Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

إصابات "العشب الصناعي" تضرب لاعبي قطاع غزة

إقصاء 35 لاعباً من المنافسات الكروية بسبب قطع الرباط الصليبي والأوتار والكسور والالتواءات

الملاعب المعشبة اصطناعياً تقيّد سلاسة انطلاق اللاعب واندفاعه أثناء الركض (اندبندنت عربية - مريم أبو دقة)

ملخص

يوجد في قطاع غزة 19 ملعباً من بينها 17 معشبة اصطناعياً منذ 7 سنوات.

بعد أيام من بدء دوري كرة القدم في قطاع غزة، لوحظ تزايد في حالات سقوط اللاعبين وسط الملاعب وتسجيل عدد من الإصابات الخطرة التي تحتاج إلى فترة تعافٍ طويلة ونتيجة لذلك خرج محترفون بشكل سريع من هذا الموسم من دون العودة له.

وبحسب الدراسات التي أجراها الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، فإنه تبين أن معظم الإصابات كانت ناتجة من العشب الاصطناعي الذي يكسو أرضيات ملاعب قطاع غزة وأنه السبب الرئيس في تعرض اللاعبين للأذى.

صيانة غائبة

عام 2016 حصل الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم على تمويل من الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" لتحويل جميع الملاعب الرياضية في الأراضي الفلسطينية بما فيها قطاع غزة من ملاعب معشبة طبيعياً إلى ملاعب عشبية اصطناعية بهدف تقليل حجم الأعباء المادية والبشرية التي تحتاج الملاعب الطبيعية لمتابعتها.

ومنذ ذلك الوقت لم يجر الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم أي تغيير على أرضية الملاعب، وبقيت على العشب الاصطناعي نفسه منذ كسوتها من دون تجديد، مما أدى إلى تهالك الأرضيات وباتت تتسبب في سقوط اللاعبين وإصابتهم بضرر بالغ.

 

 

وقال مسؤول الإعلام في اتحاد كرة القدم الفلسطيني مصطفى صيام إن "الهدف من تشييد الملاعب المعشبة اصطناعياً أن تكون أقل كلفة من الطبيعية، فهي لا تحتاج إلى صيانة مستمرة مثل العشب الطبيعي الذي يحتاج إلى متابعته يومياً لأغراض الري وقص العشب والقضاء على الديدان"، لافتاً إلى أن "هذا مكلف مادياً ويحتاج إلى جهد بشري وفي أوضاع غزة لا نستطيع القيام بذلك".

وأضاف "ندرك أن الملاعب المعشبة اصطناعياً تتسبب في إرهاق الرياضيين فهي مصنوعة من المطاط الذي يسبب متاعب للاعبين أثناء المباريات الرسمية، وكذلك الحصص التدريبية، لكن ليست لدينا إمكانات مادية لمعالجة المشكلة".

وفي غزة 19 ملعباً من بينها 17 عملت "فيفا" على تعشيبها اصطناعياً وتستخدم للمباريات الرسمية، بحيث يقام عليها الدوري وكأس فلسطين وألعاب الأندية وتجري فيها التدريبات أيضاً، أما الملعبين المتبقيين فهما معشبان طبيعياً ويتبعان لبلديات القطاع.

تدمير الأقدام

وأوضح صيام أنه في ظل محدودية الملاعب ذات العشب الطبيعي تقام معظم المباريات في الملاعب المعشبة اصطناعياً، إذ تلعب الفرق ثلاثة أيام في الأسبوع، بل يمكن أن تقام سبع مباريات من دوري المحترفين والممتاز على الملعب نفسه خلال اليوم الواحد.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وبحسب صيام فإن الملاعب المعشبة اصطناعياً لها تأثير كبير في اللاعبين وتؤذي أقدامهم بتوالي اللعب عليها لاحتوائها على مادة المطاط غير الملائمة لممارسة رياضة كرة القدم، كما أن تركيبتها تسبب ارتفاعاً كبيراً في درجة الحرارة داخل الملعب، مما يؤثر في الجهد البدني للاعب، بالتالي يجبره على بذل مجهود أكبر داخل أرضية الملعب.

ويؤكد أن هذه الملاعب عرضت اللاعبين لإصابات بشكل مفاجئ كانت معظمها في الرباط الصليبي والغضروف الهلالي، إضافة إلى قطع الأوتار، موضحاً أنهم سجلوا إصابات خلال فترة الاستعداد وقبل انطلاق بطولة دوري كرة القدم، إذ إن "الملاعب المعشبة اصطناعياً أرضيتها غير مستوية وتتسبب في سقوط اللاعبين بشكل تلقائي".

ونوه صيام إلى أن "الملاعب المعشبة اصطناعياً باتت خارج حسابات العالم، فجميع الصالات تحولت إلى العشب الطبيعي في إطار الحفاظ على اللعبة واللاعبين وتقليل الإصابات، لكن في غزة لا توجد حلول لهذه المشكلة"، لافتاً إلى أنه "يصعب تغييرها لأسباب عدة منها الجانب المادي الذي يتطلب توفير عاملين للاعتناء بهذه الملاعب، إضافة إلى حاجتها لكميات كبيرة من المياه، مما سيزيد العبء على الأندية والمؤسسات الرياضية، وسط ظروف صعبة تمر بها الرياضة في القطاع".

إقصاء لاعبين

وتسببت الملاعب المعشبة اصطناعياً في معاناة 35 لاعباً إصابات متعددة، فكانت أحد أسباب إصابة 13 لاعباً بالرباط الصليبي، وسبع لاعبين بالتواء في الكاحل، وخمسة آخرين تعرضوا للكسر أو الجذع، إضافة إلى إصابة ثمانية بالغضروف الهلالي واثنين قطعت أوتارهما.

 

 

بدوره، يرى رئيس الدائرة الطبية في الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم عدنان البرش أن الإصابات الرياضية متعددة الأسباب جزء منها له علاقة باللاعب نفسه والجزء الآخر يرتبط بمحيط اللاعب، مشيراً إلى أنه "بحسب المتابعة الصحية فإن معظم الإصابات الخطرة كانت الرباط الصليبي، وربطها بعضهم بأرضيات الملاعب المعشبة اصطناعياً".

وأوضح أن "الملاعب الاصطناعية ليست السبب الوحيد، بل أيضاً أحذية اللاعبين لها دور في ذلك، إذ لا توجد في غزة أحذية مخصصة لممارسة كرة القدم على العشب الاصطناعي، كما أن المتوافر لا يتناسب مع أرضية ملاعب القطاع، وبسبب رداءة الحذاء يعود الضرر على قدم اللاعب ويصاب إصابات بالغة".

ركض وإصابة

وبحسب المتابعة الميدانية التي أجراها الطبيب البرش، فإنه لاحظ أن الملاعب المعشبة اصطناعياً تقيّد سلاسة انطلاق اللاعب واندفاعه أثناء الركض، ولهذا يسقط الرياضي على رغم مرونة جسده، لافتاً إلى أن أرضية ملاعب غزة بها تعرجات كثيرة وحفر، ونتيجة لذلك أصيب عدد من اللاعبين بإصابات خطرة.

 

 

وأضاف أن المشكلات الصحية التي لحقت باللاعبين بسبب الأعشاب الاصطناعية تنوعت ما بين تمزق في الأربطة والرباط الصليبي والتواء في الكاحل وآلام أسفل الظهر وكسور في الركبة.

وأشار البرش إلى أن إصابات الرباط الصليبي تتسبب في خروج اللاعبين من الدوري لأنها تحتاج إلى فترة تعافٍ طويلة تصل إلى تسعة أشهر، ومن الممكن أن تؤدي إلى إيذاء المفاصل والأربطة والظهر، مما يثير القلق خشية ارتفاع أعداد الإصابات في صفوف اللاعبين.

اقرأ المزيد

المزيد من رياضة