Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

في اليوم الـ500 للحرب زيلينسكي في جزيرة الثعبان مشيدا بـ"شجاعة" أوكرانيا

واشنطن تزود كييف بقنابل عنقودية بعد قرار "صعب للغاية" والدول الأوروبية تسارع لتأكيد التزامها حظر هذا السلاح

ملخص

الرئيس الأوكراني زار جزيرة الأفعى الشهيرة برمز المقاومة ضد القوات الروسية ليضمها إلى جولة واسعة شملت عدة دول. 

زار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي جزيرة الثعبان الصغيرة في البحر الأسود التي تحدى المدافعون عنها سفينة حربية روسية في بداية الحرب، مع دخول الصراع يومه الـ500.

وفي شرق البلاد، قتل ثمانية أشخاص في الأقل، اليوم السبت، في ليمان في قصف صاروخي روسي، وفق وزارة الداخلية الأوكرانية. وكان حاكم منطقة دونيتسك بافلو كيريلنكو أعلن على وسائل التواصل الاجتماعي أن "الروس قصفوا المدينة بقاذفات صواريخ متعددة".

ويدخل الصراع يومه الـ500 فيما حصلت كييف التي تشن هجوماً مضاداً ضد موسكو، الجمعة، على تعهد من واشنطن بتسليمها قنابل عنقودية، قبل أيام من قمة حلف شمال الأطلسي (ناتو) في فيلنيوس.

وإحياء لمرور 500 يوم على الصراع الذي أودى بحياة أكثر من تسعة آلاف مدني، وفقاً للأمم المتحدة، زار الرئيس الأوكراني جزيرة الثعبان التي استولت عليها موسكو بعد وقت قصير من بدء الحرب في 24 فبراير (شباط) 2022 قبل أن تستعيدها القوات الأوكرانية.

وقال في مقطع فيديو غير مؤرخ نشر على مواقع التواصل الاجتماعي، "اليوم، نحن في جزيرة الثعبان التي لن يغزوها المحتلون أبداً، مثل كل أوكرانيا، لأننا بلد الشجعان". وأضاف الرئيس الأوكراني في المقطع الذي ظهر فيه وهو يصل إلى الجزيرة على متن قارب ويضع أزهاراً على نصب تذكاري، "أريد أن أشكر من هنا، من مكان النصر هذا، كل جندي من جنودنا على هذه الأيام الـ500".

وأصبحت هذه الجزيرة رمزاً للمقاومة الأوكرانية. فمنذ اليوم الأول للحرب، هاجمها الروس للاستيلاء عليها. وفي تواصل عبر أجهزة اللاسلكي انتشر تسجيله على نطاق واسع، يسمع حرس الحدود الأوكرانيون في جزيرة الثعبان يردون على الجنود الروس على متن سفينة "موسكفا" الذين يأمرونهم بالاستسلام "اذهبوا إلى الجحيم!". وتم أسر الجنود الأوكرانيين قبل تحريرهم لاحقاً في عملية تبادل أسرى.

وفي إسطنبول، صلى الرئيس الأوكراني إلى جانب البطريرك الأرثوذكسي برثلمايوس من أجل ضحايا الحرب. وقال، "معركتنا مستمرة منذ 500 يوم منذ بداية الغزو الشامل. تلقينا دعم غبطته هنا وصلواته من أجل مقاتلينا وأمتنا وشعبنا ومن أجل الحياة في أوكرانيا".

وحقق الرئيس الأوكراني، أمس الجمعة، انتصاراً دبلوماسياً بعد قرار واشنطن تسليم أوكرانيا ذخائر عنقودية، في خطوة وصفها بأنها "برنامج مساعدات لا غنى عنه".

وبالتالي، تكون الولايات المتحدة اتخذت خطوة إضافية في دعمها لأوكرانيا بموافقتها على تزويدها هذه الأسلحة التي تقتل من دون تمييز من خلال نشر عبوات ناسفة صغيرة قد تنفجر لاحقاً.

