Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

من رحم الحرب... السينما السودانية تسلط الضوء على المعاناة المنسية

شاركت 5 أفلام في النسخة الثامنة من مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة

الممثلة والمطربة السودانية إيمان يوسف (أ ف ب)

ملخص

على مدار عقود عانت السينما السودانية تحت حكم الرئيس المعزول عمر البشير قيوداً دينية وأعراف المجتمع المحافظ والقمع السياسي

وسط الحرب المستعرة في السودان بين الجيش وقوات "الدعم السريع" يسعى سينمائيون سودانيون إلى لفت أنظار العالم إلى النزاع الدامي المنسي المتواصل في البلاد.

وتقول الممثلة والمطربة السودانية إيمان يوسف بطلة فيلم "وداعاً جوليا" للمخرج محمد كردفاني الذي أنتج العام الماضي، وكان أول فيلم سوداني يشارك بمهرجان "كان" لوكالة الصحافة الفرنسية "حالياً هذه هي الفترة المناسبة التي يمكننا أن نعبر فيها عن أنفسنا وعن القضايا المسكوت عنها"، مضيفة "نستطيع أن ننتج ولو إنتاجاً بسيطاً".

وكانت إيمان تتحدث على هامش النسخة الثامنة من مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة الذي أقيم الأسبوع الماضي في محافظة أسوان في أقصى جنوب مصر، وشاركت فيه خمسة أفلام سودانية قصيرة.

إصرار وأمل

من بين الأفلام السودانية المشاركة فيلم "طوبة لهن" للمخرجة السودانية رزان محمد، والذي يسلط الضوء على نساء نزحن من معسكر للاجئين في عام 2003، عندما اندلعت الحرب في إقليم دارفور غرب البلاد. وفيلم "نساء الحرب" للمخرج السوداني القدال حسن الذي يتناول قضية النساء في مناطق الصراع بولاية النيل الأزرق في جنوب البلاد، وتأثير الحروب فيهن وفي ذاكرتهن. وتقول إيمان يوسف "الحروب والأزمات تتعبنا نفسياً، لكن تعطينا درجة من الإصرار لمواصلة أحلامنا وإبراز الأفكار". وتشير إلى أن "الحرب الحالية جعلت السودانيين في حالة نفسية مضطربة، لكن لا حل آخر غير أن نستمر في إخراج الأفكار".

مزيد من الحريات

ومنذ عام اندلعت حرب في السودان بين الجيش بقيادة عبدالفتاح البرهان ونائبه السابق محمد حمدان دقلو وأدت إلى سقوط آلاف القتلى. كما دفعت البلاد البالغ عدد سكانها 48 مليوناً إلى حافة المجاعة ودمرت البنى التحتية المتهالكة أصلاً وتسببت في تشريد أكثر من 8.5 مليون شخص، بحسب الأمم المتحدة.

وعلى مدار عقود عانت السينما السودانية تحت حكم الرئيس المعزول عمر البشير قيوداً دينية وأعراف المجتمع المحافظ والقمع السياسي.

وعلى رغم الأزمات والحروب التي تلت سقوط البشير في عام 2019 تحت ضغط شعبي تقول يوسف "هناك اليوم قدر من الحرية لم تكن موجودة من قبل"، في إشارة إلى "ثورة" ديسمبر (كانون الأول) 2018 التي وصفتها بأنها "لم تكن ثورة سياسية فحسب، بل ثورة في الأفكار والأخلاق والوعي". وتتابع "هذه هي الفترة التي يفترض أن تخلق فيها الأفكار من الشباب السوداني الذي كان يشعر بقيود من قبل".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

سينما وليدة المعاناة

بعد انتفاضة 2018 أنتج فيلم "ستموت في العشرين" للمخرج أمجد أبو العلاء بعد فترة توقف في إنتاج الأفلام الروائية الطويلة دامت 20 عاماً. وكان الفيلم أول عمل درامي سوداني يرشح لجوائز الأوسكار وتدور قصته حول شاب تقول نبوءة من أحد الدراويش الصوفيين إنه سيموت حينما يكمل 20 سنة فيقضي أيامه في قلق وترقب حتى يحدث ما يغير حياته تماماً، إذ يلتقي مع مخرج مغامر في قريته يستعرض معه تجاربه في الحياة.

ثم جاء "وداعاً جوليا" ليحكي قصة انفصال السودان وجنوب السودان في عام 2011، وقد حقق نجاحاً تجارياً في دور العرض في البلدان العربية ومن بينها مصر، وهو ما يعد قليل الحدوث بالنسبة لفيلم عربي غير مصري.

وتقول يوسف التي كانت تمثل دور منى في الفيلم، "انفصال الجنوب كان حدثاً كبيراً أثر فينا كثيراً".

ويتمنى المخرج السوداني محمد الطريفي "عدم توقف صناعة السينما مجدداً". ويقول، "هناك اجتهادات منا حتى لا تتوقف، ولكن الإنتاج السينمائي في السودان وليد المعاناة أصلاً".

ويرى الطريفي أن "الشتات يخلق إبداعاً أكثر"، موضحاً أن "الوجود السوداني الكبير في القاهرة والحراك الفني المصري النشط سيسفران عن إنتاجات أكثر".

ومنذ اندلاع الحرب في السودان في الـ15 من أبريل (نيسان) 2023 عبر إلى مصر أكثر من 500 ألف سوداني.

ويقول الطريفي "القاهرة ستكون مكاناً لانطلاق مشاريع سودانية (فنية) جديدة مثلما كانت دائماً في السابق".

اقرأ المزيد

المزيد من سينما