Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

داخل كواليس صفقة حقوق بث "الدوري الإنجليزي الممتاز"

اتفاق الحقوق الشاملة للبث التلفزيوني يتجاهل حتى الآن لاعبين عالميين مثل "أمازون" و"نتفليكس"

صفقة البث التلفزيوني الجديدة لمباريات "الدوري الإنجليزي الممتاز" لا تشمل خدمة "أمازون برايم" أو غيرها مثل "نتفليكس" و"ديزني بلاس" (غيتي)

ملخص

صفقة حقوق بث "الدوري الإنجليزي الممتاز" قد تمثل تحولاً جذرياً في الطريقة التي نشاهد فيها المباريات في المستقبل

يمكن تشبيه المسألة بشراء نوع الشاي المفضل لديك من أحد متاجر "ماركس أند سبنسر" Marks & Spencer، التي تعتبر نوعاً ما أرفع مستوى من متاجر التوفير "ألدي" Aldi، لكنها ليست تماماً بفخامة فندق "ريتز" Ritz، ولن تكون بالتالي موضع اعتراض، كما أن السعر معقول، ويمكن القول إنها تصنف في المرتبة الوسطى.

ما تقدم هو التلخيص الذي أعطاه البروفيسور سايمون تشادويك أستاذ الرياضة والاقتصاد الجيوسياسي في "كلية اقتصاد المعرفة والإدارة" School of Knowledge Economy and Management (SKEMA) في باريس، التي تعرف اختصاراً بـ(سكيما)، عندما طلب منه وصف أحدث صفقة لحقوق البث التلفزيوني لمباريات "الدوري الإنجليزي الممتاز" (بريمير ليغ) Premier League مع شبكتي "سكاي تي في" Sky TV و"تي أن تي سبورتس" TNT Sports، التي تبلغ قيمتها ستة مليارات و700 مليون جنيه استرليني (ثمانية مليارات و375 مليون دولار أميركي)، وتمتد على أربعة مواسم.

تجدر الإشارة إلى أن هذه الصفقة استبعدت منصات مثل "أمازون" أو "نتفليكس" عن المشاركة في بث المباريات، مما يؤكد رغبة أغنى دوري في العالم، في الاعتماد على أساليب أثبتت جدواها خلال الأوقات الاقتصادية الصعبة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

من هنا، كيف سينعكس هذا النهج على المستثمرين الأجانب الذين استثمروا بقوة في "الدوري الإنجليزي الممتاز"، لا سيما منهم الأميركيون الأثرياء الذين رأوا الرياضة الأميركية تتحول لتكون ملعباً لأكبر خدمات البث المباشر في العالم في وطنهم. ليس أقلها "أمازون"، التي أنفقت، أخيراً، 100 مليون دولار للحصول على حقوق بث حصرية للمباراة الأولى في الموسم كرة القدم الأميركية، "بلاك فرايدي أن أف أل" Black Friday NFL، التي أقيمت يوم "الجمعة السوداء" الشهر الماضي.

وقد بدا فجأة في الأسبوع الذي تقوم فيه منصة "أمازون برايم" ببث مباريات منتصف الأسبوع من "الدوري الإنجليزي الممتاز"، أن مستقبل العلاقة بين السوق الإلكترونية ورياضتنا الوطنية هو غير مؤكد، مع توقف البث لمدة أربع سنوات على هذا الجانب من المحيط الأطلسي، في مطلع موسم السنة 2025 - 2026.

