Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

البحر الأحمر... ماذا يخبئ ذلك السطح الساكن؟  

الوضع لا يزال تحت السيطرة لكن لا أحد يتوقع ماذا يفعل الحوثيون وكل الأنظار تتجه نحو طهران

تمر نحو 40 في المئة من التجارة الدولية عبر مضيق باب المندب الذي يفصل شبه الجزيرة العربية عن أفريقيا (أ ف ب)

ملخص

هجمات بطائرات مسيرة واعتداءات على سفن تجارية وصواريخ... ماذا يحدث في البحر الأحمر؟

يؤدي تكثيف هجمات الحوثيين في البحر الأحمر إلى زيادة التوتر بشكل خطر في هذه المنطقة الحيوية للتجارة البحرية الدولية ويؤجج المخاوف من انفجار الوضع الإقليمي.

ومنذ بداية الحرب بين إسرائيل وحركة "حماس" في غزة، كثف المتمردون الحوثيون اليمنيون الذين هددوا بمهاجمة أية سفينة تتجه نحو إسرائيل أو لديها صلة بالدولة العبرية، عملياتهم. وتشمل تلك العمليات هجمات بطائرات مسيرة استهدفت آخرها نهاية الأسبوع الماضي فرقاطة فرنسية، واعتداء على سفينة تجارية بمروحية الشهر الماضي، وإطلاقاً صاروخياً على ناقلة نفط نرويجية، أول من أمس الإثنين. وفي المجموع، نفذت عشرات الهجمات باسم القضية الفلسطينية من جانب المتمردين الحوثيين، وهم جزء من "محور المقاومة" ضد إسرائيل الذي يشمل إيران و"حزب الله" اللبناني وحركة "حماس".

هذا الطريق البحري

ويراقب المجتمع الدولي البحر الأحمر من كثب منذ سنوات، فهذا الطريق البحري السريع الذي يربط البحر الأبيض المتوسط بالمحيط الهندي، والذي تمر فيه 20 ألف سفينة تقريباً كل عام، هو منطقة جيوسياسية وتجارية رئيسة.

تمر نحو 40 في المئة من التجارة الدولية عبر مضيق باب المندب الذي يفصل شبه الجزيرة العربية عن أفريقيا، وفق ما تفيد أرقام رسمية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتقول الباحثة في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية كامي لونس، "في الوقت الحالي، ما زلنا نستطيع السيطرة على الأمور، لكنها لحظة خطرة إلى حد ما بالنسبة إلى استقرار هذه المنطقة الاستراتيجية".

من جهته يقول فابيان هينز، من المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، إن "الحوثيين لديهم القدرة على إحداث أضرار كبيرة".

وإذا تمكنت السفن العسكرية التي تجوب البحر الأحمر من الرد، كما فعلت سفينتان أميركية وفرنسية أخيراً، فإن الحال ليست كذلك بالنسبة إلى السفن التجارية. ويوضح هينز، "لا تستطيع البحرية الأميركية مرافقة كل سفينة مدنية في البحر الأحمر".

الانظار على إيران

تتجه كل الأنظار نحو إيران التي تعد صاحبة القرار النهائي في ما يتعلق بفتح جبهات أخرى مع إسرائيل، في لبنان مع "حزب الله" أو في البحر الأحمر مع الحوثيين.

ويقول هينز، "معدات الحوثيين هي في الغالب تكنولوجيا إيرانية، لكننا لا نعرف كثيراً عن مدى مشاركة طهران في صنع القرار".

ويصر المتخصصون على أن الحوثيين لديهم حكم ذاتي، وهم لا ينصاعون لطهران كما يفعل "حزب الله" اللبناني، بحسب كامي لونس.

من جهته يشير المتخصص في شؤون اليمن بالمركز الفرنسي للبحوث العلمية فرانك ميرمييه، إلى أن "الحوثيين سيكونون موجودين مع إيران أو من دونها. لديهم تقارب ديني وعقائدي ولكنهم مقاتلون يمنيون قبل كل شيء". ويتابع "لا أعلم ما إذا الإيرانيون يضغطون في كل مرة ينفذ فيها هجوم، فالحوثيون لديهم أجندتهم الخاصة. وتقديم أنفسهم في الداخل كأبطال للقضية الفلسطينية يسمح لهم بجعل الناس ينسون عدم قدرتهم على تحقيق الاستقرار في اليمن، وأيضاً أن يكونوا لاعباً مؤثراً في اللعبة الإقليمية فيما تجري محادثات سلام هشة مع السعودية".

ويحذر ميرمييه قائلاً "حتى الآن، نفذ الحوثيون ضربات من دون أن يثيروا ردود فعل انتقامية واسعة النطاق، لكن الأمور قد تخرج عن نطاق السيطرة".

سنتحرك لإزالة الحصار

وحذر مستشار الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي السبت الماضي، عبر القناة الإسرائيلية الـ12، "إذا لم يهتم العالم بالأمر، سنتحرك لإزالة الحصار البحري".

ويذكر ميرمييه أن "الحوثيين خطرون ولا يمكن توقع تصرفاتهم".

وتضيف لونس "أظهرت إيران حتى الآن أنها ليست مهتمة بتصعيد الوضع إقليمياً، لكن طهران تتمتع بنفوذ أقل على جماعات مثل الحوثيين مقارنة بـ(حزب الله)".

وبحسب الباحثة نوام رايدن من معهد "واشنطن"، فإن البيانات المتوافرة تشير إلى أن سفناً عدة لديها ارتباط بإسرائيل (المالك أو الوجهة) تتجنب البحر الأحمر منذ استولى الحوثيون على سفينة "غالاكسي ليدر" التي ما زال طاقمها محتجزاً، في 19 نوفمبر (تشرين الثاني)، وهي تبحر حول أفريقيا عبر رأس الرجاء الصالح، مما يزيد مدة رحلاتها أسبوعين، لكن ذلك يؤدي إلى ارتفاع الكلف وكذلك التأمين.

المزيد من تقارير