Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

نيران حرب السودان تبلغ حقول البترول غرب كردفان

"الدعم السريع" يعلن السيطرة على مطار غرب الخرطوم وتشديد أممي - أميركي على وقف القتال عبر مفاوضات جدة

تفاؤل بوقف إطلاق النار في مفاوضات جدة ومعارك محتدمة بالخرطوم (أ ف ب)

ملخص

معارك السودان تتمدد غرباً وتضع حقول النفط في مرمى نيران الحرب

تمددت المعارك بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع" إلى غرب كردفان بإعلان الأخيرة الاستيلاء على مطار بليلة (55 كيلومتراً جنوب غربي مدينة الفولة عاصمة الولاية)، ودخول حقول النفط القريبة منه (بليلة وهجليج).

الحرب والنفط

وأعلنت قوات "الدعم السريع" أنها نفذت عمليات عسكرية "لتحرير مطار بليلة وحقول النفط القريبة منه بهدف طرد الجيش وداعميه" ممن وصفتهم بالمتطرفين المرتبطين بالنظام السابق بالمنطقة، مؤكدة أنها كبدت الطرف الآخر خسائر فادحة في الأرواح والعتاد، بينما لم يصدر أي تعليق أو بيان رسمي عن الجيش في شأن الأحداث غرب كردفان، لكن مصادر عسكرية أوضحت أن الطيران الحربي للجيش تمكن من تدمير عشرات العربات المقاتلة لـ"الدعم السريع" على مشارف مطار بليلة، وكذلك على الشريط الحدودي مع دولة تشاد.

واتهمت "الدعم السريع"، في بيان، الجيش، بتحويل المطار من خدمة شركات البترول إلى مطار حربي لضرب المدن وتدمير البنى التحتية وقتل المدنيين الأبرياء، وقالت إن الجيش قام بحرق وتدمير المطار بالكامل قبل انسحابه.

والحقت قوات "الدعم السريع" بيانها الأول بآخر طمأنت فيه شركات البترول "نطمئن شركات البترول العاملة في حقول بليلة من أن قواتنا توجد الآن في معسكراتها ولا علاقة لها بالمطار أو حقول النفط، ويمكنها الاستمرار في العمل من أجل مصلحة الشعب السوداني".

توقف الضخ

وبحسب مصادر ولائية فإن قوات "الدعم السريع" شنت هجوماً متزامناً على المطار والحقل النفطي، وتمكنت من دخول عدد من محطات ضخ البترول. وأشارت المصادر إلى أن دخول هذه القوات إلى المركز الرئيس لخدمات البترول بالحقل قد يؤدي إلى توقف مضخة الخط الناقل لبترول السودان إلى مصفاة الجيلي بالخرطوم.

وحمل بيان لتجمع العاملين بقطاع النفط هذه القوات مسؤولية أمن وسلامة جميع العاملين والمنشآت النفطية التي هي ملك للشعب السوداني محذراً من خطورة التهاون في سلامتها. وأكد لأن الإنتاج النفطي والمنشآت والكوادر الفنية العاملة به تعد ثروة قومية ترتبط باتفاقات دولية ذات تأثير في المجتمع الدولي والمحلي.

وفي شرق دارفور، أصدر "الدعم السريع" بياناً أكد فيه سقوط مدينة زالنجي عاصمة الولاية، وكان قد أفيد بوصول قوة إضافية من "الدعم السريع" إلى مشارف المدينة وتموضعها في ثلاث جهات شرقها وشمالها وغربها.

معارك الخرطوم

ومنذ الإعلان عن استئناف المفاوضات بينهما، تصاعدت المواجهات وعمليات القصف المدفعي بين الجيش وقوات "الدعم السريع" في جبهات عدة من القتال في العاصمة السودانية، وتواصلت المعارك والاشتباكات وتبادل القصف المدفعي بين الجانبين، في محيط سلاحي المدرعات والذخيرة والمناطق السكنية المجاورة لها جنوب الخرطوم. وأوضحت مصادر عسكرية أن الطيران الحربي والمسير هاجم مواقع لـ"الدعم السريع" في مزارع شمال جبل أولياء جنوب الخرطوم، رداً على استهدافه المدفعي نقاط تمركز الجيش وتعرض الأحياء السكنية المجاورة لقصف عشوائي تسبب في نزوح أعداد كبيرة من المواطنين، بخاصة نتيجة تواصل العمليات العسكرية بالمنطقة أكثر من أسبوعين متتالين.

حصار وعمليات نوعية

وأشارت المصادر نفسها إلى استمرار القوات الخاصة المشتركة بين الجيش وهيئة العلميات بجهاز الاستخبارات الوطني، في عمليات تمشيط واسعة بمحلية أم بدة (ولاية الخرطوم) قتلت خلالها العشرات من "الدعم السريع"، وتمكنت من تطهير منطقة الدروشاب من نقاط ارتكاز عدة تابعة لـ"الدعم السريع"، إلى جانب تنفيذ فرقة من سلاح المدرعات عملية نوعية في محيط المعسكر أسفرت عن خسائر بشرية ومادية كبيرة وسط تلك القوات.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

في جنوب أم درمان، استيقظ مواطنو مناطق الفتيحاب وأبو سعد المربعاتن، أمس الثلاثاء، على دوي الاشتباكات بالأسلحة الثقيلة التي تركزت في أنحاء آخر محطة القديمة والصالحة، وأطلقت لجان مقاومة المنطقة صيحة إنسانية لفك حصار "الدعم السريع" عن أحياء المنطقة المجاورة لسلاح المهندسين وما تسبب فيه من ترد مريع للأوضاع المعيشية والصحية.

مرونة وعثرات

على الصعيد السياسي، أبدت مصادر دبلوماسية تفاؤلها بتقدم ملحوظ في المفاوضات بين الجيش و"الدعم السريع" بمدينة جدة السعودية، متوقعة أن يفضي التفاوض إلى اتفاق قريب لوقف إطلاق النار. وأشارت إلى أنه على رغم بعض العثرات فإن الجانبين أبديا مرونة ورغبة أسفرت عن ترتيب متفق عليه لأجندة تفاوضية يتصدرها ملف القضايا الإنسانية كمدخل لوقف العدائيات وحماية المدنيين والممرات الآمنة تعقبها خطوات بناء الثقة بين الجانبين المتقاتلين.

واستؤنفت المفاوضات بين الجيش وقوات "الدعم السريع" بجلسات تشاورية للوساطة مع وفدي تفاوض الطرفين في مدينة جدة، 26 أكتوبر (تشرين الأول) الجاري، برعاية سعودية - أميركية، ومشاركة الاتحاد الأفريقي والهيئة الحكومية للتنمية في القرن الأفريقي "إيغاد". ورحبت قوات "الدعم السريع" بالبيان المشترك لفريق المسهلين بقيادة السعودية والولايات المتحدة ومشاركة الاتحاد الأفريقي و"إيغاد" في شأن بدء المفاوضات حول الأزمة السودانية.

دعوات أميركية

على صعيد متصل، دعت الولايات المتحدة كلاً من الجيش و"الدعم السريع" إلى التعامل بشكل بناء في مفاوضات جدة لضرورة إنقاذ الأرواح، والحد من القتال، وإيجاد طريق للخروج من طريق التفاوض من الصراع، مشددة على عدم وجود حل عسكري مقبول لهذا الصراع.

وأكد بيان للمتحدث باسم الخارجية الأميركية ماثيو ميلر أن الوقت حان لوقف العنف الذي لا معنى له واستئناف الحكم المدني وإتاحة الفرصة لشعب السودان لتحقيق مطالبه بالحرية والسلام والعدالة، وأن يحدد المدنيون مسار البلاد ولعب الدور الريادي في معالجة القضايا السياسية واستعادة الانتقال الديمقراطي بالسودان.

وعبرت الخارجية الأميركية عن شكرها للرياض لاستضافتها المحادثات، وترحيبها بمشاركة "إيغاد" والاتحاد الأفريقي في تيسير التفاوض، مطالبة الجهات الخارجية الفاعلة بتجنب تأجيج الصراع. وأكد البيان الأميركي أن المحادثات المستأنفة لديها مجموعة ضيقة من الأهداف متمثلة في تسهيل إيصال المساعدات الإنسانية وإقرار وقف إطلاق النار وغيرها من تدابير بناء الثقة والبناء نحو وقف دائم للأعمال القتالية.

مفاوضات حاسمة

ووصف وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ مارتن غريفيث محادثات جدة بالحاسمة داعياً الجيش وقوات "الدعم السريع" لكسر الجمود البيروقراطي والالتزام بالكامل بالقانون الإنساني الدولي. وأكد غريفيث أنهم في حاجة إلى لمفاوضات لتأمين الوصول الأمن والمستدام من دون عوائق إلى الأشخاص المحتاجين، في دارفور أو الخرطوم أو كردفان، وأن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية سيعمل على تسهيل المسار الإنساني لهذه المفاوضات.

ما وراء التصعيد

ورجح عبدالغفار محمد حسين المتخصص في مجال العلوم السياسية أن يكون هدف تصعيد "الدعم السريع" لعملياته العسكرية في دارفور هو بناء واقع جديد في خريطة جغرافيا العمليات العسكرية، بخاصة بعد بروز ملامح خسارته السياسية والعسكرية في ولاية الخرطوم، وتشديد وساطة الميسرين في مفاوضات جدة بإخلاء قواته الأعيان المدنية ومنازل المواطنين امتثالاً لنصوص إعلان جدة في مايو (أيار) الماضي. وتابع "يبدو أن "الدعم السريع" أصبحت تبحث عن ضالتها السياسية والعسكرية في دارفور استباقاً لمخرجات جدة، بحيث تضمن نصيباً في شراكة السلطة بالمركز ودارفور عبر تثبيت وجودها العسكري هناك بشكل يفسح لها دوراً في العلمية السياسية ما بعد الحرب". وأشار حسين إلى أن وفدي التفاوض أبديا مرونة وتعاوناً مع الوساطة بخاصة وفد الجيش في تنازله عن تمثيله لحكومة والاكتفاء بكونه ممثلاً لجيش، وقبوله بإبعاد السفير عمر صديق لاحتجاج الطرف الآخر من أنه غير عسكري وينتمي سياسياً للنظام السابق، وتحويله إلى خبير بالوفد المفاوض، متوقعاً أن تفضي المفاوضات إلى وقف سريع لإطلاق نار مراقب دولياً وإقليمياً كأولوية ملحة ضمن أجندة التفاوض.

أممياً، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" أن السودان سجل أكبر عدد من الأطفال النازحين في العالم، ودفعت الحرب نحو ثلاثة ملايين طفل للفرار القسري خلال سبعة أشهر مضت على اندلاعها منتصف أبريل (نيسان) الماضي، وحذرت من أن استمرار القتال سيجبر أعداداً متزايدة من الأطفال على الفرار من منازلهم، مما يعرضهم لخطر العنف وسوء المعاملة والاستغلال.

المزيد من متابعات