Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

المشاركون في "كوب 28" أمام معضلة الوقود الأحفوري

كلمات للملك تشارلز والرئيس الإماراتي وغوتيريش ونقاش حول عبارتي "خفض" أو "التخلي" في مسودة الاتفاق النهائي

ملخص

رئيس الوزراء البريطاني يعتزم دعم جهود مكافحة تغير المناخ بملياري دولار

لا تزال الانقسامات بشأن مستقبل النفط عميقة فيما يجتمع أكثر من 140 من قادة العالم في مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ (كوب28) الجمعة لكسر الجمود في ملف أزمة المناخ، في حين أن "نقطة التحول" التي دعا إليها الملك تشارلز تبقى بعيدة المنال.
ودعا الملك وهو ضيف شرف الإمارات الدولة المنظمة، قادة العالم إلى جعل مؤتمر كوب28 نقطة تحوّل ترقى إلى مستوى اتفاق باريس لتسريع التحرك المناخي.
وقال ملك بريطانيا الذي يشارك في مؤتمر مناخ للمرة الأولى منذ اعتلائه العرش مستذكرًا مشاركته في كوب21 الذي أفضى إلى اتفاق باريس التاريخي، إنه "غالبًا ما يتمّ تحطيم الأرقام القياسية لدرجة أننا بتنا لا نتأثر بما تقوله لنا".
وأضاف "أرجو من كلّ قلبي أن يكون مؤتمر كوب28 نقطة تحوّل أخرى نحو انتقال (أخضر) حقيقي" معدّدًا الأعاصير التي دمّرت الجزر المعرضة للخطر والفيضانات في الهند وبنغلادش وباكستان والحرائق القياسية التي تجتاح دولًا كثيرة من الولايات المتحدة إلى اليونان.
وختم الملك المعروف بدفاعه عن القضايا البيئية، بالقول "الأرض ليست ملكنا، نحن الذين ننتمي إلى الأرض".

مشكلة الوقود الأحفوري

من جهته، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش لقادة العالم، اليوم الجمعة، إن حرق الوقود الأحفوري لا بد أن يتوقف فوراً، وإن خفض استخدامه لن يكون كافياً لوقف ظاهرة الاحتباس الحراري.

وذكر غوتيريش في خطاب أمام مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ "كوب28" في دبي "لا يمكننا إنقاذ كوكب يحترق بخرطوم من الوقود الأحفوري".

وأضاف "لن نصل إلى حد 1.5 درجة (لارتفاع درجات الحرارة) إلا إذا توقفنا في نهاية المطاف عن حرق الوقود الأحفوري، وليس تقليله ولا خفضه".

وحث شركات الوقود الأحفوري على الاستثمار في الانتقال إلى مصادر الطاقة المتجددة وطلب من الحكومات المساعدة من خلال فرض هذا التغيير بطرق تشمل فرض ضرائب استثنائية على أرباح القطاع.

وتابع "أدعو الحكومات إلى مساعدة القطاع في اتخاذ القرار الصحيح من خلال الجهات التنظيمية والتشريعات، وإنهاء دعم الوقود الأحفوري وفرض ضرائب استثنائية على الأرباح".

صندوق إماراتي

وفي السياق، أعلن رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ محمد بن زايد، اليوم الجمعة، عن إنشاء صندوق خاص "للحلول المناخية" خلال افتتاح قمة رؤساء الدول في مؤتمر الأمم المتحدة الـ28 للمناخ المنعقد في دبي.

وقال الشيخ محمد من على منصة مؤتمر "كوب28" "يسرني الإعلان عن إنشاء صندوق بقيمة 30 مليار دولار للحلول المناخية على مستوى العالم، الذي تم تصميمه لسد فجوة التمويل المناخي وتيسير الحصول عليه بكلفة مناسبة، كذلك يهدف الصندوق إلى تحفيز جمع واستثمار 250 مليار دولار بحلول عام 2030".

