Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

انصياع بايدن لابتزازات طهران يعكس ضعف أميركا

يوفر تبادل السجناء سبيلاً لتمويل طموحات النظام الإيراني التوسعية والنووية

قادة وعناصر في الحرس الثوري الإيراني خلال لقائهم بالمرشد علي خامنئي في طهران، الخميس 17 أغسطس الحالي (رويترز)

ملخص

"إذا ما حصلت طهران على الأسلحة النووية، فإنها ستصبح تهديداً عالمياً"

تمكن النظام الإيراني مرة جديدة من ابتزاز الولايات المتحدة من خلال استراتيجيته المعهودة باعتقال المواطنين الأجانب مزدوجي الجنسية كرهائن.

هذه المرة استطاع نظام طهران من خلال إطلاق سراح خمسة مواطنين أميركيين وبريطانيين أن يحصل على 6 مليارات دولار من الأصول الإيرانية المجمدة في الخارج، مما أثار انتقادات عدة داخل الولايات المتحدة وخارجها.

وفي مقالة بصحيفة "التيليغراف"، تحدث دانيال جونسون عن أن "جو بايدن وبعد اتفاق تبادل السجناء مع إيران يجب أن يهنئ نفسه، لأنه أعطى 6 مليارات دولار لنظام فاسد وشرير. إلا أن هذه الأموال ليست من جيوب دافعي الضرائب الأميركيين، بل من عائدات مبيعات النفط الإيراني التي صودرت".

ويضيف جونسون أنه في وقت يأمل بايدن في استقبال حار من وسائل الإعلام وأن تزداد شعبيته عشية الانتخابات الرئاسية الأميركية، فإن تبادل السجناء لا يضر بصدقية الولايات المتحدة ويشجع النظام الإيراني على أخذ مزيد من المواطنين الغربيين كرهائن وحسب، بل يوفر سبيلاً لتمويل طموحاته التوسعية والنووية. 

ويشمل هذا الاتفاق تحويل 6 مليارات دولار من كوريا الجنوبية إلى قطر، وتستفيد إيران من هذه الأموال لأغراض إنسانية فقط، لكن وفقاً للكاتب فإن مراقبة هذه العملية ستكون صعبة ومعقدة جداً، وربما يتضمن هذا الاتفاق عودة عدد من الإيرانيين الذين اعتقلوا بسبب خرقهم للعقوبات الأميركية المفروضة على طهران، هذه الطريقة الوحيدة التي سيتم من خلالها إطلاق سراح الرهائن الأميركيين.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفي الواقع ليست هذه المرة الأولى التي يعقد فيها الغرب مع النظام الإيراني مثل هذه الصفقة، ولن تكون الأخيرة، ففي العام الماضي أفرجت بريطانيا عن 400 مليون باوند من الأصول الإيرانية المجمدة في مقابل الإفراج عن نازانين زاغري راتكليف وأنوشة آشوري. إضراب ريتشارد راتكليف، زوج زاغري، عن الطعام جيش الرأي العام البريطاني، مما اضطر رئيس الوزراء البريطاني آنذاك بوريس جونسون إلى أن يتدخل في القضية خلافاً لرغبات الخارجية البريطانية.

ويعتقد الكاتب أن أحد أهم عيوب اتفاق بايدن مع طهران هو أنه "يمنح الاعتبار لأخطر الدول في العالم ويمكن نظام إيران من توسيع نفوذه"، وأظهر الهجوم الروسي على أوكرانيا الدور المحوري الذي لعبته الطائرات من دون طيار الإيرانية في الهجوم الروسي على المدن الأوكرانية.

وقال إن طهران تحدت عقوبات الأمم المتحدة ضد روسيا ووضعت نفسها في مواجهة أخرى مع الغرب، كما شرع النظام الإيراني في صناعة أسلحة جديدة لتحقيق حلم الخميني بـ"مواجهة عالمية ضد الشيطان الأكبر".  وفي الخليج العربي البحرية الإيرانية تستولي على ناقلات النفط وتهدد حركة الملاحة البحرية في العالم سنوات عديدة، والحرس الثوري يقوم بهذه القرصنة البحرية.

وأضاف جونسون أنه "عدا عن وجود الحرس الثوري في اليمن وسوريا وعموم الشرق الأوسط اخترق الدول الغربية أيضاً، إذ وصفت وزيرة الداخلية البريطانية سويلا برافرمان الأسبوع الماضي الحرس الثوري بأنه يشكل أخطر تهديد للأمن القومي البريطاني، وعلى رغم المطالبات الواسعة لم تدرج أوروبا هذا التنظيم الإرهابي العسكري على قائمة المنظمات الإرهابية، إذ توغلت أذرعه إلى عمق بريطانيا، اللافت أن جهاز الأمن الداخلي البريطاني (MI5) أحبط لهذه اللحظة 15 عملية لاغتيال وخطف إيرانيين مقيمين في المملكة المتحدة".

يرى كاتب المقالة أنه في إيران طلب المرشد علي خامنئي من حكومة الرئيس إبراهيم رئيسي أن يقمع جميع من يعارضون النظام، رئيسي الذي اشتهر بأحكام الإعدام التي أصدرها في حق المعارضين بعد انتصار الثورة، أصبح اليوم يعرف بـ"جزار طهران" وأنه يقوم بقمع الاحتجاجات ضد الحجاب الإلزامي في البلاد.

ويعتقد جونسون أنه نظراً إلى الدور التخريبي الذي يقوم به النظام الإيراني في الحرب الروسية - الأوكرانية، إذا ما حصلت طهران على الأسلحة النووية، فإنها ستصبح تهديداً عالمياً. وأن بايدن من خلال رشوة النظام الإيراني للإفراج عن الرهائن الأميركيين عشية الانتخابات الرئاسية، فإنه يبعث برسائل ليس فقط للشرق الأوسط على أن الولايات المتحدة باتت ضعيفة وحسب، بل للأعداء في جميع أنحاء العالم.   

نقلاً عن "اندبندنت فارسية"

اقرأ المزيد

المزيد من تحلیل