية التي تمر عبر البحر الأحمر وقناة السويس. ويهدد تغيير مسار أسطول الحاويات العالمي حول منطقة الصراع خلال الحرب في غزة بزيادة أسعار الشحن ويتسبب في تأخيرات تمتد عبر سلاسل التوريد العالمية.

وبسبب الاعتداءات المتكررة، أدرجت سوق التأمين في لندن جنوب البحر الأحمر ضمن المناطق عالية الأخطار، ويتعين على السفن إخطار شركات التأمين الخاصة بها عند الإبحار عبر هذه المناطق، وكذلك دفع قسط إضافي لفترة تغطية مدتها سبعة أيام.

وارتفعت علاوات أخطار الحرب خلال الأسبوع الماضي إلى نحو 0.2 في المئة من قيمة السفينة، من 0.07 في المئة للأسبوع الذي سبقه، مما سيترجم إلى عشرات آلاف الدولارات من الكلف الإضافية لرحلة تستغرق سبعة أيام، وصعد كذلك متوسط الأسعار اليومية للناقلات العملاقة التي يمكنها حمل مليوني برميل من النفط الخام كحد أقصى، إلى أكثر من 60 ألف دولار يومياً.

"ميرسك" توقف رحلاتها عبر البحر الأحمر

وقبل أيام، أصدرت شركة شحن الحاويات العملاقة "إيه بي مولر ميرسك"، تعليمات لسفنها المتجهة إلى المدخل الجنوبي للبحر الأحمر بوقف رحلاتها بعد هجوم على إحدى سفنها وتصاعد الأخطار التي تشكلها جماعة الحوثي على السفن التجارية في المنطقة.

ووفق بيان، قالت الشركة إنه "بعد الحادثة الوشيكة التي تعرضت لها سفينة ’ميرسك جبل طارق‘ والهجوم الآخر على سفينة حاويات اليوم، أصدرنا تعليمات لجميع سفن ’ميرسك‘ في المنطقة المتجهة للمرور عبر مضيق باب المندب بإيقاف رحلاتها حتى إشعار آخر".

يذكر أن هجمات الحوثثين تزايدت على السفن التجارية في البحر الأحمر، خصوصاً تلك التي يقولون إنها مرتبطة بإسرائيل، رداً على الحرب في غزة. ويبدو أن الاعتداءات تصاعدت خلال الأيام الأخيرة، فبدت المسارات المباشرة للسفن إلى إسرائيل أقل، مما يشير إلى أن الأخطار آخذة في الاتساع. وتعرضت ثلاث سفن حاويات في الأقل للهجوم أو التعطيل قرب اليمن أمس السبت.

وقالت "ميرسك"، "نشعر بقلق بالغ إزاء الوضع الأمني المتصاعد للغاية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن... إن الهجمات الأخيرة على السفن التجارية في المنطقة مثيرة للقلق وتشكل تهديداً كبيراً لسلامة وأمن البحارة"، ولم تذكر الشركة في بيانها ما سيحدث بعد ذلك لأسطولها، خصوصاً أن الشركة تتعامل مع أكبر تجار التجزئة في العالم، وفي الوقت نفسه ذكرت أن أولويتها الأولى هي الحفاظ على سلامة أطقمها، مضيفة أننا "ملتزمون بضمان استقرار سلاسل التوريد لعملائنا على أفضل وجه، ونعمل بصورة وثيقة مع جميع فرقنا اللوجستية ونتخذ خطوات لتقليل التأثيرات في العملاء".