Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

 عز الدين نجيب رحل تاركا أثرا في الثقافة المصرية

كتب القصة القصيرة والنقد الحديث وأنجز أعمالا تشكيلية ورعى أكثر من جيل

الرسام والناقد المصري عز الدين نجيب (صفحة الكاتب - فيسبوك)

ملخص

كتب القصة القصيرة والنقد الحديث وأنجز أعمالا تشكيلية ورعى أكثر من جيل 

توفي صباح أمس الكاتب والرسام المصري البارز عز الدين نجيب عن عمر يناهز 83 عاماً. وقد نعى قطاع الفنون التشكيلية المصري الفنان الراحل مشيداً بدوره في مجال النقد الفني، كما نعته جماعة الفنانين والأدباء (أتيليه القاهرة) في بيان أشارت فيه إلى مكانته المؤثرة في مجالي الأدب والفنون. ويعد نجيب أحد أهم المؤثرين في مجال النقد الفني في مصر، وله مساهمات مهمة في مجال الأدب.

ولد الفنان الراحل عام 1940 وتخرج في كلية الفنون الجميلة في القاهرة عام 1960، والتحق بوزارة الثقافة المصرية بعد تخرجه مباشرة. نشأ عز الدين نجيب في إحدى قرى محافظة الشرقية في دلتا مصر، لعائلة كانت تعمل في التعليم، وارتبط ارتباطاً وثيقاً بقريته، وهو ما انعكس في لوحاته وكتاباته عن الريف المصري، وكان مشروع تخرجه في الفنون الجميلة عن القرية.

في تجربته  الإبداعية التي تواصلت أكثر من ستين عاماً، تشابكت الاهتمامات ووسائط الإبداع، من التشكيل إلى النقد والأدب، إلى العمل العام الذي استنفد من جهده وطاقته الكثير. كان لا يزال طالباً في الفنون الجميلة حينما أصدر نجيب مجموعته القصصية الأولى "عيش وملح"  في عام 1960 . وبعد عام صدرت له مجموعة قصصية أخرى تحت عنوان "أيام العز"، فتحقق في الأدب قبل أن يتحقق كفنان تشكيلي.

الأدب ثم الفن

هكذا تعرف الوسط الثقافي في مصر على عز الدين نجيب أديباً قبل أن يعرفه فناناً، إذ طغت ميوله الأدبية على ميوله الفنية لسنوات بعد التخرج. أصدر نجيب مجموعته القصصية الثالثة عام  1968 تحت عنوان "المثلث الفيروزي" ، وفي عام 1975 صدرت له مجموعة قصصية أخرى بعنوان "أغنية الدمية" نشرها في دمشق، ثم أعاد نشرها مرة أخرى في القاهرة تحت المسمى نفسه، مضيفاً إليها قصصاً أخرى. وطوال هذه الفترة كانت الكتابة الأدبية تسير إلى جانب الرسم، يمارسهما معاً، حتى تحول الأمر في داخله إلى مايشبه الصراع بين الكتابة واللوحة، كل منهما يدفعه في اتجاه مختلف، وانتهى الأمر في النهاية لمصحلة اللوحة. غير أن عز الدين نجيب لم يهجر الأدب تماماً، فدائماً ما كان يحن إليه بين الحين والآخر. وكان كتابه "مشهد من وراء السور" الصادر عام 2002 آخر إصداراته في مجال الكتابة القصصة. إلى جانب ذلك أضاف الفنان الراحل إلى المكتبة العربية العديد من المؤلفات النقدية في مجال الفنون البصرية.

أثناء دراسته في كلية الفنون الجميلة كان عز الدين نجيب كغيره من الطلبة القادمين من الأقليم الذين يجتمعون في سكن مشترك، فكانت إقامته في إحدى العوامات المنتشرة على النيل، وهي العوامة نفسها التي كتب فيها الأديب محمود دياب روايته "ظلال في الجانب الآخر"، التي تحولت إلى فيلم سينمائي. في هذه الأثناء وطد نجيب علاقته بالعديد من المبدعين الشباب الذين أصبحوا فنانين وأدباء وشعراء كباراً، ومنهم عبد الرحمن الأبنودي وسيد حجاب وأمل دنقل، والكاتب السياسي خليل كلفت والناقد الراحل سيد خميس. ومن التشكيليين: محمود بقشيش وجميل شفيق والدسوقي فهمي ونبيل تاج ومحيي الدين اللباد وعدلي رزق الله. ولا شك أن هذه العلاقات قد أتاحت للفنان عز الدين نجيب مساحة لتبادل الأفكار والآراء، كما مثلت أول لقاء له باليسار المصري، مما ساهم مبكراً في نضج وعيه السياسي.

للفنان الراحل عز الدين نجيب تجربة ثرية ومثمرة في العمل مع مؤسسة قصور الثقافة خلال فترة الستينيات، وكانت وقتها فكرة وليدة وطموحة. شارك نجيب في تأسيس عدد من قصور الثقافة في الأقاليم محاولاً مد حبال التواصل مع سكان الأقاليم البعيدة من طريق الثقافة، ومدافعاً في الوقت نفسه عن حقهم في المعرفة والتعبير. غير أن تجربة نجيب مع قصور الثقافة رغم ما انطوت عليه من نجاحات لم تخل أيضاً من مرارة وصدام.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

من بين أهم قصور الثقافة التي ساهم الفنان الراحل في تأسيسها يأتي قصر ثقافة الأنفوشي في مدينة الإسكندرية، وذلك بالتزامن مع تخريج أول دفعة لطلبة الفنون الجميلة في الإسكندرية. استمر نجيب في تطوير قصر ثقافة الأنفوشي حتى أصبح مع الوقت ظهيراً لكلية الفنون الجميلة، يفد إليه الطلبة للعمل في شكل حر بعيداً عن أجواء الدراسة.

لعل أبرز ما يميز إبداعات عز الدين نجيب هو ذلك الارتباط بالموروث، سواء في مجال التشكيل أو في مجال العمل العام. كان الراحل على قناعة تامة بأن التراث يحمل مفاتيح المستقبل. ولطالما ربط بين هذا الموروث وفنون ما بعد الحداثة، التي كان ينظر إليها كدعوة إلى العودة للبيئات الشعبية والمنتج التراثي. إعتقد عز الدين  نجيب أن فنون ما بعد الحداثة ظهرت في الأصل كنوع من التمرد على الممارسات التقليدية القابلة للبيع وفكرة المتاحف وقاعات العرض، ورأى أن كل هذه الأمور متحققة بوضوح في الفنون التراثية التي أبدعتها الجماعات البشرية وأضافت إليها على مر السنوات.

اقرأ المزيد

المزيد من ثقافة