هل يكون هذا التوقف مؤقتاً أم دائماً؟

يقول تشادويك: "لا أعتقد أن العقد يشكل انتهاكاً لصفقات مالكي الأندية الأميركيين هؤلاء. فكثير منهم يتعاملون مع بيئة مضطربة تشبه ’الدوري الإنجليزي الممتاز‘. ويمكن تشبيه الصفقة إلى حد ما بوجود حارس مرمى يمكن الاعتماد عليه مثل ديفيد سيمان (تولى سابقاً حراسة مرمى "نادي أرسنال"، وشارك في 75 مباراة دولية مع منتخب إنجلترا، ويعد ثاني أهم حراس المرمى في البلاد، بعد بيتر شيلتون)، فهي تؤمن الاستقرار أو ما يوصف بـ"الأيدي الآمنة" Safe Hands (تعبير يطلق في لعبة كرة القدم الإنجليزية على حراس المرمى الأكفاء)، وتضمن إيرادات مستقرة من البث التلفزيوني، ما يمكن هذه الأندية من المغامرة في استثمارات جريئة وغير تقليدية، ومن تحمل مخاطر المضاربة الكبيرة في استثماراتهم الأخرى.

ويضيف، "انظر إلى ما حققه الممثل الأميركي رايان رينولدز مع ’نادي ريكسام‘، فقد تفاوض على صفقته الخاصة مع منصة ’ديزني بلاس‘. وربما في المستقبل، مع عائدات البث التلفزيوني المستقرة من شبكة ’سكاي‘ كأساس، يمكن للأندية إبرام عقود إضافية في مجال الترفيه وأسلوب الحياة والشراكة مع منصات مثل ’ديزني بلاس‘ و’أمازون‘ و’نتفليكس‘. وقد يتضمن ذلك تطوير مسلسلات وثائقية شبيهة بـ’كل شيء أو لا شيء‘ All or Nothing [سلسلة رياضية تعرضها "أمازون برايم" وتغطي في كل موسم نادياً رياضياً محترفاً أو فريقاً وطنياً]، مما يوفر للمشاهدين نظرة خلف الكواليس على الأعمال الداخلية للأندية".

ويرى البروفيسور تشادويك أنه "في الوقت الراهن، بات المستقبل الاقتصادي العالمي غير مؤكد، والتحديات التي تواجه ’الدوري الإنجليزي الممتاز‘ تعكس تلك التي يواجهها عدد من مالكي الأندية. وفي وقت يعتبر الحجم المالي لهذه الصفقة كبيراً، إلا أنها تفتقر للإثارة. ربما يدرك كل من مالكي الأندية و’الدوري الممتاز‘ أن الفرص الأكبر والأكثر ربحاً تكمن في أنواع العقود التي تمثلها تلك التي رأيناها مع "نادي ريكسام".

وفيما يبرز هذا النادي الويلزي كرمز غير متوقع للعصر الرقمي، فإن الأرقام تروي قصة مقنعة. فوفقاً لبحث أجراه "ساكسو بنك" Saxo Bank، تشير التقديرات إلى أن النادي قد يحقق 321 ألف جنيه استرليني (401 ألف دولار) عن كل ساعة من المحتوى لسلسلة "ديزني بلاس". وارتفع إضافة إلى ذلك عدد متابعي حساب النادي على تطبيق "تيك توك" من صفر إلى مليون ونصف. ويمكن بسهولة تصور أن هذه الأرقام ستشهد تضاعفاً كبيراً إذا ما أطلق العنان للكاميرات في ميرسيسايد أو في شمال لندن.

وتبدو في الواقع الأجواء الباردة لبرنامج "الدوري الإنجليزي الممتاز" في منتصف الأسبوع في ديسمبر (كانون الأول) الجاري، الذي يبث حصرياً على منصة "أمازون"، بعيدة عن كانساس. فغوردان كوبريتز الأستاذ ورئيس قسم إدارة الرياضة في "جامعة ولاية نيويورك كورتلاند" SUNY Cortland، لا يرى أي مؤشر على أن ثورة البث المباشر هذه، التي تعيد تشكيل طريقة استهلاك الرياضة الأميركية، ستتلاشى في أي وقت قريب.

