Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"بلاكبيري"... أسطورة لم تصمد طويلاً

فيلم للمخرج الكندي ماثيو جونسون وتمثيل جاي باروتشيل وماثيو جونسون وغلين هاورتون 

لقطة من الفيلم (موقع الفيلم)

ملخص

كان من يستعمل الهاتف، يشعر بأنه يملك العالم آنذاك، إذ بإمكانه إجراء الاتصالات وإرسال وتلقي الرسائل الإلكترونية بكل سهولة.

في أواخر التسعينيات ومطلع الألفية الثالثة، ثمة انطباع سرى أن من يستعمل هاتف "بلاكبيري" إنسان أنيق وعصري ومتطور ومميز ومرتاح مادياً ولافت للنظر، ما كان يلفت النظر حقاً لوحة المفاتيح الجميلة الخاصة بالهاتف، وكيف أنه شبيه بكمبيوتر صغير. 

كان من يستعمل الهاتف يشعر بأنه يملك العالم آنذاك، إذ بإمكانه إجراء الاتصالات وإرسال وتلقي الرسائل الإلكترونية بكل سهولة، وهذا ما ساعد في انتشار الهاتف الذكي بشكل كبير. ومن الأمور التي كانت تميزه الشبكة الخاصة التي بناها من خلال الاعتماد على الأكواد الخاصة به (BBM)، وكانت تستعمل للتعارف ما بين الجنسين بخاصة في العالم العربي.
لم تصمد الشركة طويلاً بعد ظهور الجيل الأول من هواتف "آيفون" لأسباب عدة، أهمها عدم الاهتمام بالتطوير والمنافسة، مما أنهى حقبة شركة من أبرز الشركات التي سيطرت على قطاع الهواتف الذكية في العالم.
 
البداية
 
في فيلمه الجديد "بلاكبيري" ينقل لنا المخرج الكندي ماثيو جونسون قصة نجاح هذه الشركة وصعودها الصاروخي، ومن ثم هبوط أسهمها وخسائرها لاحقاً. عمل لا يركز كثيراً على الرأسمالية، بقدر ما يعرض قصة شابين كنديين مايك لازاريدس (جاي باروتشيل) ودوغ (ماثيو جونسون)، اللذين لديهما فكرة هاتف ذكي مع لوحة مفاتيح كاملة، لكنهما لا يعرفان كيف يسوقان لها، إلى أن يكتشف رجل الأعمال جيم بالسيلي (غلين هاورتون) ذلك، ويساعد في ترويج الفكرة وتسويقها.
 
 
الفيلم الكندي الذي نافس على جائزة الدب الذهبي لأحسن فيلم في الدورة الـ73 من مهرجان برلين السينمائي الدولي، مقتبس عن كتاب 2015 Losing the Signal: The Spectacular Rise and Fall of BlackBerry  للمؤلفين شون سيلكوف وجاكي ماكنيش. 
 
الأداء 
 
يقدم الممثل غلين هاورتون أداءً قوياً ولافتاً في العمل، عبر عصبيته الزائدة، وتصرفاته المثيرة وخبرته في إدارة الشركة التي سيطرت تحت إدارته على 40 في المئة من سوق الهواتف الذكية، فانتقل بزملائه من مكتب صغير إلى شركة عملاقة. ويظهر العمل مدى قدرة هذه الشخصية على استقطاب أبرز الخبرات في قطاع التكنولوجيا من "غوغل" و"مايكروسوفت".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

 

في المقابل، لدينا جاي باروتشيل الذي لعب دور الرئيس التنفيذي للشركة. مهندس عبقري، يبحث دوماً عن الحلول، لكنه متوتر دائماً وقليل الكلام وساذج بعض الشيء، لا يعرف كيف يدير شركة وليس حاسماً مع موظفيه وغير مهتم بالجانب المادي. 
ويظهر العمل أيضاً مدى تمسك الممثل بالدفاع عن لوحة المفاتيح الخاصة بهاتفه، وعدم اقتناعه بشاشة اللمس التي طورتها شركة "أبل"، لكن عناده وعدم مواكبته التطور في عالم التكنولوجيا أسهما أيضاً إضافة إلى الفساد المالي الذي لحق بالشركة في خرابها واختفائها تدريجاً.
 
 
حاول المخرج في العمل الذي بدأت وتيرته تصاعدية في القسم الأول المزج ما بين الجدية والدعابة، فالعمل مليء بالمشاهد التي يلعب فيها الموظفون في الشركة ألعاب الفيديو، أو تكريس ليلة لمشاهدة الأفلام، أو الضحك المتعالي في قاعة العمل. لم يقدم المخرج الكندي عملاً يواكب كل قضايا الشركة، بل أراد عرض القصة الحقيقية لها، كيف صعدت وكيف هبطت لاحقاً.
يفتقد العمل في النصف الثاني منه إلى المتعة وعنصر الجذب للمتفرج، يتحول إلى باهت ورتيب، بخاصة في المشاهد التي يكون فيها المال هو الحل لكل شيء. ويستعيض المخرج عن بعض الحوارات بمشاهد قصيرة موثقاً خيبات الأمل والخسارة.
يتشابه الفيلم إلى حد ما مع بعض أعمال السير الذاتية التي حاكت نجاح شركات عالمية كفيلم "The Social Network" الذي عرض قصة "فيسبوك" وكيف بدأت "Steve Jobs" الذي تناول حياة مؤسس شركة "أبل" التي تبلغ قيمتها السوقية الآن أكثر من ثلاثة تريليونات دولار، و"Wolf Of Wall Street" عن حجم الأموال الموجودة في البورصة والطريقة التي تصبح بها فاحش الثراء إلى أن تهوي فجأة وتخسر كل شيء.
 
 
أعمال قدمت سيراً لأشخاص معروفين غيروا وجه البشرية، مع التركيز على تفاصيل التأسيس، والتغير والتطور الذي طرأ لاحقاً على هذه الشركات. واللافت في هذه الأفلام أن غالبية الشركات المذكورة واجهت مشكلات مالية وتهرباً ضريبياً، كما حصل مثلاً في نهاية فيلم "بلاكبيري"، إذ اصطدمت الشركة مع مصلحة الضرائب.

 

هاتف المشاهير والرؤساء
 
كان "بلاكبيري" رائداً في تقديم خدمات البريد الإلكتروني إلى الهواتف المحمولة، من خلال لوحة مفاتيح QWERTY التجارية الخاصة به وكرة التتبع الشهيرة التي سمحت بمزامنة سلسة ووصول مستمر إلى رسائل البريد الإلكتروني الخاصة بالشركات، وأصبح محبوباً على الفور لقادة العالم، ورواد الشركات والأثرياء والمشاهير. في الواقع كان امتلاك هذا الجهاز في يوم من الأيام رمزاً للمكانة الاجتماعية، وكانت توجد حالات إدمان لهذا الهاتف.
يذكر أن الفيلم نافس على جائزة الجمهور في مهرجان SXSW السينمائي، بينما حصل على جائزة Sloan Science on Screen Prize، وهي تقدير يحتفي بالتصوير الجذاب للعلم في فيلم روائي طويل، ويتم تقديم الجائزة من خلال شراكة بين المهرجان ومؤسسة Alfred P. Sloan، وهي جزء من مبادرة Sloan Science in Cinema التابعة لمهرجان سان فرانسيسكو السينمائي.
وشارك في عديد من المهرجانات الأخرى منها مهرجان دبلن السينمائي بإيرلندا، ومهرجان غلاسكو في المملكة المتحدة، كما شارك بنحو سبعة مهرجانات في الولايات المتحدة. 
لكن هذا النوع من الأفلام لا يلقى رواجاً تجارياً، ولا يحقق أرباحاً مادية كبيرة، وهذا مما يدفع بعض الصالات إلى عدم عرضه، لكنه يبقى مثلاً لهواة النوع، بخاصة أن فيه حنيناً إلى حقبة أولى من تاريخ الهواتف الذكية.
اقرأ المزيد

المزيد من سينما