Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل بدأ موسم تخلص البنوك المركزية من الذهب الخاسر؟

المؤسسات المالية بقيادة تركيا تخفض احتياطاتها من المعدن الأصفر 27 طناً خلال مايو رغم استمرار الاضطرابات الاقتصادية العالمية

24 في المئة من البنوك حول العالم تعتزم زيادة احتياطاتها من المعدن النفيس خلال عام (أ ف ب)

ملخص

 السعودية الأكبر احتياطاً في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا

هدأت وتيرة بيع البنوك المركزية للذهب في مايو (أيار) الماضي، إذ خفضت البنوك مجتمعة احتياطاتها بنحو 27 طناً الشهر قبل الماضي، مقارنة بأبريل (نيسان) حين باعت 69 طناً.

وبينما كانت تركيا وأوزبكستان وكازاخستان وألمانيا أبرز البائعين، زادت بنوك مركزية في المقابل احتياطاتها من المعدن بقيادة بولندا وروسيا والعراق والتشيك.

وقد تبدو خسائر المعدن الأصفر منذ بداية العام الحالي بفعل التشديد النقدي القوي من جانب البنوك المركزية سبباً وجيهاً للتخلص من المعدن، لكن رأياً آخر يورده محلل أول مجلس الذهب العالمي في أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا كريشان جوبول في شأن الأسباب الحقيقية وراء التراجع، إذ يقول عبر مدونته الخاصة إنه "منذ مارس (آذار) الماضي باع البنك المركزي التركي 160 طناً من الذهب، وهو ما يعادل مشترياته المتراكمة على مدى الـ 12 شهراً السابقة"، معتقداً أن هذه المبيعات من جانب تركيا جاءت استجابة لديناميكيات السوق المحلية من حيث الطلب القوي للغاية على الذهب والحظر الجزئي الموقت على واردات سبائك الذهب.

ويلفت غوبول إلى مشتريات ثمانية بنوك مركزية من الذهب خلال مايو بقيادة بولندا التي أضاف بنكها الوطني 19 طناً خلال الشهر، مما رفع احتياطاته من الذهب إلى 263 طناً، في حين قدرت مشتريات بنك الشعب الصيني بـ 16 طناً، والذي ظل مشتر صاف للشهر السابع على التوالي، حتى بلغ احتياطه من الذهب حالياً 2092 طناً.

العراق يشتري طنين

واشترت البنوك المركزية في سنغافورة أربعة أطنان، وروسيا ثلاثة أطنان أما الهند وجمهورية التشيك وجمهورية قيرغيزستان فكل واحدة اشترت طنين، ولوحظ أن البنك المركزي العراقي عزز احتياطاته من المعدن النفيس بما يزيد قليلاً على طنين مما رفع احتياطاته إلى 133 طناً، وذلك بهدف زيادة حيازاته من المعدن في ظل الظروف الاقتصادية والسياسية التي يشهدها العالم.

ومنذ بداية العام خفض صندوق الثروة الوطني الروسي حيازاته من الذهب بمقدار 37 طناً، وبينما كان هناك قليل من المعلومات المتاحة للجمهور حول هذا النشاط، لكن غوبول يعتقد أن هذه المبيعات تشير إلى أن موسكو استخدمتها في تمويل عجز الموازنة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وبحسب خريطة مجلس الذهب العالمي لحيازات البنوك المركزية من المعدن حتى نهاية الربع الأول من العام الحالي، فإن بنوك أوروبا الغربية صاحبة أكبر احتياط من الذهب بإجمال 11776 طناً، فيما كانت أميركا الشمالية في المرتبة الثانية بـ8133 طناً، وحلت منطقة وسط وشرق أوروبا في المركز الثالث بنصيب 3545 طناً، وشرق آسيا رابعاً بـ3452 طناً، في حين جاءت بنوك منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا خامسة بإجمال 1503 أطنان، ثم بنوك جنوب آسيا سادسة بـ881.7 طن، وسابعاً جنوب شرق آسيا بـ794 طناً، أما الثامنة فكانت آسيا الوسطى بـ753.8 طن، بينما تذيلت أميركا الجنوبية القائمة بـ614.9 طن.

وعلى صعيد قائمة الدول الـ 10 الأولى الأكثر من حيث احتياطات الذهب، جاءت الولايات المتحدة أولاً بنصيب 8133 طناً، ثم ألمانيا بـ 3352 طناً، ثم احتياطات الذهب لدى صندوق النقد الدولي ثالثاً بـ 2814 طناً، وإيطاليا رابعاً بـ 2451 طناً، وفرنسا خامساً بـ 2436 طناً، وروسيا الاتحادية سادساً بـ 2329 طناً، والصين سابعاً بـ 2092 طناً، ثم سويسرا ثامناً بـ 1040 طناً، في حين جاءت اليابان في المركز التاسع بـ 846 طن، وعاشراً الهند بـ 796.5 طن.

السعودية الأكبر عربياً

وفي منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا جاءت السعودية في المركز الأول بإجمال 323 طناً، ثم لبنان ثانياً بـ 286.8 طن، والجزائر ثالثاً بـ 173.5 طن، والعراق رابعاً بـ 130.3 طن، فيما حلت مصر في المرتبة الخامسة بـ 125.6 طن متقدمة على ليبيا 116.6 طن وقطر 91.7 طن والكويت 78.9 طن والإمارات العربية المتحدة 74.98 طن.

ويمثل طلب البنوك المركزية على الذهب ضلعاً ضمن مربع يضم قطاعات أخرى مثل الشراء بغرض التداول والاستثمار والذي يمثل 38 في المئة، في حين يحظى الطلب على المجوهرات بنحو 37 في المئة، والبنوك المركزية التي تشتري 18 في المئة من الذهب لتذهب النسبة الباقية بنحو سبعة في المئة إلى قطاع التكنولوجيا.

وبينما تظل عوامل التوترات الجيوسياسية والتضخم وأسعار الفائدة حاضرة في أذهان محافظي البنوك المركزية ممن عبّروا في مسح حديث لمجلس الذهب العالمي عن استمرار مخاوفهم في شأن كثير من الأزمات العالمية، فمن المرجح أن يكون طلب البنوك المركزية مع هذه المخاوف قوياً على الذهب خلال الفترة المقبلة.

وبعد مستوى تاريخي مرتفع من الشراء، لا تزال شهية البنوك المركزية مفتوحة إزاء الذهب، بحسب ما كشف عنه مسح أجري قبل شهر، ذكر فيه أن 24 في المئة من البنوك المركزية حول العالم تعتزم زيادة احتياطاتها من المعدن الأصفر خلال الأشهر الـ 12 المقبلة، في حين جاءت توقعات البنوك المستجيبة للاستطلاع تجاه الدولار الأميركي أكثر تشاؤماً مما كانت عليه خلال الاستطلاعات السابقة.

اقرأ المزيد