Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

متحف الخرطوم تحت سيطرة "الدعم السريع" ومجلس الأمن على الخط

مدد لـ6 أشهر المهمة السياسية للأمم المتحدة بعدما اتهم قائد الجيش المبعوث الأممي بالإسهام في تأجيج النزاع

ملخص

وافق مجلس الأمن على تمديد مهمة "يونيتامس" في السودان حتى ديسمبر المقبل. ويعكس اقتصار تمديد التفويض على هذه المدة دقة الأوضاع في البلاد.

قالت نائبة مدير إدارة المتاحف في السودان، اليوم السبت، إن قوات الدعم السريع سيطرت على المتحف القومي في الخرطوم، مما يثير مخاوف على سلامة القطع الأثرية المهمة، بما في ذلك المومياوات، وسط الحرب الدائرة.

وقالت إخلاص عبداللطيف إن عناصر من قوات الدعم السريع التي تخوض قتالا مع الجيش على السلطة منذ سبعة أسابيع، دخلت المتحف، أمس الجمعة، وحثت القوات على حماية تراث البلاد.

وأضافت أن العاملين بالمتحف ليسوا على علم بالوضع داخله لأنهم توقفوا عن العمل هناك بعد اندلاع الصراع فجأة في 15 أبريل (نيسان) الماضي، مما أجبر الشرطة التي تحرس المنشأة على الانسحاب.

ويقع مبنى المتحف على ضفة النيل وسط الخرطوم بالقرب من مبنى البنك المركزي في منطقة تشهد بعضاً من أعنف معارك الصراع.

ومن بين آلاف القطع الأثرية التي لا تقدر بثمن مومياوات محنطة تعود إلى 2500 عام قبل الميلاد، مما يجعلها من بين أقدم القطع الأثرية في العالم وأكثرها أهمية.

وقال المدير السابق للمتحف القومي حاتم النور إن المبنى يحتوي أيضاً على تماثيل وأوان فخارية وجداريات قديمة وكذلك قطع أثرية تعود إلى فترات مختلفة بداية من العصر الحجري إلى العصرين المسيحي والإسلامي.

وقالت روكسان تريو العضو بفريق آثار فرنسي كان يعمل في السودان إن الفريق يتابع أوضاع المتحف عبر الأقمار الصناعية ورصد بالفعل علامات يحتمل أنها تشير إلى أضرار وقعت قبل أمس الجمعة، مع وجود علامات على اندلاع حريق.

وأضافت "لا نعرف مدى الضرر في الداخل".

واستمر القتال الأسبوع الماضي على رغم إعلان وقف إطلاق النار مرات عدة، بما يشمل هدنة بوساطة السعودية والولايات المتحدة اتفق عليها الجانبان وينتهي سريانها الليلة.

وبعد استمرار الاشتباكات والقصف واحتلال المباني المدنية، علقت واشنطن والرياض المحادثات وأعلنت الولايات المتحدة فرض عقوبات على مصالح تجارية لطرفي الصراع.

ودعا مجلس الأمن الدولي، أمس الجمعة، الطرفين إلى وقف الأعمال العدائية للسماح بوصول المساعدات الإنسانية.

وأدت الحرب بالفعل إلى نزوح 1.2 مليون داخلياً وفرار 400 ألف آخرين إلى دول مجاورة، مما يدفع السودان إلى حافة كارثة ويثير مخاوف من اندلاع صراع أوسع نطاقاً.

مجلس الأمن على الخط

دعا مجلس الأمن الدولي الجمعة طرفي الصراع في السودان إلى وقف الأعمال القتالية، وذلك في ظل استمرار المعارك في العاصمة الخرطوم بعد تعليق محادثات استهدفت الحفاظ على وقف إطلاق النار وتخفيف أزمة إنسانية.

وجاء في بيان صحافي وافق عليه المجلس المكون من 15 عضواً في نيويورك أن المجلس يعبر عن "القلق البالغ" إزاء الاشتباكات، ودان جميع الهجمات على المدنيين وموظفي الأمم المتحدة والوكالات الإنسانية.

وذكر البيان أن المجلس "شدد على ضرورة قيام الجانبين بوقف الأعمال القتالية على الفور وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية، ووضع ترتيب دائم لوقف إطلاق النار واستئناف العملية نحو التوصل إلى تسوية سياسية دائمة وشاملة وديمقراطية في السودان".

تمديد مهمة "يونيتامس"

ومدد المجلس لستة أشهر المهمة السياسية للأمم المتحدة في السودان، بعدما اتهم قائد الجيش السوداني عبدالفتاح البرهان المبعوث الأممي فولكر بيرتيس بالإسهام في تأجيج النزاع.

