Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مراقبون: سوناك يستقطب أصوات الوسطيين بعودة كاميرون لـ"الخارجية" البريطانية

أكدوا أن الأمر لن يحدث فارقاً كبيراً وينم عن يأس حزب المحافظين وسط تراجع شعبيته

ملخص

يهدف سوناك بعودة ديفيد كاميرون إلى الحكومة البريطانية في منصب وزير الخارجية إلى استقطاب عدد أكبر من الوسطيين بدلاً من استرضاء يمين حزبه الذي دعم وزيرة الداخلية التي أقالها. 

أعاد رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، اليوم الإثنين، رئيس الوزراء السابق ديفيد كاميرون إلى الحكومة في منصب وزير الخارجية في تعديل وزاري جاء بعد إقالة وزيرة الداخلية المثيرة للجدل سويلا برافرمان، وفق ما أفادت وسائل إعلام عدة، ضمن تعديلات يجريها سوناك على فريقه قبل الانتخابات العامة المتوقعة العام المقبل.

وهذه أحدث مناورة لسوناك الذي يتخلف حزبه بفارق كبير عن حزب العمال قبل الانتخابات المتوقعة العام المقبل، وتشير عودة كاميرون إلى أن سوناك يريد استقطاب عدد أكبر من الوسطيين وأصحاب الخبرة بدلاً من استرضاء يمين حزبه الذي دعم برافرمان.

وأفاد استاذ السياسة لدى "جامعة كوين ماري" في لندن تيم بيل بأن سوناك منجذب على الأرجح إلى "نفوذ (كاميرون) في الساحة الدولية" ويأمل في كسب الناخبين المعتدلين الذين تزداد مشاعر عدم الرضى في أوساطهم.

وقال "أشك إلى حد كبير بأن يحدث الأمر فارقاً كبيراً في هذا الصدد أو في أي أهداف أخرى"، مضيفا أنه "ينم عن يأس لأنه فعلا كذلك".

وكان سوناك تعرض لضغوط متزايدة لإقالة برافرمان بعدما اتهمها منتقدوها بتأجيج التوترات خلال أسابيع من التظاهرات المؤيدة للفلسطينيين والاحتجاجات المضادة في المملكة المتحدة. وقال محرر سياسي بصحيفة "ذا صن" إن وزير الخارجية جيمس كليفرلي سيحل محلها.

ولم تأت الضغوط من المعارضة السياسية مثل حزب العمال وغيره وحسب، ولكن من داخل حزب المحافظين وعدد كبير من نوابه في البرلمان وحتى بعض الوزراء الذين امتنعوا عن دعمها علناً على وسائل الإعلام في الأيام الماضية.

وسبق للوزيرة أيضاً قبل أيام أن صرحت بضرورة إزالة الخيام التي ينام فيها المشردون، مما اعتبره كثر خطراً قد يودي بحياة هؤلاء، بخاصة مع بدء فصل الشتاء.

يذكر أن سوناك أعاد بريفرمان إلى الحكومة في وزارة الداخلية، بعدما طردتها منها رئيسة الوزراء السابقة ليز تراس.

تعديل مثير للجدل

ويثير التعديل جدلاً وتسبب في شقاق وانقسامات وخلاف حول خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي الذي أثاره كاميرون بإجراء استفتاء في عام 2016، على رغم دعمه للبقاء في التكتل.

واضطر سوناك لتبكير الخطوة حين تحدته برافرمان المثيرة للجدل الأسبوع الماضي في مقالة غير مصرح بها، واتهمت فيه الشرطة باتباع "معايير مزدوجة" في الاحتجاجات، وأشارت إلى أن الشرطة كانت صارمة في تعاملها مع محتجين يمينيين وتساهلت مع محتجين مؤيدين للفلسطينيين.

وقال حزب العمال المعارض، إن هذا أجج التوتر بين احتجاج مؤيد للفلسطينيين واحتجاج آخر لليمين المتطرف أول من أمس السبت، مما أسفر عن اعتقال نحو 150.

صدمة

ولم تكن إقالة برافرمان مفاجئة، لكن تعيين كاميرون أحدث صدمة في حزب المحافظين مع ترحيب المشرعين الأكثر وسطية ونفور بعض اليمينيين الذين وصفوا تعيينه بأنه يمثل استسلاماً لتبعات انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

وقال كاميرون إنه سعيد بتولي دوره الجديد لأن ليس هناك في وقت التغيير العالمي "أهم تقريباً لهذا البلد من الوقوف إلى جانب حلفائنا، وتعزيز شراكاتنا والتأكد من أن صوتنا يسمع".

وكتب كاميرون على موقع "إكس" يقول "على رغم اختلافي مع قرارات معينة، من الواضح لي أن ريشي سوناك رئيس وزراء قوي وكفء، يظهر مثالاً يحتذى في القيادة في وقت صعب".

كليفرلي بديلا لوزيرة الداخلية السابقة 

وحل جيمس كليفرلي، وزير الخارجية السابق، محل برافرمان. وينظر إلى كليفرلي على أنه شخص يعتمد عليه وحكيم و سريعاً أدلى بتصريح قال فيه، إن دوره الجديد هو "الحفاظ على سلامة الناس في هذا البلد".

وابتعد كاميرون من السياسة منذ عام 2016، وسيتمكن من العودة إلى الحكومة من خلال تعيينه في مجلس اللوردات بالبرلمان.

وقد يتركز اهتمام برافرمان بعد إقصائها على الاستعداد لسباق محتمل في المستقبل على زعامة الحزب، إذا خسر المحافظون، كما تشير استطلاعات الرأي، الانتخابات المتوقع إجراؤها العام المقبل.

وتقدم حزب العمال باستمرار بنحو 20 نقطة في استطلاعات الرأي، وفشل سوناك في تقليص هذه الفجوة.

ووصف حزب العمال سوناك بأنه ضعيف منذ نشر مقالة برافرمان الأربعاء الماضي، وقال مشرعون معارضون، إن اليأس هو ما دفعه إلى قرار تعيين كاميرون.

المزيد من الأخبار