Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ما هو المطلوب انجازه حتى تحلق بوينغ 737 ماكس مجددا؟

حذّر دينيس مويلنبورغ رئيس شركة بوينغ من أنه من أنه قد يضطر إلى إيقاف انتاج الطائرة الطائرة التي تمرّ بوضع غير مستقر في أعقاب تورطها في اثنتين من مآسي الطيران ، في حال بقيت على الارض ولم تعاود التحليق من جديد قريباً.

قالت بوينغ إنها أكملت تطوير برنامج أمان جديد لطائرتها بوينغ 737 ماكس التي تم إيقافها بعد حادثتين قاتلتين (أ.ف.ب)

بعدما أعلنت شركة بوينغ عن خسارة توازي 3.4 مليار دولار في الربع الثاني نتيجة منع تحليق طائرة 737 ماكس، وضع رئيس الشركة المصنّعة خططًا لإعادتها إلى الجو. ولكن ما الذي ينبغي أن يحصل قبل أن تعود الطائرة إلى الخدمة مجددًا؟

إليك كل ما تحتاج إلى معرفته.

الأحداث المأساوية التي أدّت إلى منع التحليق في جميع أنحاء العالم

تُعتبر بوينغ 737 أنجح طائرة في التاريخ. لكنّ النسخة الأحدث من هذه الطائرة النفاثة ذات المحركين قد مُنعت من الطيران في جميع أنحاء العالم بعد كارثتين أسفرتا عن مقتل 346 شخصًا.

يُشار إلى أنه في كلّ من الحادثين، "ليون إير" Lion Air في أكتوبر (تشرين الأول) 2018  ثم طائرة الخطوط الجوية الإثيوبية في مارس (آذار) 2019، أُلقيت مسؤولية الكارثة على نظام تغيير زاوية الهبوب الذي يُعرف أيضًا باسم نظام زيادة خصائص المناورة "ماكس" (MCAS).  

يُذكر أن الغاية من هذا النظام هي حلّ المشكلة الناجمة عن تركيب محركات أكبر ونقلها إلى مستوى أعلى وأقرب إلى القسم الأمامي من جناح الطائرة. في كلتا المأساتين، أعطى مجسّ "زاوية الهبوب" الذي يقيس الزاوية بين جناح الطائرة وانسياب الهواء عليه، قراءة خاطئة، مشيرًا إلى حالة محتملة لفقدان قوّة الرفع. وكردّ فعل على ذلك، عمل برنامج MCAS تلقائياً على خفض مقدّمة الطائرة وانحدارها إلى الأسفل بلا هوادة، بينما حارب الطيّاران بلا جدوى لإنقاذ الطائرة.

في أعقاب المأساة الثانية، أصرّت أولًا شركة بوينغ وإدارة الطيران الفيدرالية (FAA) المسؤولة عن تنظيم حركة طيران بوينغ، على أنّ طائرة 737 ماكس كانت آمنة. ولكن مع ظهور مزيد من الأدلة من المحققين الإثيوبيين، مُنع تحليقها في جميع أنحاء العالم. وقالت الشركة المصنّعة عندئذٍ "لا تزال بوينغ واثقة تمامًا من سلامة طراز 737 ماكس"، لكنّها أضافت أنها توصي بمنع تحليق كل أسطول هذا الطراز البالغ عدده 371 طائرة عالميًا "من منطلق الحرص الزائد ومن أجل طمأنة الناس المسافرين بأنّ الطائرة آمنة".

وكان من المقرر تسليم مئات الطائرات الأخرى من طراز بوينغ 737 ماكس لزبائن كانوا قد أوصوا عليها، غير أنّها ما زالت على الأرض.

ما هو تأثير ذلك على بوينغ وعلى قطاع (صناعة) الطيران ككل؟

انخفضت بين أبريل (نيسان) ويونيو (حزيران) 2019 عمليات تسليم الطائرات التجارية بأكثر من النصف لتصل إلى 90 طائرة فحسب. ويُقدّر أن شركة بوينغ ستدفع 4.9 مليار دولار على شكل تعويضات لشركات الطيران التي لا تزال طائراتها متوقّفة بدون استخدام، وكذلك لشركات النقل التي تتوقع تسليم الطائرات.

كما أنّ شركات الطيران، من بينها النرويجية وخطوط "توي" Tui الجوية وشركة طيران "رايان إير" Ryanair، قد قلّصت الخدمات في أثناء انتظارها عودة الطائرة إلى الخدمة.

في حين أنّ أسطول "رايان إير" ، وهي أكبر شركات الطيران الرخيصة في أوروبا،  لا يضمّ حاليًا طائرات بوينغ 737 ماكس، إلا أنها  تنتظر استلام طلبيّة 210 طائرة مميّزة عالية السعة من الطراز المذكور. وكان من المقرر أن تبدأ عمليات التسليم في شهر أبريل الماضي، وأن تنطلق الطائرات الجديدة إلى السماء في شهر مايو (أيار).

وكذلك تعاني شركات طيران أخرى، من بينها الخطوط الجوية الأميركية وطيران ساوث ويست والخطوط الجوية التركية، من فجوات كبيرة في أساطيلها جرّاء  قرار منع التحليق.

ما هي مراحل عملية إعادة طائرة بوينغ 737 ماكس إلى الخدمة؟

ينبغي أن تقتنع إدارة الطيران الفيدرالية (FAA) وغيرها من هيئات تنظيم الطيران والخطوط الجوية بأنّ مشكلة نظام "ماكس" قد حُلّت كليًا وأنّ الطائرة آمنة تمامًا.

وفي هذه الأثناء تتأكّد الوكالة الاوروبية لسلامة الطيران EASA، وهيئة النقل الكندية Transport Canada، وجهّات أخرى منظّمة للطيران في العالم، من أداء شركة بوينغ وإدارة الطيران الفيدرالية (FAA) واجباتهما في ما يتعلّق بملايين الأسطر من رموز البرامج اللازمة لنظام "ماكس".

وفي هذا السياق يقول دينيس مويلنبورغ، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة بوينغ، إنه "علينا الحصول على موافقة جهات مُنظّمة متعددة، وهي عملية معقدة سيستغرق إنجازها بعض الوقت."

كما أنّ الطيارين العاملين لصالح كلّ من هيئات تنظيم الطيران وعملاء الخطوط الجوية يختبرون التغييرات في أجهزة محاكاة الطيران.

بالإضافة إلى ذلك، عُثر على مشكلة أخرى منفصلة في البرمجيات تتطلب مزيدًا من العمل. حول هذا الأمر، صرّح مويلنبورغ "في الشهر الماضي، أمرتنا إدارة الطيران الفيدرالية (FAA) بمعالجة حالة معينة خاصّة بالطيران لا علاقة لها بنظام ماكس، فوافقنا على قرارها ونعمل حاليًا على إجراء تغييرات على البرمجيات لمعالجة هذا المطلب."

في الواقع، تقول الشركة "إنّ معالجة هذا الوضع سيقلل من عبء العمل على الطيار عن طريق تحمل مسؤولية التعامل مع مصدر محتمل لحركة تلقائية لجهاز حفظ التوازن (موجود على ذيل الطائرة وحركته المفاجأة قد تؤدي الى هبوط او ارتفاع الطائرة)".

ما هو الإطار الزمني لعودة الطائرة الى الأجواء؟

تؤكد هيئات تنظيم الطيران عدم توفر جدول مواعيد محددة لإدخال الطائرة على الخدمة من جديد كي تباشر رحلاتها التجارية. وفي هذا الإطار توضح الشركة المنتجة "لن تقدم بوينغ طائرتها من طراز 737 ماكس للحصول على ترخيص إدارة الطيران الفيدرالية (FAA) قبل استيفاء جميع متطلبات ترخيص الطائرة وعودتها الآمنة إلى الخدمة."

غير أنّ شركة بوينغ حددت الآن إطاراً زمنيًا خاصًّا بها. فهي تعتقد أنها ستنال الترخيص وستشغّل رحلات تجريبية في سبتمبر (أيلول) المقبل.

على هذا الصعيد، يوضح  مويلنبورغ أن "أفضل تقدير حالي لدينا هو عودة طائرة ماكس إلى الخدمة في وقت مبكر من الربع الرابع"، ومن المفترض أنه يعني بذلك شهر أكتوبر، علمًا أنّ الربع الرابع في شركة بوينغ يمتدّ من أكتوبر إلى ديسمبر (كانون الأول).

هل ستبدأ الطائرة بالتحليق حول العالم بمجرد إعطائها الضوء الأخضر؟

ليس بالضرورة ، وليس على الفور. يجب ان يقتنع الطيارون ونقاباتهم بأن التعديلات كافة لإزالة   المخاطر نهائياً. سيحتاج الطيارون  ومساعدوهم إلى تدريب إضافي على التغييرات التي تجريها شركة بوينغ، وفي حال كان من الضروري أن يجروا تدريبات أخرى على جهاز المحاكاة، سيؤدي ذلك إلى إبطاء سير الأمور.

من المحتمل، على سبيل المثال، أن تعطي إدارة الطيران الفيدرالية (FAA) الإذن للعودة إلى الخدمة، في حين تمتنع هيئات تنظيم الطيران العالمية الأخرى عن ذلك.

وإذ يمكن لشركات الطيران الأميركية إعادة الخدمات محلياً، فإن ذلك سيؤدي على الفور إلى تناقضات. لنفترض مثلاً أن هيئة الطيران المدني في المملكة المتحدة  لم تعطِ الضوءَ الأخضرلدخول الطائرة على الخدمة، ومع ذلك فإن المسافرين الذين يحجزون رحلات "الرمز المشترك" المشتركة مع الخطوط الجوية البريطانية قد يجدون أنفسهم على متن طائرات بوينغ 737 ماكس تشغّلها الخطوط الجوية الأميركية؛ ومن الممكن أن ينطبق الشيء نفسه على شركتي طيران فيرجن أتلانتيك / دلتا.

ماذا لو استمرّ التأخير؟

يقول مويلنبورغ "قد نحتاج إلى التفكير في تخفيضات إضافية محتملة في الأسعار أو خيارات أخرى، ويتضمّن ذلك الإيقاف المؤقت لإنتاج ماكس".

وتابع "نحن نخطّط يومياً لسيناريوهات مختلفة ، ونعاين عملية تحديث هذا البرنامج المستمرة بكافّة مراحل تطورها، والموافقات التنظيمية، وعملية التصديق وإعطاء الترخيص، والعودة إلى الخدمة، ونعمل في كل هذا جنباً إلى جنب مع عملائنا..نحن نتفهم الآثار المترتبة على أي تغييرات في الجدول الزمني وسنستمر في مراقبة ذلك بشكل يومي."

© The Independent

المزيد من منوعات