في قرار مقتضب وافق مجلس الأمن بالإجماع على تمديد تفويض "بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لدعم المرحلة الانتقالية في السودان" حتى 3 ديسمبر (كانون الأول) 2023. ويعكس اقتصار تمديد التفويض على هذه المدة القصيرة مدى دقة الأوضاع في البلاد.

وكان البرهان قد اتهم الأسبوع الماضي بيرتيس بتأجيج النزاع الدموي الدائر بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو المعروف بـ"حميدتي".

ووجه رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش طالبه فيها بـ"ترشيح بديل" لبيرتيس، متهماً الأخير بارتكاب "تزوير وتضليل" أثناء قيادته عملية سياسية تحولت حرباً مدمرة.

وفي ختام اجتماع مغلق عقده مجلس الأمن الدولي الأربعاء، أكد غوتيريش "ثقته التامة" ببيرتيس. وقال "يتعين على مجلس الأمن أن يقرر ما إذا كان يؤيد استمرار المهمة فترة إضافية، أو ما إذا كان الوقت قد حان لإنهائها".

دعم بيرتيس

كذلك أعرب عدد من أعضاء المجلس الآخرين عن دعمهم المبعوث الأممي.

وقال نائب السفير البريطاني جيمس كاريوكي إن الأشهر الستة المقبلة ستتيح لمجلس الأمن الوقت اللازم "لتقييم تأثيرات... قدرة يونيتامس على ممارسة تفويضاتها الحيوية".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

من جهته أبدى نائب السفير الأميركي روبرت وود "أسفه لأن هذا المجلس عجز عن التوصل إلى إجماع على تفويض محدث".

وأمل في أن يوافق المجلس في الأشهر المقبلة على قرار "يمكن البعثة من تقديم دعم أفضل لإنهاء النزاع وحماية حقوق الإنسان (ووصول) المساعدة الإنسانية بلا عوائق".

ويدعو القرار الذي تم تبنيه الجمعة الأمين العام إلى مواصلة تقديم تقارير في شأن المهمة في السودان كل ثلاثة أشهر. ويتوقع أن يصدر التقرير المقبل في 30 أغسطس (آب).

وبيريتس الذي كان موجوداً في نيويورك عندما اتهمه البرهان بتأجيج النزاع، يتوقع أن يعود "إلى المنطقة" في الأيام المقبلة. وهو سيزور أديس أبابا للقاء مسؤولين في الاتحاد الأفريقي، وفق المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة فرحان حق.

وبعثة الأمم المتحدة المتكاملة لدعم المرحلة الانتقالية في السودان "يونيتامس" أنشئت في يونيو (حزيران) 2020 لدعم العملية الديمقراطية الانتقالية بعد نحو عام على إطاحة عمر البشير، ومذاك كان يتم تجديد تفويضها سنوياً لمدة عام.

قصف مدفعي في الخرطوم وتعزيزات للجيش

ميدانياً، ترددت أصداء القصف المدفعي في الخرطوم مع احتدام القتال في أعقاب تعليق الهدنة بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني الذي استقدم تعزيزات إلى العاصمة، غداة فرض واشنطن عقوبات على طرفي النزاع.

وأفاد شهود وكالة الصحافة الفرنسية الجمعة عن "قصف مدفعي" على جنوب العاصمة السودانية، بينما دارت اشتباكات في شرقها، وذلك بعدما تحدث سكان في وقت مبكر عن قصف مدفعي قرب مبنى الإذاعة والتلفزيون في ضاحية أم درمان.

وأودت المعارك بأكثر من 1800 شخص، بينما أفادت الأمم المتحدة بأن أكثر من 1.2 مليون شخص نزحوا داخلياً ولجأ أكثر من نصف مليون شخص إلى الخارج.

وتوصل الجانبان إلى أكثر من اتفاق تهدئة كان آخرها خلال مباحثات في مدينة جدة بوساطة سعودية - أميركية. 

وفي ما يبدو تمهيداً لتصعيد إضافي محتمل في أعمال العنف، أعلن الجيش الجمعة استقدام تعزيزات للمشاركة "في عمليات منطقة الخرطوم المركزية".

وأعلن الجيش الأربعاء تعليق مشاركته في المباحثات المستمرة منذ أسابيع، متهماً قوات الدعم بعدم الإيفاء بالتزاماتها باحترام الهدنة والانسحاب من المستشفيات ومنازل السكان.

وأعقب ذلك تأكيد الوسيطين السعودي والأميركي تعليق المباحثات رسمياً.

المزيد من متابعات