Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

أذربيجان "مستعدة" لمحادثات مع أرمينيا بوساطة الاتحاد الأوروبي

ملفات الهجرة وأوكرانيا وقره باغ على طاولة "قمة غرناطة" والبرلمان الأوروبي يتهم باكو بـ"التطهير العرقي"

أكد حكمت حاجييف، مستشار الرئيس الأذربيجاني، اليوم الخميس أن باكو مستعدة لإجراء محادثات مع أرمينيا بوساطة الاتحاد الأوروبي، حتى لو لم تحضر أذربيجان قمة المجموعة السياسية الأوروبية في إسبانيا حيث من المقرر أن يثار النزاع في منطقة ناغورنو قره باغ.

وقال المستشار الرئاسي عبر منصة "إكس" إن "أذربيجان مستعدة للمشاركة قريباً في اجتماعات ثلاثية بين الاتحاد الأوروبي وأذربيجان وأرمينيا في بروكسل"، مندداً بـ "سياسة العسكرة" التي تمارسها فرنسا في جنوب القوقاز والتي دفعت بلاده إلى رفض المشاركة في قمة غرناطة.

ويلتقي نحو 50 قيادياً أوروبياً، اليوم الخميس، في غرناطة بجنوب إسبانيا على أمل تأكيد عزمهم على إحراز تقدم حول مسائل جيوسياسية عدة، غير أن غياب رئيس أذربيجان قد يقوض مصداقية الاجتماع.

وإذا كانت هذه القمة الثالثة للمجموعة السياسية الأوروبية تحمل رمزية كبيرة، فإن غياب إلهام علييف، كما غياب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، سيشكلان نكسة للمنتدى الذي يرمي بشكل أولي إلى توفير إطار غير رسمي لتسوية بؤر توتر إقليمية.

يريفان آسفة

وبعد أسبوعين على الهجوم الخاطف الذي شنته قوات أذربيجان على ناغورنو قره باغ دافعة سكان الإقليم الأرمن إلى الفرار، كان المسؤولون الأوروبيون يأملون في استضافة اجتماع بين علييف ورئيس وزراء أرمينيا نيكول باشينيان.

غير أن رئيس أذربيجان عدل عن التوجه إلى إسبانيا إثر ورود إشارات دعم أوروبية ليريفان، مندداً بـ"أجواء معادية لأذربيجان"، ومعتبراً أن من غير "الضروري" المشاركة في المفاوضات في إطار الاجتماع الأوروبي، وفق ما أعلن مسؤول أذربيجاني أمس الأربعاء.

وأعرب باشينيان، الذي سيحضر القمة عن خيبة أمله قائلاً "كنا في ذهنية بناءة ومتفائلة، كنا نعتقد أن من الممكن توقيع وثيقة".

والتقى باشينيان وعلييف خلال القمة الأخيرة للمجموعة السياسية الأوروبية خلال يونيو (حزيران) في مولدافيا، وشارك في الاجتماع آنذاك رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني أولاف شولتس.

أوكرانيا في الصورة

وسيكون الهجوم الروسي على أوكرانيا مدرجاً على جدول أعمال المحادثات، إذ تعتزم الدول الأوروبية إعادة تأكيد دعمها لكييف في ظل التساؤلات حول مواصلة الدعم الأميركي لهذا البلد.

وأعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اليوم الخميس، مشاركته في قمة غرناطة موضحاً على "تليغرام" أنه سيشارك في "اجتماعات ثنائية مهمة"، وستشمل هذه اللقاءات اجتماعاً مع ماكرون.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأضاف زيلينسكي "القضية الأساسية بالنسبة إلينا، خصوصاً قبل فصل الشتاء، هي تعزيز الدفاع الجوي، ولدينا بالفعل الأسس لاتفاقيات جديدة مع شركائنا".

ولفت أيضاً إلى أن القمة ستولي "اهتماماً خاصاً لمنطقة البحر الأسود والتعاون في شأن الأمن الغذائي العالمي وحماية حرية الملاحة".

وهدف المجموعة السياسية الأوروبية التي انطلقت من فكرة طرحها ماكرون، جمع دول من خارج الاتحاد الأوروبي، وفي هذا السياق دعيت 20 دولة إلى المشاركة في هذه القمة الثالثة إلى جانب دول التكتل الـ27.

وانطلاقاً من هذه الفكرة، تضم المجموعة دولاً ذات مسارات متباينة تماماً تجاه التكتل الأوروبي، بينها دول مرشحة للانضمام وأخرى على يقين من أن الباب أغلق أمامها لوقت طويل، فضلاً عن المملكة المتحدة التي اختارت قبل سبع سنوات الخروج من الاتحاد.

ورأى سيباستيان مايار، من معهد "جاك دولور"، أن "غياب أردوغان للمرة الثانية على التوالي يضعف المجموعة السياسية الأوروبية التي صممت للتعامل مع أنقرة في إطار مختلف عن الاتحاد الأوروبي، حيث طلب انضمامها مجمد".

وتابع أنه "من دون تركيا وأذربيجان، تتخذ المجموعة السياسية منحى أوروبياً بمعنى أكثر حصرية، وتبدو أكثر معاداة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، باستثناء بعض القادة".

وقال "يبقى أن نعرف إن كان هذا الغياب موقتاً أم نهائياً"، مشيراً إلى أن الانتماء إلى المجموعة السياسية الأوروبية يبقى مرناً.

ملف الهجرة

ومع إلغاء اللقاء المرتقب حول ناغورنو قره باغ، قد ينتقل تركيز قمة غرناطة إلى أزمة الهجرة التي يأمل رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك في أن تكون في صلب المحادثات.

واتفقت الدول الـ27، أمس الأربعاء، على نص يهدف إلى تنسيق استجابة مشتركة في حال تدفق أعداد كبيرة من المهاجرين إلى إحدى دول الاتحاد الأوروبي، كما حدث أثناء أزمة اللاجئين في 2015-2016.

لكن بانتظار وضع اللمسات الأخيرة على مشروع إصلاح نظام الهجرة الأوروبي، تعتزم إيطاليا والمملكة المتحدة التحرك بأسرع ما يمكن.

وقال سوناك أمس الأربعاء، إن "الهجرة غير القانونية إلى البر الأوروبي بلغت أعلى مستوياتها منذ نحو عقد"، مضيفاً أنه "مع مقتل آلاف الأشخاص في البحر، فإن الوضع غير أخلاقي وغير محتمل في آن واحد. لا يمكننا أن ندع منظمات إجرامية تقرر من يصل إلى السواحل الأوروبية".

وأفادت رئاسة الحكومة البريطانية أن سوناك ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني سيعقدان اجتماعاً على هامش القمة، وسيعلنان "تحركاً مشتركاً" حول هذه المسالة.

بوريل يستنكر

وأبدى مسؤول الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، اليوم الخميس، أسفه لقرار رئيسي أذربيجان إلهام علييف، وتركيا رجب طيب أردوغان، عدم المشاركة في قمة المجموعة السياسية الأوروبية في غرناطة، وسط توترات في شأن نزاع ناغورنو قره باغ.

وقال بوريل لدى وصوله إلى القمة "من المؤسف أن أذربيجان ليست هنا، ومن المؤسف أن تركيا، الدولة الرئيسة التي تدعم أذربيجان، ليست هنا أيضاً". مضيفاً "لذلك، لن نتمكن من الحديث هنا عن مسألة خطرة مثل اضطرار أكثر من 100 ألف شخص إلى مغادرة منازلهم على عجل للهرب من عملية عسكرية".

تطهير عرقي

واتهم أعضاء البرلمان الأوروبي اليوم الخميس، أذربيجان بتنفيذ "تطهير عرقي" بحق السكان الأرمن في منطقة ناغورنو قره باغ، داعين التكتل الأوروبي إلى فرض عقوبات على باكو.

وقال البرلمان الأوروبي إنه يعتبر أن "الوضع الراهن يرقى إلى تطهير عرقي"، مضيفاً أنه "يدين بشدة التهديدات والعنف الذي ترتكبه القوات الأذربيجانية".

ودعا المشرعون الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي إلى "فرض عقوبات على أفراد في الحكومة الأذربيجانية" على خلفية الهجوم واتهامات بانتهاكات لحقوق الإنسان في ناغورنو قره باغ، وحضوا الكتلة على "خفض اعتماد الاتحاد الأوروبي على صادرات الغاز من أذربيجان" مطالبين بروكسل بمراجعة علاقاتها مع باكو.

والقرار الذي وافق عليه 491 مشرعاً في مقابل تسعة لا يلزم الاتحاد الأوروبي باتخاذ أي تدبير، لكنه سيغضب باكو التي نفت بشدة الاتهامات بالتطهير العرقي، ودعت أرمن ناغورنو قره باغ علناً إلى البقاء وإعادة الاندماج في أذربيجان.

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات