Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل تنتظر إسرائيل الانتهاء من تبادل الأسرى لفتح جبهة خان يونس؟

أخذ الجيش بالحسبان أن المعارك في جنوب القطاع ستكون أكثر ضراوة

خطة قتالية إسرائيلية جديدة تشكل المرحلة الثانية من حرب غزة وتركز على منطقة الجنوب (أ ف ب)

ملخص

تحذيرات من تداعيات إطالة مدة وقف النار في غزة وما قد يواجهه الجيش الإسرائيلي من صعوبات لاستئناف القتال من النقطة التي توقف عندها لدى الاتفاق على صفقة الأسرى

على رغم التحذيرات من تداعيات إطالة مدة وقف النار في غزة وما قد يواجهه الجيش من صعوبات لاستئناف القتال من النقطة التي توقف عندها لدى الاتفاق على صفقة الأسرى، أعدّ رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هليفي خطة قتالية جديدة تشكل المرحلة الثانية من حرب غزة وتركز على منطقة الجنوب لتنفيذها فور انتهاء هدنة وقف النار التي أعلنت إسرائيل موافقتها عليها ضمن شروطها والتي تفرج حركة "حماس" بموجبها عن 10 أسرى إسرائيليين يومياً مقابل الإفراج عن أسرى فلسطينيين، وقد تم الاتفاق بعد ظهر اليوم الإثنين بين إسرائيل و"حماس" على تمديد الهدنة يومين إضافيين، لكن تل أبيب تتوقع أن تمتد حتى 10 أيام تسعى من خلالها إلى إعادة أكبر عدد من أسراها من غزة.

الخطة التي وضعها هليفي تركز على جنوب غزة وفي مركزها بلدة خان يونس، المدينة الثانية في القطاع التي تشكل منذ فترة هدفاً مركزياً لإسرائيل.

الرغبة الإسرائيلية التي كثيراً ما أعلن عنها رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه يوآف غالانت تقضي بتسوية الأرض في كل غزة وبأن يصبح جنوبها مثل شمالها، وكما وصفها مسؤول أمني بـ"الأرض المحروقة"، على رغم وجود الأعداد الكبيرة من لاجئي منطقة الشمال، وعندها يمكن لإسرائيل أن تنجح في تهجير السكان من بلدات الجنوب، خصوصاً من المدينة المركزية فيها خان يونس، ثم النصيرات والبريج.

"مدينة السنوار"

وكشف تقرير إسرائيلي عن أن الخطة التي وضعها هليفي في جنوب غزة تعتمد، ضمن أمور أخرى، على معلومات استخباراتية تشير إلى أن خان يونس أصبحت خلال الأيام الأخيرة مركزاً لقادة "حماس" وأن يحيى السنوار مع قادة ميدانيين أيضاً موجودون فيها قرب شبكة أنفاق متطورة ومتكاملة ومتشعبة تصل حتى سيناء.

وقال الخبير في الشؤون الفلسطينية أليئور ليفي إن "أحد السيناريوهات التي تتوقعها إسرائيل بعد انتهاء فترة الهدنة أن تكون حماس رتبت أمورها جيداً خلال هذه الفترة، وعليه يمكن أن تنجح قيادة الحركة في الهروب عبر شبكة الأنفاق المتطورة التي قامت ببنائها باتجاه محور فيلادلفيا".

ويضيف أن "السيناريو الذي تستعد له إسرائيل يشمل نقل قيادة حماس أسرى إسرائيليين معها نحو سيناء، تحديداً الجنود الإسرائيليين، وهذا مسار مهم جداً للحركة التي تعتبر أنها بذلك يمكنها أن تغير مسار الحرب".

وفي هذا الجانب ذكر الخبير في الشؤون الإسرائيلية – الفلسطينية إيهود يعاري أن "السنوار موجود الآن في شبكة أنفاق حماس في الجزء الجنوبي من غزة مع كبار القادة ومن تبقى من الأسرى".

وبرأيه فإن خان يونس هدف مهم بالنسبة إلى إسرائيل غير أن إطالة وقف النار ستسمح لها بالتقاط أنفاسها، "إذا توقفت حرب غزة قبل تحقيق أهدافها ومهاجمة خان يونس، فستبقى هذه المدينة قوية ومركزاً لحماس في المستقبل".

وهناك توقعات بأن تشن إسرائيل هجوماً فورياً عند انتهاء الهدنة ووقف النار لتكون أولى ضرباتها على خان يونس "مدينة السنوار"، كما يسميها الإسرائيليون، "ليصلوا في نهاية الأمر إلى عزل كامل بين شمال غزة وجنوبها، ويكون أمام حماس خياران لا ثالث لهما، إما الخروج من الأنفاق والقتال أو رفع العلم الأبيض والاستسلام".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

قتال أشد ضراوة

في وضعه لخطة قتال المرحلة الثانية من العملية البرية المتوقعة بعد انتهاء الهدنة الجديدة، أخذ الجيش بالحسبان أن المعارك في جنوب غزة ستكون أشد وأكثر ضراوة من شمالها، ليس فقط لوجود عشرات آلاف اللاجئين ومحدودية التصرف، إنما لقناعة إسرائيل بأن "حماس" ستستغل فترة الهدنة وتعيد تحديث استعداداتها القتالية وإعداد خطط قتالية خاصة بعد أن تكون الحركة تعلمت الدرس من قتالها مع الجيش الإسرائيلي منذ انطلاق العملية البرية في الشمال. إلى جانب هذا، وكما يرى الرئيس السابق لمجلس الأمن القومي غيورا إيلاند، فإن الجيش سيواجه قتالاً شديداً إلى جانب شبكة أنفاق خطرة ومتشعبة، وستكون أمامه معضلة في كيفية إدارة المعركة، ليس فقط لوجود الأسرى الإسرائيليين داخل الأنفاق وإنما لأن الواقع يؤكد أنه لم ينجح في القضاء على ربع هذه الأنفاق في حربه في الشمال، ويقول "إلى جانب الأعداد الكبيرة من اللاجئين الفلسطينيين، سيتضاعف الضغط الدولي على إسرائيل وسيحول دون إمكان تحقيق هدف الحرب على غزة، القضاء على حماس".

وصرح المسؤولون الإسرائيليون بأن الجيش نجح في قتل ما بين 2 إلى 3 آلاف عنصر من "حماس"، وإذا ما قارنا بتقرير للاستخبارات الإسرائيلية تحدثت فيه عن وجود أكثر من 30 ألف مقاتل في الحركة، فإن الجيش الإسرائيلي يكون قد نجح في القضاء على 10 في المئة منهم.

مصممون على القتال

وعلى رغم هذه المعطيات والتحذيرات، إلا أن متخذي القرار، خصوصاً نتنياهو وغالانت، مصران على استئناف القتال، وأوضحا في لقائهما مع وحدات عسكرية في الجنوب أن "كل رهينة يتم إحضارها إلى إسرائيل مهمة بالنسبة إلينا. سنبذل قصارى جهدنا لإحضارهم في أسرع وقت ممكن. نحن ملتزمون بذلك".

ونُقل عن مسؤول عسكري إسرائيلي قوله إنه "من أجل تدمير البنى التحتية التي تم اكتشافها حتى الآن، هناك حاجة إلى كثير من الصبر والوقت. وبعبارة أخرى، لا يزال أمام الجيش عمل كبير للتعامل مع مترو حماس الحقيقي، ليس ذلك الذي فجرناه في عملية ’حارس الأسوار‘ وأعادوا بناءه، وإنما هذا الذي يسمح لهم بالبقاء تحت الأرض لأشهر عدة، في العمق، وفي بعض الأنفاق لتحريك المركبات من جانب إلى آخر".

مصير السنوار قريب

وفي تقرير نشره موقع "واللا" الإخباري، اعتبر الجيش يحيى السنوار هدفاً مركزياً، وجاء فيه أن "يحيى السنوار وغيره من كبار مسؤولي حماس يختبئون في أنفاق محفورة عميقاً في الأرض، ومن المحتمل أن يصل بعضها إلى عمق 70 أو80 متراً، وهي ذات جدران خرسانية خاصة تم استيرادها خصيصاً لقطاع غزة، مع منظومة تهوئة متطورة. ضباط كبار يطالبون باستمرار المناورة في غزة والسنوار يدرك أن مصيره قد تقرر".

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير