Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

محاولة اغتيال مسؤول في نقابة الصحافيين بصنعاء الخاضعة للحوثيين

تنديد محلي ودولي بالحادثة التي تعكس الاستعداء المميت الذي يعانيه المنتسبون اليمنيون إلى "مهنة البحث عن المتاعب"

عرف شبيطة بمواقفه المناهضة للانتهاكات التي تطال الصحافيين (مواقع التواصل)

ملخص

نجا أمين عام نقابة الصحافيين اليمنيين والأمين العام المساعد لاتحاد الصحافيين العرب محمد شبيطة أمس الثلاثاء من محاولة اغتيال في العاصمة اليمنية صنعاء الخاضعة لسيطرة ميليشيات الحوثي المصنفة من قبل الولايات المتحدة الأميركية على لائحة الإرهاب.

يضيق الفضاء الأمني بالصحافيين اليمنيين في مناطق سيطرة الحوثيين على نحو يتهدد حياتهم بعد تفاقم الحريات العامة وإغلاق ومصادرة وسائلهم ومؤسساتهم الإعلامية، فضلاً عن حملات اعتقالهم التي لا تتوقف ليبلغ الأمر محاولات القتل المباشرة، إذ نجا الأمين العام لنقابة الصحافيين اليمنيين والأمين العام المساعد لاتحاد الصحافيين العرب محمد شبيطة أمس الثلاثاء من محاولة اغتيال في العاصمة صنعاء الخاضعة لسيطرة ميليشيات الحوثي المصنفة من قبل الولايات المتحدة الأميركية على لائحة الإرهاب.

وأكد مصدر مقرب من الصحافي شبيطة أنه تعرض لوابل من الرصاص الحي من عناصر ترتدي اللباس الأمني التابع لسلطة الحوثيين في صنعاء أثناء قيادة سيارته بحي النهضة بصنعاء، مما أدى إلى إصابته بطلقات نارية عدة في البطن والساق، فيما قُتل ابن عمه وجرح نجله البالغ 13 سنة، موضحاً أنه لا يزال يتلقى الرعاية الطبية في العناية المركزة بمستشفى الكويت بالعاصمة صنعاء.

تحريف

وفي حين حملت نقابة الصحافيين اليمنيين ما أسمتها "سلطة الأمر الواقع في صنعاء" المسؤولية الكاملة عن محاولة الاغتيال التي تعرض لها شبيطة، أكد المصدر أن محاولة القتل تمت بصورة مباشرة من قبل عناصر مسلحة تابعة للحوثيين داهموا سيارته، وأطلقوا وابلاً من الرصاص نحوه قبل أن يتم إسعافه.

وقال إن الحوثيين سعوا عقب الحادثة إلى تحريف دوافع الجريمة بمحاولة ادعاءات مختلقة ومتعددة منها الاشتباه في مجرم هارب وأخرى تطالب أهله وذويه بطي الواقعة والتكتم عليها.

وعرف شبيطة بمواقفه الثابتة والمناصرة لزملائه الصحافيين من داخل العاصمة صنعاء التي رفض مغادرتها على رغم حال القمع الحوثية وإصداره بيانات إدانة لما يتعرضون له جراء الاعتداءات التي تطاولهم سواء في مناطق الميليشيات الحوثية أو الحكومة الشرعية.

وأكد مجلس النقابة في بيانه أنه في حال انعقاد دائم ومفتوح لمتابعة القضية، في ظل ترقب تفاصيل موسعة ضمن بيان لاحق، مطالباً ميليشيات الحوثي "بالكشف عن الجناة فوراً واعتقالهم وإيقاع العقوبة القانونية على جريمتهم".

على الصعيد الرسمي دانت الحكومة الشرعية الواقعة على لسان وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني الذي استنكر بأشد العبارات جريمة محاولة الاغتيال التي تعرض لها شبيطة، وأوضح أن هذه الجريمة النكراء تأتي في ظل تزايد غير مسبوق لأعمال القمع والتنكيل التي تمارسها ميليشيات الحوثي وتطاول السياسيين والصحافيين والإعلاميين والحقوقيين والنقابيين والناشطين بهدف تكميم أفواههم وثنيهم عن التعبير عن آرائهم، وعدم تبني قضايا المواطنين، والتغطية على ممارسات الحوثيين.

انتهاكات لا تتوقف

وإزاء هذه المستجدات التي تكشف عن واقع الصحافة الصعب في اليمن، لفت الإرياني إلى أن مناطق سيطرة ميليشيات الحوثي تشهد انتهاكات متواصلة تطاول الصحافيين وتتمثل في الاعتقالات التعسفية والإخفاء القسري من دون توجيه تهم، والتعذيب النفسي والجسدي وإصدار أحكام بالإعدام بتهم ملفقة والقتل والتهجير والتشريد ونهب الممتلكات والفصل من الوظيفة العامة وغيرها من أبشع صنوف الإرهاب والقمع والتنكيل.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وكانت نقابة الصحافيين اليمنيين أصدرت أخيراً بياناً لمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة في الثالث من مايو (أيار) الجاري طالبت فيه بـ"إنهاء الحرب على السلطة الرابعة"، متهمة الحوثيين بالوقوف خلف جملة من الانتهاكات التي تنوعت بين القمع والاعتقالات ونهب المرتبات وإغلاق وسائل الإعلام. وأكدت النقابة تعرض حرية الصحافة لأكثر من 1700 حالة انتهاك واعتداء منذ بدء حرب ميليشيات الحوثي وإغلاق الجماعة التابعة لإيران لأكثر من 165 وسيلة إعلام وحجب قرابة 200 موقع إلكتروني محلي وعربي ودولي ومقتل 45 صحافياً.

رسالة جديدة للإسكات

وندد صحافيون وناشطون يمنيون بمحاولة اغتيال شبيطة، محملين ميليشيات الحوثي المسؤولية الكاملة عن هذه الجريمة التي تعد بمثابة "رسالة جديدة إلى الصحافيين اليمنيين تستهدف إسكاتهم، وتكميم أفواههم في شمال اليمن".

وقال الكاتب جمال حسن إن الرصاصة التي تعرض لها الأمين العام لنقابة الصحافيين طاشت شظاياها في صدورنا، وأصبحت جرحاً لا يُشفى إلا بسلامته ومعاقبة المتورطين والكشف عن دوافع الجريمة، مضيفاً أن شبيطة كان "سنداً للصحافيين ومناصراً شجاعاً لهم في وجه أي انتهاك أو قضية".

وقال المركز الأميركي للعدالة (ACJ) إنه يتابع بقلق بالغ الأخبار الواردة حول إصابة أمين عام نقابة الصحافيين اليمنيين محمد شبيطة بجروح خطرة، نتيجة تعرضه لإطلاق نار في صنعاء ظهر أمس فيما قُتل ابن عمه محمد عبدالله وجرح نجله.  ودعا المركز الجهات الأمنية التابعة للحوثيين في صنعاء "إلى فتح تحقيق عاجل ومعرفة الجهات التي تقف خلف هذه الحادثة الخطرة".

وعلى الجانب الحقوقي، رأت منظمة "سام" للحقوق والحريات أن ما تعرض له شبيطة يثير كثيراً من الشك، في ظل الاستهداف المتكرر الذي يتعرض له الصحافيون في اليمن، والاستهداف الممنهج لـ"حرية الرأي والتعبير" التي بلغت أدنى مستوياتها بالمقارنة مع بلدان العالم الأخرى، لافتة إلى أن استهداف الصحافيين يمثل انتهاكاً خطراً لحرية التعبير التي كفلتها القوانين الوطنية والدولية.

وعبرت "سام" عن إدانتها واستنكارها الشديدين لما تعرض له الصحافي شبيطة، محملة سلطات جماعة الحوثي المسؤولية الكاملة عن سلامته وسلامة كل الصحافيين الموجودين في مناطق سيطرتها، كما دعت المنظمة الحوثيين إلى سرعة اعتقال المتورطين في الجريمة وإحالتهم إلى القضاء مع إطلاع الرأي العام على مجريات القضية.

الأكثر خطراً

ولم يصدر عن الحوثيين أي تعليق على الحادثة حتى اللحظة، في وقت نشر حامل صفة وزير الإعلام في الحكومة التابعة للميليشيات ضيف الله الشامي في صفحته على منصة "إكس"، بيان إدانة "لإغلاق الكيان الصهيوني مكتب قناة الجزيرة في الأراضي المحتلة"، ولكنه تجاهل محاولة اغتيال الأمين العام لنقابة الصحافيين اليمنية في المناطق التي يسيطرون عليها.

وأمام حملات القمع التي يمارسونها ضد الصحافيين، يبرر الحوثيون بأنها تهدف إلى الكشف عن مخططات خصومهم في الحكومة الشرعية وداعميها في التحالف العربي، فيتهمون كل إعلامي ينتقد ممارساتهم الطائفية والعدائية ضد المختلفين معهم بأنه عميل ينفذ مخططات عدائية ضد البلاد.

وفي خطاب متلفز ألقاه في سبتمبر (أيلول) 2015، اتهم زعيم الجماعة الحوثية الصحافيين بأنهم "أكثر خطراً على هذا البلد من الخونة والمرتزقة ومن المقاتلين"، وهو تحريض عده مراقبون بمثابة الأمر المباشر لجماعته بملاحقة الصحافيين.

ووثقت تقارير حقوقية مستقلة حالات انتهاكات وتصفية وقتل ضد الصحافيين في اليمن بلغت 45 حالة بين عام 2014 و2022، فيما اتهمت مصادر حقوقية ميليشيات الحوثي بالوقوف خلف تصفية 17 صحافياً بطرق منهجية.

المزيد من متابعات