Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

قبل يومين من ختام "كوب 28" المواقف لا تزال متباعدة حول الوقود الأحفوري

غوتيريش يدعو لقيادة "ثورة الطاقة المتجددة" والوكالة الدولية: تعهدات الحكومات وشركات النفط لن تؤدي سوى إلى خفض الانبعاثات بنسبة 30 في المئة

مهتمون بالبيئة يزورون مكان استضافة قمة الأمم المتحدة للمناخ في دبي 10 ديسمبر 2023 (أ ف ب)

ملخص

قدرت الوكالة الدولية أن الانبعاثات المرتبطة بالطاقة ستبلغ نحو 38 مليار طن من غازات الدفيئة في عام 2030 ومن شأن الالتزامات الطوعية المعلنة أن تقلل من هذه الانبعاثات بمقدار أربعة مليارات طن.

ما زالت مواقف المفاوضين في مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (كوب 28) المنعقد في دبي متباعدة اليوم الأحد في شأن دور الوقود الأحفوري في المستقبل، مع دخول المحادثات مرحلتها النهائية.

كانت المسألة المتعلقة بما إذا كان ينبغي على العالم الاتفاق للمرة الأولى على احتمال إنهاء عصر النفط محورية في المؤتمر الدولي، إذ تسعى قرابة 200 دولة إلى التوصل لحل لأزمة تغير المناخ.

ويسعى تحالف يضم أكثر من 80 دولة بينها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ودول جزرية صغيرة إلى التوصل لاتفاق يتضمن صيغة "للتخلص التدريجي" من استخدام النفط والغاز والفحم، لكنه يواجه معارضة شديدة تقودها منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاؤها.

ويشعر مفاوضو مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ المجتمعون في دبي بإمكانية التوصل إلى تسوية في شأن الوقود الأحفوري، قبل يومين من موعد اختتامه الذي حدده الرئيس الإماراتي للمؤتمر.

ويرى المشاركون، سواء انتموا إلى منظمات غير حكومية أم كانوا مندوبي دول، أن الاتفاق لم يكن يوماً أقرب إلى الإيذان ببداية نهاية النفط والغاز والفحم التي تعد الانبعاثات الناتجة من حرقها منذ القرن الـ19 مسؤولة إلى حد كبير عن الاحترار العالمي الذي نشهده اليوم.

لكن يظل عليهم إقناع الكتلة التي تقودها السعودية، أكبر مصدر للنفط في العالم، والهند التي ما زالت تنتج ثلاثة أرباع حاجاتها من الكهرباء من طريق حرق الفحم، والدول النامية التي تطالب الدول الغنية بتخصيص الأموال لمساعدتها على تركيب محطات الطاقة الشمسية أو توربينات الرياح التي تحتاج إليها.

السعودية والعراق

دعت السعودية التي ترفض حتى الآن أي اتفاق دولي حول التخلي عن الوقود الأحفوري، الأحد الدول المشاركة في مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ (كوب28) إلى "الأخذ في الاعتبار وجهات نظرنا ومخاوفنا"، مشددةً على ضرورة معالجة مسألة الانبعاثات من خلال تطوير حلول تكنولوجية.

من جانبه، أكد العراق رفضه إدراج مسألة التخلي عن الوقود الأحفوري في الاتفاق النهائي للمؤتمر.

وقال ممثل السعودية أمام الدول المجتمعة في دبي "ندعو جميع الموجودين في المجلس إلى التفكير بشكل إيجابي ومعالجة مسألة خفض الانبعاثات الضرورية وفي الوقت نفسه توسيع نطاق التقنيات المنخفضة الانبعاثات، لكن أيضاً الأخذ في الاعتبار وجهات نظرنا ومخاوفنا".

وأضاف "النقاط المدعومة سياسياً حول استهداف قطاعات طاقة محددة، هي أمر سمعناه في عديد من النقاشات المختلفة وفي عديد من السياقات، لكن في كل مرة، ساد العلم والمنطق السليم والمبادئ".

وتابع "هذه المنطقة مهمة جداً لمعالجة الحلول المناخية. نحن نساهم بشكل كبير في الحلول المناخية. نحن بحاجة إلى أن نكون جزءاً من الحل".

وانضم العراق بشكل علني إلى الموقف السعودي.

وقال وزير البيئة العراقي جاسم عبد العزيز حمادي أمام الدول، إن "التخلص التدريجي من الوقود الأحفوري، تتعارض مع مبادئ اتفاق باريس" معتبراً أن "ذلك يحدث اضطراباً في الاقتصاد العالمي ويزيد أوجه عدم المساواة في العالم".

وتشكل الإشارة إلى "الخفض التدريجي" أو "التخلص التدريجي" من الوقود الأحفوري في النص الختامي لمؤتمر المناخ، مسألة شائكة في المحادثات الجارية في دبي، حيث يحاول مندوبو الدول التوصل إلى اتفاق جديد للحد من ظاهرة الاحترار المناخي.

وتقول السعودية إنه من المستحيل أن يستغني الاقتصاد العالمي عن النفط. وسبق أن أكد وزير الطاقة السعودي أنه "لن يوافق إطلاقاً" على الخفض التدريجي لاستخدام الوقود الأحفوري.

