Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

قطر والإمارات تعلنان تبادل السفراء انطلاقا من "اتفاق العلا"

أكد البلدان "تعزيز الشراكة والعلاقات الأخوية" بينهما في مختلف المجالات

أعلنت الإمارات وقطر إعادة التمثيل الدبلوماسي بينهما  (وكالة الأنباء القطرية)

أعلنت قطر والإمارات في بيان مشترك تفعيل اتفاق مصالحة العلا بين الأطراف الخليجية بتبادل السفراء بينهما وسط ترحيب من مجلس التعاون لدول الخليج العربية في الرياض.

وذكرت وكالة الأنباء القطرية (قنا) في وقت مبكر من صباح اليوم الإثنين أن وزيري الخارجية في البلدين تبادلا التهاني نحو الخطوة التي جاءت تتويجاً للقاءات وزيارات بين الجارتين الخليجيتين على مستويات عدة.

وجاء بيان وكالة الأنباء الإماراتية (وام) والقطرية متطابقاً، حتى في المفردات، إذ أوضحتا أنه "انطلاقاً من اتفاق العلا، وحرصاً من الدولتين على تعزيز العلاقات الثنائية، تعلن الإمارات العربية المتحدة ودولة قطر إعادة التمثيل الدبلوماسي بينهما، وذلك باستئناف سفارة دولة الإمارات لدى الدوحة وسفارة دولة قطر لدى أبوظبي وقنصليتها في دبي، مزاولة أعمالها، اليوم الإثنين 19 يونيو (حزيران) 2023".

وأعربت الخارجية السعودية عن ترحيب المملكة باستئناف التمثيل الدبلوماسي بين جارتيها تطبيقاً لاتفاق "العلا" الذي رعته، منوهة بالتطور الذي رأت أنه يؤكد "متانة العلاقة بين دول مجلس التعاون، بما يسهم في تعزيز العمل الخليجي المشترك".

سرعات متفاوتة

أكد الجانبان أن "الخطوة تأتي تجسيداً لإرادة قيادتي البلدين، وتعزيزاً لمسيرة العمل العربي المشترك، بما يحقق تطلعات الشعبين الشقيقين".

وكانت الدولتان قد وضعتا خلافاتهما جانباً على خلفية اتفاق مصالحة "العلا" مطلع 2021 الذي طوى صفحة الأزمة الخليجية التي استمرت لسنوات، قبل أن تعمل الدول المختلفة على تطبيع علاقاتها بشكل ثنائي متفاوت السرعة، فبينما سارعت السعودية وقطر في خطواتها، تباطأت أبوظبي والدوحة، فيما لم تلتحق البحرين بتفعيل المصالحة مع قطر إلا أخيراً، لكن لم ترتق حتى الآن إلى إعادة تبادل السفراء.

إلى ذلك، تلقى رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني اتصالاً هاتفياً من وزير خارجية الإمارات الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان جرى خلاله "تبادل التهنئة بمناسبة استئناف سفارة دولة قطر لدى أبوظبي وقنصليتها لدى دبي، وسفارة دولة الإمارات لدى الدوحة، أعمالها اليوم"، بحسب "قنا" القطرية.

التعاون في مختلف المجالات

وفي هذا السياق ذكرت الوكالة أن وزير الخارجية أعرب من جانبه عن تطلع بلاده إلى "تعزيز الشراكة مع الإمارات، بما يعكس عمق العلاقات الأخوية بين الشعبين الشقيقين"، مشيرة إلى أن الوزيرين استعرضا في هذا الصدد "العلاقات الأخوية بين البلدين وسبل تعزيز التعاون في مختلف المجالات بما يحقق صالح الشعبين، كما تبادلا وجهات النظر في شأن المستجدات الإقليمية والدولية وعدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك".

 

 

من جهته، رحب الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية جاسم البديوي باستئناف التمثيل الدبلوماسي بين الدولتين، واصفاً الخطوة بـ"المباركة التي تجسد حرص القادة (الخليجيين) على مسيرة مجلس التعاون وما تحظى به دوله من أواصر القربى والود والتآخي والتاريخ والمصير المشترك، ووحدة الصف". ويضم مجلس التعاون ست دول هي السعودية وعمان والإمارات والكويت وقطر والبحرين.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وكانت دول الرباعية المكونة من السعودية والإمارات والبحرين ومصر قد قامت بمقاطعة دولة قطر في يونيو (حزيران) 2017 على خلفية تراكمات عدة، كان أساسها اتهام الدوحة بدعم "الإخوان المسلمين" بتياراتهم المختلفة، بما أجج أحداث ما سمي "الربيع العربي"، وأدى إلى نشر الفوضى في معظم أنحاء المنطقة العربية، وسط تحريض على الثورة ضد الأنظمة الحاكمة، حتى في بعض دول الخليج، لكن الأحداث أخذت انعطافاً جديداً بعد نجاح وساطة كويتية وأميركية في وضع حد للخلاف، الذي أنهك عدداً من أطرافه، بسبب إضراره بمصالح الجميع، وإن على شكل متفاوت.

وبعد وصول إدارة جديدة إلى البيت الأبيض وبروز تحولات عدة في الإقليم، مثل الانسحاب الأميركي من أفغانستان، تراجعت حدة التصعيد في الإقليم بوتيرة متسارعة، خصوصاً بعد الحرب الأوكرانية، ترجمت في مصالحات بين أطراف عدة في المنطقة، تجاوزت الخليج إلى تركيا ومصر والعراق وسوريا واليمن وإيران.

جاء ذلك في سياق ما عرف بسياسة التهدئة وخفض التصعيد، التي بدأت بمصالحة "العلا"، وقادت بعدها الرياض حراكاً دبلوماسياً مكثفاً لإعادة إحياء زخم الدور العربي في الإقليم، وإعطاء دفعة لتعزيز الاستقرار والتنمية والتكامل بين دوله المتجاورة، ولا سيما العربية.

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي