Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

شركات ملاحية "تقاطع" البحر الأحمر بسبب هجمات الحوثيين

قطاع الشحن يحث على توخي الحذر في شأن استخدام حراس مسلحين بالسفن

قال المتحدث باسم الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي اليوم الجمعة إن عبور الشحن التجاري في البحر الأحمر أصبح الآن أكثر خطورة بسبب هجمات المتمردين الحوثيين، وسيكون لدى البيت الأبيض مزيد ليقوله عن تفاصيل قوة العمل البحرية في الأيام المقبلة.

وقال تحذير بقطاع النقل البحري اليوم الجمعة إنه يتعين على شركات الشحن توخي الحذر عند التعاقد مع حراس مسلحين ونشرهم على متن السفن التي تبحر عبر البحر الأحمر وخليج عدن بسبب خطر التصعيد وسط تزايد الهجمات على السفن.

وفي التحذير الذي أصدرته اليوم الجمعة الاتحادات الرائدة في قطاع الشحن، تم حث الشركات على "إكمال تقييم شامل للأخطار عند النظر في استخدام الحراس المسلحين". وجاء في التحذير "يجب توخي الحذر عند إدارة توظيفهم، ويجب أن تأخذ قواعد الاشتباك في الاعتبار خطر التصعيد".

ودفعت موجة الهجمات على السفن التجارية بعض شركات الشحن إلى وقف رحلاتها البحرية عبر البحر الأحمر في الأيام الماضية.

وقالت شركة "أمبري" البريطانية للأمن البحري هذا الأسبوع إنه وقع "تبادل لإطلاق النار" بين حراس مسلحين على متن سفينة ومهاجمين مسلحين.

وتقول مصادر ملاحية إن الحراس المسلحين يجري نشرهم لسنوات على متن السفن التجارية التي تبحر عبر تلك المياه وساعدوا في كبح هجمات القرصنة الصومالية لأكثر من 10 سنوات.

وقال سجل الشحن في جزر مارشال في مذكرة منفصلة أمس الخميس إنه تم نصح السفن "بإعادة تقييم قواعد استخدام القوة مع شركة الأمن البحري الخاصة بها".

وذكر التحذير أنه "يجب التمييز بوضوح بين المهاجمين المشتبه فيهم الذين يحملون أسلحة صغيرة والقوات العسكرية التي تمتلك أسلحة أكثر تطوراً"، مضيفاً أنه لا ينصح بالاشتباك مع القوات العسكرية لأنه "قد يؤدي إلى تصعيد كبير".

توقف موقت

وأعلنت شركتا "ميرسك" الدنماركية و"هاباغ لويد" الألمانية للنقل البحري الجمعة تعليق مرور سفنهما في البحر الأحمر، في ظل هجمات ينفذها المتمردون الحوثيون في اليمن على خلفية الحرب في غزة.

وقالت شركة "ميرسك" في بيان "عقب الحادثة التي استهدفت سفينة (ميرسك) جبل طارق والهجوم الجديد ضد حاملة حاويات اليوم، طلبنا من كل سفن (ميرسك) في المنطقة التي يجب عليها عبور مضيق باب المندب، تعليق إبحارها حتى إشعار آخر".

بدورها، أعلنت شركة "هاباغ لويد" تعليق مرور سفنها عبر البحر الأحمر "حتى الإثنين" في الأقل. وقالت المجموعة في بيان إنها "تعلق حركة حاملات الحاويات عبر البحر الأحمر حتى الإثنين"، مضيفة "سنقرر في وقت لاحق في شأن المرحلة المقبلة".

وأوضحت الشركة أن إحدى السفن العائدة إليها "كانت هدفاً لهجوم أثناء إبحارها قرب سواحل اليمن"، مؤكدة أن ذلك لم يؤد إلى سقوط "أية ضحايا".

ويأتي قرار شركة "ميرسك" بعد أن حذر الحوثيون المقربون من إيران من أنهم سيستهدفون سفناً مرتبطة بإسرائيل في البحر الأحمر قبالة سواحل اليمن رداً على الحرب بين إسرائيل وحركة "حماس".

وفي وقت سابق اليوم الجمعة، أعلن المتمردون الحوثيون استهداف سفينتي حاويات قبالة سواحل اليمن كانتا متجهتين إلى إسرائيل هما "أم أس سي ألانيا" و"أم أس سي بالاتيوم".

