ملخص
عملية ترميم بسيطة جنّبت منزلاً جميلاً في ماوي مأساة الحرائق المستعرة.
على طول ساحل بلدة لاهاينا التاريخية في ماوي، تحول معظم المنازل التي كانت يوماً ملونة إلى أطلال مدمرة بغالبيتها، بعد أن غطتها طبقة من الرماد والسخام الرمادي، جراء حرائق الغابات المستعرة التي اجتاحت المنطقة [وعاثت فيها الخراب].
باستثناء منزل واحد.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتظهر الصور الجوية للممتلكات المُدمرة منزلاً سطحه أحمر وواجهته بيضاء ناصعة، و[اللافت أن] هذا السطح الأحمر لا يزال يقف شامخاً، من دون أن يتأثر ظاهرياً بلهيب النيران.
وسرعان ما انتشرت صورة هذا البيت على مواقع التواصل الاجتماعي انتشاراً واسعاً، حتى تساءل البعض حول ما إذا كانت قد خضعت لتعديلات باستخدام برنامج "فوتوشوب"، أو إن كانت تشكل جزءاً من مؤامرة أكبر، كما حصل لعدد كبير من الصور التي انتشرت عبر الإنترنت في أعقاب الكارثة.
لكن الحقيقة بكل بساطة هي أن صاحبي المنزل، دورا أتواتر ميليكين وزوجها دادلي، كانا قد أدخلا تحسينات طفيفة نسبياً على المنزل أسهمت في إنقاذ بيتهما.
وكشفت السيدة أتواتر ميليكين لصحيفة "لوس أنجليس تايمز" بأن هذه التحسينات تضمنت استبدال سقف الإسفلت بآخر مصنوع من المعدن الثقيل، إلى جانب جزّ الأعشاب الضارة المحيطة بالمنزل وإزالة أوراق الأشجار المتساقطة.
وأوضحت أنه لم يكن في نية الزوجين إجراء أي تعديلات تحمي المنزل من الحرائق عندما بدءا بترميمه.
وشرحت أن "المنزل مصنوع من الخشب بالكامل، ونحن لم نعمد أبداً أن نحوله إلى مقاوم للحرائق".
وبدلاً من إعادة ترميم المنزل البالغ من العمر مئة عام بغية استعادة بعضٍ من ملامحه الأصلية، بما يشمل مثلاً تغيير السطح واستبداله بسطح آخر مصنوع من الخشب أو من صفائح القصدير الرقيقة، اختارا سطحاً من الصلب المتين. ورصفا حول المنزل خط حجارة موازياً لخط صرف مياه الأمطار [خط التنقيط] على السطح [وهو النظام الذي يحد من جريان المياه على السطح الخارجي للمبنى].
وكذلك، أخبرت [السيدة أتواتر ميليكين] صحيفة "لوس أنجليس تايمز" بأنها [وزوجها] قاما بإزالة الأعشاب الضارة وأوراق الشجر المتساقطة من حول المنزل، كإجراء وقائي يمنع انتقال النمل الأبيض إلى الهيكل الخشبي لمنزلهما.
واستطردت قائلة: "نحن نعشق المباني القديمة، وكل ما أردناه هو تسليط الضوء على قيمة المنزل".
لكنه تبين في النهاية أن دور هذه التغييرات، وإن كانت طفيفة، كان حاسماً في منع النيران من الانتقال إلى المنزل والتهامه.
وأخبرت صاحبة المنزل أنه "في خضم [الكارثة]، تطايرت قطع من الخشب المشتعل، حتى تعتقد أنها تطوف في الجو مع اشتداد الرياح [وتفاقم الكارثة]، وقد تراوح ارتفاعها بين 6 و12 إنشاً (أي بين 16 و31 سنتيمتراً)".
"وكانت [القطع الخشبية] تصطدم بسطوح منازل الناس، وفي حال كان أحد السطوح مصنوعاً من الإسفلت، اشتعلت فيه النيران. وإلا، فكانت [الأخشاب] تقع عن السطح وتشعل حريقاً في الأعشاب المحيطة بالمنزل".
وأشارت السيدة أتواتر ميليكين إلى أنها [وزوجها] خسرا بعضاً من جيرانهما جراء الحرائق المدمرة. وقالت لصحيفة "لوس أنجليس تايمز": "توفي أشخاص كثيرون جراء هذه الكارثة". وتابعت بالقول إن "كثيرين خسروا كل ممتلكاتهم. وبالتالي، من واجبنا [الآن] أن نتكاتف ونعيد بناء [ما دمرته النيران]. وكذلك، لا بد أن يشارك الجميع في عملية إعادة البناء هذه".
© The Independent