Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

عن "رامبل"... بديل "يوتيوب" ومحبوب راسل براند وآل ترمب

أصبحت منصة مشاركة الفيديوهات ملاذاً لمنفيي قنوات الإعلام الرئيسة. ومع ابتعاد "بي بي سي" و"القناة الرابعة" و"باراماونت" من راسل براند، هل تتحول المنصة إلى الميناء الآمن

منصة "رامبل" التي أوت أندرو تيت وألكس جونز ودونالد ترمب تروج لنفسها كمنصة "منيعة ضد ثقافة الإلغاء" (غيتي)

ملخص

زعم براند أن "رامبل" هي منصة تتناسب أكثر مع محتواه لأنها تروج لسياسة أكثر انفتاحاً قائمة على تخفيف القيود، وتعتمد بثبات مبدأ "مكافحة الرقابة"

لم يخسر راسل براند قضيته بالكامل بعد. فعلى رغم اتهامات الاغتصاب والاعتداء الجنسي والإساءة العاطفية الموجهة إليه التي ينفيها كلها جملة وتفصيلاً، وحظره في وسائل الإعلام الرئيسة جراء ذلك، تتباهى إحدى المنصات اليوم بتقربها من النجم وتستخدمه كأداة للترويج لها. فبالفعل، صدر في وقت سابق من هذا الأسبوع إعلان نشره دان بونجينو، مقدم الأخبار السابق في "فوكس نيوز" وممول منصة "رامبل"، ورد فيه: "انضم اليوم إلى ‘رامبل’"، قبل أن يضيف: "إن راسل براند موجود فعلاً هناك". وكذلك دونالد ترمب ودونالد ترمب الابن وأندرو تيت، نجم مواقع التواصل الاجتماعي المؤثر، والمعروف بكرهه للنساء، إلى جانب ألكس جونز، ناشر نظريات المؤامرة حول حادثة إطلاق النار في مدرسة "ساندي هوك".

وكانت منصة مشاركة الفيديوهات (التي أصبحت بديلاً فعلياً لموقع "يوتيوب") أعلنت عام 2022 اشتراك 78 مليون مستخدم نشط عالمياً في خدماتها،  وانضمام براند إلى هؤلاء المستخدمين منذ قرابة العام. واللافت أن براند لديه 1.4 مليون متابع على موقع "رامبل"، وأطلق عليهم لقباً غريباً وأسماهم "معجزات الصحوة". ومع أن هذا الرقم قد يبدو ضئيلاً مقارنة بـ 6.63 مليون متابع لديه على موقع "يوتيوب"، لكنه رقم لا يستهان به أبداً. ففي حين يسعى موقع "يوتيوب" إلى إلغاء دعمه للقناة التي يديرها براند من خلال سحب التمويل الذي يتلقاه في أعقاب الاتهامات الأخيرة الموجهة إليه، من المتوقع أن يواصل الممثل تحقيق أرباح عبر "رامبل" بدلاً من ذلك - وسط توقعات بتسجيل ارتفاع كبير في أعداد المشتركين على هذه المنصة.

وفي التفاصيل، انضم براند إلى منصة "رامبل" في سبتمبر (أيلول) من العام الماضي، بعد تلقيه إنذارات متكررة من موقع "يوتيوب"، على خلفية فيديوهاته المتمحورة بمعظمها حول جائحة كورونا. وزعم براند أن "رامبل" هي منصة تتناسب أكثر مع محتواه لأنها تروج لسياسة أكثر انفتاحاً قائمة على تخفيف القيود، وتعتمد بثبات مبدأ "مكافحة الرقابة". وبالتالي، تبدو هذه الخطوة وكأنها الخيار الطبيعي التالي لبراند الذي يواصل مسيرته التي انطلقت كنجم محبوب عبر قنوات التلفزيون البريطاني في العقد الأول من الألفية، قبل أن يتحول إلى شخصية هامشية عبر الإنترنت. واللافت أن المواضيع التي يتناولها براند في بعض من فيديوهاته الأخيرة عبر "رامبل" متنوعة إلى حد كبير، بدءاً بمناقشة المستجدات المتعلقة بالأمير هاري وما يُعرف بـ "الدولة العميقة" ومروراً بنظريات المؤامرة المعارضة للتطعيم. والجدير بالذكر أن براند يواصل نشر المحتوى على موقع "يوتيوب"، لكن، وكما نشرت صحيفة "ذا غارديان"، كانت منصة "رامبل" التي سبق نشر براند عبرها لما قالته صحيفة "ذا تايمز" و "القناة الرابعة" الأسبوع الماضي، عندما صرح بأن وسائل الإعلام تستعد لنشر ما اعتبره "اتهامات جنائية خطرة جداً جداً" ضده.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

كانت بدايات منصة "رامبل" عام 2013، عندما أسسها رائد أعمال التكنولوجيا الكندي كريس بافلوفسكي، علماً أنها منصة جديدة نسبياً في الميدان الإعلامي. (وبالمقارنة، تأسس موقع "يوتيوب" عام 2005 وموقع "فيسبوك" عام 2004 وموقع "تويتر" في 2006). لكن خلال الأعوام الـ10 التي مرت منذ انطلاقتها، برزت "رامبل" كصاحبة دور محوري في عالم التطبيقات التكنولوجية البديلة التي تسلط الضوء على "حرية التعبير"، عالم يضم أيضاً تطبيق "بارلر" Parler البديل لـ"تويتر" الذي توقف استعماله تماماً في بداية عام 2021، بمجرد أن أعلنت شركة "أمازون" أنها لن تستقبله في نظام خدماتها الحوسبية، بعد أن استغله المحتجون والمشاغبون ليوثقوا بالتفصيل هجومهم على مبنى الكونغرس الأميركي (الكابيتول).

منذ ذلك الحين، أثبتت منصة "رامبل" نفسها كملاذ لأشخاص يعتبرون أنفسهم منبوذين من وسائل الإعلام، وبر أمان لأصوات "محجوبة". واعتبرت بعض الشخصيات، على غرار تيت وترمب وجونز، ممن جرى حظرهم واستبعادهم في إحدى المراحل من وسائل التواصل الاجتماعي الرئيسة، أن منصة "رامبل" هي ميناء آمن وسط ما أسموه "عاصفة الوعي". والأمر كذلك أيضاً اليوم بنظر براند - مع أنه لم يتعرض للحظر على موقع "يوتيوب"، حيث لا يزال يحتفظ بحق النشر، لكنه لم يعد قادراً على تحقيق الأرباح من محتواه على الموقع. وفي سياق متصل، رد بافلوفسكي الجمعة في الـ 22 من سبتمبر (أيلول) الجاري على ما وصفه بـ "رسالة مزعجة للغاية" تلقاها موقع "رامبل" من كارولين دينيناج، رئيسة لجنة الثقافة ووسائل الإعلام والرياضة في المملكة المتحدة، تثير فيها تساؤلات حول قرار المنصة بالسماح لبراند بكسب الأموال على المنصة.

وفي رده عبر منصة "إكس"، كتب بافلوفسكي: "مع أن منصة ‘رامبل’ تدين بوضوح الاعتداءات الجنسية والاغتصاب وجميع الجرائم الجسيمة، وتعتقد بأنه من حق الضحايا والمتهمين المزعومين أن يحظوا بتحقيق كامل وجدي، من واجبنا الحيوي أن نلفت إلى أن الاتهامات الأخيرة الموجهة ضد راسل براند لا علاقة لها على الإطلاق بمحتوى ‘رامبل’". وأضاف: "تمثل منصة ‘رامبل’ قيماً مختلفة تماماً"، من بينها "الدفاع عن حرية الإنترنت - بمعنى إنترنت لا يملي فيه أحد وبشكل تعسفي الأفكار التي يمكن أو لا يمكن سماعها، أو هوية المواطنين المخولين أو غير المخولين استخدام المنصة". إلى ذلك، أعرب عن رفضه القاطع لـ"مطالب" دينيناج.

استطراداً، يقول "رامبل"، وفق بيانه الداخلي، أن منصته تقوم على مبدأ بقائه "محصناً من ثقافة الإلغاء" فوق أي اعتبار آخر. لكن اللافت هو أن [ألكس] جونز الذي يرفض حتى اليوم دفع سنت واحد من تعويضات بقيمة 1.5 مليار دولار، يدين بها لعائلات ضحايا حادثة إطلاق النار في مدرسة "ساندي هوك" التي وصفها بأنها خدعة، نجح في جذب 253.000 متابع له على موقع "رامبل"، حيث يزعم متباهياً بأنه يستضيف "أكثر بث محظور في العالم".

بيد أن موقع "رامبل" ليس الوحيد من نوعه، لكنه حتماً الأكثر شعبية. وفي هذا الصدد، يقول كالوم هود، رئيس قسم البحوث في "مركز مكافحة الكراهية الرقمية" Centre for Countering Digital Hate: "تشير بيانات الرصد لدينا إلى أن عدد زوار ’رامبل‘ يفوق عدد زوار مواقع البث المماثلة لأنه استقطب أشخاصاً يمينيين مرموقين بديلين معروفين بتأثيرهم، وأقنعهم باستعمال منصته، ثم كافأهم جيداً عبر منحهم صفقات إعلانات ومشتركين تدر عليهم عائدات طائلة".

 

في هذا السياق، قد نلقي نظرة مثلاً إلى أندرو تيت الذي يكرس نفسه كواحد من أبرز رموز وخبراء الرجولية والذكورة. ومع أنه يحظر عليه البث على مواقع "يوتيوب" و"تيك توك" و"تويتر" و"فيسبوك" و"إنستغرام"، إلا أنه انضم إلى منصة "رامبل" عام 2022، في أطار صفقة بلغت قيمتها 9 ملايين دولار، وفقاً لتقارير شبكة "سي أن أن" (علماً أن القيمين على منصة "رامبل" لم ينكروا هذا المبلغ). فأدى انضمامه إلى المنصة إلى قفزة هائلة في أعداد تحميل تطبيق "رامبل" على منصتي "أبل" و"غوغل". ومنذ ذلك الحين، يواجه تيت اتهامات بالاغتصاب وتجارة الجنس في رومانيا. بيد أن منصة "رامبل" لم تعمد إلى حذف مقاطع فيديوهاته في مواجهة هذه الاتهامات، بل أصدرت بياناً يعكس عدداً كبيراً من الآراء الشبيهة بما ورد في بيانها الأخير في شأن براند. فقامت المنصة، وفق ما أعلنت، بإدانة جرائم الاتجار بالبشر والاعتداء الجنسي، ولكنها أكدت في المقابل أن "كل متهم يستحق محاكمة وفقاً للقانون"، مشيرة إلى "ضرورة التحقيق في الاتهامات الموجهة ضد أندرو تيت بكثير من السرعة والدقة، وإلى ضرورة عدم استباق الحكم الذي سيصدر في هذا التحقيق".

لكن بعيداً من المنفيين من موقع "يوتيوب" الذين وجدوا لأنفسهم ملاذاً على منصة "رامبل"، يتألف أصحاب المحتوى على المنصة، بمعظمهم، من معلقين محافظين عاديين، بما في ذلك تشارلي كيرك وستيفن كراودر وبن شابيرو. ومع ذلك، يستخدمون "رامبل" كخيار ثانٍ، إن لم نقل ثالثاً، فيعيدون مشاركة مشاهد تلفزيونية وحلقات بودكاست منشورة أساساً على وسائل التواصل التقليدية مثل "يوتيوب". وقليلون هم المنتجون الفعليون لمحتوى أصلي [غير منشور سابقاً]، على رغم محاولات "رامبل" لإنتاج محتوى من هذا القبيل. وفي وقت سابق من هذا العام، أوردت مجلة "نيويورك ماغازين" أن المنصة تعمل بجد على تطوير قائمة مواهب خاصة بها. وأفيد في هذا السياق بأن عرضاً بقيمة 100 مليون دولار، خلال العام الماضي، لم ينجح في استقطاب ملك البودكاست، جو روغان، من "سبوتيفاي" إلى المنصة.

"نشهد على سباق إلى القاع، بينما تدخل المنصات البديلة في رهان تتوجه فيه إلى الجماهير التي يهمها الاطلاع على محتوى ملؤه الكراهية والمؤامرات".

