ملخص
يقول المراقبون إنه من المتوقع أن تحسم النتيجة النهائية بأقل من مليون صوت وأقل من 10 مقاعد في البرلمان المؤلف من 350 مقعداً
يتجه الإسبانيون إلى صناديق الاقتراع، اليوم الأحد، في انتخابات عامة يحتمل أن تكون متقاربة النسب وتخيم عليها الاختلافات الأيديولوجية وشبح اليمين المتطرف وغضب السكان بسبب اضطرارهم إلى التصويت خلال العطلة الصيفية.
يبدأ التصويت في التاسعة صباحاً (07:00 بتوقيت غرينتش) وينتهي في الثامنة مساء (18:00 بتوقيت غرينتش)، حيث سيتم الإعلان عن استطلاعات رأي الناخبين بعد الخروج من مراكز التصويت.
ويقول المراقبون إنه من المتوقع أن تحسم النتيجة النهائية بأقل من مليون صوت وأقل من 10 مقاعد في البرلمان المؤلف من 350 مقعداً.
ودعا رئيس الوزراء الاشتراكي بيدرو سانشيز إلى إجراء انتخابات مبكرة بعد أن تعرض اليسار لهزيمة في الانتخابات المحلية في مايو (أيار)، لكن كثيرين غاضبون من دعوتهم للتصويت في ذروة الصيف الحار.
وذكرت خدمة البريد الإسبانية، الجمعة، أن التصويت عبر البريد تجاوز بالفعل رقماً قياسياً بلغ 2.4 مليون صوت، إذ يختار عديد من الناس الإدلاء بأصواتهم أثناء وجودهم على الشواطئ أو في الجبال، بدلاً من التصويت في مدنهم الأصلية الأكثر سخونة.
وتظهر استطلاعات الرأي أن الانتخابات التي رسمها عديد من المرشحين على أنها تصويت على مستقبل إسبانيا، ستحقق على الأرجح فوزاً للحزب الشعبي المنتمي ليمين الوسط، لكن لتشكيل حكومة سيحتاج إلى شراكة مع حزب "فوكس" اليميني المتطرف، وهي المرة الأولى التي يدخل فيها حزب يميني متطرف الحكومة منذ انتهاء حكم الطاغية فرانسيسكو فرانكو في السبعينيات.
ويعتمد تشكيل حكومة جديدة على مفاوضات معقدة قد تستغرق أسابيع أو أشهراً، وربما تنتهي بانتخابات جديدة. ويمكن أن تؤثر حالة الضبابية هذه في كفاءة مدريد التي تتولى في الوقت الراهن الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي لمدة ستة أشهر، فضلاً عن إنفاقها لأموال الاتحاد الأوروبي للتعافي من جائحة كورونا.
ضربة قاسية
ومع اقتراب الانتخابات الأوروبية المقررة في 2024، سيشكل فوز اليمين في رابع أكبر اقتصاد بمنطقة اليورو، بعد انتصاره في إيطاليا، العام الماضي، ضربة قاسية لأحزاب اليسار الأوروبية.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وسيكون لذلك طابع رمزي كبيرلأن إسبانيا تتولى الرئاسة الدورية الاتحاد الأوروبي.
وتتوقع جميع استطلاعات الرأي، التي نشرت حتى الإثنين، انتصاراً لحزب الشعب (يمين) بقيادة ألبرتو نونيز فيجو (61 سنة)، لكن غياب الاستطلاعات قبل خمسة أيام من الانتخابات يتطلب الحذر.
فعدد الناخبين المترددين كبير (واحد من كل خمسة) ومن غير المعروف تأثير موعد الانتخابات - في منتصف الصيف وفي أوج موجة حر شديد - على المشاركة في التصويت.
مفاجأة كبرى
قال المحلل السياسي بيدرو رييرا ساغريرا الأستاذ في جامعة كارلوس الثالث في مدريد لوكالة الصحافة الفرنسية، إنه على رغم كل شيء فإن "عدم فوز حب الشعب سيكون مفاجأة كبرى، لكن قدرته على تشكيل حكومة أمر آخر".
ويأمل فيخو في كسب عدد سحري محدد بـ176 نائباً يمنحه الغالبية المطلقة في مجلس النواب الذي يضم 350 مقعداً.
لكن لم يخلص أي استطلاع للرأي إلى نتيجة كهذه لحزب الشعب الذي سيضطر إلى إبرام تحالف. وشريكه المحتمل الوحيد في هذا التحالف هو "فوكس" (صوت) الحزب اليميني القومي المتطرف والمحافظ جداً الذي تأسس في 2013 بعد انشقاق عن حزب الشعب.
نقطة ضعف كبيرة
وهذه نقطة الضعف الكبيرة لفيخو الذي تأثرت حملته بمفاوضات بين حزب الشعب و"فوكس" لإبرام اتفاقات في عدد المناطق التي انتزعت من اليسار في الانتخابات المحلية في 28 مايو (أيار).
فالحزب اليميني المتطرف لم يتنازل عن أولوياته بما في ذلك رفض مفهوم العنف المرتبط بالنوع الاجتماعي ورفض المتحولين جنسياً وإنكار تغير المناخ.
وحذر زعيم الحزب سانتياغو أباسكال حزب الشعب من أن ثمن دعمه سيكون المشاركة في حكومة فيجو، والتي ستمثل عودة اليمين المتطرف إلى السلطة، بعد أن يقرب من نصف قرن من نهاية ديكتاتورية فرانكو.
لم يكشف فيخو عن نيته في شأن "فوكس". وصرح في مقابلة مع صحيفة "إل موندو"، الجمعة، "قبل يومين من الانتخابات يجب ألا يقول المرشح من سيتحالف معه"، مؤكداً أن تشكيل حكومة ائتلافية مع الحزب اليميني القومي "ليس مثالياً".
وجعل سانشيز (51 سنة) الذي تشير استطلاعات الرأي إلى هزيمته بعد خسارة اليسار في الانتخابات المحلية التي دفعته إلى الدعوة إلى هذا الاقتراع المبكر، من التحذير من "وصول" اليمين المتطرف إلى السلطة محور حملته الانتخابية.
ويتحدث رئيس الوزراء المنتهية ولايته الذي ركز إلى حد كبير على الخريطة الأوروبية عن "ثنائي مؤلف من اليمين المتطرف وأقصى اليمين".
انتكاسة خطرة
وقال في مناظرة تلفزيونية، الأربعاء، إن تشكيل حكومة ائتلافية بين الحزبين "ليس فقط انتكاسة لإسبانيا" على صعيد الحقوق، بل "انتكاسة خطرة للمشروع الأوروبي".
وهو يرى أن البديل الوحيد لحكومة لحزب الشعب و"فوكس" في السلطة هو الإبقاء على الائتلاف اليساري الحالي الذي شكل في 2020، بين حزبه الاشتراكي واليسار الراديكالي الذي لم يعد يمثله حزب "بوديموس" (نستطيع).
ولم يكن "بوديموس" شريكاً مريحاً لسانشيز في السنوات الثلاث، وقد امتصه وحل محله هذا العام حزب "سومار" بقيادة وزيرة العمل المنتهية ولايتها الشيوعية والبراغماتية يولاندا دياز.
لكن رييرا ساغريرا يرى أن فرص بقاء اليسار في السلطة ضئيلة.
في المقابل، قد يجعل تشكيل جمعية من دون غالبية من الضروري تنظيم اقتراع جديد خلال بضعة أشهر مما يشكل "مجازفة كبيرة"، على حد قوله.