Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

سلسلة جرائم تهز المجتمع العربي في إسرائيل

نفق لتهريب الأسلحة و"الشاباك" يتدخل قبل الانتخابات البلدية مع تصاعد موجة القتل

عناصر من الأمن الإسرائيلي في إحدى المناطق العربية بالقدس (أ ف ب)

ملخص

نفق لتهريب الأسلحة في مدينة الناصرة يثير الذعر بالمناطق العربية في إسرائيل وتحركات عاجلة لـ"الشاباك"

تواصل الشرطة الإسرائيلية بالتعاون مع جهاز الأمن العام (الشاباك) نشاطها بحثاً عن أنفاق في الجليل ومنطقة الشمال، بعد أن نقلت منظمات إجرامية متخصصة في المجتمع العربي مخابئها وتهريب أسلحتها إلى تحت الأرض، حيث تم الكشف عن نفق في مدينة الناصرة بالجليل.

ونسبت الشرطة الإسرائيلية مسؤولية حفر هذا النفق إلى إحدى العائلات المركزية المعروفة بدعم العناصر المسلحة والتي يقودها فلسطيني من غزة، يدعى سمير بكري، إذ تبين أن النفق الذي تم رصده يتشابه مع أنفاق غزة.

وعلى رغم الرفض العام لتدخل "الشاباك" في مواجهة الجريمة في المجتمع العربي إلا أن رئيس الجهاز، رونين بار، اجتمع مساء أمس الأحد مع رؤساء السلطات البلدية العربية على خلفية تفشي الجريمة التي لا يكاد يمر يوم إلا ويقتل شخص أو أكثر. ووصلت تحركات "الشاباك" إلى حد التدخل في السلطات البلدية العربية التي ستجري انتخابات لمجالسها المحلية يوم 31 من أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، إذ تدور أحاديث عن تقرير تحذر من أخطار بالغة تهدد هذه الانتخابات.

وأثار اجتماع رؤساء البلديات مع رئيس "الشاباك"، معارضة واسعة من قبل "فلسطينيي 48 والأحزاب الوطنية"، إذ أشار بيان أصدره التجمع الوطني إلى أنه "لا يمكن لمن هم ضحية سياسات الشاباك الدموية أن يعطوه شرعية ويتعاملون معه كأنه هو الحل لمشكلاتنا وقضايانا الحارقة".

وأضاف البيان أن "الشاباك يعمل منذ عقود على تفكيك المجتمع العربي لتحقيق مآربه العنصرية والعدائية لكل من هو عربي وفلسطيني، ولا يمكن أن نعطيه شرعية في مثل هذه الظروف بالذات".

ودعا البيان إلى "إيجاد حلول لهذه الآفة الكبرى باستراتيجية وطنية ومهنية ونضال حقيقي ضد تواطؤ الشرطة والمؤسسة الإسرائيلية في هذا الشأن".

مرشحو الانتخابات هدف

وفي ظل مقتل أربعة في حادثة واحدة، الأسبوع الأخير، بينهم مرشح لرئاسة مجلس بلدي وقبله مقتل مدير عام مجلس من المثلث ثم إطلاق النار في بيت في الجليل أصيب خمسة وأخيراً مقتل شاب عربي أمس الأحد، تحدثت تقارير أولية عن أن جميع هذه العمليات نفذت على خلفية تصفية حسابات بين منظمات إجرامية.

أما رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، فقد افتتح جلسة حكومته ليضيف المزيد من الوعود للمؤسسة الإسرائيلية في مواجهة هذا العنف، مشيراً إلى أن الحكومة ستعمل بيد من حديد لكنها تتطلب وقتاً كما حدث قبل سنوات لدى مواجهة منظمات الإجرام في البلدات اليهودية.

وتعهد نتنياهو بأن الشرطة الإسرائيلية ستباشر في الاعتقالات الإدارية ولديها خطة شاملة بالتعاون مع مؤسسات حكومية أخرى لمواجهة الجريمة.

تحركات بعد الأنفاق

بالتزامن مع ذلك، تجري تحركات حكومية وأمنية إسرائيلية لمواجهة ما يعرف بالجريمة في المجتمع العربي مدعومة بتقارير عن تغلغل "منظمات إجرامية" في السلطات المحلية العربية إلى جانب النفق الذي كُشف عنه في مدينة الناصرة وشكل حالة من الذهول للجميع، حيث حُفر في منطقة مكتظة بالسكان والشرطة موجودة في شوارعها وأحيائها على مدار اليوم.

ولعل ما أثار خشية السلطات الإسرائيلية وأجهزة الأمن أن حفر النفق تم بشكل متقن وبطول عشرات الأمتار وقد تم تقسيمه من الداخل إلى عدة أقسام لضمان سرعة الاختباء وتهريب الأسلحة، وفق الشرطة، التي أشارت إلى أنه ساعد العشرات من عائلة "البكري" بالاختفاء السريع بعد تنفيذ جريمة القتل ومن دون القدرة على القبض عليهم.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وكُشف عن النفق بعد أن تلقت الشرطة معلومات حول وجود بيت في الناصرة غير مأهول بالسكان لكن كثيرين من الشباب يدخلون ويخرجون منه.

وقال ضابط الاستخبارات في الشرطة الإسرائيلية، ناتي سمحا، إن عناصر من شرطة الناصرة وصلوا إلى المكان ووجدوا حفرة صغيرة لم يتوقعوا أن تكون نفقاً لكن بعد وجود الشرطة لمدة ثلاثين ساعة في المكان لمراقبة المكان تبين أن النفق بطول عشرات الأمتار وفي داخله عدة أقسام.

توقعات الشرطة الإسرائيلية تشير إلى أن العمل في النفق استغرق عامين وبالإمكان الانتقال منه من مكان إلى آخر من دون كشف مكان الحفر.

أزمة تاريخية

تواصل قيادة الجماهير العربية، التي تحمل الحكومة والشرطة وأجهزة الأمن المسؤولية الكاملة، نشاطاتها الاحتجاجية المختلفة لإطلاق صرختها لوقف الجريمة.

وفي أعقاب الدعوات المكثفة التي أطلقها النائب العربي في الكنيست الإسرائيلي أيمن عودة لمشاركة الجماهير في الخروج إلى التظاهرات والاحتجاجات تلقى تهديدات مكثفة لترفع الشرطة درجة الخطر عليه ودعت إلى ضمان حراسته.

بدوره، قال عودة، في حديث لـ"اندبندنت عربية"، إنه "أمام الخطر المتفاقم وعدم تحرك الشرطة وأجهزة الأمن والحكومة، التي كرر نتنياهو في جلسته اليوم وعوده السابقة، فإنه علينا كمجتمع عربي أن نتكاتف ونكثف النشاطات من دون استثناء خطوات غير مسبوقة مثل العصيان المدني والإضراب الشامل لمدة ثلاثة أيام بحيث لا يخرج خلالها أي عربي من بيته ويتوجه إلى مكان عمله وإغلاق مخارج جميع البلدات العربية لأن تعطيل العرب عن العمل لن يلحق ضرراً بالاقتصاد في إسرائيل، فحسب، بل من شأنه أن يشل كل إسرائيل".

وضمن الخطوات الأخرى التي ستطرح للبحث، إمكانية الاستقالة الجماعية للنواب العرب من الكنيست ولرؤساء السلطات المحلية العربية، وفق ما ذكره عودة.

الصور والأسماء معروفة

التهم الموجهة للشرطة والحكومة بالتقاعس تزداد كل يوم خصوصاً مع نشر صور ومعلومات وفيديوهات من قبل أشخاص ينتمون لمنظمات الإجرام عبر شبكات التواصل الاجتماعي، بل إن هناك تقارير كاملة ومفصلة وواضحة بأسماء المنظمات وعدد أفرادها وما يطلق عليهم "جنودها"، وهم شبان في العشرينيات من عمرهم، معظمهم عاطلون من العمل وقد انخرطوا في عالم الإجرام وقاموا بقتل العشرات.

وبحسب مركّز لجنة مواجهة العنف والجريمة في اللجنة القطرية لفلسطينيي 48، محمود نصار، فإن الشريحة الأكبر من بين الضحايا ومنفذي جرائم القتل هم من جيل الشباب ومعظمهم لا يتجاوزون 19 سنة.

وأضاف في تصريح خاص، "لا شك أن كون المسؤولية المباشرة تعود إلى الشرطة والمسؤول عنها الوزير اليميني المتطرف، إيتمار بن غفير، سيجعل الحلول أكثر تعقيداً كونه لم يتردد في تجميد الموازنات للسلطات المحلية العربية وكذلك التعامل بمنتهى العنصرية".

ويرى نصار أن الحكومة والشرطة والأجهزة الأمنية في إسرائيل "إذا قررت فهي قادرة على حل المشكلة من جذورها، ويكفي لها أن تكثف نشاطها في ضبط السلاح غير المرخص ومصادرته، وهذا جانب لا يمكننا نحن كهيئات ومجتمع معالجته إضافة إلى الاعتقال وعدم إطلاق سراح أحد".

يشار إلى أنه قبل ساعات من إعداد هذا التقرير قتل شاب آخر من بلدة سخنين في الشمال ليرتفع عدد القتلى إلى 160 قتيلاً منذ مطلع السنة الحالية. وتم الإعلان عن الإضراب والخروج بتظاهرة احتجاج في البلدة.

المزيد من متابعات