وسيترأس هذا الصندوق، المسمى ألتيرا، رئيس "كوب28" ورئيس شركة النفط الوطنية الإماراتية، سلطان الجابر، وسيكون مديره العام ماجد السويدي، الذي يتولى المنصب نفسه في "كوب28" وفق ما جاء في بيان صحافي.

وجاء في البيان أن هذا الصندوق سيعمل على تعزيز الجهود الدولية لتوفير تمويل أكثر عدالة للمناخ، مع التركيز على تحسين الوصول إلى التمويل في بلدان الجنوب.

والإعلان بمثابة المبادرة الرئيسة، الجمعة، من الدولة المضيفة لمؤتمر الأطراف الـ28، بينما يجري العمل على آليات وإصلاحات متعددة في جميع أنحاء العالم من أجل زيادة تمويل مشاريع الطاقة المتجددة في الدول النامية.

الصندوق الذي تستضيفه شركة "لونيت" لإدارة الصناديق مقره في الإمارات العربية المتحدة، وسيكون شركاء "ألتيرا" الأوائل كبرى شركات إدارة الأصول في العالم "بلاكروك"، وشركة إدارة الأصول الكندية "بروكفيلد"، وشركة "TPG" الأميركية.

وتندرج هذه المبادرة ضمن الاستراتيجية العامة لدولة الإمارات العربية المتحدة لمؤتمر "كوب28"، التي تهدف إلى زيادة إشراك القطاع الخاص في المناقشات والحلول من خلال التزامات طوعية من دون قيود.

وقال الرئيس التنفيذي لبنك أوف أميركا براين موينيهان، مثل كثير من المتحدثين في افتتاح منتدى مخصص للشركات والمنظمات الخيرية مواز لقمة رؤساء الدول، إن الأموال العامة "لن تكون كافية" لتلبية الاحتياجات.

وأكدت الإمارات في بيانها الصحافي أن الأسواق الناشئة والاقتصادات النامية ستكون بحاجة إلى 2400 مليار دولار سنوياً للاستجابة لتغير المناخ.

وتطرق البيان إلى مشروع لتركيب محطات للطاقة الشمسية وطاقة الرياح بقدرة ستة غيغاواط في الهند، بينما ما زال مشروعان آخران في أفريقيا وأميركا اللاتينية قيد الدراسة.

ترحيب المراقبين

ورحب مراقبون، اليوم الجمعة، بذكر خفض استخدام الوقود الأحفوري أو التخلي عنه.

ورأت لولا فاليجو، مديرة برنامج المناخ لدى معهد التنمية المستدامة والعلاقات الدولية (Iddri) وهو مركز دراسات فرنسي، أن النص "أكثر طموحاً من أي شيء طرح على الطاولة خلال كوب27، لذا فإن مجرد إدراجه ضمن الخيارات يعد خطوة كبيرة إلى الأمام".

واعتبرت فريدريكي رودر، من منظمة "غلوبال سيتيزن" غير الحكومية، أن "التقييم العالمي يجب أن يدعو بوضوح إلى التخلي عن كل أنواع الوقود الأحفوري وليس خفض استخدامها".

ودعا رئيس "كوب28" الإماراتي سلطان الجابر الذي يشغل أيضاً منصب رئيس شركة "أدنوك" النفطية الحكومية العملاقة، أمس الخميس، إلى إدراج "دور الوقود الأحفوري" في الاتفاق النهائي الذي سيصدر عن المؤتمر

تعهد بريطاني

من جهته، سيتعهد رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك بتمويل قدره 1.6 مليار جنيه استرليني (يعادل نحو ملياري دولار) خلال قمة مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ "كوب28"، اليوم الجمعة، في محاولة لتأكيد اهتمامه بجهود مكافحة تغير المناخ بعد تخفيف إجراءات بلاده للوصول إلى أهداف منع الانبعاثات الضارة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وسيسعى سوناك الموجود في دبي لحضور القمة لتعزيز سمعة بريطانيا كدولة رائدة في مكافحة تغير المناخ من خلال الالتزام بإنفاق تمويلات جديدة غالبيتها على مشروعات في أفريقيا وآسيا لمعالجة ظاهرة التصحر والابتكار في مجال الطاقة.