وقال المتحدث العسكري باسم الحوثيين يحيى سريع في بيان خلال تظاهرة داعمة للفلسطينيين في صنعاء "نفذت القوات البحرية في القوات المسلحة اليمنية عملية عسكرية ضد سفينتي حاويات أم أس سي ألانيا وأم أس سي بالاتيوم كانتا متجهتين إلى الكيان الإسرائيلي، وقد تم استهدافهما بصاروخين بحريين مناسبين".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأوضح أن استهداف السفينتين تم "بعد رفض طاقميهما الاستجابة لنداءات القوات البحرية اليمنية وكذلك الرسائل التحذيرية النارية".

وكانت شركة الاستخبارات الألمانية الخاصة "أمبري" أشارت في وقت سابق إلى أن السفينتين اللتين كانت إحداهما متجهة نحو جدة في السعودية، بحسبها، تعرضتا للتهديد على الأرجح لأن مالكتهما مجموعة "أم أس سي" السويسرية "تعاونت مع إسرائيل". كذلك، ذكرت "أمبري" أن سفينة الحاويات لشركة النقل الألمانية "هاباغ لويد" والتي ترفع علم ليبيريا "تعرضت لأضرار مادية جراء هجوم جوي" شمال مدينة المخا اليمنية الساحلية.

وأوضح مسؤول أميركي في وزارة الدفاع لوكالة الصحافة الفرنسية "نحن على علم بأن شيئاً ما أطلق من منطقة خاضعة لسيطرة الحوثيين في اليمن ضرب هذا المركب الذي تضرر. ووردت معلومات عن اندلاع حريق". كما أفادت وكالة الأمن البحري البريطانية UKMTO أن سفينة أصيبت بـ"جسم مجهول"، مما أدى إلى اندلاع حريق من دون التسبب في وقوع إصابات.

ولفتت شركة "أمبري" إلى أن شركة "هاباغ لويد" لديها مكاتب في موانئ حيفا وتل أبيب وأسدود الإسرائيلية.

وأمس الخميس، تبنى المتمردون هجوماً على سفينة "ميرسك" جبل طارق، لكن الصاروخ أخطأ هدفه، بحسب مسؤول أميركي.

تهديد ملموس

وقالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك اليوم الجمعة "يجب أن تتوقف فوراً هجمات الحوثيين التي تستهدف سفنا تجارية مدنية في البحر الأحمر".

واعتبر مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان أن الحوثيين يشكلون "تهديداً ملموساً لحرية الملاحة".

وقال لصحافيين اليوم الجمعة خلال زيارة لإسرائيل إن "الولايات المتحدة تعمل مع المجتمع الدولي ومع شركاء من المنطقة ومن كل أنحاء العالم للتعامل مع هذا التهديد"، مضيفاً "الحوثيون يضغطون على الزناد، لكن إيران تسلمهم السلاح".

من جهته قال وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان رداً على سؤال عن عواقب هذه الهجمات في البحر الأحمر، إنه "قلق من خطر التصعيد" في المنطقة.

وأضاف خلال مؤتمر صحافي في أوسلو "منطقتنا معقدة للغاية، ولسنا في حاجة إلى اندلاع مزيد من النزاعات، نأمل في أن نتمكن من تجنب أي تصعيد جديد في منطقتنا".

وأول من أمس الأربعاء، حذر وزير الدفاع الإيراني محمد رضا أشتياني من نشر قوات متعددة الجنسيات في البحر الأحمر الذي يعتبره منطقة خاضعة لنفوذ بلاده. وقال لوكالة "إسنا" الإيرانية "إذا اتخذوا قراراً غير عقلاني لهذه الدرجة سيواجهون مشكلات كبيرة".

20 ألف سفينة

وتسلك نحو 20 ألف سفينة كل عام هذا المسار البحري الذي يربط البحر الأبيض المتوسط بالمحيط الهندي.

وخلال الأسابيع الأخيرة، كثف الحوثيون هجماتهم قرب مضيق باب المندب الذي يعد استراتيجياً للنقل البحري، إذ يفصل شبه الجزيرة العربية عن أفريقيا وتمر عبره 40 في المئة من التجارة الدولية. وأسقطت سفن حربية أميركية وفرنسية كانت تقوم بدوريات في المنطقة صواريخ ومسيرات عدة.

وأكد الحوثيون اليوم الجمعة أنه لن يتم استهداف السفن قبالة اليمن إذا استجابت لتوجيهاتهم، لكن السفن المتجهة إلى الموانئ الإسرائيلية "ستمنع من الإبحار في البحر العربي والبحر الأحمر حتى دخول الغذاء والدواء التي يحتاج إليها إخواننا في غزة".

وقال المتخصص في منطقة الشرق الأوسط بمركز التحليل الأميركي محمد الباشا "نافانتي غروب" إن الأحداث الأخيرة تظهر أن "الحوثيين مستعدون لاستهداف أي شيء مرتبط بإسرائيل"، مهما كانت الصلة.

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات