Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل يستغل الدبيبة أحداث غريان لمهاجمة قوات حفتر و"فاغنر" في جنوب ليبيا؟

ليست المرة الأولى التي تسعى فيها قوات الغرب الليبي إلى التحرك صوب الجنوب الغربي الغني بالثروات

اشتباكات غريان أعادت شبح الحرب إلى ليبيا (رويترز)

ملخص

لمس مراقبون عدوانية من جانب الدبيبة من وراء تجنيد ميليشيات مثل ميليشيات غنيوة الككلي لشن هجوم على الجنوب الغربي الخاضع لسيطرة الجيش الوطني الليبي

عاد شبح الحرب ليخيم على ليبيا مجدداً في ظل حالة من الاستنفار الأمني والعسكري، حين قامت عناصر "فاغنر" الروسية الداعمة لـ "الجيش الوطني" بقيادة المشير خليفة حفتر، بجولات استطلاعية بالتزامن مع حشد رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبدالحميد الدبيبة قواته، في ظل أجواء مشحونة فجرتها اشتباكات غريان الأخيرة.
وبدت أصابع الجميع على الزناد بعد أن قام عادل الدعاب، وهو قائد ميليشيات موال لحفتر، بدخول غريان وبسط سيطرته عليها الأحد التاسع والعشرين من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، قبل أن يتحرك الدبيبة ويشكل غرفة للعمليات المشتركة، مكونة من 29 كتيبة، سارعت إلى استعادة المدينة دون مقاومة كبيرة من الدعاب وقواته.

وذكرت وكالة "نوفا" الإيطالية أن "مجموعة "فاغنر" وضعت قواتها في حالة تأهب تحسباً لتقدم محتمل لقوات حكومة الدبيبة"، ونقلت بالفعل جزءاً من معداتها الإثنين الماضي من قاعدة الجفرة نحو الجنوب الغربي الذي تسعى حكومة طرابلس للتقدم باتجاهه.
وتأتي هذه التطورات فيما ينشغل العالم بالوضع المشتعل في قطاع غزة بين إسرائيل وحركة "حماس"، ما قد يدفع أطراف الصراع في ليبيا إلى التحرك لا سيما في ظل حالة الضبابية التي تخيم على المشهد والتي تجعل هدف إنجاز انتخابات تنهي الأزمة التي تعيشها البلاد، أمراً صعب المنال.


سيناريوهان للوضع

وهذه ليست المرة الأولى التي تسعى فيها قوات غرب ليبيا إلى التحرك صوب الجنوب الغربي الغني بالثروات، حيث تسجل روسيا حضوراً قوياً لا سيما في قاعدة "براك الشاطئ" التي تبعد من العاصمة طرابلس حوالى 600 كيلومتراً، لكن مع تأكد بدء الدبيبة بتعبئة قواته دون الإفصاح عن نواياه وأهدافه، فإن التساؤلات التي تطرح الآن هي، هل سيقدم بالفعل على شن هجوم من شأنه أن يخرق اتفاقاً شاملاً لوقف إطلاق النار تم التوصل إليه في عام 2020، بعد حرب بين "الجيش الوطني" وقوات حكومة "الوفاق الوطني" السابقة في طرابلس؟

ويجيب الباحث المتخصص في الشأن الليبي، جلال الحرشاوي، قائلاً، إن "هناك عدوانية من قبل الدبيبة من وراء تجنيد ميليشيات مثل ميليشيات غنيوة الككلي لشن هجوم على الجنوب الغربي الخاضع لسيطرة الجيش الوطني الليبي، الدبيبة يحاول استغلال حادثة غريان من أجل القيام بذلك".
وتابع الحرشاوي أن "هناك سيناريوهين اليوم في ليبيا، الأول أن الدبيبة قد يشن عملية عسكرية تصل قواته بموجبها إلى حقل الشرارة ومدينة أوباري، وهو تأويل يستند إلى الاستنفار الذي تقوم به قواته، أما السيناريو الثاني فيقول إن من المستحيل شن هذه العملية خصوصاً أنها تحتاج إلى موافقة ودعم من أنقرة وهو أمر لن تذهب إليه تركيا حالياً". وأردف الباحث، "أعتقد أن من الصعب شن هذه العملية. ما يقوم به الدبيبة أقرب إلى الاستعراض العسكري خصوصاً أن هناك توازنات عسكرية في البلاد يصعب تغييرها في ظل الظرف الراهن".
وفي تطور بدا وكأنه تحرك استباقي لاستمالة القبائل الليبية تأهباً لأي مواجهة محتملة، استقبل حفتر الأحد الخامس من نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري الشيخ زيدان الزادمة، المنسق العام لقبيلة "أولاد سليمان"، إحدى كبريات القبائل في الجنوب الليبي ومدن أخرى.
وأشاد حفتر خلال هذا اللقاء بـ "دور القبائل الليبية في إعادة الاستقرار إلى الجنوب" في إشارة إلى ما كانت عليه الأوضاع سابقاً عندما كانت المنطقة الجنوبية، المسماة إقليم فزان تاريخياً، ترزح تحت وطأة وضع أمني مترد يتجلى في أنشطة للمعارضة التشادية وعمليات تهريب للوقود وغير ذلك.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


