Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هجوم أوكرانيا "الموعود" يحتاج أكبر قدر من الدعم الممكن

أفادت كييف وموسكو عن معارك ضارية تجري في عدة نقاط تتوزع على الجبهة الأمامية الواسعة، لكن نظراً إلى أن روسيا كان أمامها 12 شهراً من أجل تعزيز مواقعها الدفاعية، تحتاج أوكرانيا إلى الدعم من أجل إنجاز "هجومها الحاسم"

جندي أوكراني قرب قرية نيسكوتشني المحررة حديثاً في منطقة دونيتسك (رويترز)

ملخص

بعد طول انتظار الهجوم الأوكراني المضاد بدأ، لكن إعادة كرّة انتصارات العام الفائت سيكون صعباً هذه المرة، لأنه تسنى لروسيا بناء خطوط دفاع فعالة وقوية طيلة سنة كاملة

تحيط بالهجوم الأوكراني المضاد الذي طال انتظاره دعاية كبيرة وصخبة بلغت درجة تخصيص فيديو دعائي سينمائي للحدث. ويصور الفيديو جنوداً أوكرانيين يصيحون "سوف أدمر أعداء وطننا!" على وقع موسيقى ألعاب الفيديو التي تصدح في الخلفية.

ويضيفون "هذا هجومنا الحاسم!"، فيما تهدر الدبابات عبر الشاشة. واختيرت هذه الجملة بعناية.

لُقبت العملية، التي ما زالت تفاصيلها الكاملة طي الكتمان، بـ"اليوم الأوكراني الموعود" (في إشارة إلى العملية العسكرية من الحرب العالمية الثانية التي وقعت أيضاً للمفارقة خلال شهر يونيو/حزيران).

استخدم الأوكرانيون هذه الخطة من أجل النجاح في إقناع حلفائهم في الغرب بالخروج من نطاق ما يعتبرونه قرارات مضمونة وإرسال المزيد من الأسلحة المتطورة- بما فيها دبابات "ليوبارد" الألمانية و"برادلي" الأميركية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

هذا الأسبوع، قالت لي وزارة الدفاع الأوكرانية إن كييف تأمل بأن يشكل الهجوم المضاد أيضاً عاملاً مقنعاً من أجل إرسال الطائرات المقاتلة من طراز "أف-16" لكي يتمكن البلد أخيراً من مجاراة تفوق موسكو الجوي الساحق. يجري حالياً اجتماع مهم جداً لوزراء دفاع الناتو في بروكسل، من المتوقع أن يُناقش مسألة تحالف [من دول تقدم] مقاتلات محتمل.

وفي هذه الأثناء، انهمك الجيش الأوكراني من جهته في إنشاء ما زُعم بأنه أكثر من عشرة ألوية مدرعة جديدة بحسب التقارير (يضم كل واحد منها نحو 3500 جندي) من أجل العملية. وحصلت تسعة ألوية من بينها على تدريب من الغرب، كما صرح الأمين العام للناتو ينس ستولتنبرغ في أبريل (نيسان). كما أكدت وزارة الداخلية الأوكرانية تشكيل ثماني كتائب "عاصفة" تضم ما مجموعه قرابة 40 ألف جندي، عقب حملة تجنيد مكثفة.

والسبب هو أن التوقيت- كما النتائج- بغاية الأهمية. تعلم كييف أن السبيل الوحيد من أجل التصدي للتعب العالمي الحتمي، ولا سيما بعد شتاء مرهق ساده الجمود، هو بتحقيق مكاسب سريعة جداً أو شن "هجمة حاسمة" ناجحة، بحسب تعبيرها الخاص.

في نوفمبر (تشرين الثاني)، وفي منطقة خيرسون الجنوبية، بعد انسحاب القوات الروسية الدرامي من عاصمة المنطقة إلى الضفة الثانية من نهر دنيبرو، رأيت ذلك يحدث مباشرة أمامي. قال لي القادة الأوكرانيون المنهكون إنه فيما يعزز هذا النوع من الأحداث الدعم العالمي، فسرعان ما تتبدد هذه الوقائع من الذاكرة.

وقال أحد قادة القوات الخاصة فيما تعالى هدير القصف في الخلفية "لا يمكننا أن نجلس ونحتفل، نعرف أننا سنضطر للقيام بالأمر نفسه مجدداً في وقت قريب"، وبدا كأنه كان يتنبأ بالمستقبل.

لكن إعادة الكرّة صعب هذه المرة. والسبب الرئيس هو أنه تسنى لروسيا بناء خطوط دفاع فعالة وقوية طيلة سنة كاملة.

فهي عملت خلال الأشهر القليلة الماضية تحديداً على تعزيز مواقعها كاملة بدءاً بحدودها الغربية مع أوكرانيا ووصولاً إلى شبه جزيرة القرم المحتلة- كما زرعت حقول ألغام في كافة ميادين المعارك بالإضافة إلى الخنادق وصفوف حواجز "أنياب التنين" الخرسانية.

ويبدو - من خلال صور الأقمار الاصطناعية والكلام المتداول على الأرض على الأقل- بأن أكثر المناطق تحصيناً تقع في جنوب البلاد الاستراتيجي، حيث مدت روسيا جسرها البَرّي الثمين مع القرم.

هناك، في منطقة تُدعى زابوريجيا، أخبرني مشغلو الطائرات المسيرة وجنود من ألوية المدفعية والمشاة أنهم يراقبون القوات الروسية وهي تعزز وجودها كل يوم. "إنهم يحفرون بقوة"، كما قال لي في مارس (آذار) مشغل مسيرات شاب لقبه الحربي أوديسا، فيما كنا نختبئ داخل كوخ يبعد عدة مئات الأمتار عن قرية يحتلها الروس.

وأضاف "أنهم يجمعون قواتهم وآلياتهم وأسلحتهم. ونرى ذلك كله"، وعرض أمامي تصوير المسيرة الذي يظهر موكباً من الشاحنات المدرعة.

حتى الآن، لم يحرز الأوكرانيون سوى مكاسب متواضعة في الهجوم المضاد- وأعلنوا هذا الأسبوع عن تحريرهم سبع قرى على الأقل في زابوريجيا ومنطقة دونيتسك المجاورة، وهي مساحة تعادل 90 كيلومتراً مربعاً تقريباً. وهم يعلنون كل يوم عن تحرير عدة مئات الأمتار الإضافية.

لكنهم تكبدوا بعض الخسائر أيضاً من بينها بضع دبابات "ليوبارد" و"برادلي" كانت وصلتهم حديثاً، وفقاً للمشاهد التي تتشاركها المجموعات على المنصات الإعلامية الروسية بفرح.

وفي المقابل، يزعم الخبراء أن الجزء الأكبر من القوات الأوكرانية في الهجوم المضاد لا تزال في الخلفية حتى الآن. لا شك في أن هذا التكتيك يُستخدم من أجل إفساح المجال والوقت لرصد واختبار خطوط الدفاع الروسية واكتشاف نقاط الضعف فيها.

وإن استندنا إلى عمليات أخرى نجح فيها الأوكرانيون بإحراز تقدم، فلن نعرف ماذا يحدث تحديداً سوى عند إعلان الانتصار.

في سبتمبر (أيلول)، وبعد أشهر من التكهنات بشأن حصول عملية في الجنوب، حققت أوكرانيا نجاحاً باهراً بتحريرها مساحات شاسعة من الأراضي في الناحية المقابلة من البلاد، في خاركيف، الواقعة على بعد نحو 600 كيلومتر شمالاً.

قد يكون للهجوم المضاد الحالي فيديو دعائي خاص وصفحة تحديثات يومية على قناة "تلغرام"، لكن ما من شيء واضح حتى الآن. توقعوا تضليلاً وكل أشكال المفاجآت بشأن هذا اليوم الموعود.

© The Independent

المزيد من تقارير