Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

شهادة عامل إغاثة من غزة: لا أدري إن كنت سأبقى حيا

يقدم أحد سكان غزة شهادة شخصية مرعبة عن الحياة تحت القصف الإسرائيلي

ملخص

تسرد "اندبندنت" شهادة عامل إغاثة من قطاع غزة المحاصر تحت القصف

من منزلي في مدينة غزة، أشاهد أعمدة الدخان الكثيف التي تمتد فوق رؤوسنا وتخفي ملامح السماء، وأشم رائحة البارود. أسمع أصوات الأطفال المنتحبين رعباً مع اقتراب الانفجارات وارتفاع صوتها.

هذا قصف وتيرته لم تهدأ، لا في الليل ولا في النهار، منذ أكثر من 72 ساعة. لكنه يشتد في الليل، حين ترتفع أصوات الانفجارات التي تدوي بشكل أكبر وأقوى في ظل انقطاع التيار الكهربائي. 

أتابع ما يرد في الأخبار عن الحصار الإسرائيلي على غزة وتطويق القطاع بما يمنع دخول الوقود والماء والسلع والغذاء إليه على رغم النقص الموجود أساساً في هذه المجالات. أعمل في القطاع الإنساني، لكن الأوضاع وصلت إلى حال من التردي أصبحت معه أية مساعدة نقدمها غير كافية لسد حاجات المتضررين والنازحين.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقبل الحرب الحالية، كانت التغذية بالتيار الكهربائي بمعدل ثلاث إلى أربع ساعات يومياً فحسب، وهي فترة قد تقصر أكثر بعد في حال تعذر إمداد المحطة الكهربائية الوحيدة في غزة بالوقود. أما الماء في غزة فشحيح أساساً، ونقص الكهرباء سيفاقم هذا الشح.

وتطورت الأحداث بسرعة شديدة، فلم نحظ بأية فرصة للتمون. لدينا من المواد الغذائية ما يكفينا لبضعة أيام فحسب. ونحن لا نخزن كمية كبيرة من المؤن بالعادة بسبب انقطاع التيار الكهربائي بين 8 و12 ساعة يومياً، مما يفسد الطعام فلا يعود صالحاً للأكل.

ولا سبيل لمغادرة غزة. لدينا معبران فقط، أحدهما مع إسرائيل، معبر إيرز المغلق حالياً، والآخر مع مصر في رفح، الذي يسمح بعبوره عدد محدد من الأشخاص فقط. ليس في غزة ملاجئ.

من الصعب أن نتنبأ أي المناطق آمنة، إن كان "للمناطق الآمنة" وجود أصلاً. يلوذ الناجون من الضربات الجوية أو من نجح في إخلاء منزله في الوقت المناسب بمنازل للعائلة أو الأصدقاء أو الزملاء. كثيرون ما يزالون تحت الأنقاض.

وقتل 687 فلسطينياً في الأقل حتى الآن وفقاً لبيانات مسؤولي القطاع الصحي في غزة، وأصيب أكثر 3800. ومن بين القتلى والجرحى، عشرات الأطفال.

نحن نشهد إبادة عائلات وأحياء بأكملها. سويت أبراج ومبان سكنية ومنازل بالأرض.

لا أعلم إن كنا سنحيا أم نموت.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات