Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

وضع مأسوي في نيالا ومفاوضات جدة السودانية تناقش الفصل بين القوات

تصاعد وتيرة القتال العنيف في الخرطوم بين الجيش و"الدعم السريع"

يخوض الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع" معارك عنيفة على محاور عدة في مدن العاصمة الثلاث الخرطوم وأم درمان وبحري (أ ف ب)

ملخص

شن الطيران الحربي غارات جوية على مواقع "الدعم السريع" في منطقة جبل أولياء ومعسكرات طيبة شمال الخرطوم

يتجاهل الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع" لليوم الثاني على التوالي استئناف المفاوضات الجارية بينهما في مدينة جدة للوصول إلى حل الأزمة السودانية التي اندلعت في منتصف أبريل (نيسان)، إذ يخوضان معارك عنيفة على محاور عدة في مدن العاصمة الثلاث الخرطوم وأم درمان وبحري.

وبحسب شهود فإن مناطق جنوب الحزام بالخرطوم شهدت قصفاً مدفعياً من قاعدة وادي سيدنا العسكرية التابعة للجيش السوداني هو الأعنف منذ أسابيع عدة استهدف تمركزات "الدعم السريع" في نواحي أرض المعسكرات والمدينة الرياضية، مما أحدث دوي انفجارات في تلك المناطق، فيما ردت الأخيرة بإطلاق صواريخ مدفعية بصورة كثيفة من منصاتها المختلفة تجاه تجمعات الجيش في القيادة العامة بوسط الخرطوم وسلاح الإشارة ببحري. وأشار الشهود إلى أن الجيش صد هجوماً كبيراً قامت به قوات "الدعم السريع" على منطقتي الفتيحاب والمربعات القريبتين من سلاح المهندسين التابع للجيش جنوب أم درمان بعد اشتباكات ضارية بين القوتين استمرت ساعات عدة.

كما شن الطيران الحربي غارات جوية على مواقع "الدعم السريع" في منطقة جبل أولياء ومعسكرات طيبة شمال العاصمة، وسمع دوي المدفعية في أنحاء متفرقة من المنطقة مع استمرار الطيران الاستطلاعي في التحليق ساعات عدة، كذلك كثف الطيران الحربي تحليقه في أجواء مناطق شرق الخرطوم، وسمع دوي أصوات المضادات الأرضية لقوات "الدعم السريع" مع تصاعد أعمدة الدخان في جنوب وغرب وشرق العاصمة.

ووفقاً لبيان صادر عن غرفة طوارئ جنوب الحزام بالخرطوم، فإن مواطني هذه المنطقة عاشوا، أمس الجمعة، يوماً مرعباً منذ ساعات الصباح الأولى بفعل القصف المدفعي العنيف. وتابع البيان "شهد حي عيد حسين مربع 1 سقوط قذيفة تسببت في وفاة مسن في الـ75 من العمر، وهدم جزء من منزله"، ودعا البيان أيضاً طرفي الحرب بالكف عن توجيه مدافعهما نواحي مساكن المواطنين.

وضع مأسوي

في الأثناء، حذرت مفوضية الأمم المتحدة للاجئين في السودان من الوضع المأسوي في مدينة نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور بسبب الاشتباكات العنيفة التي وقعت بين الجيش و"الدعم السريع"، وحضت طرفي القتال على مراعاة ضمان حماية المواطنين والمرور الآمن للمساعدات الإنسانية.

وكانت قوات "الدعم السريع" قد ذكرت، في بيان، أنها سيطرت على مدينة نيالا، وبثت عدداً من الفيديوهات المصورة لقائد ثاني قواتها عبدالرحيم دقلو مع جنوده داخل المدينة، في حين لم يصدر عن الجيش السوداني بيان ينفي الأمر.

إطلاق أسرى

وسط هذه الأجواء، أطلقت قوات "الدعم السريع" سراح 265 من عناصر الجيش بينهم ثلاثة ضباط، في خطوة قالت إنها تهدف لبناء الثقة التي مزقتها أشهر من الحرب وتأكيد إنجاح التفاوض، ونوه بيان "الدعم السريع" بأن إنهاء الحرب يتطلب مخاطبة جذور الأزمة ومعالجتها على نحو يرفع المظالم التاريخية ويرد الحقوق ويحقق الانتقال الديمقراطي، مؤكداً أن ذلك لن يحدث إلا باقتلاع النظام السابق وتصفية وجوده في المؤسسة العسكرية.

في الأثناء، أشارت القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح في السودان إلى مقتل وإصابة أكثر من 300 من قواتها منذ بداية الحرب وحتى الاشتباكات الأخيرة في مدينة نيالا. وأوضح السكرتير العام للقيادة والسيطرة في القوة المشتركة والناطق العسكري لحركة تحرير السودان - المجلس الانتقالي العميد أحمد يحيى جدو لوسائل إعلام محلية أن عدد القتلى وسط حركات الكفاح المسلح بلغ نحو 100 قتيل وأكثر من 200 مصاب منذ بدء الحرب وحتى الخميس في معركة نيالا. وأشار جدو إلى أن حركات الكفاح المسلح ملتزمة الحياد في الحرب الدائرة بين طرفي النزاع، مع العمل على حماية المدنيين والأسواق التجارية وقوافل المساعدات الإنسانية والأغذية والأدوية بين ولايات دارفور وكردفان والنيل الأبيض، لافتاً إلى وجود القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح في نيالا وعدم خوضها الحرب، إلا في حال أجبرها طرف من الأطراف على الإقدام على هذه الخطوة.

مفاوضات جدة

وفي جدة، تواصلت المفاوضات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع وناقشت جولة الجمعة ملف المراقبة والفصل بين القوات. وأشارت مصادر مقربة من المفاوضات، لـ"اندبندنت عربية"، إلى أنه من السابق لأوانه الحكم على نجاح أو فشل هذه المفاوضات الآن، "وواضح أن الطرفين عاقدان العزم على التوصل إلى اتفاق ينهي هذه الحرب".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

من جانبها ذكرت هيئة "إيغاد"، في بيان، أن السكرتير التنفيذي للهيئة الحكومية الدولية للتنمية "إيغاد" ورقني قبيهو يشارك حالياً نيابة عن رؤساء دول وحكومات الهيئة في تيسير المحادثات بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع" في جدة مع الاتحاد الأفريقي والسعودية والولايات المتحدة. وأكد البيان أن المحادثات تهدف إلى تحقيق وقف دائم لإطلاق النار الإنساني في السودان، وأن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية وأصدقاء السودان سيلتزمون دعم السودانيين في سعيهم إلى تحقيق سلام دائم وتسوية سياسية.

جبهة مدنية

من جهتها، رحبت دول الترويكا، التي تضم الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والنرويج بنتائج الاجتماعات التي عقدتها القوى المدنية السودانية في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، واعتبرتها خطوة نحو تشكيل جبهة مدنية شاملة مؤيدة للديمقراطية.

وكانت قوى سودانية أبرزها قوى الحرية والتغيير (المجلس المركزي) ولجان مقاومة وحركات مسلحة وأجسام مهنية ونقابية، فضلاً عن أصحاب مبادرات مؤيدة للديمقراطية عقدوا، خلال الفترة من 21 إلى 25 أكتوبر (تشرين الأول) الجاري، اجتماعات مكثفة ترمي إلى تأسيس تحالف مدني مناهض للحرب في السودان، وانتهت الاجتماعات بتأسيس الهيئة القيادية التحضيرية للجبهة المدنية للديمقراطية التي اختارت اسم "تقدم"، ورئيس الوزراء السابق عبدالله حمدوك رئيساً للقيام بالمهام الرقابية والإشرافية ومتابعة التحضير للمؤتمر التأسيسي خلال ثمانية أسابيع.

وقالت دول الترويكا في بيان "نرحب بالاجتماع الذي عقد، هذا الأسبوع، في أديس أبابا لمجموعة واسعة من الجهات الفاعلة المدنية السودانية وأصحاب المصلحة باعتباره خطوة مهمة نحو تشكيل جبهة مدنية شاملة مؤيدة للديمقراطية". وأشار البيان إلى أن اللقاء يعبر عن التزام الشعب السوداني مستقبلاً ديمقراطياً، وأدى الاجتماع كذلك إلى التزام جماعي تكوين تجمع أكبر يضم تمثيلاً أكثر تنوعاً من السودان في الأشهر المقبلة. أضاف البيان "نشجعهم على البحث عن مجالات التقارب وتشكيل جبهة مدنية قوية مؤيدة للديمقراطية، يمكنها أن تبدأ في معالجة القضايا الانتقالية وقضايا الحكم والتوصل إلى إجماع وطني للضغط على الأطراف المتحاربة لوقف القتال وتسهيل المساعدات الإنسانية التي تشتد الحاجة إليها". ورأى البيان أيضاً أن تأمين حكومة مدنية انتقالية بعد الصراع أمر بالغ الأهمية لاستئناف تقدم السودان نحو الديمقراطية، لكن هذا الجهد يتطلب مشاركة واسعة من السودانيين، ودان بيان الترويكا استمرار العنف والخسائر المأسوية في الأرواح في مختلف أنحاء البلاد، مؤكداً أن السودان في حاجة إلى الدعم والاهتمام الدوليين.

المزيد من متابعات