التركيز على الوقود الأحفوري

كررت المبعوثة الألمانية للمناخ جنيفر مورغان، الأحد، قولها "نحن في حاجة إلى صيغة قوية في شأن التخلي عن الوقود الأحفوري، تتماشى مع إبقاء الاحترار عند 1.5 درجة مئوية". وأضافت، "وفي الوقت نفسه من الواضح أن الدول الأقل نمواً لن تكون قادرة على التحرك بالسرعة نفسها مثل القوى الاقتصادية الكبرى في مجموعة الـ20".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وعليه، يفترض أن يتضمن النص الذي سيعرض على مندوبي مؤتمر الأطراف الـ28 الدعوة إلى التخلص التدريجي من الوقود الأحفوري من دون أن يغفل أن قسماً من سكان العالم ما زالوا محرومين من الحصول على الطاقة وهي مشكلة ستستمر مع الزيادة المتوقعة في النمو السكاني.

وفي حين تتهم الدول المصدرة للنفط بعرقلة المفاوضات، يرى المفاوضون أن الصين تتخذ موقفاً بناء.

كلفة التأقلم

لكن الموضوع الذي يطغى على محادثات الأحد في مؤتمر المناخ هو ركيزة أخرى من ركائز الاتفاق الشامل الذي يعده رئيس المؤتمر الإماراتي سلطان الجابر، ويتعلق بتكيف الدول المعرضة لتبعات التغير المناخي.

قال رالف ريجينفانو، وزير التغير المناخي في فانواتو، وهي جزيرة صغيرة في المحيط الهادئ تواجه ارتفاع منسوب مياه المحيط، في مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية، إنه لا يتم إيلاء المسألة اهتماماً مساوياً للمواضيع الأخرى.

نشر الأحد، نص مقترح في شأن التكيف لكن عديداً من المراقبين عبروا عن عدم رضاهم عنه. وقالت آنا موليو الفاريز من مركز الأبحاثE3G ، إنه إذا لم يتضمن إجراءات تنفيذ أوضح، فإن "هذا الإطار لن يكون له معنى".

عودة غوتيريش

يتوقع أن يعود أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، إلى دبي، الأحد، للمشاركة في المفاوضات الأخيرة.

وقال غوتيريش من الدوحة، إن "مصادر الطاقة المتجددة رخيصة ونظيفة ولا حصر لها. ويمكنها تلبية الطلب العالمي المتزايد على الطاقة من دون تسميم بيئتنا وخنق كوكبنا".

وأضاف غوتيريش "أحث القادة في مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (كوب 28) في دبي على الاتفاق على خفض كبير في الانبعاثات، بما يتماشى مع حد 1.5 درجة"، مضيفاً أنه يتعين على شركات الوقود الأحفوري وداعميها استخدام مواردهم الهائلة لقيادة ثورة مصادر الطاقة المتجددة.

وكالة الطاقة الدولية

قالت وكالة الطاقة الدولية، الأحد، إن التعهدات التي أعلنتها حكومات وشركات نفطية في بداية مؤتمر المناخ المنعقد في دبي لن تؤدي سوى إلى خفض انبعاثات غازات الدفيئة المرتبطة بمصادر الطاقة بنسبة 30 في المئة مما هو مطلوب بحلول عام 2030.

وأصدرت الوكالة تقييماً للوعود غير الملزمة التي قطعتها 130 دولة بمضاعفة مصادر الطاقة المتجددة ثلاث مرات وكفاءة الطاقة مرتين بحلول عام 2030، وكذلك إعلان نحو 50 شركة للنفط والغاز بخفض انبعاثات غاز الميثان.

قبل انعقاد مؤتمر الأطراف "كوب 28" قدرت الوكالة أن الانبعاثات المرتبطة بالطاقة ستبلغ نحو 38 مليار طن من غازات الدفيئة في عام 2030. ومن شأن الالتزامات الطوعية المعلنة، إذا تم تنفيذها بالكامل، أن تقلل من هذه الانبعاثات بمقدار أربعة مليارات طن أو 30 في المئة فقط من الانبعاثات التي يجب خفضها بحلول عام 2030 على الطريق نحو بلوغ الحياد الكربوني في عام 2050.

وكتبت وكالة الطاقة الدولية في تحليل نشرته قبل يومين من اختتام المؤتمر "على رغم أن التعهدات تعد خطوة إيجابية في معالجة انبعاثات غازات الدفيئة من قطاع الطاقة، فإنها لن تكون كافية لتحقيق الأهداف المناخية الدولية، لا سيما هدف الحفاظ على ارتفاع درجة الحرارة عند 1.5 درجة مئوية".

تعد الالتزامات الطوعية المعلنة في بداية مؤتمر الأطراف غير ملزمة، على عكس النص الجاري التفاوض عليه برعاية الأمم المتحدة، الذي تدفع نحو 100 دولة باتجاه أن يتضمن الدعوة إلى التخلي التدريجي عن الوقود الأحفوري بما يشمل الفحم والنفط والغاز.

احتجاج في جناح "أوبك"

دخل ناشطون لفترة وجيزة إلى جناح منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) احتجاجاً على رسالة من أمينها العام دعا فيها أعضاءها إلى رفض أي نص يستهدف الوقود الأحفوري في المؤتمر.

وقال نيكولا هاينغر من المنظمة غير الحكومية "350.org" أمام دهشة زوار الجناح "بالنسبة إلينا، فإن وجود جناح لمنظمة "أوبك" في مؤتمر الأطراف هو بمثابة وجود منصة نفطية ضخمة في قلب المفاوضات".

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات