Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هدنة غزة تكشف "هيروشيما جديدة"

تقارير أممية تصف الضربات بالأكثر دموية منذ الحرب العالمية الثانية والأعلى تدميراً في الصراعات الحديثة

أطلقت إسرائيل ذخائر أكثر مما استخدمته أميركا في حملتها ضد "داعش" خلال أعوام (مريم أبو دقة)

ملخص

الحرب الإسرائيلية مسحت مدناً وأحياء من خريطة غزة بعد دمار كارثي حل بالقطاع.

كشفت الهدنة الإنسانية القصيرة في غزة عن حجم الدمار الهائل الذي خلفته قنابل ومتفجرات الجيش الإسرائيلي، التي حولت القطاع إلى "هيروشيما العصر"، إذ أبادت أحياء سكنية كاملة تضم عشرات الآلاف من الوحدات السكنية وسوتها بالأرض.

وانصدم سكان غزة من حجم الدمار الكارثي الذي حل بالقطاع خلال 50 يوماً من القتال الأعنف في تاريخ الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، والذي استخدمت فيه تل أبيب جميع أنواع وأشكال وأحجام القوة النارية.

مدينة ركام

وتحول قطاع غزة صغير المساحة مكتظ السكان إلى مدينة ركام لا تصلح للسكن ولا للعيش وفقاً لتقدير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا"، الذي أفاد أن 1.7 مليون فرد من أصل 2.3 مليون نسمة أصبحوا بلا مسكن بسبب الدمار الذي ألحقته إسرائيل في الوحدات السكنية في غزة.

وفي جميع أنحاء محافظات قطاع غزة، دمرت آلة القتال العسكرية الإسرائيلية 45 ألفاً و442 منشأة وبناية وحولتها إلى ركام وسوتها بالأرض، وأعطبت بشكل جزئي نحو ربع مليون منشأة وبناية أخرى، حيث أصبحت جميعها هياكل متضررة غير صالحة للسكن.

يقول نائب رئيس المكتب الإعلامي الحكومي إسماعيل الثوابتة، إن الجيش الإسرائيلي يتعمد توسيع مساحة الدمار في عدوانه بأقصى استطاعته متبعاً سياسة الأرض المحروقة، وإذا عاد القتال للقطاع ستزيد رقعة الخراب والدمار المتعمد لمنازل وممتلكات ومرافق شعب غزة.

 

 

ويضيف "حول الهجوم العسكري الإسرائيلي معظم الشطر الشمالي من القطاع إلى ركام، حيث محيت أحياء بأكملها وتعرضت منازل ومدارس ومستشفيات للقصف الجوي، بينما لا تزال بعض المباني قائمة لكن معظمها هياكل".

بالأرقام حجم الدمار

بحسب عمليات المسح الأولية لدمار غزة، التي أجراها الإعلام الحكومي عند بدء الهدنة الإنسانية، فإن 45 ألف وحدة سكنية و97 مقراً حكومياً و262 مدرسة و83 مسجداً وكنيسة واحدة دمرت كلياً، في حين تعرضت 250 ألف وحدة سكنية للهدم الجزئي و65 مدرسة خرجت عن الخدمة، ودمر 166 مسجداً بشكل جزئي، إضافة إلى استهداف ثلاث كنائس.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأوضح الثوابتة أن آلة الحرب الإسرائيلية ألحقت أضراراً في هياكل محطة كهرباء غزة ومحطات ضخ المياه ومباني ثمانية مستشفيات، إضافة إلى الدمار الهائل الذي لحق بالطرقات والبنى التحتية وشبكات المياه والكهرباء والاتصالات.

ويشير المسؤول الحكومي إلى أن الدمار طاول الورش والمنشآت الصغيرة والأراضي الزراعية التي تقدر بنحو 18 في المئة من مساحة القطاع، وهذا يعني باختصار أن 60 في المئة من إجمالي مساحة غزة تحولت إلى ركام وأنقاض.

مسح عن الخريطة

وأدى إسقاط الجيش الإسرائيلي لآلاف الذخائر القوية على المناطق المعمارية المكتظة إلى تحويل مدن غزة لكومة ركام، وبحسب التوزيع الجغرافي لمحافظات القطاع، فإن مدن الشمال (بيت حانون وبيت لاهيا وجباليا) تحولت ما بين 80 إلى 90 في المئة من بناياتها إلى ركام.

أما مدينة غزة فقد دمرت بنسبة تتراوح بين 50 إلى 70 في المئة، وتركز الركام في أحياء الرمال وتل الهوى والشيخ عجلين ومحيط مجمع الشفاء الطبي.

 

 

فيما مسح من الخريطة بشكل كامل مخيم الشاطئ في مدينة غزة، إذ تعرض معسكر اللاجئين هذا الذي تبلغ مساحته 500 متر فقط أي (نصف كيلومتر) لما يقارب من 14 ألف حالة دمار، ولم يتبق له أثر سوى ركام الحجارة.

وفي محافظة وسط غزة (البريج والمغازي والنصيرات ودير البلح)، فإن الدمار تركز في المناطق الشرقية، وهو بنسب تتفاوت بين 30 إلى 50 في المئة، وتركزت الأضرار على المناطق الصناعية والقليل من المباني السكنية، بينما في محافظات الجنوب (خان يونس ورفح) فإنه ما بين ثمانية إلى 12 في المئة من مبانيها تحولت إلى ركام وأنقاض.

الحرب الأفظع

تقول مديرة منظمة "إير وارز" لمراقبة الصراعات إميلي تريب "أظهر المسح الحراري أن قطاع غزة مدمر أكثر من اللازم ولا يمكن العيش فيه، كل يوم نتباحث مع فريق الأمم المتحدة حول ما إذا كان القطاع سيتعافى، وكيف سيعاد بناء ما جرى تدميره وأين سيسكن الناس".

وتضيف تريب "الآليات العسكرية التي توغلت في القطاع وعاثت تدميراً، والطائرات والمدفعية دمرت المخابز والطواحين، كما دمرت منشآت الزراعة والمياه والصرف الصحي، معظم مناطق غزة غير صالحة للسكن، القصف محى أحياء بأكملها ولا تزال بعض المباني قائمة لكن معظمها مدمرة".

وبحسب مديرة منظمة مراقبة الصراعات، فإن القصف الإسرائيلي أصبح أحد أكثر الحملات الجوية كثافة منذ الحرب العالمية الثانية، وأطلقت إسرائيل في 50 يوماً ذخائر أكثر مما أطلقته الولايات المتحدة في حملة القضاء على تنظيم "داعش" التي استغرقت أعواماً، والدمار الذي حل بغزة في سبعة أسابيع يفوق الخراب الذي حل بسوريا في أربع سنوات.

الأكثر خراباً

ووفقاً للأمم المتحدة، فإن الحرب الإسرائيلية على غزة تصنف بأنها "وابل"، وهي الأكثر دموية منذ الحرب العالمية الثانية، والأعلى خراباً وتدميراً في صراعات العصر الحديث.

 

 

عندما بدأت الهدنة وزار سكان غزة بيوتهم أصيبوا بصدمة فور ما شاهدوا منازلهم مدمرة، فتقول المواطنة راما أبو حصيرة "الهدنة الإنسانية كشفت حجم الدمار، هناك مناطق ألغيت من الخريطة، خائفة من تجدد القتال وزيادة حجم الدمار، لأنني رأيت أهوالاً ومشاهد مروعة، لم أعرف غزة ولا الشوارع ولا الأحياء التي اعتدنا عليها، لقد تغيرت معالم المدينة ونحتاج سنوات طويلة من أجل إعادتها".

تبادل التهم

يقول المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي "هذه النتيجة الحتمية لخطأ حماس التي تستخدم المواقع المدنية كغطاء لعملياتها، وهذا القصف يهدف إلى حماية مواطني إسرائيل".

ويضيف "القوات الإسرائيلية تلتزم قيمها وقوانين الحرب في ملاحقتها لحركة حماس والجهاد الإسلامي، لكن الفصيلين يعملان في مناطق مأهولة بالسكان".

تنفي "حماس" على لسان القيادي فيها موسى أبو مرزوق هذا الاتهام، ويقول "حل الدمار في غزة، لكن إسرائيل لم تصل لقواعدنا العسكرية وهي في مناطق بعيدة من السكان المدنيين، الجيش قصف بشكل متهور كل شيء في القطاع".

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات