Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

قوات "الدعم السريع" تفرج عن 64 عنصرا من الجيش السوداني

تواصل مواجهات الخرطوم والبرهان يتعهد بإبعاد الجيش عن السياسة

البرهان أكد أن القوات المسلحة السودانية لن تتدخل في إدارة الحكومة الانتقالية المستقلة للبلاد (أ ف ب)

ملخص

رحبت "يونيتامس" باستئناف المحادثات بين ممثلي الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع" في جدة

أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر اليوم الإثنين، أن قوات "الدعم السريع" أفرجت عن 64 جندياً من الجيش السوداني كانت تحتجزهم، وذلك بينما يجري الطرفان مباحثات في مدينة جدة سعياً لوقف إطلاق نار في الحرب المستمرة بينهما منذ أشهر.
وقالت اللجنة في بيان "نُقل الأشخاص المفرج عنهم من الخرطوم إلى ود مدني (على بعد 200 كيلومتر جنوب العاصمة) بناءً على طلب من طرفي النزاع بأن تضطلع اللجنة الدولية وتقوم بدور الوسيط المحايد في هذه العملية".
ويسرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر "إطلاق سراح ونقل 292 محتجزاً" منذ اندلاع النزاع.
في غضون ذلك، تواصلت المواجهات وعمليات القصف المدفعي بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع" في عدد من جبهات القتال بمدن العاصمة الثلاث الخرطوم وأم درمان وبحري، منذ الإعلان عن استئناف الطرفين المفاوضات بينهما، الخميس الماضي، عبر منبر جدة الذي ترعاه الوساطة السعودية - الأميركية، في محاولة للوصول لاتفاق يؤدي إلى وقف إطلاق نار دائم.

وبحسب شهود، فإن محيط سلاح المدرعات بمنطقة الشجرة العسكرية جنوب الخرطوم شهد اشتباكات وتبادل قصف مدفعي عنيف بين الطرفين، وسمع دوي انفجارات وتصاعد لأعمدة الدخان في سماء المنطقة، وأطلق الجيش من قاعدة وادي سيدنا العسكرية عديداً من القذائف المدفعية باتجاه مواقع وتجمعات قوات "الدعم السريع" بشرق العاصمة. وأشار الشهود إلى وقوع انفجارات في محيط أرض المعسكرات والمدينة الرياضية بجنوب الخرطوم حيث ارتفعت ألسنة الدخان بشكل كثيف في سماء المنطقتين.

كذلك أفاد مواطنون يسكنون شمال أم درمان بأن منطقتهم تعرضت إلى قصف مكثف من قبل قوات "الدعم السريع" التي أطلقت مدفعيتها من منصاتها بشمال بحري، فيما رد الجيش بتصويب مدفعيته باتجاه تمركزات "الدعم السريع" بجنوب وجنوب شرقي وجنوب غربي أم درمان ووسط الخرطوم.

في الأثناء أوضحت غرفة طوارئ جبل أولياء جنوب الخرطوم أن "الدعم السريع" قامت بقصف الأحياء السكنية مجدداً بمقذوفات الغاز، لافتة، في بيان، إلى أن هذه المقذوفات تطلق شظايا حديدية وسائل غاز، لكن لم ترصد إصابات حتى الآن، في حين بث الجيش السوداني، على صفحته على "فيسبوك"، فيديو مصوراً لأحد جنوده بسلاح المدرعات قال فيه إن "قوات الجيش تمكنت من دحر مجموعة من المتمردين حاولوا الهجوم على سلاح المدرعات وكبدتهم خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد".

سقوط نيالا

في الأثناء، ما زالت تداعيات سقوط مدينة نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور في يد قوات "الدعم السريع" تتفاعل بين السودانيين على مواقع التواصل الاجتماعي، باعتبارها تمثل أهم مركز عسكري في ولايات جنوب وشرق ووسط دارفور. وعد عسكريون أهمية هذه المدينة من الناحية الاستراتيجية لإمكانية استخدامها من قبل قوات "الدعم السريع" للإمداد خصوصاً مع وجود مطار فيها.

وظلت "الدعم السريع" على مدى ستة أشهر تهاجم مقر الفرقة 16 مشاة التابعة للجيش، وقتل قائد هذه الفرقة خلال الاشتباكات العنيفة التي حدثت في أغسطس (آب) الماضي.

وتبعد نيالا التي تعد أهم مركز اقتصادي لإقليم دارفور نحو 1000 كيلومتر غرب الخرطوم، وعرفت باسم "مملكة الداجو" في القرن الـ15 الميلادي تيمناً بإحدى القبائل الأفريقية، واختارها البريطانيون عام 1929 أثناء فترة الاستعمار لتكون مركزاً إدارياً في الغرب.

التزام الجيش

واتساقاً مع تأكيد الولايات المتحدة وبعثة الأمم المتحدة بالسودان الحاجة الملحة إلى استئناف العملية السياسية بعد الحرب، أبدى قائد الجيش السوداني عبدالفتاح البرهان تأكيد التزام القوات المسلحة بألا تكون طرفاً في أي عملية سياسية مستقبلاً، ووفقاً لبيان مجلس السيادة السوداني، فإن البرهان أكد، خلال لقائه المبعوث السويسري للقرن الأفريقي سلفاين إستير ببورتسودان، أن القوات المسلحة السودانية لن تكون طرفاً في أي عملية سياسية مستقبلاً ولن تتدخل في إدارة الحكومة الانتقالية المستقلة للبلاد.

وأشار البيان إلى أن اللقاء تطرق إلى أهمية تشكيل حكومة من المستقلين لإدارة المرحلة الانتقالية وصولاً لإجراء الانتخابات العامة، فضلاً عن مناقشة الجهود الداخلية والخارجية الرامية لإنهاء الحرب في السودان إلى جانب الأوضاع الإنسانية وسبل تسهيل وصول المساعدات لمستحقيها.

وكان المتحدث الرسمي باسم الخارجية الأميركية ماثيو ميلر قال إن المحادثات التي استؤنفت في جدة لن تتناول القضايا السياسية الأوسع، مشدداً على ضرورة أن يحدد السودانيون بأنفسهم ويلعبون الدور الرائد في تحديد عملية معالجة القضايا السياسية واستعادة التحول الديمقراطي بالسودان.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

من جانبها، رحبت بعثة الأمم المتحدة بالسودان "يونيتامس" باستئناف المحادثات بين ممثلي الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع" في جدة، مبدية أملها في أن تؤدي هذه الجولة الجديدة من المفاوضات إلى تنفيذ إعلان التزام حماية المدنيين في السودان، الموقع في 11 مايو (أيار)، ووقف شامل لإطلاق النار، باعتبارهما ضروريين لتخفيف معاناة السودانيين، وأشارت، في بيان، إلى أن الحاجة ملحة لإيجاد حل يؤدي إلى استئناف عملية الانتقال السياسي الديمقراطي، معلنة تعهدها بمواصلة العمل مع الجهات الفاعلة الدولية والإقليمية، بما في ذلك الاتحاد الأفريقي و"إيغاد" لدعم جهود الوساطة الجارية من أجل التوصل إلى حل سلمي للصراع في السودان. وأثنت "يونيتامس" على المبادرات الجارية الرامية إلى إنهاء ما يقارب سبعة أشهر من الأعمال العدائية المحتدمة في السودان.

زيارة جوبا

في التحركات، من المنتظر أن يزور وفد من قوى الحرية والتغيير (المجلس المركزي)، في الأول من نوفمبر (تشرين الثاني)، جوبا عاصمة جنوب السودان بدعوة من رئيسها سلفا كير ميارديت لشرح رؤيتها الخاصة في شأن إيقاف الحرب والعمل الإنساني والعملية السياسية التي تعقب إنهاء الحرب. وتأتي هذه الزيارة في إطار المساعي التي تبذلها حكومة جنوب السودان لتقريب وجهات نظر الفرقاء السودانيين حول عديد من القضايا التي من شأنها أن تسهم في إيقاف الحرب واستقرار البلاد ما بعد إنهاء الأزمة السودانية. ويضم الوفد معظم قيادات المكتب التنفيذي لـ"الحرية والتغيير" ولا سيما خالد عمر يوسف وبابكر فيصل وعمر الدقير والواثق البرير وطه عثمان وكمال بولاد وكمال إسماعيل.

715 مختفياً

من جهتها، أكدت المجموعة السودانية لضحايا الاختفاء القسري أنها وثقت اختفاء 715 شخصاً مدنياً بشكل قسري، منذ اندلاع الحرب بين الجيش وقوات "الدعم السريع" في 15 أبريل (نيسان). وتطلق مجموعات حقوقية ونقابية، اليوم الإثنين، حملة للضغط على طرفي النزاع للكشف عن مصير المختفين قسرياً، وتأتي هذه الحملة تحت شعار "وديتوهم وين"، وتهدف إلى تسليط الضوء على جريمة الاختفاء القسري المرتكبة بشكل مستمر طوال فترة الحرب.

وبحسب رئيسة مبادرة "لا لقهر النساء" أميرة عثمان، فإن الجهات المشاركة في هذه الحملة ستدفع بمذكرة إلى الأمم المتحدة والهيئة الحكومية للتنمية "إيغاد" ومجلس حقوق الإنسان والوساطة السعودية - الأميركية، في شأن قضية المختفين قسرياً، للضغط على طرفي القتال لإعادتهم لذويهم.

وحملت عثمان مسؤولية الأشخاص المختفين قسرياً إلى الجيش و"الدعم السريع"، إلى جانب الحركات المسلحة في إقليم دارفور، ووصفت أوضاع المختفين بأنها لا تمت إلى الإنسانية بصلة، علاوة على أنهم معرضون لأخطار القصف الجوي لأماكن احتجازهم.

المزيد من متابعات