Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الملك تشارلز الثالث يحث بريطانيا وفرنسا على تعزيز العلاقات بينهما

"يتحتم علينا جميعاً إعادة تقوية صداقتنا لنكون واثقين من أنها في مستوى تحدي هذا القرن الـ 21"

ملخص

زيارة تاريخية يقوم بها الملك تشارلز الثالث إلى فرنسا... فما مغزاها؟

حث الملك تشارلز الثالث المملكة المتحدة وفرنسا على "إعادة تقوية" العلاقات طويلة الأمد بينهما في وقت يتطلع البلدان إلى تحسين العلاقات بعد سنوات من الاضطرابات بسبب "بريكست".

وخلال مأدبة رسمية أقامها الرئيس إيمانويل ماكرون في قصر فرساي غرب باريس، قال الملك تشارلز "يتحتم علينا جميعاً إعادة تقوية صداقتنا لنكون واثقين من أنها في مستوى تحدي هذا القرن الـ 21".

الصداقة الفرنسية - البريطانية

وبدأ العاهل البريطاني الملك تشارلز الثالث اليوم الأربعاء زيارة دولة إلى فرنسا بعد ستة أشهر من إرجائها، للاحتفال بإعادة إطلاق الصداقة الفرنسية - البريطانية بعد التوترات المرتبطة بـ "بريكست".

في مارس (آذار) الماضي أرجئت الزيارة الملكية في آخر لحظة بسبب التظاهرات العنيفة التي كانت تشهدها فرنسا احتجاجاً على إصلاح النظام التقاعدي، وكان يفترض أن يقوم تشارلز آنذاك بزيارته الرسمية الأولى إلى الخارج بصفته ملكاً، وقام في النهاية بزيارة برلين.

وبعد ستة أشهر، عاد الهدوء إلى شوارع العاصمة الفرنسية وحان الوقت مجدداً لـ "الوفاق الودي" أو التوافق الفرنسي - البريطاني الذي يحتفل بمرور 120 سنة على قيامه في أبريل (نيسان) المقبل.

لم تسمع سوى أصوات قليلة معارضة للعشاء الفاخر الذي أقيم مساء في قصر فرساي، رمز الملكية المطلقة لـ "ملك الشمس" لويس الرابع عشر، على رغم ذلك ندد النائب ألكسيس كوربيير (يسار راديكالي) على قناة عامة بـ "الاستخدام المسيء" من قبل الرئيس إيمانويل ماكرون لما وصفه "برئاسة متمادية" و"كل الحيل" لتجسيدها.

والزيارة التي تستغرق ثلاثة أيام "تأتي في إطار من تقارب العلاقات بين بريطانيا وفرنسا" بعد مرحلة أولى من "إعادة التواصل" كما قال قصر الإليزيه.

وخلال قمة في مارس الماضي، طوى الرئيس الفرنسي ورئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك صفحة سنوات عدة من التوتر الثنائي المرتبط بخروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي وملفي صيد الأسماك والمهاجرين، ومن أجل إعادة التواصل هذه، أعدت الجمهورية مراسم احتفالية ضخمة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

والعشاء الرسمي في قصر فرساي يذكر بوالدة تشارلز الملكة إليزابيث الثانية الراحلة التي دعيت إلى غداء في المكان الفخم نفسه عام 1957 وعادت إلى فرساي في 1972.

وأكد الإليزيه أن الملك كان حريصاً على فكرة "السير على خطى والدته"، وسيزور الخميس أيضاً سوق الزهور التي أحبتها إليزابيث الثانية وأعيدت تسميتها باسمها عام 2014.

جذور السماء

وبين الضيوف المدعوين إلى العشاء، الممثلون هيو غرانت وشارلوت غينسبورغ وإيما ماكي والكاتب كين فوليت ومدرب كرة القدم السابق أرسين فينغر.

من خلال دعوة تشارلز الثالث إلى فرساي، يسير إيمانويل ماكرون أيضاً على خطى الجنرال شالرل ديغول الذي جعل من هذا القصر بطاقة اتصال دبلوماسي فعلية، ويوجه رسالة قوية إلى بريطانيا.

ففي عام 1957، بعد عام على أزمة قناة السويس أو في عام 1972 حين انضمت بريطانيا إلى المجموعة الاقتصادية الأوروبية أو في 2023، "في كل مرة أردنا فيها الاحتفال بعلاقة مميزة مع إنجلترا، كان هناك حفل استقبال في فرساي" بحسب ما يؤكد المؤرخ فابيان أوبرمان.

البيئة

وسيبدأ الملك الذي ينوي ترسيخ صورته على الساحة الدولية بعد عام على اعتلائه العرش، الخميس، الشق السياسي من الزيارة بخطاب يلقيه أمام مجلس الشيوخ، هي سابقة لعاهل بريطاني، كما سيركز على الموضوع الأقرب إليه وهو البيئة، على طاولة مستديرة في المتحف الوطني للتاريخ الطبيعي، ثم الجمعة في بوردو، في منطقة تضررت بشدة من الحرائق عام 2022، التي تضم عديداً من البريطانيين.

وعلى رغم أن دور الملك تشارلز في السياسة البريطانية استشاري، فإن مسؤولين فرنسيين قالوا إنه سيناقش مع ماكرون ملفات تشمل الحرب في أوكرانيا والانقلابات العسكرية التي تشهدها منطقة الساحل الأفريقي.

من جانب آخر سيقدم له الرئيس ماكرون نسخة أصلية من كتاب "جذور السماء" للكاتب رومان غاري الذي يتمحور حول حماية الكوكب والفيلة في أفريقيا، وكذلك ميدالية تكريماً لنضاله حول هذا الموضوع.

في هذه المناسبة تمت تعبئة ثمانية آلاف شرطي ودركي اليوم الأربعاء، وسيتم نشر ما يصل إلى 12 ألف عنصر بعد غد الجمعة، إذ إن الزيارة تتزامن مع زيارة البابا فرنسيس إلى مرسيليا.

وسيزور تشارلز وكاميلا وماكرون وزوجته بريجيت غداً الخميس كاتدرائية نوتردام لمشاهدة أعمال الترميم في أعقاب حريق مهول اندلع في عام 2019 أدى إلى تدمير سقفها، ثم سيتوجه الملك تشارلز وزوجته كاميلا إلى مدينة بوردو جنوب غربي فرنسا يوم الجمعة.

وقال مسؤولون إن الملك، الذي يتحدث الفرنسية بطلاقة مثل والدته الملكة الراحلة إليزابيث، حريص على السير على خطاها، ومن المرجح أن يشير إلى ما كانت تكنه إليزابيث من محبة عميقة لفرنسا.

اقرأ المزيد

المزيد من الأخبار