Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"كوب 28" يبحث عن صيغة لحل معضلة الوقود الأحفوري

الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة يتهم الدول المفاوضة بالتمسك بمواقفها وواشنطن تعد بمساعدات مناخية لـ20 مدينة نامية

المفوض الأوروبي المكلف شؤون المناخ فوبكه هويكسترا ووزيرة التحول البيئي الإسبانية تيريزا ريبيرا (أ ف ب)

ملخص

واشنطن تعد بمساعدات مناخية لنحو 20 مدينة في البلدان النامية

في ما بدا أنه يمثل ضغوطاً إضافية على المفاوضات الجارية بمؤتمر الأمم المتحدة للمناخ (كوب 28) المنعقد في دبي، أعلن مرصد كوبرنيكوس الأوروبي، اليوم الأربعاء، أن عام 2023 سيكون "الأكثر حراً" في التاريخ المسجل بعد أن كان نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي "استثنائياً" إذ أصبح سادس شهر على التوالي يحطم أرقام حر قياسية.

وبينما يسجل عام 2023 أعلى درجات الحرارة في التاريخ تزداد سخونة المفاوضات بـ"كوب 28" في محاولة لإنهاء الأسبوع الأول بإحراز تقدم في شأن قضية الوقود الأحفوري الأكثر إثارة للخلافات.

وحمل الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية في شأن تغير المناخ سايمن ستيل اليوم الأربعاء بشدة على الدول المفاوضة واتهمها بالتمسك بمواقفها قبل ستة أيام من موعد انتهاء المحادثات. وقال في مؤتمر صحافي مقتضب "لدينا نص للانطلاق منه على الطاولة، لكنه مليء بالأمنيات والمواقف". وأضاف "كل الحكومات يتعين عليها أن تمنح مفاوضيها أوامر واضحة بالتحرك قدماً، على الدول الاتفاق واتخاذ خطوات طموحة لمكافحة الاحتباس الحراري بدلاً من الوقوع في فخ تسجيل نقاط فحسب واتباع سياسات القاسم المشترك الأدنى".

اتباع العلماء

وأكد المفوض الأوروبي المكلف شؤون المناخ فوبكه هويكسترا الأربعاء خلال مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ (كوب28) المنعقد في دبي، أن الاتحاد الأوروبي يرغب في أن يتيح المؤتمر تسريع خفض انبعاثات غازات الدفيئة "اعتباراً من هذا العقد".

وقال هويكسترا الذي وصل للتو إلى دبي للمشاركة في الأسبوع الثاني والأخير من مفاوضات المناخ "أريد أن يكون مؤتمر المناخ بداية نهاية الوقود الأحفوري". وأضاف "علينا أن نتخلص من مصادر الطاقة الأحفورية".

موقف الاتحاد الأوروبي ليس جديداً ولكن يأتي تأكيده بشكل واضح على لسان المفوض في لحظة حساسة من محادثات المناخ إذ لم يحرز المفاوضون تقدماً نحو التوصل إلى حل وسط بعد خمسة أيام من المباحثات.

وشدد هويكسترا على أحد أهداف التكتل الذي يضم 27 دولة وهو أن يدرج في النص النهائي الذي يتم التفاوض عليه خلال المؤتمر، أنه ينبغي بدء خفض انبعاثات غازات الدفيئة قبل العام 2030.

وقال "ليس لدينا بديل آخر سوى اتباع ما يقوله لنا العلماء". وأضاف "يقولون لنا إننا في حاجة إلى تسريع وتيرة خفض الانبعاثات، وعلينا أن نفعل ذلك في هذا العقد".

عقدة مستعصية

وقال أحد المفاوضين مساء الثلاثاء إن الوضع "يشهد ديناميكية عالية"، بينما ناقش ممثلو ما يقارب 200 دولة حتى وقت متأخر جداً العقدة المستعصية في المسودة النهائية للاتفاق والمتعلقة بمصير النفط والغاز والفحم، الأسباب الرئيسة لظاهرة الاحترار المناخي.

طرحت خيارات عدة على الطاولة، بما في ذلك هدف "الخروج المنظم والعادل من الوقود الأحفوري". ويشير طرح هذه الصيغة إلى إجماع محتمل من شأنه أن يحدد هدفاً عالمياً مع السماح بأهداف زمنية مختلفة استناداً إلى درجة تطور كل بلد ومدى اعتماده على الوقود الأحفوري، لكن هذا الخيار يوازيه احتمال عدم اتخاذ أي قرار في شأن الوقود الأحفوري، وهو ما يعكس في هذه المرحلة معارضة كل من السعودية والصين، وفق كثر من المراقبين الذين حضروا الاجتماعات المغلقة.

وعارضت الهند بدورها تحديد أهداف قطاعية أو في مجال مصادر طاقة محددة مساء أمس الثلاثاء، وفق ما أكد مشارك في المفاوضات لوكالة الصحافة الفرنسية.

مسودة جديدة

في الوقت الحالي، لا يقترح النص هدفاً قصير المدى لأنواع الوقود الأحفوري الثلاثة، بينما يقدر خبراء المناخ أنه يجب تخفيض الانبعاثات بنسبة 43 في المئة بحلول عام 2030 مقارنة بعام 2019 أملاً في أن لا يتجاوز الاحترار العالمي 1.5 درجة مئوية.

يفترض أن تعرض المسودة الجديدة المتوقعة اليوم الأربعاء خلال جلسة عامة موسعة لتقييم الأسبوع الأول من العمل قبل استراحة الخميس ووصول الوزراء نهاية الأسبوع ليمسكوا بزمام الأمور على المستوى السياسي في الأيام الأخيرة.

في الوقت نفسه أكدت خدمة كوبرنيكوس الأوروبية أن عام 2023 سيكون بالفعل "الأكثر حرارة"، حيث كان نوفمبر أكثر دفئاً بمقدار 1.75 درجة مئوية عن متوسط الأشهر المماثلة خلال الفترة 1850-1900، وهو ما يتوافق مع عصر ما قبل الصناعة، من ثم فإن الخريف في نصف الكرة الشمالي هو الأكثر سخونة في التاريخ "بهامش واسع"، مع تسجيل 0.88 درجة مئوية فوق المتوسط، وفق مرصد كوبرنيكوس الأوروبي.

دعم أميركي بـ53 مليون دولار

من ناحية أخرى، وعدت رئيسة الوكالة الأميركية للتنمية والمساعدات الإنسانية (USAID) اليوم الأربعاء بتقديم دعم لنحو 20 مدينة نامية في مواجهة تغير المناخ، إضافة إلى تمويل جديد بأكثر من ملياري دولار من أجل التكيف يقدمها القطاع الخاص.

تشارك سامانثا باور في دبي في مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (كوب28)، حيث تدور مفاوضات بين مندوبي الدول حول ما إذا كان ينبغي الاستغناء تدريجاً عن الوقود الأحفوري الذي يعد مسؤولاً عن تفاقم تغير المناخ.

تعهدت الوكالة الأميركية للتنمية الدولية تقديم 53 مليون دولار لمساعدة 23 مدينة في البلدان النامية على التحول حتى الأنشطة منخفضة الكربون والمقاومة للتغير المناخي مثل السيارات الكهربائية.

وتشمل هذه المدن العاصمة القيرغيزية بيشكيك ومدينة راجكوت في غرب الهند ومبومبيلا في جنوب أفريقيا، وكذلك هيرموسيلو وميريدا في المكسيك.

تعد المناطق الحضرية في العالم مسؤولة عن ثلاثة أرباع إجمالي انبعاثات الكربون، وأعلنت الوكالة الأميركية للتنمية الدولية أيضاً عن مبلغ إضافي قدره 2.3 مليار دولار من استثمارات القطاع الخاص سيمول كجزء من مبادرة الرئيس جو بايدن لمشاريع أنظمة الإنذار المبكر والبنية التحتية الغذائية المقاومة لتغير المناخ والمنتجات المالية الجديدة.

وأعلنت الوكالة أن 21 شركة التزمت أخيراً تمويل مبادرة خطة الرئيس الطارئة للتكيف والصمود، بما في ذلك "آي بي أم" و"فيزا"، إضافة إلى الأعضاء الـ10 المؤسسين لدى إعلانها في عام 2022 خلال مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ في مصر.

تركز باور، وهي أحدث مسؤولة أميركية رفيعة المستوى تنضم إلى كبير المفاوضين جون كيري في المفاوضات الحثيثة في المؤتمر، جهودها على مساعدة البلدان النامية على التكيف مع تغير المناخ.

وقالت باور إن "مؤتمر (كوب28) ينعقد في نهاية عام آخر شهد فيه الناس في جميع أنحاء العالم حياتهم تنقلب رأساً على عقب بسبب درجات الحرارة القياسية وظواهر الطقس القصوى"، وعددت في هذا السياق "الجفاف الكارثي والفيضانات المدمرة في القرن الأفريقي"، وكذلك "الصيف الأكثر سخونة" على الأرض على الإطلاق.

وأضافت باور لوكالة الصحافة الفرنسية قبل وصولها "علينا أن نفعل مزيد لمكافحة أزمة المناخ ونحن نفعل ذلك".

اقرأ المزيد

المزيد من الأخبار