ملخص
اعتقلت شرطة هونغ كونغ 8 معارضين منهم ناشطة بارزة مؤيدة للديمقراطية مع تعزيز إجراءاتها الأمنية في ذكرى تظاهرات ساحة "تيان أنمين".
احتجزت شرطة هونغ كونغ اليوم الأحد زعيمة حزب معارض وناشطة بارزة مؤيدة للديمقراطية وسبعة غيرهما في الأقل، مع تعزيز إجراءاتها الأمنية في ذكرى تظاهرات ساحة "تيان أنمين".
وعلى مدى أكثر من 30 عاماً تجمع عشرات الآلاف في الرابع من يونيو (حزيران) كل عام في حديقة فكتوريا بهونغ كونغ للمشاركة في وقفة احتجاجية على ضوء الشموع، إحياء لذكرى أكثر من 1000 متظاهر سلمي قتلوا بالرصاص في مثل هذا اليوم عام 1989 في ساحة تيان أنمين بكين، حين أرسل النظام الشيوعي الصيني جنوداً ودبابات لقمع أشخاص كانوا يتظاهرون سلمياً من أجل الديمقراطية.
وخلال ذكرى هذا العام نشرت الشرطة الصينية كثيراً من عناصرها في المنطقة، وقاموا بتوقيف الناس وتفتيش مقتنياتهم.
وبحسب وكالة الصحافة الفرنسية احتجزت زعيمة حزب رابطة الديمقراطيين الاجتماعيين شان بو-يينغ، وهي ناشطة مؤيدة للديمقراطية، إذ كانت تحمل شمعة مضاءة ببطارية "إل إي دي" ووردتين، فقامت الشرطة بأخذها فوراً ووضعها في شاحنة.
وشاهد مراسلو الوكالة اعتقال الشرطة ثمانية أشخاص في الأقل بينهم ألكسندرا وونغ (67 سنة) والمعروفة باسم "الجدة وونغ"، وهي ناشطة بارزة مؤيدة للديمقراطية، إذ كانت تحمل الورد عندما أحاطتها قوات الأمن واقتادتها بعيداً.
ويأتي ذلك بعد يوم من اعتقال أربعة أشخاص بتهمة "التحريض على الفتنة والتصرف بطريقة غير منضبطة"، إذ قامت الشرطة بتفتيش المتسوقين في خليج كوزواي أمس السبت قبل أن تعتقل فنانين وناشطين.
ويعد الحديث عن حركة "تيان أنمين" أمراً شديد الحساسية للقيادة الشيوعية في الصين كما أن إحياء الذكرى ممنوع في البر الرئيس، حيث كانت هونغ كونغ المدينة الصينية الوحيدة التي تحيي الذكرى على نطاق واسع، في دليل على الحريات والتعددية السياسية التي كانت تتمتع بها نظراً إلى وضعها الخاص، لكن منذ أن فرضت بكين قانون الأمن القومي عام 2020، أنهت سلطات فكتوريا هذه التجمعات ودفعت الفنانين الذين يشاركون في إحياء الذكرى إلى إجراء عروضهم خارج المدينة الصينية.
وأشادت ونغ (53 سنة) التي رفضت الإفصاح عن اسمها بالكامل، بالمعرض الذي يتم تنظيمه في فكتوريا بارك، ولكن عند سؤالها عن إحياء ذكرى حركة "تيان أنمين" أجابت بأنه أمر من الماضي، وقالت "هونغ كونغ مكان مختلف الآن".
وسعت الحكومة الصينية إلى مسح الذكرى من الذاكرة العامة في الأراضي الصينية، كما تم حذف أي ذكر لقمع "تيان أنمين" من الإنترنت في الصين، كما انتشر رجال الشرطة حول ميدان "تيان أنمين" اليوم الأحد وقاموا في بعض الأحيان بتوقيف راكبي الدراجات.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ونشرت السفارة البريطانية في بكين الصفحة الأولى من لصحيفة "الشعب" اليومية الصينية، عدد الرابع من يونيو عام 1989، وظهر فيها تقرير قصير عن الإصابات التي غمرت المستشفيات، وكتبت عبر حسابها على "تويتر" اليوم الأحد، "في غضون 20 دقيقة أزال المراقبون منشورنا من ’ويبو‘ وقاموا بفرض رقابة على الأخبار كما نشرتها الوسيلة الإعلامية الأكثر موثوقية للحزب الشيوعي".
واستهدفت السلطات في بكين هذا العام جسراً كان موقعاً لتظاهرة نادرة العام الماضي، عندما علق محتج لافتة على جسر سيتونغ في أكتوبر (تشرين الأول) 2022 يدعو فيها إلى الحرية".
وتم تعزيز الأمن حول الجسر بحلول نهاية الأسبوع، كما أزيلت لافتة الطريق ولم تعمل الإرشادات في تطبيقات الخرائط.
وبعد أن فرضت الصين قانون الأمن القومي عام 2020 فرّ النشطاء الذين يدعون إلى الديمقراطية أو تم اعتقالهم، لكن خلال الأسابيع التي سبقت الذكرى بدت السلطات حذرة.
وصادرت الشرطة تمثالاً تذكارياً بعنوان "عمود العار"، كما ألغي عرض خاص لفيلم وثائقي غير مرتبط بذكرى "تيان أنمين" وسحبت كتب حول القمع من المكتبات العامة.
وذكرت مستشارة المنطقة السابقة المؤيدة للديموقراطية ديبي تشان أن الشرطة اتصلت بها الأسبوع الماضي لسؤالها عن خططها بمناسبة الرابع من يونيو، بعد أن قالت عبر "فيسبوك" إنها ستقوم بتوزيع شموع مجانية.
ومع اقتراب الذكرى السنوية هذا العام لقمع احتجاجات ميدان "تيان أنمين" رفضت السلطات مرارًا تأكيد ما إذا كانت تعتبر إحياءها غير قانوني، واكتفت بالقول "يجب على الجميع مراعاة القانون".
وسبق أن اُتهم منظمو الوقفة الاحتجاجية السنوية المعروفون باسم "تحالف هونغ كونغ" وقادتهم بـ "التحريض على التخريب"، بموجب قانون الأمن القومي الذي فرض لقمع الاحتجاجات الضخمة والعنيفة التي هزت المدينة عام 2019.
وسيتم إحياء ذكرى "تيان أنمين" في أماكن مختلفة في العالم، من اليابان وسيدني ووصولاً إلى لندن ونيويورك.