ويتوقع كوبريتز أن تقوم منصات مثل "أمازون" بغزو آخر لسوق الحقوق الإنجليزية، عندما تتزايد المبالغ المالية. ويقول، "هناك رياضة واحدة فقط في الولايات المتحدة تحظى باهتمام واسع النطاق، وهي ’دوري الأميركي لكرة القدم [الأميركية]‘. وأعتقد أن 81 من أفضل 100 مشاهدة هذه السنة كانت لمباريات من هذا الدوري. وتحرص ’أمازون‘ على الاستفادة من هذا الجمهور والفئة السكانية المرتبطة به".

ويعتبر البروفيسور كوبريتز أن "مباراة ’الجمعة السوداء‘ كانت مثالاً رئيساً على دوافعهم، فقد أصبح البث عبر الإنترنت منتشراً بشكل متزايد، وهذا هو المسار الذي نسلكه. حتى إن ’الاتحاد الأميركي لكرة القدم‘ يناقش الآن إمكان نقل منافسات ’سوبر بول‘ Super Bowl (المباراة السنوية لبطولة الدوري) على منصة البث المباشر، واحتمال عرضها خارج الولايات المتحدة. وهناك استعداد لنقل اللعبة من نيويورك إلى لندن. ففي إنجلترا. قد تختلف الاهتمامات عما نلاحظه في الألعاب الرياضية مثل ’أن أف أل‘ هنا. وقد لا تبرر المحصلة النهائية الراهنة ذلك، لكن هذا الواقع يمكن أن يتطور في المستقبل".

ويرى أن "’الدوري الإنجليزي الممتاز‘ اتخذ قرارات تتماشى مع أولوياته الراهنة. فاستبعاد ’نتفليكس‘ أو ’أمازون‘ يعني احتمال أن يكونا أكثر عدائية من جانبهما في تأمين حقوق البث في هذا البلد، كما أن المالكين الأميركيين [لأندية ’الدوري الإنجليزي الممتاز‘] هم أفراد أذكياء، ويقومون بتنويع استثماراتهم عبر مختلف الامتيازات الرياضية، ويتحوطون بلا شك في رهاناتهم وفي مسألة توزيع المخاطر".

وفي الواقع، مع تقدم الرياضة الأميركية، فإن روب ويلسون أستاذ التمويل الرياضي التطبيقي في "جامعة شيفيلد هالام"، يبدي تفاؤلاً بأن مشاركة "أمازون" أو "نتفليكس" أو "ديزني" في تغطية مباريات "الدوري الإنجليزي الممتاز" لم تنته بعد.

ويشير إلى أنه "في غضون أربع سنوات، من المرجح أن تقوم خدمات البث بمحاولة أخرى لدخول السوق. وهناك شعور حقيقي بأن المالكين الأجانب يرغبون في الاستثمار على المدى الطويل. فالتركيز أو الهدف الأساسي للمستثمرين الأميركيين هو جعل استثماراتهم مربحة قدر الإمكان وتحقيق أعلى عوائد مالية، مما يؤدي إلى مشاركة كبيرة من الأسهم الخاصة. وفي حين أن الصفقات المحلية ربما تكون قد وصلت إلى مرحلة الاستقرار، إلا أنه لا تزال هناك إمكانات للنمو في السوق الدولية التي تتم بمرونة أكبر".

باختصار، فإن هذه الصفقة تعكس في جوهرها الديناميكيات الراهنة التي يعمل من خلالها "الدوري الإنجليزي الممتاز".

ويقول البروفيسور سايمون تشادويك إن "’الدوري الإنجليزي الممتاز‘ يسعى إلى تحصين نفسه في السنوات الخمس إلى الـ10 المقبلة، نظراً إلى حال عدم اليقين السائدة".

أخيراً بالنسبة إلى الدوري الذي يصف نفسه بأنه الأكثر إثارة في كرة القدم على مستوى العالم، فهذا لا يعد نهجاً يعكس رؤية تقدمية. ومع ذلك، فما يحدث يعتبر منطقياً بالنسبة إلى جميع الأطراف المعنية. أقله في الوقت الراهن.

© The Independent

المزيد من رياضة