Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"ميركافا" الإسرائيلية ردع مغربي مبكر للبوليساريو

تقارير تتحدث عن شراء الرباط 200 دبابة من تل أبيب تحسباً لشبح "حرب الصحراء"

دبابات ميركافا الإسرائيلية تستعرض قدراتها في صعود أحد التلال (أ ف ب)

ملخص

تقارير تتحدث عن تسلح الجيش المغربي بدبابات ميركافا الإسرائيلية كرسالة ردع للبوليساريو

يتجه المغرب إلى الحصول على عدد من دبابات "ميركافا" الإسرائيلية الشهيرة، ليكون بذلك أول بلد تسلمه تل أبيب هذا الطراز من الدبابات ذات السمعة الدولية الكبيرة في المعارك الحربية، بحسب ما أفادت به مصادر متخصصة في الشأن العسكري.

وبعد أن تسلم المغرب أخيراً أولى شحنات نظام الدفاع الصاروخي الإسرائيلي "باراك أم إكس" بقيمة مالية تتجاوز 500 مليون دولار أميركي، يستعد لشراء 200 دبابة "ميركافا" من تل أبيب في صفقة نوعية جديدة تدخل في إطار التعاون العسكري الوثيق بين البلدين.

وأورد موقع "الدفاع العربي" المتخصص في الشؤون والأخبار العسكرية، أن المغرب وقع صفقة عسكرية لاقتناء 200 نموذج من الجيل الثالث للدبابة الإسرائيلية، موضحاً أن كلفتها تبلغ 1.2 مليار دولار.

من جهته قال موقع "ديفانس ويب" المتخصص في أخبار التسلح والدفاع في العالم إن الجيش المغربي مقبل على تعزيز قدراته العسكرية بدبابات "ميركافا"، بعد إبرام صفقات مع إسرائيل لحيازة طائرات مسيرة وأجهزة الرادار وراجمات صواريخ وأنظمة دفاعية أخرى.

بدوره تطرق منتدى "فار ماروك"، المتخصص في أخبار الجيش المغربي، إلى موضوع صفقة "دبابات ميركافا" الإسرائيلية، مبرزاً أن "سلاح المدرعات للقوات المسلحة المغربية يعيش فترة طفرة نوعية في قدراته القتالية والرفع من كفاءاته البشرية، عبر تكوينات مختلفة محلية وبالخارج للضباط والجنود".

ووفق المصدر ذاته فإن تطوير سلاح المدرعات المغربي يرتكز على اقتناء عتاد قتالي جديد وتأسيس وحدات جديدة، وتطوير وسائل التدريب لأفراده، بخاصة عبر تعميم أجهزة المحاكاة والتكثيف من التمارين الميدانية بمختلف القطاعات العسكرية العملياتية.

وأوضح أن القيادة باشرت أخيراً عملية تجديد الوحدات القديمة من دبابات القتال، وتعزيز القدرات القتالية لسلاح المدرعات ليكون على أعلى درجات الجاهزية للدفاع عن حوزة وسلامة الوطن على مختلف الجبهات.

وأبرز المصدر أن اقتناء الدبابات الإسرائيلية وبعدد كبير يستهدف الرفع من القدرات الدفاعية للقوات المسلحة المغربية، متوقعاً وصول أولى الدفعات بعد التجديد في مطلع السنة المقبلة، لتصبح التشكيلات المدرعة للجيش المغربي الأقوى من دون منازع في القارة الأفريقية.

مميزات الدبابة

يقول المتخصص في الشأن السياسي محمد بن طلحة الدكالي إن القوات المسلحة المغربية تسعى إلى تطوير عتادها وتحسين كفاءاتها البشرية، بل والدخول في مرحلة التصنيع العسكري، سواء في ما يتعلق بتطوير قدراتها الدفاعية والهجومية، أو من حيث تبادل الخبرات مع الحلفاء الدوليين من أجل مواكبة التطور المتسارع للمنظومة العسكرية والأمنية على المستوى العالمي.

وأكمل الدكالي بأنه من أجل تعزيز ترسانته العسكرية بأحدث الأسلحة أبرم المغرب صفقات عدة مع دول ذات باع في هذا المجال من بينها إسرائيل، إذ أنشئت في هذا الصدد لجنة لمتابعة هذا التعاون الثنائي، لا سيما في المجالات اللوجيستية والتدريبات، وكذلك اقتناء وتحديث التجهيزات والعمل على خلق صناعة عسكرية، والتزود بمجموعة من الوسائل التكنولوجية الحربية.

وأوضح أن المغرب يقترب من شراء دبابات "ميركافا" الإسرائيلية، وهي المرة الأولى ستبيعها تل أبيب لبلد خارجي، كما أنها تنتمي إلى الجيلين الثاني والثالث، وتتميز بتدريع جيد ومدفع من عيار 120 مليمتراً يلائم حاجات سلاح القوات المسلحة المغربية.

واستطرد الدكالي "قد يصل عدد هذه الدبابات التي سيحصل عليها المغرب إلى 200 دبابة، وزن الواحدة منها 65 طناً، وتحتوي على محرك في مقدمة الهيكل لزيادة الحماية إلى أقصى حد، ومجهزة بنظام الحماية النشط لاعتراض المقذوفات المضادة للدبابات، ويتم تسليحها بمدفع قوي (هاون 60 مليمتراً)، يتم تشغليه عن بعد للاشتباك مع المشاة أو إطلاق قذائف الدخان".

