من كل فج عميق توافد المسلمين لأداء فريضة الحج لهذا العام، لكن الحاج المغربي "كريم" جاء على دراجته الهوائية قاطعا مسافات طويلة تتجاوز 8000 كيلومتر لأكثر من أربعة أشهر عديدة ليصل إلى مكة المكرمة وصادف في رحلته صعوبات كثيرة جبالا وصحاري حارة ووديانا وأيضا مفارقات مخاطر الطريق في رحلته بالدراجة الهوائية.
وروى الحاج المغربي كريم مصطى 65 عاما تفاصيل رحلته لـ "اندبندنت عربية" أنه بعد أن شارك في العديد من سباقات الجري وأحرز مراكز متقدمة اختار أن تكون رحلته الروحية إلى مكة على متن دراجته الهوائية، ليقتفي فيها آثار رحلات أجداده المغاربة حين كانوا يقطعون آلاف الكيلومترات سيرا على الأقدام أو بالتنقل على ظهور الجمال والخيول ويستشعر فيها قيما إسلامية وإنسانية للسلام والتعايش بين ثقافات متعددة، وقال الرحالة المغربي أثناء تواجده في مدينة جده السعودية " بدأت رحلتي من مدينة الدار البيضاء على متن دراجتي الهوائية من أجل أداء مناسك الحج ومن خلال مسار رحلتي ومروري ب 13 دولة رأيت العالم دول وشعوب تفكيرها مختلف وتتباين بينهم اللغات وتمكنت من استكشاف الثقافات المختلفة والتعرف على أصدقاء جدد في دول متفرقة".
إحياء تراث المغاربة
واستشعر مصطى في طريق رحلته إلى الحج قيما إنسانية محاولا بهويته الإسلامية إيصال رسالة محبة وسلام إلى كافة الشعوب وأضاف " أن الهدف من الرحلة هو إحياء تراث المغاربة والمسلمين الأفارقة عندما كانوا يتوجهون إلى مكة المكرمة والمدينة المنورة سيرا على أقدامهم أو على ظهور الدواب كذلك سعى في رحلته لجمع تبرعات من أجل إعالة طفلين يتيمين ضمن برامج أعماله الإنسانية" ويضيف " أنه كحاج مسلم فخور بما تقدمه السعودية من خدمات استثنائية لحجاج مكة كما أثنى على ترحيب الاتحاد الرياضي السعودي به".
ويمتلك كريم تاريخ رياضي عزز لياقته البدنية وكفاءته الجسدية لركوب الدراجة الهوائية إضافة لاتباعه نظام غذائي صحي وممارسة الرياضة بشكل يومي مما ساعده على اجتياز رحلته الشاقة التي بدأت من المغرب في اتجاه أسبانيا، ففرنسا ثم إيطاليا وسلوفانيا وكرواتيا لينتقل في مغامرته إلى صربيا وبلغاريا واليونان وتركيا مرورا بلبنان والأردن وصولا للأراضي السعودية.
يذكر أن الرحالة المغربي كريم مصطى رياضي منذ أن كان شابا يافعا حيث مارس السباحة ورياضة الملاكمة، كما شارك في 165 سباقا دوليا وأثبت حضوره في 29 مسابقة لماراثون الرمال، وسجل ٥ مرات رحلات حول العالم سيرا على الأقدام بمعدل 217 ألف كيلومتر.