كالوم هود، رئيس قسم البحوث في "مركز مكافحة الكراهية الرقمية"

 

ولا شك في أن تجربة الانتقال إلى منصة "رامبل" تعكس ميولاً محافظة إلى حد كبير – أشبه بموقع "يوتيوب" وهو عالق في دوامة توصيات بمشاهدة فيديوهات صادرة عن يمينيين. إلا أن ذلك لم يمثل دوماً رؤية بافلوفسكي. ففي البداية، قام بتصوير "رامبل" كوجهة جديدة لصغار منتجي المحتوى الذين نسيهم موقع "يوتيوب"، بعد تفضيله [وتشجيعه] لكبار المؤثرين الناجحين. وقد احتضنت "رامبل"، خلال الأعوام السبعة الأولى من وجودها [على الإنترنت]، مقاطع فيديو بريئة ومقتطفات إخبارية شديدة الرواج. لكن بحلول عام 2020، ومع تداخل الأزمات المتزامنة، بين جائحة [مستشرية] وانتخابات قبيحة ومثيرة للجدل، اكتسبت "رامبل" جمهوراً خاصاً بها. وبالنتيجة، زادت شعبيتها، وارتفع عدد المستخدمين الشهريين [للمنصة] من مليوني مستخدم إلى أكثر من 20 مليون مستخدم في نهاية تلك السنة، وفق تقرير مجلة "فوربس". فالحال أن أي موقع [إلكتروني] يفسح المجال أمام جميع الاحتمالات يحمل آفاقاً واعدة بنظر الشخصيات البارزة التي تواجه حظراً، أو تكون عرضة للتحقيق في الوقائع [التي تنشرها] على منصات أخرى.

 

استطراداً، عندما عُلق نشاط عضو الكونغرس الأميركي السابق رون بول على موقع "يوتيوب" عام 2021، بسبب نشره لمعلومات طبية غير صحيحة حول فيروس "كوفيد"، دعا بافلوفسكي السياسي شخصياً للانضمام إلى منصته كحل بديل. وفي نوفمبر (تشرين الثاني) 2020، جرى حظر حساب ستيف بانون، مستشار الرئيس السابق دونالد ترمب على موقعي "تويتر" و"يوتيوب"، بسبب فيديو أدلى فيه بانون بتصريحات، دعا فيها إلى قطع رأس الدكتور أنتوني فاوتشي، كبير المستشارين الطبيين لدى جو بايدن. ويتبين بالنظر إلى ملف بانون على موقع "رامبل" أن هذا الأخير انضم إلى المنصة في اليوم نفسه. وعام 2020، جرى حذف حلقات بودكاست واسعة الانتشار، من بينها تقرير "إكس 22" X22 وأخبار الحبة الحمراءRed Pill News  من موقع "يوتيوب"، بسبب نشر محتوى يتعلق بمجموعة المؤامرة "كيو أنون" QAnon. واليوم، يظهر الاثنان منهما بانتظام على قائمة اقتراحات موقع "رامبل"، علماً أن الرئيس ترمب نفسه انضم إلى المنصة، ولديه اليوم مليونا متابع عليها، بعد حظره على مواقع تواصل اجتماعي أخرى.

واليوم، بات متعارفاً أن منصة "رامبل" أصبحت مرتعاً لانتشار المعلومات الخاطئة والمضللة. وعلى رغم تصريحاتها بأنها لا تروج للمعلومات الخاطئة أو لنظريات المؤامرة (بل تتبع ببساطة "نهجاً من الحرية في التعبير")، أظهر تقرير نشرته مجلة "وايرد"Wired  في 2021 أنه عند البحث عن كلمة "لقاح" على المنصة، كان احتمال ظهور توصيات بمشاهدة مقاطع فيديو تحتوي على معلومات خاطئة حول "كوفيد" يزيد بثلاث مرات على ظهور توصيات حول فيديوهات تعطي معلومات دقيقة. وفي حال قررت البحث عن كلمة "انتخابات"، فالاحتمال بحصولك على توصيات بمشاهدة معلومات خاطئة يزيد بمرتين على احتمال حصولك على توصيات بمشاهدة محتوى يستند إلى وقائع حقيقية.

واللافت أن الوثائقيات التي يمكن أن تحذف على مواقع الإنترنت الأخرى تحصل على مكانة رائدة على منصة "رامبل"، كما هي الحال بالنسبة إلى وثائقيين بعنوان "الحفارة العميقة" The Deep Rig و"مات فجأةً"Died Suddenly ، المروجين لادعاءات غير مثبتة في شأن تزوير الانتخابات في الوثائقي الأول، ولنظريات مؤامرة مضادة للتطعيم في الوثائقي الثاني. بيد أن "رامبل" لم ترد على طلب تعليق أرسلته "اندبندنت"، لكن متحدثاً باسم المنصة كان أبلغ مجلة "وايرد" في وقت سابق بأن "‘رامبل’ تعتمد سياسات رقابة صارمة تمنع التحريض على العنف والمحتوى غير القانوني والعنصرية ومعاداة السامية والترويج لجماعات إرهابية (وفق ما حددته حكومتا الولايات المتحدة وكندا) وانتهاك حقوق التأليف والنشر، إضافة إلى عدد كبير من القيود الأخرى."

 

وبدوره، يفيد كولم كوكلي من "مركز مكافحة الكراهية الرقمية" بأن الطريقة الأنسب لمكافحة انتشار الأخبار المضللة عبر منصات مثل "رامبل" تكمن في "التأكد من قيام جميع المنصات بالإعلان عن سياساتها بوضوح، وتشرح للمستخدمين كيفية إنفاذها، وتفسح لهم المجال جميعاً أمام التدقيق العام، من خلال إجراءات هادفة إلى تحقيق الشفافية، لنتمكن من المباشرة في حوار عام حول الأذى الناجم عن المنشورات على الإنترنت". وإلا، فيقول "إننا سنشهد الانحدار نحو القاع الذي نراه حيث تتنافس المنصات البديلة على جمهور يبحث عن محتوى ملؤه الكراهية والمؤامرات".

وفي الـ20 من سبتمبر الجاري، اشتملت قائمة الفيديوهات الأكثر مشاهدةً - المعروفة على موقع الإنترنت باسم "قائمة قادة المعركة" Battle Leaderboard - على حلقة من برنامج دان بونجينو The Dan Bongino Show، يعد فيها المعلق المحافظ، وهو أيضاً من كبار ممولي منصة "رامبل"، بالتصدي لـ"أكبر جدار من الأكاذيب" صادر عن طرف ثالث غير محدد يقول عنه "هم". وتشمل فيديوهات رائجة أخرى نسخة عن تقرير "إكس 22"، ومقاطع لستيفن كراودر المعترض على قرار "يوتيوب" بمنع براند من تحقيق مكاسب مالية من الموقع، إلى جانب مقطع فيديو بعنوان "الفتيات يتركن رجالاً طيبين ارتبطن بهم لامتلاكهم بطاقات إقامة دائمة أميركية وكلهن ما زلن يتوقعن الاحترام؟!"، وكذلك أندرو تيت وهو يلقي خطاباً يتهجم فيه على الجمال.

كشفت دراسة أجراها "مركز بيو للبحوث" عام 2020 عن أن 75 في المئة من المستخدمين يعتبرون أنفسهم  جمهوريين أو يؤيدون الحزب الجمهوري

 

وبالنظر إلى محتوى "رامبل" الذي يتسم بالقسم الأكبر منه بطابعه المحافظ، ليس مفاجئاً أن تكون دراسة أجراها "مركز بيو للبحوث"  Pew Research Centre كشفت عن أن نسبة 75 في المئة من المستخدمين يعرفون عن أنفسهم على أنهم جمهوريون أو مؤيدون للحزب الجمهوري. لكن ما يفاجئ أكثر هو نسبة 22 في الأشخاص الذين "يحصلون على الأخبار بانتظام من ‘رامبل’" ويعرفون عن أنفسهم على أنهم ديمقراطيون أو مؤيدون للحزب الديمقراطي. وتفيد مجلة "وايرد" في هذا الصدد بأن منصة "رامبل" بحد ذاتها تزعم بأنها مؤيدة للحزبين. وعندما أطلقت الشركة أسهمها في السوق المالية السنة الماضية (وتزيد قيمتها السوقية اليوم قليلاً على 3 مليارات دولار)، ألقى بافلوفسكي خطاباً شدد فيه على رسالة "رامبل": ألا وهي استعادة موضوعية الإنترنت "وإعادته إلى الوسط" و"جعله محايداً قدر الإمكان". ومع ذلك، يصعب غض النظر عن زبائن "رامبل" من ذوي الميول اليمينية الواضحة والشديدة. وعندما أطلق بافلوسكي أداة البث المباشر على المنصة عام 2021، اختار لعرضها "مؤتمر النشاط السياسي المحافظ" Conservative Political Action Conference، وهو حدث كان دونالد ترمب المتحدث الرئيس فيه، وشدد خلاله على مزاعم مغلوطة تفيد بأنه فاز في انتخابات عام 2020. وبدورهم، من المعروف أن الداعمين الماليين لمنصة "رامبل"، ومن بينهم ملياردير التكنولوجيا بيتر ثيل، وكذلك جاي دي فانس، مؤلف فيلم "هيلبيلي إيليجي" Hillbilly Elegy، لديهم آراء وميول محافظة.

 

ومن بين الأسماء البارزة والمستغرب وجودها، على أقل تقدير، ضمن قائمة المشتركين على منصة "رامبل"، نذكر غلين غرينوالد، وهو الصحافي الاستقصائي الذي استقال من موقع الأخبار اليساري "ذا إنترسبت" The Intercept بعدما شارك في تأسيسه عام 2020. غرينوالد غادر الموقع بعد أن اتهم رؤساء التحرير بمحاولة فرض رقابة على مقالة كتبها حول بيانات مستخرجة من كمبيوتر محمول يعود لابن جو بايدن، هانتر. وبعد مرور عام، أفادت صحيفة "واشنطن بوست" بأن غرينوالد وقع عقداً لمدة عام [مع "رامبل"] مقابل "مبالغ ضخمة من ستة أرقام [ما بين 5 و6 ملايين دولار]". وفي حديث مع مجلة "رولينغ ستون" Rolling Stone، أكد غرينوالد أن ورود اسمه على قائمة الفيديوهات الأكثر مشاهدة على "رامبل" إلى جانب مناهضي التطعيم وأتباع مجموعة "كيو أنون" المؤمنين بنظرية المؤامرة، والمنكرين لنتائج الانتخابات، لا يوتره [أو يؤثر فيه سلباً]. وصرح إلى الصحيفة قائلاً: "إن ذلك بمثابة إدانة بالاستناد إلى المقارنة والتشبيه". وأضاف: "أنت على منصة ‘تويتر’، [جنباً إلى جنب] مع دونالد ترمب جونيور وأشخاص يروّجون للأمور شتى". (ويذكر هنا أن ابن الرئيس السابق وقع في بداية العام اتفاق شراكة حصرية مع "رامبل" لبث برنامجه الأسبوعي بعنوان: "انطلقنا مع دون الابن"Triggered with Don Jr . وبالتالي، وبغض النظر عن انتماءاته السياسية، يعتبر غرينوالد أن منصة "رامبل" هي معقل لحرية التعبير، في مواجهة الرقابة "المتزايدة" على الإنترنت.

وختاماً، أقر غرينوالد بأنه يتمنى أن تنضم أصوات أكثر "تنوعاً" إلى المنصة، وزعم أن "رامبل" تسعى إلى إدراج "بعض الأصوات اليسارية الكبرى وذائعة الصيت" لجلب التوازن إلى قائمة مستخدميها. ومع أن ذلك قد يكون صحيحاً، لكن إنكار الميول السياسية للمنصة ليس ممكناً أبداً في الوقت الراهن. وصحيح أنه في حال لم يعثر أمثال براند على مكان آخر يقصدونه، فسترحب منصة "رامبل" بهم وبملايين متابعيهم وتستقبلهم بحفاوة.

© The Independent

المزيد من تحقيقات ومطولات