سلاح ردع فقط

تتمتع دبابات ميركافا الإسرائيلية بامتلاكها حماية معززة وقدرات دفاعية ذات أنظمة إلكترونية متطورة وقدرات هجومية متنوعة، تم تصميمها لتوفير حماية الطاقم والمعدات، وهي ذات محرك طويل يمنحها القدرة على التنقل في الظروف المختلفة، لا سيما في الأراضي الصحراوية.

محمد بن طلحة الدكالي لفت الانتباه أيضاً إلى أن "الجيش المغربي يعد أحد الجيوش الأكثر احترافية وتنظيماً في العالم ويتوفر على أحدث الأسلحة، ويسعى إلى تحقيق توازن عسكري في المنطقة باعتباره قوة إقليمية صاعدة"، منبهاً إلى أن "هذا التفوق العسكري يعزى إلى أسباب دفاعية وردعية بحتة".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

واسترسل "لم يعد ممكناً تعريف الاستراتيجية العسكرية بأنه علم الانتصار العسكري، بل أصبحت تدخل ضمن فن الردع، وهي استراتيجية تتوافق مع مبادئ العلاقات الدولية، وقوتها تكمن في تطوير القدرات العسكرية وتضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته لوضع حد لأي تهديدات خارجية تعد في نظر القانون الدولي إعلان حرب".

وتابع "المغرب يسعى إلى بناء استراتيجية بعيدة المدى في المجال العسكري تسليحاً وتدريباً وتصنيعاً مع ضرورة التحلي بالمقاربة العقلانية، بغية تعزيز القدرات الدفاعية وتنفيذ المهمات بانضباط واحترافية، متحلياً بنظرية الردع للاطمئنان، وفحواها بأن المغرب لا يريد من تطوير قدراته العسكرية إلا الدفاع عن نفسه، ويتوقف نجاح هذه الاستراتيجية على قوة الرادع ومدى واقعية المردوع".

دلالات استراتيجية

ويرى المتخصص في الشأن الإسرائيلي عبدالرحيم شهيبي أن صفقة التسلح المغربية بمدرعات ميركافا تستهدف إظهار مدى نجاح "اتفاقات أبراهام" والتقارب بين إسرائيل ومجموعة من بلدان الشرق الأوسط وشمال أفريقيا التي يشكل المغرب صورتها الواضحة من خلال عديد من الاتفاقات الاقتصادية والأمنية والعسكرية.

وأضاف "بالنسبة إلى إسرائيل فهي تحاول أن تظهر أن أفق هذه الاتفاقات غير منته، ولا ينحصر فقط في الجوانب الاقتصادية أو السياسية، بل يمكن أن يتعداه إلى ما هو عسكري وأمني، بمعنى أن إسرائيل شريك حقيقي وموثوق منه بالنسبة إلى الدول التي تربطها معها اتفاقات أبراهام، وتسعى من خلال هذا الأمر إلى توسيع حوض بلدان هذا الاتفاق لتشمل بلدانا أخرى ذات أهمية استراتيجية بالنسبة إلى تل أبيب".

أما بخصوص المغرب فيردف المتحدث أنه يرغب في تأكيد نجاعة اختياراته السياسية والاستراتيجية في تقاربه المعلن مع إسرائيل، خصوصاً في ما يتعلق بقضية وحدته الترابية، التي شكلت الجانب الأبرز من الاتفاق مع تل أبيب، وتوجت أخيراً باعترافها بسيادته على الصحراء.

وذكر "المغرب استطاع إقناع إسرائيل بالحصول على هذه الدبابات بشكل معلن بهدف استخدامها في أي نزاع أو حرب محتملة في الصحراء، على اعتبار أن عديداً من البلدان لا تزال تفرض شروطاً حول بيع الأسلحة للمغرب، سيما في شأن طرق أو مكان استعمالها".

السياسة والحرب

المتخصص في الشأن الإسرائيلي عاد ليوضح أن المغرب سيحصل على دبابات ذات تقنية عالية ومجهزة بالخصوص للوجود في المناطق ذات الطبيعة الجغرافية الصحراوية، وهو ما ينم عن تفكير استراتيجي عسكري لدى الرباط التي استطاعت تحييد البوليساريو من طريق استعمال المسيرات.

وأردف بأن حصول المغرب على المدرعات الإسرائيلية الصحراوية يعني أن أفقاً جديداً سيكون مفتوحاً على المدى القريب والمتوسط في خضم تحرشات جبهة البوليساريو في شأن ما يسمى "إطلاق النار"، وتوقع أن ينتقل المغرب إلى استراتيجية أخرى ما وراء "الجدار الرملي" في الصحراء، ليعيد سيطرته على المناطق منزوعة السلاح التي تعتبرها البوليساريو والجزائر مناطق صحراوية "محررة".

وزاد شهيبي "أي إعلان من البوليساريو تعليق اتفاق وقف إطلاق النار الذي ترعاه الأمم المتحدة يفرض على المغرب أن يغير من حساباته، لأن أية محاولة من تلك الجبهة في تنفيذ هجومات حقيقية يعطي الحق الكامل للمغرب في قيادة عمليات عسكرية في المناطق منزوعة السلاح، بالتالي فإن الدبابات الإسرائيلية ستكون القطعة العسكرية التي ستصنع الفارق، على رغم أن الخيار السياسي يبقى إلى حدود اليوم هو الأمثل بالنسبة إلى الرباط".

يذكر أنه لم يصدر عن الحكومة المغربية أي تأكيد أو نفي للمعلومات المتداولة حول شراء دبابات "الميركافا" الإسرائيلية.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير