ملخص
تنطلق اليوم في القاهرة نحو الساعة 16:00 بالتوقيت المحلي، القمة العربية الطارئة في شأن غزة، والتي يتوقع أن تقدم رؤية عربية شاملة لإعادة إعمار القطاع المدمر، بعدما رفضت الدول العربية خطة ترمب لتهجير الفلسطينيين من القطاع ووضعه تحت السيطرة الأميركية.
يبحث القادة العرب اليوم الثلاثاء في القاهرة مشروعاً بديلاً لمقترح دونالد ترمب في شأن غزة، الذي ينص على سيطرة أميركية على القطاع الفلسطيني وطرد سكانه، في خضم طريق مسدود وصلت إليه على ما يبدو مفاوضات اتفاق وقف إطلاق النار.
قوبلت خطة الرئيس الأميركي برفض واسع من الدول العربية والفلسطينيين وكثير من الدول الأخرى والمنظمات الدولية، لكنها كانت موضع ترحيب حار من جانب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي أكد أمس الإثنين أن "الوقت حان لإعطاء سكان غزة حرية المغادرة".
وتعرض قطاع غزة لدمار هائل جراء حرب عنيفة بدأت بين إسرائيل و"حماس" إثر هجوم الحركة الفلسطينية غير المسبوق داخل إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وتقدر الأمم المتحدة كلفة إعادة بناء القطاع بأكثر من 53 مليار دولار.
رؤية شاملة لإعادة إعمار غزة
في افتتاح القمة العربية الطارئة نحو الساعة 16:00 بالتوقيت المحلي (الساعة 14:00 توقيت غرينتش)، سيلقي الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي وملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة كلمة، وفق البرنامج الذي وزعته جامعة الدول العربية.
وستكون جلسات القمة مغلقة لوضع اللمسات الأخيرة على الإعلان الختامي وإقراره، وفق ما أفاد به المصدر نفسه.
وقال وزير الخارجية المصري بدر عبدالعاطي الذي التقى نظراءه العرب أمس في القاهرة، "الخطة جرى الانتهاء منها، وفي انتظار عرضها على الأشقاء العرب في الاجتماع الوزاري وفي القمة لإقرارها".
وأكدت مصر التي تقوم مع قطر والولايات المتحدة بدور الوسيط في اتفاق الهدنة في غزة، أنها "ستعرض رؤية شاملة" لإعادة بناء غزة تضمن أن يبقى الفلسطينيون على أرضهم.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
نتنياهو يتوعد "حماس"
في مطلع فبراير (شباط)، اقترح ترمب سيطرة الولايات المتحدة على غزة "بعد انتهاء القتال"، ونقل سكانها البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة إلى مصر والأردن لإعادة بناء القطاع وتحويله إلى "ريفييرا الشرق الوسط".
وإزاء الرفض المصري والأردني وموجة الاستنكار الدولية أكد لاحقاً، "مشروعي هو الطريق الذي ينبغي سلوكه، وأظن أنها خطة جيدة فعلاً لكني لن أفرضها، سأجلس فقط وأقوم بالتوصية بها".
أما نتنياهو الذي يعتبر ترمب "أفضل صديق حصلت عليه إسرائيل في البيت الأبيض"، فأشاد بالخطة "الثورية".
وقال أمس إنه مع حرب غزة "غادر الأثرياء وبقي الفقراء وهم خاضعون لسلطة حماس التي تستغلهم لأغراضها الخاصة"، وأضاف "حان الوقت لإعطاء سكان غزة حرية المغادرة" من دون أن يوضح فكرته.
وتوعد رئيس الوزراء الإسرائيلي "حماس" مجدداً بعواقب، فيما اتفاق وقف إطلاق النار، الذي بدأ سريانه في الـ19 يناير (كانون الثاني) الماضي، يبدو مترنحاً بسبب خلافات كبيرة بين الطرفين.
وقال نتنياهو أمام الكنيست الإسرائيلي، "أقول لـ’حماس‘: إذا لم تفرجوا عن رهائننا، ستكون هناك عواقب لا يمكنكم تصورها".
مقترح أميركية للمرحلة الثانية
في هجوم السابع من أكتوبر، خطفت "حماس" وفصائل فلسطينية أخرى 251 شخصاً، من بينهم 58 لا يزالون في غزة، وتقول إسرائيل إن 34 من بين هؤلاء قتلوا.
ومع نهاية المرحلة الأولى من اتفاق الهدنة التي امتدت ستة أسابيع، أعلنت تل أبيب ليل السبت - الأحد تمديدها حتى أبريل (نيسان) بناء على مقترح أميركي، في المقابل أصرت "حماس" على بدء المفاوضات في شأن المرحلة الثانية.
ووفق إسرائيل يقضي مقترح المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف بإطلاق سراح "نصف الرهائن، الأحياء والأموات" في اليوم الأول من دخول التمديد حيز التنفيذ، وإطلاق سراح بقية الرهائن "في نهاية (الفترة)، إذا جرى التوصل إلى اتفاق في شأن وقف دائم لإطلاق النار".
وأعلنت إسرائيل أمس تعليق دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، الذي يعاني أزمة إنسانية حادة جراء الحرب.
في المقابل تتهم "حماس" إسرائيل بـ"الانقلاب" على اتفاق وقف إطلاق النار، وتؤكد وجوب بدء مفاوضات المرحلة الثانية التي تشمل، وفق ما تقوله، وضع حد للحرب و"الانسحاب الشامل" للجيش الإسرائيلي من غزة، تمهيداً للمرحلة الثالثة وأساسها إعادة إعمار القطاع المدمر.
وأسفر هجوم السابع من أكتوبر في جنوب إسرائيل عن مقتل 1218 شخصاً في الجانب الإسرائيلي، معظمهم مدنيون، وفق حصيلة لوكالة الصحافة الفرنسية تستند إلى أرقام إسرائيلية رسمية، تشمل الرهائن الذين قتلوا في الأسر. في المقابل، أدت الحرب على قطاع غزة إلى مقتل 48397 شخصاً في الأقل، معظمهم من المدنيين النساء والأطفال، وفقاً لبيانات وزارة الصحة التي تديرها "حماس" وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.