لكنه سيؤكد أيضاً النهج "البراغماتي" الذي تتبعه بريطانيا تجاه قضية تغير المناخ وهو الوصف الذي تمسك به منذ أن تعرض لانتقادات من نشطاء حماية البيئة لتأخير فرض حظر على مبيعات السيارات الجديدة التي تعمل بالبنزين وتسهيل الانتقال إلى المضخات الحرارية ومنح تراخيص جديدة للحفر في بحر الشمال.

ويعتقد فريق سوناك، الذي يتخلف بفارق كبير عن حزب العمال المعارض في استطلاعات الرأي قبل انتخابات من المتوقع إجراؤها العام المقبل، أن الناخبين لن يقبلوا إجراءات مكافحة تغير المناخ إلا إذا لم تشكل عبئاً مالياً عليهم.

وقال سوناك في بيان "قدم العالم تعهدات طموحة في مؤتمرات كوب السابقة للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري إلى 1.5 درجة، لكن وقت التعهدات انتهى الآن، وحان وقت العمل".

تمويل وابتكار

وأضاف "الانتقال إلى صفر انبعاثات يجب أن يجعلنا جميعاً أكثر أماناً وأفضل حالاً، يجب أن يكون مفيداً لا أن يثقل كاهل الأسر العادية، والمملكة المتحدة تشق طريقها في اتخاذ قرارات عملية طويلة المدى في الداخل".

يتضمن التمويل الذي سيتم إعلانه خلال القمة التي تستمر أسبوعين ما يصل إلى 500 مليون جنيه استرليني (632.3 مليار دولار) لمعالجة أسباب التصحر و316 مليون جنيه استرليني (399.6 مليون دولار) لمشروعات ابتكار الطاقة حول العالم وما يصل إلى 60 مليون جنيه استرليني (75.9 مليون دولار) للخسائر والأضرار.

مسودة نهائية

تنص نسخة أولية نشرت، الجمعة، لمشروع اتفاق سيناقشه مفاوضو نحو 200 دولة خلال مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ "كوب28"، على أنه ينبغي على العالم أن يخفض استخدام الوقود الأحفوري أو أن يتخلى عنه.

وجاء في مسودة النص التي أعدتها بريطانيا وسنغافورة وستستخدم كأساس للمحادثات بهدف تبنيها في نهاية المؤتمر المقررة في 12 ديسمبر (كانون الأول) الجاري أن على الدول التحضير "لخفض والتخلي عن الوقود الأحفوري".

وسيشكل التوافق على كلمة "خفض" أو مصطلح "التخلي" الأكثر طموحاً، تحدياً أساسياً للدول.

وهذا النص الأساس الذي قد يكون بمثابة الوثيقة النهائية التي سيتم اعتمادها في ختام المؤتمر، هو في الواقع "تقييم عالمي" لاتفاق باريس للمناخ المبرم عام 2015، والذي ينص على حصر الاحترار المناخي بدرجتين مئويتين مقارنة بفترة ما قبل الثورة الصناعية.

وخلص تقرير فني نشرته الأمم المتحدة في سبتمبر (أيلول) الماضي، كما كان متوقعاً، إلى أن الجهود المناخية المبذولة حالياً غير كافية لتحقيق هدف اتفاق باريس.

وينبغي أن يكون هناك قرار سياسي خلال "كوب28"، إذ إن المجتمع الدولي لا يزال منقسماً حول مواضيع عديدة، بدءاً من مستقبل الوقود الأحفوري.

ولاحظت الأمم المتحدة مطلع أكتوبر (تشرين الأول) استمرار "التباين في وجهات النظر" حول سبل تحقيق أهداف اتفاق 2015 التاريخي.

ويقترح النص الذي نشر، الجمعة، بشكل أكثر تحديداً، خفض استخدام الفحم أو التخلي عنه أو ببساطة التخلي عن أي مشروع جديد يستخدم هذه الطاقة الملوثة جداً.

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات