Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

المغرب يتسلم نظام دفاع صاروخي من إسرائيل

"باراك أم أكس" يتيح حيازة 3 أنواع من المحركات لردع التحركات العسكرية الهجومية براً وبحراً وجواً

نظام الدفاع الصاروخي الإسرائيلي سيقوي الخط الدفاعي المغربي على مستوى العمليات العسكرية (مواقع التواصل)

ملخص

تستطيع أنظمة الدفاع الجوية "باراك أم أكس" المتطورة أن تتصدى لهجمات محتملة تشنها طائرات مسيرة (درونات) مثلاً، أو مقاتلات جوية، أو بوارج حربية، أو طائرات الهيلوكوبتر.

أجمعت مصادر ومواقع متخصصة في الشأن العسكري على أن المغرب تسلم خلال الصيف الحالي أولى شحنات نظام الدفاع الصاروخي الإسرائيلي "باراك أم إكس" BARAK-MX بقيمة مالية تتجاوز مبلغ 500 مليون دولار أميركي، تنفيذاً لمضمون اتفاقية بين الرباط وتل أبيب وقعت في فبراير (شباط) 2022، تهدف لضمان تفوق تكتيكي للجيش المغربي في بناء التحركات الاستراتيجية العسكرية.

"باراك أم إكس"

وتفيد معطيات عسكرية متطابقة أن نظام الدفاع الصاروخي الإسرائيلي "باراك أم إكس"، المنتج من شركة الصناعات الفضائية الإسرائيلية، التي يرأسها بواز ليفي منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2020، يتيح حيازة ثلاثة أنواع من محركات الصواريخ التي تقوم بمهام اعتراض الصواريخ الهجومية.

النوع الأول من هذه الصواريخ الاعتراضية التي يتيحها نظام الدفاع الصاروخي الإسرائيلي، هو "باراك مراد" Barak-MRAD، وهو محرك صاروخي أحادي النبض يعترض بكثير من الدقة والنجاعة الصواريخ على بعد 35 كيلو متراً.

وأما الصنف الثاني من هذه الصواريخ ضمن نظام الدفاع الصاروخي الإسرائيلي، فهو "باراك لراد" Barak-LRAD، وهو محرك صاروخي ثنائي النبض يعترض صواريخ يبلغ مداها 70 كيلو متراً، والثالث وهو الأقوى "باراك أو إر" Barak-ER، وهو محرك صاروخي مزدوج النبض يعترض صواريخ يبلغ مداها 150 كيلو متراً.

وكان المغرب قد طلب من إسرائيل إفادات في شأن مدى إمكان توفير هذه الأنظمة العسكرية الدفاعية، عندما أجرى وزير الأمن الإسرائيلي بيني غانتس زيارة للمملكة في نوفمبر 2022، كما زار بوزار ليفي المغرب "سراً" للوقوف على تفاصيل الصفقة، وفق ما أوردته مواقع إسرائيلية.

وكان غانتس قد وقع في فبراير من العام الماضي، إلى جانب الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المغربية المكلف إدارة الدفاع الوطني، عبداللطيف لوديي، اتفاقية تتضمن تمكين الجيش المغربي من أسلحة عسكرية متطورة تكنولوجياً، علاوة على التعاون في مجال الصناعة الدفاعية.

رؤية المغرب العسكرية

يعلق المتخصص في الشأن العسكري والاستراتيجي، هشام معتضد، بأن توصل المغرب إلى أولى شحنات النظام الدفاعي الإسرائيلي "باراك أم أكس" يترجم التزام تل أبيب أحد أجزاء الاتفاق المغربي الإسرائيلي بخصوص استراتيجية التعاون الدفاعي والأمني بين البلدين.

ويرى معتضد أن نوعية النظام الدفاعي الإسرائيلي الذي ترغب الرباط في ضمه إلى ترسانتها العسكرية سيقوي الخط الدفاعي المغربي على مستوى العمليات العسكرية، وسيضمن للجيش المغربي تفوقاً تكتيكياً على مستوى الميدان في ما يخص بناء التحركات الاستراتيجية والعسكرية.

وتبعاً للمحلل ذاته، فإن هذه الصفقة تشكل واحدة من أبرز النقاط المتعلقة بتحديث الجبهة الدفاعية للقوات المسلحة الملكية التي تعهدت إسرائيل بها، عبر تكنولوجياتها الحربية في إطار استئناف العلاقات الدبلوماسية والسياسية بين الرباط وتل أبيب.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

واستطرد معتضد بأن رؤية المغرب العسكرية المتعلقة بتحديث ترسانته الدفاعية تراهن في بعض محاورها على التعاون التكنولوجي مع الصناعات الحربية الإسرائيلية، بخاصة أن الإسرائيليين أبانوا عن تقدم كبير في مجال التكنولوجيات الحربية في شقها المتعلق بالدفاع الأرضي والجوي.

وتابع المتكلم ذاته بأن دعم السلاح المغربي بالتقنيات الدفاعية الإسرائيلية المتطورة سيتيح للعنصر البشري العسكري المغربي الانفتاح على هندسة عسكرية دفاعية ذات تقنيات جد متطورة تساير أحدث التكنولوجيات العالمية في مجال الدفاع العسكري.

وزاد معتضد بأن "نظام (باراك أم إكس) سيمكن القوات المسلحة المغربية من الانفراد إقليمياً وقارياً بتقنية دفاعية قادرة على ردع التحركات العسكرية الهجومية براً وجواً وبحراً بدقة عالية، مما سيمكن السلاح المغربي من تعزيز قدراته الدفاعية في المنطقة، والرفع من تنافسيته الحربية استعداداً لأية تهديدات محتملة".

صفقات عسكرية ذكية

ويبدو أن القدرة الدفاعية الهائلة لنظام الدفاع الصاروخي الإسرائيلي "باراك أم إكس" استطاع إقناع المغرب بضرورة التوفر على شحنات من هذا العتاد العسكري، إذ إن محركات الصواريخ الاعتراضية هذه بإمكانها إفشال مختلف أنواع التهديدات الهجومية القادمة من الجو والبحر معاً.

وتستطيع أنظمة الدفاع الجوية "باراك أم إكس" المتطورة أن تتصدى لهجومات محتملة تشنها طائرات مسيرة (درونات) مثلاً، أو مقاتلات جوية، أو بوارج حربية، أو طائرات الهيلوكوبتر، وهي مزايا تجعلها أنظمة دفاعية قوية لا تتوافر عليها سوى دول قليلة في العالم.

ويرى في هذا الصدد الباحث في الشأن العسكري والدولي عصام لعروسي أن المغرب استثمر بشكل جيد وفعال الاتفاقيات العسكرية الموقعة مع إسرائيل، التي بموجبها تتيح تل أبيب للرباط الحصول على أكثر العتاد الحربي تطوراً في العالم.

ووفق لعروسي، "بدأت تظهر ثمار الاتفاقيات الموقعة بين المغرب وإسرائيل في المجال العسكري على وجه الخصوص، من خلال عقد عديد من الصفقات المهمة، سيما أن الرباط تدرك بشكل جلي القدرات الهائلة التي تتوافر عليها تل أبيب في الأسلحة العسكرية الدفاعية والهجومية على السواء".

ومن مميزات الصفقات العسكرية التي يبرمها المغرب مع الجانب الإسرائيلي أنها صفقات حربية متنوعة، فقد سبق للرباط أن حصلت على "درونات" من نوع "هيرون"، وأيضاً على درونات "بلو بيرد"، وأنظمة دفاعية "إلبيت سيستيمز"، ونظام مضاد للطائرات من دون طيار، ليتوجها بالنظام الدفاعي "باراك أم إكس"، في انتظار ما ستفرج عنه الفترة المقبلة من صفقات عسكرية متطورة وذكية.

حري بالذكر أنه في ظرف زمني قصير تحول المغرب إلى أحد أهم زبائن سوق السلاح الإسرائيلي، خصوصاً ضمن قائمة البلدان العربية التي وقعت اتفاقات أبراهام مع تل أبيب، إذ تصدرت المملكة هذه القائمة وفق إحصاءات حديثة لوزارة الدفاع الإسرائيلي.

وقررت إسرائيل قبل أيام مضت الاعتراف بشكل رسمي بسيادة المغرب على كامل الصحراء، وذلك في رسالة وجهها رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إلى العاهل المغربي الملك محمد السادس، أكد خلالها أنه "سيتم إبلاغ الأمم المتحدة، والمنظمات الإقليمية والدولية التي تعد إسرائيل عضواً فيها، وجميع البلدان التي تربطها بإسرائيل علاقات دبلوماسية بهذا القرار".

يذكر أن الحكومة المغربية لم تعلن بشكل رسمي عن الصفقة، أو انها تسلمت بالفعل النظام الصاروخي.

المزيد من العالم العربي