وفي هذا السياق، قال رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، اليوم السبت، إن بلاده من بين الدول الموقعة على اتفاقية تحظر إنتاج الذخائر العنقودية واستخدامها وتحث على عدم استخدامها. وأضاف للصحافيين، "سنواصل القيام بدورنا لدعم أوكرانيا ضد الغزو الروسي غير القانوني وغير المبرر".

 

قنابل عنقودية

واعتبر الرئيس الأميركي جو بايدن الجمعة، أن قرار بلاده تزويد أوكرانيا بقنابل عنقودية كان "صعباً للغاية"، إلا أن كييف في حاجة إليها، نظراً إلى استنزاف ذخيرتها في مواجهة الهجوم الروسي.

وقال بايدن لشبكة "سي أن أن" الأميركية "كان قراراً صعباً للغاية من قبلي. وبالمناسبة لقد بحثت فيه مع حلفائنا".

وأضاف "ذخيرة الأوكرانيين تنفد"، متابعاً "هذه حرب ذخائر. هم تنقصهم تلك الذخيرة ونحن تنفد لدينا". وأكد أنه قرر في نهاية المطاف "اتباع توصية وزارة الدفاع" لتزويد أوكرانيا بالقنابل العنقودية لفترة "موقتة".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وشدد على أن "الأمر الأساسي هو إما أن يمتلكوا هذه الأسلحة لوقف الروس الآن ومنعهم من وقف الهجوم الأوكراني (المضاد)... أو لا يمتلكونها. وأعتقد أنهم في حاجة إليها".

وقال بايدن إنه لا يعتقد أن هناك إجماعاً في حلف شمال الأطلسي بخصوص منح أوكرانيا عضوية الحلف العسكري بالوقت الراهن في ظل الهجوم الروسي.

وأضاف "لا أعتقد أن هناك إجماعاً في حلف شمال الأطلسي حول ما إذا كان سيتم ضم أوكرانيا إلى أسرة الحلف الآن أم لا، في الوقت الراهن، في خضم الحرب".

وكان البيت الأبيض أكد في وقت سابق قراره تزويد أوكرانيا بالقنابل العنقودية، معتبراً أن هذه الخطوة التي تشكل عتبة مهمة في نوع التسليح المقدم إلى كييف لمواجهة الهجوم الروسي، هي "الصواب".

"ضمانات خطية"

وقال مستشار الأمن القومي جيك سوليفان إن الخطوة "قرار صعب، وأرجأناه" لفترة، مؤكداً أن بايدن اتخذه بالتشاور مع حلفائه وبعد "توصية بالإجماع" من إدارته.

وأكد سوليفان أيضاً أن الأوكرانيين قدموا ضمانات "خطية" حول كيفية استخدام هذه الأسلحة للتقليل من "الأخطار التي تشكلها على المدنيين".

وستأتي هذه الذخائر في إطار حزمة مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا بقيمة 800 مليون دولار، مما يرفع إجمالي المساعدات العسكرية التي قدمتها واشنطن إلى كييف منذ بدء الحرب إلى أكثر من 41 مليار دولار.

وتشمل المساعدة الجديدة مدرعات وذخائر مدفعية وأسلحة مضادة للدبابات، إضافة إلى الذخائر العنقودية وغيرها من الأسلحة.

سلاح محظور

ويشير مصطلح "الذخائر العنقودية" إلى أي نظام من نظم أسلحة تطلق بمجموعة من الذخائر المتفجرة الأصغر حجماً على هدف معين، وهي مصممة للانفجار قبل الارتطام أو عنده أو بعده. ويمكن إطلاق هذه الذخائر بواسطة القذائف أو المدفعية وحتى من قنابل من الطائرات.

ويمكن أن يراوح عدد القنابل في هذه الذخائر بين العشرات والمئات. وحظرت دول عدة استخدام هذه الذخائر بموجب اتفاقية أوسلو 2008، لكن عديداً من الدول، مثل الولايات المتحدة وأوكرانيا، لم تصادق عليها.

ودافع سوليفان بشدة عن قرار البيت الأبيض تزويد أوكرانيا بهذه الأسلحة، والذي يثير قلق المنظمات الإنسانية.

واعتبر أن "المدفعية هي في صلب النزاع" في أوكرانيا، وأن روسيا تستخدم هذا النوع من الأسلحة منذ بدء هجومها على أراضي جارتها مطلع عام 2022.

انتقادات

ولقي القرار الأميركي انتقادات دولية. وأبدى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش رغبته في عدم رؤية هذه الأسلحة تستخدم ميدانياً.

وقال متحدث باسمه إنه "لا يرغب في استخدام الذخائر العنقودية بشكل متواصل في ميدان المعركة".

وأعلنت منظمة "هيومن رايتس ووتش" الحقوقية أن "نقل هذه الأسلحة (إلى أوكرانيا) سيتسبب بشكل لا مفر منه في معاناة للمدنيين على المدى الطويل".

واعتبرت منظمة العفو الدولية أن على إدارة بايدن "أن تدرك أن أي قرار يتيح الاستخدام الواسع للقنابل العنقودية في هذه الحرب سيؤدي إلى نتيجة واحدة متوقعة: القتل الإضافي للمدنيين".

وأضافت "الذخائر العنقودية سلاح عشوائي يمثل خطراً كبيراً على حياة المدنيين حتى بعد فترة طويلة من انتهاء النزاع"، مؤكدة أن استخدامها "لا يتوافق مع القانون الدولي".

بوتين سيزور تركيا

من جانبه، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الجمعة إن أوكرانيا "تستحق الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي"، وذلك بعد اجتماع في إسطنبول مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.

وتسعى كييف للانضمام إلى الأطلسي، لكن الولايات المتحدة حذرت الجمعة من أن أوكرانيا "لن تنضم إلى الناتو" بعد قمة الحلف المقرر عقدها الثلاثاء والأربعاء في فيلنيوس.

وأعلن أردوغان أن نظيره الروسي فلاديمير بوتين سيزور تركيا "الشهر المقبل"، مشدداً على ضرورة "عودة روسيا وأوكرانيا إلى مباحثات السلام".

وأضاف أنه ناقش تبادل السجناء بين روسيا وأوكرانيا خلال اجتماعه مع زيلينسكي.

كما عبر أردوغان الذي كان يتحدث إلى جانب نظيره الأوكراني، عن أمله في تمديد اتفاقية تصدير الحبوب الأوكرانية التي أبرمت في يوليو (تموز) 2022 برعاية الأمم المتحدة وتركيا.

وقال الرئيس التركي "نأمل في تمديد الاتفاق"، بينما كانت روسيا قد أعلنت أنها لا ترى أي سبب لتمديده عند انتهاء صلاحيته في 17 يوليو.

جولة دولية

ووصل زيلينسكي مساء الجمعة إلى إسطنبول حيث اجتمع مع أردوغان، قبل بضعة أيام من قمة مهمة للحلف الأطلسي.

وزيارة زيلينسكي إلى تركيا هي المحطة الأخيرة ضمن جولة دولية أجراها بهدف الحصول على مزيد من الأسلحة الغربية ودعم مساعي كييف للانضمام إلى الأطلسي، علما بأنها أول زيارة يجريها لهذا البلد منذ بدء الهجوم الروسي.

إضافة إلى قمة الأطلسي، تناولت المباحثات بين زيلينسكي ونظيره التركي الذي تربطه علاقات وثيقة بكييف وموسكو في الوقت نفسه، الاتفاق الذي يتيح تصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود على رغم الحرب.

قبل وصوله إلى إسطنبول زار زيلينسكي سلوفاكيا وجمهورية تشيكيا وبلغاريا. وصرح في براتيسلافا "أعتقد أنه ليست هناك وحدة موقف كافية حول هذه المسألة، وهذا يشكل تهديداً لقوة الحلف"، مضيفاً أن "هذا الأمر في منتهى الأهمية لأمن العالم بأسره". وأكد "نتوقع وحدة صف من الحلف لأن قوته في وحدته".

المزيد من دوليات