رغبة خارجية لتفجير الوضع

ولم يعلق الدبيبة أو حفتر على الوضع العسكري في ظل الحشود العسكرية، لكن رئيس حكومة الوحدة الوطنية الذي يواجه محاولات جديدة لإزاحته من قبل البرلمان والمجلس الأعلى للدولة ركز في الآونة الأخيرة خطابه على الوضع في الجنوب، وقال أخيراً إن "الجنوب سيكون من أولويات عمل حكومة الوحدة الوطنية لا سيما في ملفات مثل الصحة والبنية التحتية والمنشآت النفطية". وتعد تلك المنطقة غنية بثرواتها ويسيطر عليها "الجيش الوطني" بدعم من "فاغنر" بحسب تقارير غربية، الأمر الذي نفاه مكتب حفتر مراراً.
وقال الباحث السياسي الليبي، كامل المرعاش، إن "هناك رغبة خارجية في تفجير الوضع في ليبيا، فما قامت به على سبيل المثال وكالة "نوفا" الإيطالية أبعد من مجرد خبر أو تقرير صحافي، وإنما تسريب من الحكومة الإيطالية لجس النبض وتمهيد لمخططات تسعى روما للقيام بها في ليبيا". وأضاف المرعاش أن "القصة الحقيقية التي تريد إيطاليا إخفاءها هي دعمها ودفعها لحكومة الدبيبة لتشكيل قوة عسكرية من ميليشيات الغرب الليبي، والتوجه إلى جنوب غربي البلاد وطرد قوات الجيش الوطني العربي الليبي، وفرض السيطرة على أهم حقلين للغاز والنفط هناك وهما حقل الشرارة وحقل الفيل اللذين يزودان خط مليته بـ 80 في المئة من الغاز المصدر إلى إيطاليا".


وبين أن حكومة الدبيبة "بالفعل بدأت في تشكيل قوة من 1000 عربة مسلحة وخصصت لقادتها مبالغ مالية ضخمة كتمويل مبدئي للذهاب إلى الجنوب الغربي ومواجهة الجيش الوطني العربي هناك، لتحقيق الاستراتيجية الإيطالية في تأمين مصادر آمنة للغاز خلال السنوات المقبلة خصوصاً مع استمرار الأزمة الأوكرانية".
وشدد المرعاش على أن "هناك محاولة لاستغلال قصة وجود فاغنر المضحكة من أجل دفع الدبيبة إلى مواجهة الجيش، لكن تبقى حظوظ هذا السيناريو ضعيفة، لأن هناك لاعبين سيكبحون جماح الدبيبة، لأن مصالحهم لا تتناسب مع اندلاع حرب في ليبيا الآن، فالأميركيون والبريطانيون ومن ورائهم تركيا لا يريدون تصعيداً عسكرياً في ليبيا حالياً، وهم المتحكمون فعلياً في بوصلة حكومة الدبيبة".
وبرز في الساعات الماضية سيناريو آخر قد يزيد الوضع تعقيداً، إذ تحدثت وكالة "بلومبيرغ" عن مساع من حفتر لإبرام اتفاق تعاون مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يتضمن نقل قوات روسية إلى ليبيا.
وفي ظل محاولات الغرب التصدي للتغلغل الروسي في أفريقيا الغنية بالثروات، فإن سيناريو الاحتكاك العسكري في ليبيا يبقى وارداً خصوصاً في ظل عدم حسم ملف القوات الأجنبية الموجودة على الأرض وتوحيد المؤسسة العسكرية وإنجاز الاستحقاقات الانتخابية.

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات